أدت هجمات جماعة الحوثي بالبحر الأحمر والضربات التي نفذتها الولايات المتحدة وبريطانيا على أهداف للجماعة إلى إرباك حركة نقل السفن ودفعت أسعار النفط والذهب للارتفاع، بينما أثرت على عائدات قناة السويس.

شركات الشحن تغيّر مسارها

أظهرت بيانات الشحن من مجموعة بورصات لندن ومنصة كبلر لمعلومات التجارة العالمية أن 4 ناقلات نفط على الأقل حوّلت مسارها من البحر الأحمر منذ الضربات التي نفذتها الولايات المتحدة وبريطانيا على أهداف للحوثيين في اليمن، وسط تزايد المخاوف من اتساع رقعة التوترات.

ويستهدف الحوثيون السفن التجارية منذ أواخر العام الماضي بهجمات تقول الجماعة إنها بغرض دعم الفلسطينيين في ظل حرب إسرائيل على قطاع غزة. وركزت الهجمات على منطقة مضيق باب المندب.

وفي علامة أخرى على التصعيد، استولت إيران الخميس على ناقلة تحمل خاما عراقيا وكانت متجهة إلى تركيا. ووقع هذا الحادث بالقرب من مضيق هرمز وهو ممر شحن حيوي آخر للتجارة العالمية.

استيلاء الحوثيين على سفينة الشحن "غالاكسي ليدر" في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بسبب تداعيات الحرب في غزة (الفرنسية)

وشوهدت الناقلات تويا وديانا-آي وستولت زولو ونافيجيت برايد إل إتش جيه وهي تستدير في منتصف الرحلة لتجنب البحر الأحمر الجمعة، وفقا لبيانات تتبع السفن.

وأظهرت البيانات أن إحدى الناقلات وهي تويا، ناقلة الخام الضخمة القادرة على حمل ما يصل إلى مليوني برميل من النفط، كانت فارغة. أما السفن الثلاث الأخرى فهي ناقلات وقود.

واختار عدد من شركات الشحن في الأسابيع القليلة الماضية بالفعل تجنب منطقة البحر الأحمر بسبب تزايد المخاطر.

وقالت مجموعة تورم الدانماركية للنقل البحري الجمعة إنها قررت إيقاف جميع عمليات الإبحار عبر جنوب البحر الأحمر مؤقتا.

من جهتها قالت شركة هافنيا للشحن الجمعة، إنها قررت الوقف الفوري لجميع السفن المتجهة نحو مضيق باب المندب أو القريبة منه.

وقال بيان هافنيا إن القرار اتخذ بعد نصيحة من القوات البحرية المشتركة بالابتعاد عن المنطقة بعد شن ضربات جوية أميركية بريطانية ضد جماعة الحوثي باليمن.

وتبعتها في ذلك شركة ستينا بالك للشحن البحري، حيث أبلغت وكالة رويترز أنها أوقفت العبور في البحر الأحمر في وقت مبكر الجمعة.

ترحيب حذر

ورحبت شركتا شحن كبيرتان هما ميرسك وهاباغ لويد بالإجراءات التي تستهدف تأمين المنطقة لكن الشركتين لم توضحا إن كانت الضربات الأميركية البريطانية ستكون كافية لعودة العمليات الملاحية المؤدية لقناة السويس وهو الطريق الأسرع بين آسيا وأوروبا وتمر منه نحو 12% من ناقلات الحاويات في العالم.

وأفادت شركة الشحن البحري الألمانية "هاباغ-لويد" بأن الهجمات التي يشنها الحوثيون على السفن في البحر الأحمر تسببت في تكبيدها تكاليف إضافية شهرية تقدر بعشرات الملايين من الدولارات.

وقال متحدث باسم المجموعة إن الهجمات "تؤثر على الصناعة بأكملها وعلينا نحن أيضا بشكل كبير"، ولم يجر المتحدث تقييما للضربات العسكرية الدولية بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا ضد مواقع للحوثيين، لكنه قال: "نرحب بالإجراءات التي تجعل المرور عبر البحر الأحمر آمنا مرة أخرى".

وقالت رويترز إن رابطة ناقلات النفط (إنترتانكو) وزعت مذكرة على أعضائها قالت فيها إن القوات البحرية المشتركة (سي إم إف) تحذر كل السفن "بالابتعاد لمسافة كبيرة عن باب المندب".

