تحذيرات من استمرار تأجيج التوترات في «الساحل الأفريقي»
تاريخ النشر: 13th, January 2024 GMT
دينا محمود (لندن)
أخبار ذات صلة مقتل مسؤول أمني بهجوم إرهابي في الصومال خبراء لـ«الاتحاد»: تجارة الأسلحة تشعل الأزمات في الساحل الأفريقيعلى وقع تصاعد الاضطرابات في منطقة الساحل بغرب أفريقيا، كثفت دوائر تحليلية غربية تحذيراتها، من مغبة استمرار العجز عن التعامل مع الأسباب الجذرية التي تقود لتأجيج القلاقل في هذه البقعة من العالم، بما يهدد باتساع رقعتها لمناطق أخرى، داخل القارة السمراء وخارجها.
واعتبر المحللون، أن التركيز على النهج العسكري وحده في معالجة ما يشهده «الساحل الأفريقي» من أزمات، لن يقود إلا إلى تحقيق مكاسب مرحلية، وانتصارات تكتيكية، مشددين على أن الاقتصار على بذل جهود تتسم بذلك الطابع الأحادي، وتنصب على البعد الأمني بمفرده أو تسعى للحد من تدفق المهاجرين فحسب، أو تولي اهتمامها للجوانب الإنسانية فقط، أثبت عدم فعاليته، ولم يفض لبلورة حلول شاملة، لمشكلات المنطقة.
فمثل هذه الحلول تتطلب، وفقاً لمراقبين، استحداث أطر سياسية، من شأنها تعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وترسيخ طابع الحكم المحلي اللا مركزي في دول الساحل، التي تحدها بُلدان الشمال الأفريقي من جهة، ومنطقة الصحراء الكبرى في القارة السمراء من جهة أخرى.
وبحسب المحللين، تعود جذور الأزمات التي تعصف بـ«الساحل الأفريقي»، إلى جملة من العوامل المتضافرة، وعلى رأسها الافتقار للحكم الرشيد في عدد من دول المنطقة، وتجاهل احتياجات وتطلعات شرائح لا يُستهان بها من سكانها، فضلاً عن انعدام الثقة بين بعض الفئات المجتمعية في هذه البُلدان وبين بعضها بعضاً، إضافة إلى الاستغلال غير المنظم للثروات الطبيعية هناك.
وقادت تلك العوامل، إلى أن تصبح تلك المنطقة أشبه بـ«برميل بارود» ينتظر الانفجار، بعدما صارت نهباً لعواصف سياسية واقتصادية وأمنية متزامنة، منذ عقود عدة.
ومنذ عام 2020، شهد «الساحل الإفريقي» 6 انقلابات عسكرية، وتصاعدت في أراضيه أعمال العنف والهجمات الإرهابية، بالتوازي مع تسارع وتيرة عمليات تهريب الأسلحة، وتزايد قوة العصابات الإجرامية وشبكات الاتجار بالبشر.
ويفاقم من خطورة الوضع الحالي في هذه المنطقة ذات الموقع الاستراتيجي، التقديرات التي تفيد بأن عدد سكانها، سيرتفع من 84 مليون نسمة في الوقت الحاضر، إلى 196 مليوناً بحلول عام 2050، ما يُصعَّد الضغوط الملقاة على كاهل حكومات دولها، التي تبدو بمثابة ممر يربط بين شمال غرب القارة وجنوبها، وتحاذي بُلداناً مطلة على البحر الأحمر، وأخرى تُطل على المحيط الأطلسي.
وشدد المحللون، على أنه ليس بوسع القوى الإقليمية والدولية المعنية بالوضع في منطقة الساحل، التي تمتد على مساحة تناهز ثلاثة ملايين كيلومتر مربع، تجاهل التوترات المتصاعدة في أراضيها لفترة طويلة، بالنظر إلى أن الاضطرابات المستمرة هناك، تفتح الباب أمام مواجهة سيناريوهات قاتمة، قد تزيد من تعقيد التحديات التي يعاني منها سكانها.
