هجمات البحر الأحمر تربك شركات الشحن وتنعش النفط والذهب
تاريخ النشر: 13th, January 2024 GMT
أدت هجمات جماعة الحوثي بالبحر الأحمر والضربات التي نفذتها الولايات المتحدة وبريطانيا على أهداف للجماعة إلى إرباك حركة نقل السفن ودفعت أسعار النفط والذهب للارتفاع، بينما أثرت على عائدات قناة السويس.
شركات الشحن تغيّر مسارهاأظهرت بيانات الشحن من مجموعة بورصات لندن ومنصة كبلر لمعلومات التجارة العالمية أن 4 ناقلات نفط على الأقل حوّلت مسارها من البحر الأحمر منذ الضربات التي نفذتها الولايات المتحدة وبريطانيا على أهداف للحوثيين في اليمن، وسط تزايد المخاوف من اتساع رقعة التوترات.
ويستهدف الحوثيون السفن التجارية منذ أواخر العام الماضي بهجمات تقول الجماعة إنها بغرض دعم الفلسطينيين في ظل حرب إسرائيل على قطاع غزة. وركزت الهجمات على منطقة مضيق باب المندب.
وفي علامة أخرى على التصعيد، استولت إيران الخميس على ناقلة تحمل خاما عراقيا وكانت متجهة إلى تركيا. ووقع هذا الحادث بالقرب من مضيق هرمز وهو ممر شحن حيوي آخر للتجارة العالمية.
وشوهدت الناقلات تويا وديانا-آي وستولت زولو ونافيجيت برايد إل إتش جيه وهي تستدير في منتصف الرحلة لتجنب البحر الأحمر الجمعة، وفقا لبيانات تتبع السفن.
وأظهرت البيانات أن إحدى الناقلات وهي تويا، ناقلة الخام الضخمة القادرة على حمل ما يصل إلى مليوني برميل من النفط، كانت فارغة. أما السفن الثلاث الأخرى فهي ناقلات وقود.
واختار عدد من شركات الشحن في الأسابيع القليلة الماضية بالفعل تجنب منطقة البحر الأحمر بسبب تزايد المخاطر.
وقالت مجموعة تورم الدانماركية للنقل البحري الجمعة إنها قررت إيقاف جميع عمليات الإبحار عبر جنوب البحر الأحمر مؤقتا.
من جهتها قالت شركة هافنيا للشحن الجمعة، إنها قررت الوقف الفوري لجميع السفن المتجهة نحو مضيق باب المندب أو القريبة منه.
وقال بيان هافنيا إن القرار اتخذ بعد نصيحة من القوات البحرية المشتركة بالابتعاد عن المنطقة بعد شن ضربات جوية أميركية بريطانية ضد جماعة الحوثي باليمن.
وتبعتها في ذلك شركة ستينا بالك للشحن البحري، حيث أبلغت وكالة رويترز أنها أوقفت العبور في البحر الأحمر في وقت مبكر الجمعة.
ترحيب حذرورحبت شركتا شحن كبيرتان هما ميرسك وهاباغ لويد بالإجراءات التي تستهدف تأمين المنطقة لكن الشركتين لم توضحا إن كانت الضربات الأميركية البريطانية ستكون كافية لعودة العمليات الملاحية المؤدية لقناة السويس وهو الطريق الأسرع بين آسيا وأوروبا وتمر منه نحو 12% من ناقلات الحاويات في العالم.
وأفادت شركة الشحن البحري الألمانية "هاباغ-لويد" بأن الهجمات التي يشنها الحوثيون على السفن في البحر الأحمر تسببت في تكبيدها تكاليف إضافية شهرية تقدر بعشرات الملايين من الدولارات.
وقال متحدث باسم المجموعة إن الهجمات "تؤثر على الصناعة بأكملها وعلينا نحن أيضا بشكل كبير"، ولم يجر المتحدث تقييما للضربات العسكرية الدولية بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا ضد مواقع للحوثيين، لكنه قال: "نرحب بالإجراءات التي تجعل المرور عبر البحر الأحمر آمنا مرة أخرى".
