مِنْ تحالف “الوكلاء” إلى تحالف “الأصلاء”
تاريخ النشر: 13th, January 2024 GMT
على مدى تسع سنوات من العدوان على اليمن – الذي بدأ في مارس 2015 – كان اليمنيون يدركون أن التحالف الذي أعلنته السعودية للحرب على اليمن، لم يكن سوى أدوات تحركها واشنطن ولندن لتحقيق أجندتهما الاستعمارية في المنطقة وحماية الكيان الاستعماري الصهيوني ربيب الاستعمار الغربي ورأس حربته في قلب العالم العربي والإسلامي .
التحالف الذي قادته السعودية لم يكن سوى تحالف “وكلاء”، بينما كان “الأصلاء” يتوارون خلف وكلائهم ويقدمون مختلف أنواع الدعم طيلة تسع سنوات .
ارتكب تحالف الوكلاء جرائم مروعة في اليمن، قتل مئات الآلاف من اليمنيين، ودمرت البنى التحتية في كل المحافظات اليمنية، ولا يمكن إحصاء الأضرار المباشرة وغير المباشرة التي تسبب بها الحرب والحصار قرابة عقد من الزمان، ولا تزال تداعيات الحرب على اليمن مستمرة وأخطرها مؤامرات وخطط تفكيك اليمن وتقسيمه كهدف رئيسي للحرب التي شنت على اليمن بذريعة ” استعادة الشرعية ” .
بعد تسع سنوات من فشل حرب الوكلاء في تحقيق كامل أهدافها في اليمن، وبعد أن ارتدت ” عاصفة الحزم ” على أصحابها، تدخل “الأصلاء” وشكلوا تحالفا من نوع آخر، أطلقوا عليه اسم “حارس الازدهار” بشكل مباشر واستخدموا ذريعة أخرى، هي ” حماية الملاحة ” في البحر الأحمر .
يتشابه التحالفان في كثير من الأوجه، فالأول كان يضم أكثر من عشر دول ـ بحسب الإعلان السعودي حينها ـ لكنه سرعان ما تآكل وانحصر في دولتين أو وكيلين، هما: السعودية والإمارات .
التحالف الجديد – الذي أعلنه وزير الدفاع الأمريكي لويد اوستن في 18 ديسمبر الماضي من عشر دول – تآكل هو الآخر عندما أدركت الكثير من الدول أن التحالف الذي اسمته أمريكا ” حارس الإزدهار» لا يهدف سوى لحماية المصالح الإسرائيلية ومنح الكيان الصهيوني المزيد من الوقت لإبادة الفلسطينيين في غزة . لقد كان حجم الجرائم التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في غزة أكبر مما يتحمله ضمير أقرب حلفاء الولايات المتحدة، لذلك نأوا بأنفسهم وجيوشهم من المشاركة في هذا التحالف الذي بات مقصورا على واشنطن ولندن، تماما كما اقتصر التحالف السابق على الرياض وأبوظبي .
كلا التحالفين – تحالف الوكلاء وتحالف الأصلاء – يستهدفان اليمن. ومثلما حاول الأول إضفاء شرعية على عدوانه وحصاره على اليمن، سواء من خلال تفسيراتهم الخاصة للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن، أو من خلال إعلان تحالفات عددية شكلية تكون مجرد غطاء دولي يخفي أهدافهم الخاصة .
في الساعات الأولى من فجر السادس والعشرين من مارس 2015، شن تحالف الوكلاء أولى غاراته على العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات اليمنية، وفي الساعات الأولى من فجر يوم الـ 12 من يناير 2024، شن تحالف الأصلاء غاراته على العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات اليمنية . تدرك واشنطن ولندن أن عدوانهما على اليمن يعد انتهاكا صريحا للقانون الدولي، كما أن قرار مجلس الأمن الذي صدر قبل يوم من العدوان ليس فيه ما يشرعن هذا العدوان، وإقحام أستراليا وهولندا والبحرين – كشركاء في العدوان الأخير على اليمن – لا يمنحه أي مشروعية .
بعد أيام من عدوان تحالف ” الوكلاء ” أعلن ” أحمد عسيري ” أن غارات التحالف نجحت في القضاء على 95 % من القدرات العسكرية اليمنية، حينها كانت وحدات الجيش اليمني مفككة ومنقسمة تعاني ضعفا مركباً بعد خضوعها لسنوات لبرنامج أمريكي تحت مسمى ” إعادة الهيكلة” .. وحينها أيضا، كان ” المجاهدون ” التابعون لحركة أنصار الله يجهلون التعامل مع زاوية مدفعية الهاون، وفي إحدى المرات عادت القذيفة التي أطلقوها لتسقط على بعد أمتار من المدفع .
مرّت الأشهر والسنين، وانقلبت المعادلة .. راكم أنصار الله قدراتهم وخبراتهم، عددا، صاروا بالملايين، وعدة، وصلت صواريخهم وطائراتهم المسيّرة إلى شواطئ الخليج وجنوب فلسطين . وفي نفس الوقت، كان تحالف الوكلاء يراكم خيباته وهزائمه، وارتدت عاصفته عليه، واشتعلت أرامكو وأدنوك ولولا الهدنة لما انطفئت الحرائق .
