طلبات التوصيل الزائفة.. نمط جديد للاحتيال الإلكتروني
تاريخ النشر: 13th, January 2024 GMT
العين – راشد النعيمي
في ظل الرواج الكبير للتجارة الإلكترونية، والطلب والشراء والتوصيل عبر الإنترنت، نشط نمط جديد من الاحتيال، الذي يستغل لهفة تلقي المشتريات ووصولها إلى المستهلك، خاصة من لا يملك خلفية وخبرة في أساليب الاحتيال، وينصاع لأي بريد إلكتروني مزيف ينتحل شخصية شركة توصيل معروفة، ويطلب بياناته المصرفية لدفع رسوم لا تتعدى دراهم معدودة، قيمة خدمات تكون بوابة كبرى لنهب أمواله فيما بعد.
بدأت شركات توصيل شهيرة في تحذير زبائنها من عمليات النصب، التي تجري عبر انتحال شخصياتها، بعد أن كانت تستهدف بريد الإمارات في وقت سابق، وطالبتهم بضرورة الحذر، والتأكد من سير شحناتهم أو الاتصال هاتفياً عبر مراكز الاتصال المعتمدة، فيما دعت شركة شهيرة لمكافحة الفيروسات، إلى ضرورة وجود برامج المكافحة لكشف عمليات التصيد الاحتيالي.
وأشارت إلى أن التصيد هو نوع من أنواع احتيال الهندسة الاجتماعية، حيث يحاول المهاجم ملاحقة ضحاياه ودفعهم إلى تقديم معلومات قيمة، ومن أبرز وسائل هجمات التصيد هي الرسائل الإلكترونية، حيث يصمم المهاجم رسالة تبدو وكأنها من جهة موثوقة، وقد تكون الرسالة من بنك معين، أو على شكل تحذير من حادثة أمنية معينة، أو إرسال رابط يطالب المستخدم باستعادة كلمة المرور، أو دفع قيمة خدمات.
معلومات حساسةأشارت شركة «أرامكس»، إلى أن رسائل البريد الإلكتروني الاحتيالية والضارة هي أكثر طرق الاحتيال شيوعاً عبر الإنترنت، وتهدف خداع الجمهور من خلال التظاهر بأن مصدرها معروف كشركة أرامكس،
وعلى سبيل المثال، استلام رسالة إلكترونية تبدو في ظاهرها بأنها مرسلة من شركة أرامكس، وذلك من أجل حثهم على مشاركة معلومات شخصية ذات طبيعة حساسة، أو بيانات الحساب، أو إرسال أموال، وقد تتضمن الرسالة أيضاً، طلباً بالتسجيل في مسابقة من أجل الفوز بجوائز.
وأضافت: «نلتزم بحماية المعلومات الحساسة لعملائنا، ونأخذ هذا الأمر على محمل الجد، ونواظب على مراقبة المعلومات، والبيانات المتاحة لدينا من أجل تفادي ومنع أي سلوك احتيالي أو مشبوه، وحيث إننا نبذل أقصى ما بوسعنا لحماية عملائنا وشركائنا، فإننا نحثهم أيضاً على دعم جهودنا هذه، عبر القيام بواجبهم في رصد أي سلوك احتيالي محتمل من قبل أطراف خبيثة تستغل اسمنا للتضليل».
من جانب آخر، قالت شركة «فيدكس» أنها لا تطلب عبر مكالمات أو بريد أو رسائل نصية أو رسائل بريد إلكتروني غير مرغوب فيها، معلومات الدفع أو معلومات شخصية، مقابل بضائع بصدد النقل أو موجودة في حيازتها، وفي حال تلقي أي من هذه الاتصالات أو اتصالات مشابهة لها، فلا ترد أو تتعاون مع جهة الإرسال.
عمليات خداعقالت شركة مكافحة الفيروسات الشهيرة «كاسبر سكاي»: «إن عملية الخداع تبدأ باستلام إشعار بريد إلكتروني يبدو أنه صادر عن خدمة توصيل شهيرة، ويتم إرسال الرسائل بلغات مختلفة، وتختلف أسماء خدمات البريد، التي يتم انتحالها باختلاف المناطق الجغرافية».
كما أن عملية التقليد لا تكون مثالية، فمن بين العلامات التي دلت على عملية الاحتيال، كانت كل عينات الرسائل الاحتيالية، التي تمت مراجعتها مرسلة من عناوين بريد إلكتروني عشوائية، ليس لها علاقة بأي من عناوين البريد الإلكتروني الرسمية للخدمات البريدية.