ومن بين هذه السيناريوهات، كما ورد في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لمركز «معهد أبحاث السياسة الخارجية» الأميركي للدراسات، اندلاع فوضى عنيفة مؤسساتية الطابع في المنطقة، بما قد يشمل في هذه الحالة، السلطات الحاكمة والجماعات المسلحة والتنظيمات الإرهابية وعصابات الجريمة، والاتجار بالمخدرات والذهب والبشر.
وفي إطار هذا السيناريو، قد تنخرط هذه الأطراف، في محاولات محمومة، إما للتنازع على الموارد وإما لتقاسمها، دون اكتراث في الحالتين، بمصالح شعوب المنطقة.
أما السيناريو الثاني المحتمل، حال الفشل في كبح جماح القلاقل الراهنة في «الساحل الأفريقي»، فيتمثل في إمكانية تبلور تحالف واسع النطاق على طول الحدود بين هذه المنطقة والدول الواقعة إلى شمالها وجنوبها، وهو ما قد يضم الجماعات المتمردة والشرائح الاجتماعية، التي تعاني من التهميش.
ووفقاً للتقرير، يهدد استمرار حالة عدم الاستقرار الحالية في الغرب الأفريقي، بظهور سيناريو ثالث، تستغل التنظيمات الإرهابية في سياقه الفرصة، لكي تعلن قيام «خلافة»، كتلك التي أُعلنت في العراق وسوريا منتصف العقد الماضي على يد تنظيم «داعش» ولم يتم تفكيكها إلا على يد تحالف دولي عسكري وسياسي، قادته الولايات المتحدة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: منطقة الساحل الأفريقي منطقة الساحل الحركات الإرهابية الجماعات الإرهابية الهجمات الإرهابية التنظيمات الإرهابية مكافحة الإرهاب الساحل الأفریقی فی هذه
إقرأ أيضاً:
"تدخل غير مقبول": شغب أمستردام يشعل التوترات بين إسرائيل وهولندا.. هل هو بداية لأزمة دبلوماسية؟
في خطوة أثارت استياءً واسعًا، أرسلت وزارة الشتات ومكافحة معاداة السامية الإسرائيلية تقريرًا إلى النواب الهولنديين قبيل انعقاد جلسة برلمانية تتعلق بأحداث الشغب التي وقعت في أمستردام يوم 7 نوفمبر، والتي تعرض خلالها مشجعو نادي "مكابي تل أبيب" إلى اعتداءات من بعض الأفراد في المدينة.
اعلانزعمت إسرائيل في تقريرها، أن بعض المنظمات الهولندية التي شاركت في هذه الأحداث كانت على صلة بحركة حماس، وهو ما أثار الجدل في الأوساط السياسية والأمنية في هولندا.
أثار التقرير، الذي وُزع على النواب قبل الجلسة البرلمانية ردود فعل غاضبة من العديد من المسؤولين الهولنديين الذين اعتبروا أن التدخل الإسرائيلي في السياسة الداخلية يعد تجاوزاً "غير مقبول".
قوات الشرطة تغادر ميدان السد بعد فض مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في الميدان في أمستردام، هولندا، الأربعاء، 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2024Bram Janssen/APRelatedتوترات مستمرة في أمستردام.. الشرطة تتدخل بعد اشتباكات وإشعال النيران في أحد قطارات الترامهولندا: وزيرة دولة من أصول مغربية تستقيل بعد تصريحات عنصرية بشأن أعمال العنف في أمستردامفرنسا تستعد لليلة ساخنة.. تمتزج فيها الرياضة بطعم السياسة.. مخاوف من تكرار أحداث أمستردامالشرطة الهولندية تخضع للتحقيق بعد اتهامها باستخدام العنف ضد المتظاهرين في أمسترداممن جهتها، امتنعت وزارة الداخلية الهولندية عن التعليق على تدخل إسرائيل، في حين أكد جهاز التنسيق الوطني لمكافحة الإرهاب في هولندا أنه اطلع على التقرير، لكنه لم يبدِ تعليقًا رسميًا حول محتواه في الوقت الراهن.
وفي هذا السياق، حذر الخبير الأمني كوين آرتسما من معهد كلينغينديل الهولندي من التعامل مع التقرير باعتباره مصدرًا موثوقًا.
وأوضح أن التقرير قد تم إعداده بسرعة ودون تدقيق كافٍ، مما يثير الشكوك حول مصداقيته. كما أشار إلى ضرورة توخي الحذر عند استخدام مثل هذه المعلومات في السياسة الداخلية.