وقالت رويترز إن رابطة ناقلات النفط (إنترتانكو) وزعت مذكرة على أعضائها قالت فيها إن القوات البحرية المشتركة (سي إم إف) تحذر كل السفن "بالابتعاد لمسافة كبيرة عن باب المندب".
وأضافت إنترتانكو أنه "من المتوقع أن تستمر فترة التهديد لعمليات الشحن لعدة أيام". ويمر نحو 10% من التجارة العالمية عبر البحر الأحمر.
أسواق النفط في عين العاصفةوقفزت أسعار النفط 4% مع تحويل ناقلات نفط مسارها من البحر الأحمر بعد الضربات الجوية والبحرية التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا على أهداف للحوثيين في اليمن ردا على الهجمات التي تشنها الجماعة منذ أواخر العام الماضي.
وقفزت أسعار النفط أكثر من 4%، وفاق سعر تداول برنت 80 دولارا بسبب المخاطر الجيوسياسية المرتفعة قبل أن يتراجع إلى نحو 78.3 دولارا.
وارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 4% أيضا فوق 75 دولارا، قبل أن يتراجع ليستقر قريبا من 73 دولارا في التعاملات المسائية.
وذكر محللو "آي إن جي" في مذكرة أن أكثر من 20 مليون برميل يوميا من النفط تتحرك عبر مضيق هرمز، أي ما يعادل حوالي 20% من الاستهلاك العالمي.
الذهب يستفيدوارتفعت أسعار الذهب الجمعة بسبب الضربات الجوية على اليمن، وهو ما أدى إلى ارتفاع جاذبية المعدن الأصفر النفيس باعتباره ملاذا آمنا.
وبحلول الساعة 20.33 بتوقيت غرينتش الجمعة، ارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.9% إلى 2046.62 دولارا للأوقية (الأونصة).
كما ارتفعت العقود الأميركية الآجلة للذهب نحو 2% إلى 2050.90 دولارا.
وقال كيلفن وونغ، كبير محللي السوق في منطقة آسيا والمحيط الهادي في شركة "أواندا" إن الاهتمام سيتركز على التوتر الجيوسياسي المتزايد الذي يرى أنه كلما تصاعد درجة فإنه "يدعم أسعار الذهب فوق المتوسط المتحرك لمدة 50 يوما البالغ 2015 دولارا".
وقال رئيس هيئة قناة السويس أسامة ربيع إن عائد القناة بالدولار انخفض 40% منذ بداية العام مقارنة بعام 2023، بعد أن أدت هجمات الحوثيين في اليمن على السفن المتوجهة لإسرائيل إلى تحويل مسار إبحارها بعيدا عن هذا الممر.
وذكر ربيع لبرنامج تلفزيوني أن حركة عبور السفن تراجعت 30% في الفترة من الأول من يناير/كانون الثاني الحالي إلى 11 من الشهر نفسه على أساس سنوي.
وأوضح أن عدد السفن العابرة لقناة السويس انخفض إلى 544 سفينة حتى الآن هذا العام، مقابل 777 سفينة في الفترة نفسها من العام الماضي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة وبریطانیا البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
أزمة تجارية عالمية وشيكة مع إشعال أميركا الحرب ضد الحوثيين في باب المندب
شنت الولايات المتحدة مساء أمس نحو 40 غارة على اليمن أسفرت عن مقتل وجرح العشرات. واعتبرت واشنطن أن الغارات تأتي دفاعا عن المصالح الأميركية، واستعادة لحرية الملاحة البحرية. من جانبه قال المتحدث العسكري باسم جماعة أنصار الله (الحوثيين) يحيى سريع -اليوم الأحد- إنهم استهدفوا حاملة الطائرات الأميركية "يو إس إس هاري ترومان" بـ18 صاروخا وطائرة مسيّرة، واصفا العملية بالنوعية.
وأوضح سريع في كلمة مقتضبة أن الهجوم الحوثي جاء "ردا على العدوان الأميركي الذي استهدف عددا من المحافظات اليمنية بأكثر من 47 غارة جوية مخلفا عشرات الشهداء والجرحى".
وأكد أن الحوثيين "لن يترددوا في استهداف أي قطع بحرية في البحرين الأحمر والعربي ردا على العدوان".
وصرح مسؤول أميركي بأن الضربات الأميركية ضد الحوثيين في اليمن قد تستمر لأسابيع.