يكرر تحالف الأصلاء أخطاء وكلائه، وها نحن نسمع تصريحات بريطانية وأمريكية على طريقة ” أحمد عسيري “، يقولون فيها إن صواريخهم التي اطلقت من السفن والغواصات والطائرات استهدفت قدرات ” الحوثيين ” العسكرية، وأنها دمرت مخازن ومصانع وأضعفت قدراتهم لشن هجمات مستقبلية .. تماما مثلما كان يقول ناطق تحالف الوكلاء وقياداته .. فانتظروا، إن غداً لناظره قريب .
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
اليمن كلها وأحرار الأمة والعالم ” أنصار الله “وباقي اللقطاء عيال “إسرائيل”
توحدت وتكاتفت ودعمت وساندت كافة دول تحالف الشر بقيادة الملعونة أمريكا وذليلتها بريطانيا علناً ومن دون خجل أو حياء أو ذرة إنسانية لدعم كيان العدو الإسرائيلي في حربه على قطاع غزة ، وعندما تحركت اليمن قيادة وجيشا وشعبا لمساندة الشعب الفلسطيني اعتدوا وقصفوا اليمن وصرّحوا كذبا وزورا وبهتانا إن عدوانهم وجرائم والقتل ومحاصرة وتجويع اليمن (شعبا وأرضا) سببه هو محاربتهم لانصار الله فقط ، ومع هذا قوبل ذلك كله بالتفاف وتوحد شعبي يمني صادق وحقيقي وثابت ومواجه وصامد بكل ما تحمله الكلمات من معانٍ حقيقية وصلبة ثابتة دعما وإسنادا لغزة وأهلها ومجاهديها ، خلف قيادة وتوجه ومشروع ووعي وقيم انصار الله ، ومع علانية توحد كذبة العدو الفجة نجد أن الالتفاف والتوحد الشعبي العربي والإسلامي مع انصار الله تحرر عن صمته ، ولهذا فإن سعي أمريكا لإعلان حركة انصار الله حركة إرهابية ليس إلا منبرا لتتقافز مشاريع المفاوضات الأممية..
قريبا سوف يظهر سلام الإنسانية الدولية فجأة ، وهنا ينشط معهمم نجوم الإعلام السفري لتعزيز الادعاء والتضليل الكاذب الذي تلتحفه دول الشر والطغيان وتحالفات العدوان ، وأحيانا من خلال أنشطة وفعاليات وتصريحات وكتابات ومنشورات تظهر انصار الله بصورة انهم حركة سياسية ومذهبية وطائفية ومناطقية لا تمت لليمن والشعب اليمني والجيش اليمني بأي صلة، وان المفاوضات معهم لا غيرهم من اليمنيين..
إن الحقيقة الثابتة الوحيدة اليوم هي أن من اعتدوا وحاربوا وعادوا وكرهوا وكذبوا وضللوا على مشروع ووعي وقيم انصار الله هم من يطبع اليوم مع العدو الصهيوني وفي احضان إسرائيل ومن انصار واتباع الصهيونية العالمية ، وان الصمود والثبات والالتفاف والتوحد مع انصار الله اثبت طوال أعوام الحرب والعدوان على اليمن وأيام الحرب والعدوان على غزة ، أولا أن كل اليمن شعبا وأرضا هم – انصار الله – وان كل الأحرار والشرفاء من أبناء الأمة هم – انصار الله – ولهذا يتوجب اليوم ان يكون الالتفاف والتوحد مع انصار الله متمادياً جدا في علانيته وصراحته وان يكون له – يد وفم – ما لم فإن الصمت والخجل وخاصة عند بعض أصحاب الحسابات السياسية من قيادات القوى السياسية والاجتماعية والثقافية هو الذي يحيي كافة محاولات تقزيم – الأنصار- وتصويرهم وإظهارهم كحركة صغيرة..
بعد خمسة عشر شهرا من دعم وإسناد غزة عسكريا وشعبيا وإعلاميا اليوم نقولها وبالفم المليان، لكافة تماثيل ألعاب المفاوض الأمريكي والبريطاني والأممي والدولي المتواطئ مع تحالف دول الشر والعدوان، ان العقل والمنطق والدين والضمير والشرف والكرامة والقيم والوعي والمشروع والاستراتيجية العسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والشعبية الإنسانية والإسلامية والعربية واليمنية كلها ، تقول ان لا حل للعالم والمنطقة واليمن ولشعوب الأمة لنيل سيادتهم واستقلالهم ووحدتهم وكرامتهم وشرفهم ، إلا بالتفافه وتوحده وانصهاره مع وعي وقيم ومشروع ومسيرة وقيادة انصار الله، الذين حولوا المعركة إلى نحر العدو الإسرائيلي والبريطاني والأمريكي وإلى عمق أراضي وديار العدو الصهيوني ، وان من قام بهذه الخطوة هم انصار الله منذ أول يوم لمواجهة طواغيت العالم ودول العدوان، وبتأييد وتوحد والتفاف إيماني وشعبي ووطني وأخلاقي وقيمي من كل أبناء الشعب اليمني وحتى اكتمال التحرر وتحقيق النصر الشامل والكامل بإذن الله تعالى ..