تحذيرات من انعكاس آثار الحرب على سكان غزة
تاريخ النشر: 13th, January 2024 GMT
دينا محمود (غزة، لندن)
أخبار ذات صلةفي خضم المعاناة التي يكابدها أكثر من مليونيْ فلسطيني في قطاع غزة، منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر، يغفل كثيرون عن المحنة التي تواجهها قرابة 50 ألف سيدة حامل، يعشن بين جنبات القطاع، ويعانين من شُح الغذاء والمياه والافتقار للمسكن المستقر، فضلاً عن التبعات الأخرى للمعارك.
ورغم أن الوكالات الإغاثية التابعة للأمم المتحدة، أرسلت أدوية ومعدات طبية إلى غزة على مدار الشهور الماضية، فإن كميات هذه الإمدادات، لا تزال غير كافية لسد احتياجات أهل القطاع، وخاصة الأطفال والحوامل، اللواتي بات من الصعب عليهن، الحصول على الرعاية اللازمة لهن، في فترتيْ ما قبل الولادة وبعدها، وأن يحظين أيضاً بخدمات رعاية المواليد.
وفي ظل النقص الشديد في العقاقير التي تُستخدم لتسكين الآلام والمضادات الحيوية وأدوية السكري وأمراض الدم، يحذر خبراء من تزايد المخاطر التي تهدد حياة النساء الفلسطينيات الموشكات على الولادة ومواليدهن كذلك، على ضوء تقديرات منظمة الصحة العالمية، التي تفيد بأن 15% من النساء اللواتي يلدن يومياً ويُقدر عددهن بأكثر من 180 امرأة، يُرجح أن يواجهن مضاعفات، وألا يتسنى لهن الحصول على الخدمات اللازمة لهن، في مثل هذه الظروف.
وأبرز الخبراء في هذا الصدد، اضطرار بعض النساء في غزة، للولادة في مراكز الإيواء المكتظة بقاطنيها، وأيضاً في السيارات بل وعلى قارعة الطريق، وذلك في وقت يتزايد فيه تفشي الأمراض المعدية، مثل أمراض الجهاز التنفسي، والتهاب الكبد الوبائي والتهاب «السحايا»، مشيرين كذلك، إلى ما أفادت به بعض المستشفيات، من أن المعارك أوقعت إصابات مباشرة في أقسام الولادة وتلك المخصصة للأطفال الرضع، ما أودى بحياة بعض الأمهات والمواليد. وحذرت منظمة «اليونيسف» من أن النساء الحوامل اللواتي يعانين من سوء التغذية، يواجهن خطراً أكبر للإصابة بتسمم الحمل والنزيف وفقر الدم، ما قد يفضي لوفاة كثيرات منهن. أما المواليد، فقد يُولدون بأوزان أقل من المتوسطات الطبيعية للوزن لأقرانهم المولودين في ظروف طبيعية، ما يُعرِّضهم لتأخر النمو. وخلال المواجهات التي دارت في قطاع غزة عام 2014، أنجبت الأمهات اللواتي تعرضن وقتذاك للصدمات الناجمة عن تلك الحرب، أطفالاً عانوا بعد ذلك من مشكلات في النمو الحركي والمعرفي والشعوري.