على الصعيد البرلماني، طرحت النائبة كارولين فان دير بلاس سؤالًا لرئيس الوزراء الهولندي ديك شوف بشأن محتوى التقرير، مطالبة بتوضيح موقف الحكومة الهولندية من التدخل الإسرائيلي.
وفي المقابل، استخدم النائب كريس ستوفر التقرير كداعم لمقترح قانوني يهدف إلى إدراج المنظمات الهولندية المتهمة بدعم حماس في قائمة العقوبات الدولية.
الشرطة تعتقل متظاهر مؤيد للفلسطينيين في مظاهرة في أمستردام، هولندا، الأربعاء 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2024Bram Janssen/APتداعيات الحادث في أوروباأثارت الواقعة غضبًا واسعًا في أوروبا، حيث أعيد طرح القضية الفلسطينية على الساحة الأوروبية. وتناولت وسائل الإعلام المشاهد التي أظهرت مشجعي مكابي وهم يفاخرون بقتل الأطفال في غزة، وهو ما فجر موجة من الاستنكار الشعبي في مختلف البلدان الأوروبية.
ونظم العديد من النشطاء مظاهرات دعماً للفلسطينيين، مطالبين باتخاذ مواقف حازمة ضد التصرفات العنصرية. كما أظهرت المشاهد للحادثة المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي أن الهتافات كانت تستهدف الفلسطينيين والمواطنين العرب بشكل عام.
يذكر أن أحداث الشغب وقعت في أمستردام يوم 7 نوفمبر 2024، عندما اندلعت مواجهات بين مشجعي نادي مكابي تل أبيب وأفراد من الجالية العربية، حيث ردد مشجعو الفريق الإسرائيلي هتافات عنصرية ضد العرب والفلسطينيين، وقاموا بتمزيق العلم الفلسطيني وإهانة بعض سائقي سيارات الأجرة الهولنديين من أصول عربية.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية نتنياهو أمام العدالة في 2 ديسمبر.. أول شهادة في قضية الفساد الكبرى ثلاثة اتصالات جديدة بين ترامب ونتنياهو.. و"التهديد الإيراني" على الطاولة نتنياهو: ما حدث في أمستردام خطير ومعاد للسامية أزمة دبلوماسيةحركة حماسمواجهات واضطراباتإسرائيلهولنداأعمال شغباعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. قتلى وجرحى جراء القصف الإسرائيلي على غزة ولبنان وحزب الله يطلق رشقات صاروخية ومسيرات نحو الجليل يعرض الآن Next روسيا تستخدم طائرات مسيرة حرارية وأخرى خداعية لاستنزاف دفاعات أوكرانيا يعرض الآن Next في لقاء حاسم: بايدن يضغط على الصين لتحجيم دعم كوريا الشمالية لروسيا يعرض الآن Next حريق في مستشفى شمال الهند يتسبب في مقتل 10 أطفال حديثي الولادة وإصابة 16 آخرين يعرض الآن Next هولندا: وزيرة دولة من أصول مغربية تستقيل بعد تصريحات عنصرية بشأن أعمال العنف في أمستردام اعلانالاكثر قراءة طيارون أمريكيون شاركوا بصد الهجوم الإيراني على إسرائيل: كانت ليلة مرهقة وأول اختبار حقيقي لقواتنا هيئة دولية للإشراف على تطبيق القرار 1701.. ماذا نعرف عن مسودة التسوية الجديدة بين إسرائيل وحزب الله؟ غروسي من طهران: المواقع النووية يجب أن تكون محمية والرئيس الإيراني يؤكد "لن نسعى لامتلاك سلاح نووي" نتنياهو أمام العدالة في 2 ديسمبر.. أول شهادة في قضية الفساد الكبرى لأول مرة منذ 2022.. شولتس يتصل ببوتين ويطالبه بسحب قواته من أوكرانيا اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومكوب 29إسرائيلروسيافرنساالحرب في أوكرانيا طيارات مسيرة عن بعدأزمة المناخأذربيجانمعاداة الساميةأسلحةقطاع غزةفلاديمير بوتينالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesJob offers from AmplyAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024