وأضافت أن رسائل البريد الإلكتروني الاحتيالية تظهر بلغات متعددة، وكأنها واردة من خدمات بريدية مختلفة معروفة، ويذكر الإشعار أن الطلب لم يتم تسلميه بسبب عنوان خاطئ، أو وجود رسوم إضافية نتيجة لنفقات غير متوقعة، أو سبب آخر معقول ولكن بشكل غامض، ثم يطلب من المستلم سداد مبلغ صغير لا يتعدى 3 يوروهات، لضمان وصول الطلب، ويوفر المرسل رابطاً إلكترونياً لصفحة تبدو كموقع إلكتروني لخدمة بريد، ولكنها في الواقع صفحة ويب احتيالية.ويقوم المستخدمون الذين تنطلي عليهم الخدعة بالنقر على الرابط، ويذهبون مباشرة إلى صفحة السداد، ويدخلون بياناتهم الشخصية، وبيانات البطاقة المصرفية كما طلب منهم، ثم يدخلون رمز تأكيد يتم إرساله في رسالة نصية.
ونصحت الشركة المستخدمين باتباع طرق مختلفة لحماية أموالهم من المحتالين، عبر تتبع الطرود بشكل أساسي وإذا كان هناك عدد كبير من الطلبات لا يمكن تذكرها كلها، يمكن إنشاء ملف أو وضع قائمة للطلبات التي لم تصلك بعد، كما يجب تجنب النقر على الروابط في رسائل البريد الإلكتروني، وخاصة إذا لم تكن متأكداً تماماً من أنها صحيحة، ولا تدخل بياناتك الشخصية أو المصرفية أبداً في صفحات تحيلك إليها روابط مماثلة. وأضافت، «إذا ساورك الشك، فاتصل بخدمة التوصيل هاتفياً لتعرف ما يحدث، ويمكنك أيضاً البحث عن رقم تتبع الطرد في رسالة تأكيد الطلب أو الشحنة، والتحقق من حالة التوصيل على الموقع الإلكتروني الرسمي للخدمة كما يمكنك تثبيت برنامج مكافحة فيروسات يتضمن حماية ضد التصيد الاحتيالي والغش».
تحذيرات وتنبيهاتكانت مؤسسة «بريد الإمارات» قد دعت، في وقت سابق، المتعاملين إلى استخدام موقعها الإلكتروني الرسمي (emiratespost.ae)، وتطبيق الهاتف المحمول عند إجراء عمليات الدفع الإلكتروني عبر شبكة الإنترنت، لتسديد رسوم الشحنات ومنتجات التجزئة، وذلك التزاماً منها بضمان أعلى المستويات الموثوقة في معاملات الدفع الآمن.
وتأتي هذه الخطوة في إطار الجهود الحثيثة، والمستمرة التي تبذلها الشركة لحماية المتعاملين من مخاطر الوصول إلى بوابات الدفع الرقمي غير القانونية، والتي تمثل جزءاً من مخططات الاحتيال الإلكتروني.
وشددت بريد الإمارات، على أهمية توخي الحذر من قبل سكان الدولة كافة، عند إجراء المدفوعات وبالأخص عبر رسائل البريد الإلكتروني والرسائل النصية القصيرة، التي تدعي أنها من الشركة، حيث تقوم بتوفير روابط إلكترونية لنظام دفع تابع إلى جهة خارجية، أو تحفيز المتعاملين على إنشاء حسابات، وإجراء مدفوعات مقابل تسليم شحناتهم.
وأكدت الشركة أنها، ومن الآن فصاعداً لن تقوم بإطلاق أي رسالة نصية، أو رسالة عبر البريد إلكتروني، لربط المتعاملين ببوابة دفع إلكتروني خارج موقعها الإلكتروني الرسمي، ويتم تذكير المتعاملين بضرورة التحقق على الدوام من العنوان الإلكتروني للجهة المرسلة مع الامتناع عن الكشف عن أيه بيانات خاصة أو معلومات.
طلبات زائفةحذرت شرطة أبوظبي في وقت سابق، من طرق احتيال عبر طلبات التوصيل الزائفة، وفيها يتم إرسال رسالة عبر البريد الإلكتروني أو نصية إلى الضحية، والطلب منه إجراء دفع مقابل شحنة، حيث يضغط المتعامل على الرابط ويدخل بيانات بطاقته البنكية، بعد ذلك تستخدم بيانات البطاقة في موقع للتجارة الإلكترونية، وتنشأ كلمة مرور لمرة واحدة، بعد ذلك لا يقرأ الضحية الرسالة بشكل دقيق، ويعتقد أنه تسلم كلمة المرور لمرة واحدة، لعملية الدفع التي يجريها ويدخلها، ويحصل المحتال عليها ويستخدمها لإتمام معاملة الشراء الخاصة به.