وأضافت إنترتانكو أنه "من المتوقع أن تستمر فترة التهديد لعمليات الشحن لعدة أيام". ويمر نحو 10% من التجارة العالمية عبر البحر الأحمر.

أسواق النفط في عين العاصفة

وقفزت أسعار النفط 4% مع تحويل ناقلات نفط مسارها من البحر الأحمر بعد الضربات الجوية والبحرية التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا على أهداف للحوثيين في اليمن ردا على الهجمات التي تشنها الجماعة منذ أواخر العام الماضي.

وقفزت أسعار النفط أكثر من 4%، وفاق سعر تداول برنت 80 دولارا بسبب المخاطر الجيوسياسية المرتفعة قبل أن يتراجع إلى نحو 78.3 دولارا.

وارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 4% أيضا فوق 75 دولارا، قبل أن يتراجع ليستقر قريبا من 73 دولارا في التعاملات المسائية.

وذكر محللو "آي إن جي" في مذكرة أن أكثر من 20 مليون برميل يوميا من النفط تتحرك عبر مضيق هرمز، أي ما يعادل حوالي 20% من الاستهلاك العالمي.

الذهب يستفيد

وارتفعت أسعار الذهب الجمعة بسبب الضربات الجوية على اليمن، وهو ما أدى إلى ارتفاع جاذبية المعدن الأصفر النفيس باعتباره ملاذا آمنا.

وبحلول الساعة 20.33 بتوقيت غرينتش الجمعة، ارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.9% إلى 2046.62 دولارا للأوقية (الأونصة).

كما ارتفعت العقود الأميركية الآجلة للذهب نحو 2% إلى 2050.90 دولارا.

وقال كيلفن وونغ، كبير محللي السوق في منطقة آسيا والمحيط الهادي في شركة "أواندا" إن الاهتمام سيتركز على التوتر الجيوسياسي المتزايد الذي يرى أنه كلما تصاعد درجة فإنه "يدعم أسعار الذهب فوق المتوسط ​​المتحرك لمدة 50 يوما البالغ 2015 دولارا".

عدد السفن العابرة لقناة السويس انخفض إلى 544 سفينة حتى الآن (الجزيرة) قناة السويس تعاني

وقال رئيس هيئة قناة السويس أسامة ربيع إن عائد القناة بالدولار انخفض 40% منذ بداية العام مقارنة بعام 2023، بعد أن أدت هجمات الحوثيين في اليمن على السفن المتوجهة لإسرائيل إلى تحويل مسار إبحارها بعيدا عن هذا الممر.

وذكر ربيع لبرنامج تلفزيوني أن حركة عبور السفن تراجعت 30% في الفترة من الأول من يناير/كانون الثاني الحالي إلى 11 من الشهر نفسه على أساس سنوي.

وأوضح أن عدد السفن العابرة لقناة السويس انخفض إلى 544 سفينة حتى الآن هذا العام، مقابل 777 سفينة في الفترة نفسها من العام الماضي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة وبریطانیا البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

المجلس الأوروبي يمدد عملية «أسبيدس» في البحر الأحمر

عواصم (وام، الاتحاد) 

أخبار ذات صلة الاتحاد الأوروبي يتعهد بالرد على الرسوم الجمركية الأميركية مجلس الأمن يدين مقتل موظف أممي معتقل لدى "الحوثيين"