فضلاً عن ذلك، أشار الخبراء إلى دراسات أُجريت في مناطق شهدت نزاعات مسلحة في الفترة ما بين عاميْ 1945 و2017، وكشفت نتائجها عن أن الأطفال المُعرضين للحروب، هم الأكثر عرضة عادة، للمعاناة من تبعات تردي الأوضاع المعيشية، وذلك بفعل التدمير الذي تلحقه الصراعات والنزاعات، بالبنية التحتية للخدمات العامة، سواء التعليمية أو الاقتصادية. ويعني ذلك، وفقاً للخبراء الذين تحدثوا لصحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، أن نجاة الأمهات الفلسطينيات وأطفالهن من الموت جراء ما تشهده الحرب من عمليات قصف أو مواجهات برية، لا تكفل لهم الحماية من تبعات هذا الصراع، التي قد تلاحقهم خلال ما تبقى من حياتهم. وتعزز هذه التوقعات المتشائمة، ما يؤكده مسؤولون أمميون، من أن قطاع غزة أصبح الآن غير صالح للسكن، ما يفاقم الصعوبات التي تواجهها النساء والأطفال، ممن كانوا من الأصل، يواجهون كثيراً من التعقيدات قبل اندلاع الحرب، من بينها عدم تناسب عدد الأطباء والقابلات الموجودين في القطاع مع عدد النسوة الحوامل، وذلك في ظل تقلص المستلزمات اللوجستية الضرورية، لعمل المستشفيات والمراكز الصحية. وشدد الخبراء، على أن الفرصة الوحيدة المتاحة لنساء غزة وأطفالها لممارسة حياتهم بشكل طبيعي، تتمثل في الوقف الفوري للقتال، واستئناف تقديم الخدمات الصحية من دون إبطاء، مؤكدين أن هناك آثاراً مستدامة، تُخلّفها العمليات العسكرية وما يترتب عليها من انهيار لنظام الرعاية الصحية وشُح للإمدادات الغذائية وعدم توافر لمراكز الإيواء الملائمة، على الأمهات وأطفالهن، حتى بعد أن تضع الحرب أوزارها.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: سكان غزة غزة فلسطين قطاع غزة إسرائيل
إقرأ أيضاً:
تحذيرات بـ "الشيوخ" من إهدار الاستثمارات حال تأخر التنسيق في تخصيص الأراضي
شهدت الجلسة العامة لمجلس الشيوخ، اليوم الأربعاء، برئاسة المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، رئيس المجلس، مناقشة تقرير لجنة الزراعة والرى بشأن الدراسة المقدمة من النائب إيهاب وهبة عن: الأمن الغذائي في مصر.. التحديات والفرص في 2025، وطلب المناقشة العامة المقدم من النائب جمال ابو الفتوح بشأن سياسة الحكومة لبناء منظومة زراعية إنتاجية متكاملة.
وأكد المهندس عبد السلام الجبلي، رئيس لجنة الزراعة والري بمجلس الشيوخ، أهمية الدراسة المعروضة على مجلس الشيوخ بشأن: الأمن الغذائي في مصر.. التحديات والفرص في 2025، مشيرا إلى أن لجنة الزراعة والري حرصت على الاستماع إلى كافة الجهات والمسئولين المعنيين بذلك الملف، بلغ عددهم 26 مسئول عبر نحو 12 اجتماع عقدتهم اللجنة، وذلك بهدف تقديم تقرير وافي ومتكامل عن تحقيق الأمن الغذائي فى مصر.
وقال الجبلي، إن ملف الأمن الغذائي من الملفات الهامة، وأن القياد السياسية سبقتنا جميعا فى الاهتمام بذلك الملف، من خلال الاهتمام بمشروعات البنية الأساسية ومشروعات التوسع الزراعي، واستهداف استصلاح نحو 4 مليون فدان جديدة.
وأضاف رئيس لجنة الزراعة بمجلس الشيوخ، أنه فى ظل تحديات المياة، تقوم وزارة الري بجهد كبير فى عملية توفير المياه، بتوجيهات من القيادة السياسية فى ذلك الملف، متابعا: ولكن مازال لدينا تحديات أخرى فى الأراضي القديمة بسبب تفتيت الملكية والمساحات، والتى تحدث بسبب التوريث المستمر للأراضي، عبر الورثة.
ودعا رئيس لجنة الزراعة والري بمجلس الشيوخ، إلى أهمية مواجهة تلك المشكلة، للحفاظ على وحدة المساحات، بما يوفر التكلفة ويرشد استهلاك المياه، مشيرا إلى أن الأمر قد يحتاج إلى تشريعات لتنظيمه وهو ما سوف تدرسه اللجنة خلال الفترة المقبلة.
وتابع الجبلي، أيضا فيما بتعلق باستخدامات المياه، وتصنيفنا بمستوى الشح المائي، هو أمر خطير يحتاج تفكير مختلف، للاستفادة من كل كوب مياه، وأن يتم التنسيق بين جهات الولاية على الأراضى بحيث لا يتم منح أو تخصيص أي أرض إلا بعد توفير المياه لها، وكذلك لا بد من تحديد المحصيل الزراعية التى يتم زراعتها بتلك الأراضي.
وحذر الجبلي، من إهدار مليارات الدولارات فى استثمارات زراعية، حال التأخر فى تنفيذ توجيهات القيادة السياسية بشأن ربط المقنن المائي بمساحات الأراضي، مشيرا إلى أن هناك وقائع حاليا تتعارض مع تلك التوجيهات.
وشدد رئيس لجنة الزراعة والري، على ضرورة التنسيق والتكامل بين جهات الولاية، والحصول على موافقة الري أولا على تخصيص الأرض، مع تحديد وزارة الزراعة للزراعات المناسبة لذلك المقنن المائي، وذلك بهدف تحقيق استدامة تحقيق الأمن الغذائي فى مصر فى ظل التحديات الحالية.