وفي تبريره للغارات التي شنتها بلاده ضد اليمن، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في منشور له على "تروث سوشيال" أنه لم تعبر أي سفينة تجارية أميركية قناة السويس أو البحر الأحمر أو خليج عدن بأمان منذ أكثر من عام. وأضاف تسببت في خسائر بمليارات الدولارات للاقتصاد العالمي.
تهديد الملاحة البحريةوذكر البيت الأبيض أن هجمات الحوثيين تسببت في تحويل مسارات 60% تقريبا من السفن المرتبطة بالاتحاد الأوروبي إلى أفريقيا بدلا من البحر الأحمر، وأن هجمات الحوثيين على الشحن البحري منذ عام 2023 تسببت في تأثير سلبي مستمر على التجارة العالمية والأمن الاقتصادي الأميركي.
إعلانويعتبر مضيق باب المندب الذي تطلع عليه اليمن من الجنوب أحد أهم الممرات البحرية الاستراتيجية في العالم. هذا المضيق يربط بين البحر الأحمر وخليج عدن، ويعد مسارا حيويًا لحركة النفط والتجارة بين آسيا وأوروبا.
وفيما يلي أبرز التداعيات لإغلاق المضيق:
في إطار نصرتها لغزة الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي متواصل منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 نفذ الحوثيون عدة هجمات استهدفت سفن تجارية وناقلات نفط في البحر الأحمر، ما أدى إلى اضطراب حركة الشحن البحري. هذه الهجمات دفعت الكثير من الشركات إلى تعليق مرور سفنها عبر المضيق أو اتخاذ مسارات بحرية أطول بالتوجه نحو رأس الرجاء الصالح، الأمر الذي زاد من تكاليف الشحن. مع تزايد الهجمات التي استهدفت السفن الإسرائيلية أو المتجهة نحو إسرائيل، ارتفعت تكاليف التأمين على السفن العابرة في المنطقة بشكل ملحوظ، ما زاد من الأعباء المالية على الشركات التجارية، وزاد الأمر سوءا بعدما وسع الحوثيين الحظر ليشمل السفن الأميركية والبريطانية بسبب استهداف دولهم الحوثيين بضربات جوية خلال العام الماضي. تهديد إمدادات الطاقة، باب المندب يُعد مسارًا رئيسيًا لنقل النفط من دول الخليج الغنية بالنطف إلى أوروبا وأميركا. أي اضطراب في هذه المنطقة قد يؤثر على أسعار النفط عالميًا.
أهمية باب المندب
مضيق باب المندب يُعَدّ من أهم الممرات البحرية لنقل النفط عالميا، حيث بلغ متوسط تدفقات النفط عبر المضيق عام 2023 حوالي 8.8 مليون برميل يوميا. وفي عام 2024 شهدت تدفقات النفط تراجعا حادا بنسبة 54% خلال الأشهر الثمانية الأولى، حيث انخفض المتوسط إلى نحو 4 ملايين برميل يوميًا حتى أغسطس/آب، مقارنة بـ 8.7 مليون برميل يوميا لنفس الفترة من عام 2023.
هذا الانخفاض الكبير في عام 2024 يُعزى إلى تصاعد الهجمات على السفن في المنطقة، مما دفع العديد من شركات الشحن إلى تجنب المرور عبر المضيق.
إعلانيُذكر أن مضيق باب المندب يحتل المرتبة الثالثة عالميًا من حيث حجم تجارة الطاقة التي تمر عبره، بعد مضيقي ملقا وهرمز، مما يبرز أهميته الاستراتيجية في حركة النفط العالمية.
وشنت جماعة الحوثي أكثر من 100 هجوم على السفن منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023 وحتى نهاية العام 2024، مما أسفر عن غرق سفينتين والاستيلاء سفينة "غالاكسي ليدر" (تم الإعلان اليوم عن الإفراج عن طاقمها).
ودفع ذلك العديد من شركات الشحن الكبرى في العالم إلى تغيير مسار سفنها لتبحر حول جنوب قارة أفريقيا بدلا من البحر الأحمر. وهو ما أدى إلى خسارة طاقة شحن إضافية تقدر بنحو 30% على الأقل عن المعتاد.