قرر المجلس الأوروبي في بروكسل، أمس، تمديد ولاية عملية الأمن البحري التابعة للاتحاد الأوروبي لحماية حرية الملاحة في البحر الأحمر، والمعروفة باسم عملية «أسبيدس»، حتى 28 فبراير 2026، بمبلغ مبدئي يزيد على 17 مليون يورو لهذه الفترة.
كما قرر المجلس، في أعقاب المراجعة الاستراتيجية لعمليته الأمنية في البحر الأحمر، أن تكون العملية قادرة على جمع المعلومات حول الاتجار بالأسلحة وأساطيل الظل، بغية تقاسم هذه المعلومات مع الدول الأعضاء، والمفوضية الأوروبية، ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، والمنظمة الدولية للشرطة الجنائية «الإنتربول»، ووكالة الاتحاد الأوروبي للتعاون في مجال إنفاذ القانون «اليوروبول»، والمنظمة البحرية الدولية، بالإضافة إلى البيانات اللازمة لحماية السفن.
 وتأسست العملية الأمنية البحرية الأوروبية في البحر «أسبيدس» في فبراير 2024، كعملية أمنية دفاعية بهدف استعادة وحماية حرية الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن.
وتنشط العملية على طول خطوط الاتصال البحرية الرئيسية في مضيق باب المندب ومضيق هرمز، وكذلك المياه الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب وخليج عمان والخليج العربي، وتضمن وجوداً بحرياً للاتحاد الأوروبي في المنطقة التي استهدفت فيها العديد من هجمات «الحوثيين» السفن التجارية الدولية منذ أكتوبر 2023.
ويقع المقر الرئيسي لعملية «أسبيدس» في مدينة «لاريسا» بشمال وسط اليونان، ويرأسها العميد البحري فاسيليوس غريباريس.
وفي سياق ذي صلة، دعا رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد العليمي، أمس، إلى تضامن دولي واسع مترجم بخطوات عملية لدعم جهود استعادة الدولة في اليمن، وبسط نفوذه على كامل التراب الوطني، من أجل تحويل البحر الأحمر «من مصدر تهديد إلى جسر سلام». جاء ذلك خلال مشاركته في جلسة حوارية حول أمن البحر الأحمر، على هامش أعمال مؤتمر ميونيخ للأمن. ووفقاً لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، فقد قال العليمي إن «السبيل لإيجاد حلول مستدامة هو دعم الحكومة اليمنية لحماية وتأمين ترابها الوطني، جنباً إلى جنب مع تنفيذ قرارات حظر تدفق الأسلحة إلى المليشيات في البلاد». وحذر من أن أي تأخير في إنهاء هذا التهديد «سيكلف العالم خسائر فادحة». وشدد رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني على أهمية التركيز على جذور المشكلة الرئيسية التي تحتاج إلى «إنهاء الانقلاب، وإنفاذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بحظر الأسلحة، وردع القوى الداعمة للميليشيات عن التدخل في الشؤون الداخلية لليمن». 
وفي الفترة بين نوفمبر 2023 ويناير 2025، نفذ «الحوثيون» العديد من الهجمات في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي. وأعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا أن هذه الهجمات تهدد البحر الأحمر بوصفه ممراً دولياً مهماً للتجارة العالمية، وبدأتا ضمن تحالف عسكري دولي في يناير 2024 تنفيذ ضربات جوية على مواقع لـ«الحوثيين»، الذين قاموا باستهداف سفن أميركية وبريطانية.  
 وفي سياق آخر، تحدث العليمي حول رؤية مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية بشأن تحقيق السلام الشامل والدائم في اليمن والمنطقة، والدعم الأميركي والدولي المطلوب للحكومة في الجوانب التنموية والعسكرية والأمنية لتعزيز قدراتها بغية استكمال استعادة مؤسسات الدولة اليمنية، وبسط نفوذها على كامل ترابها الوطني.
  جاء ذلك خلال لقاء رئيس مجلس القيادة الرئاسي مع السيناتور «الجمهوري» جو ويلسون، عضو لجنتي الدفاع والشؤون الخارجية في الكونجرس الأميركي.
ونوه العليمي بقرار الإدارة الأميركية القاضي بإعادة تصنيف جماعة «الحوثي» منظمة إرهابية أجنبية، مجدِّداً التزام الحكومة اليمنية بالتعاون الوثيق مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي لتنفيذ قرار التصنيف، كخيار ضغط لإحلال السلام والاستقرار في اليمن والمنطقة.

مقالات مشابهة

  • النفط العراقي يفتتح تعاملات الأسبوع على ارتفاع
  • المجلس الأوروبي يمدد عملية «أسبيدس» في البحر الأحمر
  • الإتحاد الأوروبي يمدد مهمة إسبيدس في البحر الأحمر عامًا آخراً
  • الاتحاد الأوروبي يمدد مهمة "أسبيدس" في البحر الأحمر حتى 2026
  • ارتفاع درجات الحرارة في جميع أنحاء السودان
  • آخر تحديث لسعر الذهب اليوم الجمعة 14-2-2025
  • أسعار النفط ترتفع
  • النفط يرتفع وسط توقعات بزيادة الطلب وترقب للسياسات التجارية الأمريكية
  • ارتفاع أسعار النفط.. وخام برنت يسجل 75.25 دولارا للبرميل
  • النفط العراقي يهوي بمقدار دولارين خلال ساعات مسجلا 77 دولارا للبرميل