وحددت نصائح لتجنب الوقوع ضحية الاحتيال، وهي، عدم الضغط على الروابط الموجودة في رسائل البريد الإلكتروني، أو الرسائل الصغيرة، دون التأكد من غرضها، والتأكد في حال كان هو أو أحد أفراد أسرته يتوقعون وصول شحنة لهم، وقراءة الرسائل بعناية والتحقق من مصدرها، والتحقق من عناوين البريد الإلكتروني المشابهة أحياناً لعناوين البريد الإلكتروني الأصلية، ووجود (HTTPS) في الموقع، وتجنب تقديم البيانات البنكية عبر برنامج «واتساب»، والقراءة بعناية رسائل كلمة المرور الواحدة التي يرسلها المصرف، وتجنب الضغط على العروض الترويجية عبر الإنترنت ومواقع التواصل التي تبدو جيدة لحد يصعب تصديقه.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات رسائل البرید الإلکترونی برید إلکترونی
إقرأ أيضاً:
«الملتقى الأدبي» يناقش روايتيّ «ساعي بريد الكتب» و«إيلينا فيرانتي»
فاطمة عطفة (أبوظبي)
«القراءة ليست مجرد وسيلة للحصول على المعلومات، بل هي نافذة مفتوحة على عالم واسع من الأفكار والتجارب والمشاعر.
إنها رحلة تتيح لنا السفر عبر الأزمنة والثقافات، وتمنحنا فرصة للتفكير العميق في ما حولنا». هكذا افتتحت أسماء المطوع، مؤسسة صالون «الملتقى الأدبي»، جلسة نقاش رواية «ساعي بريد الكتب» لكارستين هن، ترجمة أحمد الزناتي، صادرة عن منشورات نادي الكتاب، ورواية «فرانتوماليا» لـ إيلينا فيرانتي، ترجمة معاوية عبد المجيد، صادرة عن دار الآداب.
وأشارت المطوع إلى أن الرجل السبعيني كارل كولهوف في رواية «ساعي بريد الكتب»، الذي يعمل في توصيل الكتب لعدد من القراء، وعلى الرغم من أن عمله قد يبدو روتينيا في ظاهره، فإن هذه المهنة تأخذ منحى مغايراً تماماً عندما يبدأ كارل في اكتشاف الأثر العميق الذي تتركه الكتب في حياة الأشخاص الذين يلتقي بهم، وخاصة بعدما تعترض طريقه طفلة ذكية في التاسعة من عمرها وتفتح أمامه باباً مختلفاً من تأثير الكتب في نفوس قرائها. أما الرواية الثانية «فرانتوماليا» فتعبر عن عالم مختلف تماماً، حيث تكشف الكاتبة فيها عن كيفية استخدام الكتابة بوصفها أداة لتأمل النفس وفهم أعماقها.
وأكدت المطوع أن الكتابة هنا لا تعد مجرد وسيلة للتعبير، بل هي أيضاً عملية عميقة للبحث عن الذات وفهم الهوية الشخصية في عالم معقد. وتابعت المطوع أن كل رواية من الروايتين تتضمن تصوراً خاصاً عن القراءة والكتب، وتطرح أسئلة كثيرة حول دور الأدب في الحياة الشخصية والجماعية. وتحدثت صوفي فانارا فارسخيير، حرم السفير الإيطالي بأبوظبي، عن أهمية رواية إيلينا فيرانتي، مبينةً أنها تجربة أدبية مختلفة.
وأضافت أن هذا الكتاب ليس رواية بالمعنى التقليدي للكلمة، بل تجربة مختلفة تماماً، وهي عبارة عن سلسلة من الرسائل والمقابلات التي تقدم فيها فرانتي أفكارها العميقة حول الكتابة والهوية، كما أنها تدمج بين الكتابة بوصفها فناً وبين القراءة بوصفها عملية تأملية، فهي تؤمن بأن الكتابة هي الوجه الآخر للقراءة. وفي مداخلة فاتنة السراج أشارت إلى أن «ساعي بريد الكتب» يختار لزبائنه ما يناسبهم، واقتبست من الصفحة الأخيرة: «صحيح أن الكتب تختار قراءها، ومع ذلك، فقد تحتاج الكتب أحياناً إلى من يرشدها إلى الطريق الصحيح».
بدورها، قالت رنا منزلجي: إن الرواية تتراوح بين الواقع والخيال لأن بطلها شخص حالم، في بداية الرواية يعيش حالة هروب من الواقع، ويخلق عالماً من نسج خياله وقراءاته، ويسقط شخصيات الكتب التي تسكنه ويسكن فيها على عالمه الذي يصبح مزيجاً من الواقع والخيال الموجود بالكتب، وهذا يظهر في أسماء شخصيات الكتب، وهو يؤمن بقوة الكلمة وقدرتها على التغيير.