صحيفة الاتحاد:
2025-04-23@22:43:51 GMT

أتلتيك بلباو.. «معجزة كروية» غير قابل للبيع!

تاريخ النشر: 13th, January 2024 GMT

مراد المصري (بلباو)
كرة القدم ليست مقتصرة على مدينة أو بلد واحد فقط، ولكنها رياضة تنثر الحياة في جميع أروقة العالم، ومن يرغب في البحث عن مدى سحرها وتأثيرها، فعليه أن يذهب إلى أماكن صنعت تاريخها، وتواصل مواكبة التطور، ولكن وفق طريقتها الخاصة، والشروط التي تضعها هي، وليس أن يمليها عليها أحد، وهو الحال عندما تتجه نحو الشمال الغربي لإسبانيا، حيث تقوم «الاتحاد» حالياً بزيارة خاصة إلى إقليم الباسك والمناطق المجاورة له.


بدأنا الرحلة من بلباو، وهي المدينة الصناعية، المعروفة بين القاطنين بها بلغة الباسك باسم «بيلبو»، وتحولت من الصناعات الثقيلة إلى مدينة تشتهر حالياً بالثقافة أيضاً، والمعروفة لمشجعي كرة القدم بفضل فريقها العنيد أتلتيك بلباو الذي يشكل خطراً على جميع زائريه إلى ملعب «سان ماميس» الذي يعتبر من أحدث وأجمل ملاعب الكرة الإسبانية والعالمية في الوقت الحالي.
وأكد بورخا جونزاليس الرئيس التنفيذي للأعمال والابتكار في أتلتيك بلباو، والذي كان في استقبالنا في رحلة استكشاف ملعب «سان ماميس»، أن النادي يعتبر «معجزة كروية»، وقال «نعتمد على أبناء إقليم الباسك فقط، الذين يتراوح عددهم بضعة ملايين، وسط تنافس مع وجود أندية محترفة أخرى في الإقليم، ورغم ذلك نجحنا أن نكون أحد ثلاثة فرق فقط في تاريخ الكرة الإسبانية لم يسبق لها الهبوط إلى دوري الدرجة الثانية، مع ريال مدريد وبرشلونة، وكنا من الأندية المؤسسة للدوري الإسباني عام 1929، وحققنا 8 ألقاب في الدوري، و24 لقباً في كأس الملك، و3 ألقاب سوبر إسباني».

وأضاف «يفتخر النادي بأنه ملك لأعضائه الذين يبلغ عددهم 45 ألفاً في الوقت الحالي، لذلك لم ولن يكون للبيع أبداً، ويبقى دائماً ملكاً لأعضائه، ودائماً نبنى على التاريخ، من خلال الحاضر والمستقبل بمشاريع عديدة، أبرزها الملعب الجديد «سان ماميس»، الذي اخترنا أن يقام هنا في نفس موقع الملعب القديم بوسط المدينة، ورفضنا الانتقال إلى الضواحي البعيدة، لأننا أردنا أن نتقاسم الأرباح التجارية مع المحلات والمطاعم، وغيرها من المواقع المحيطة بنا داخل المدينة، للتأكيد على أن النادي موجود ليكون جزءاً من المجتمع المحلي، ومن أجل تبادل الفائدة مع أبناء المدينة بأكبر قدر مستطاع، عوضاً عن الاستفراد بالعائدات التجارية لوحدنا».
وقمنا بجولة في ملعب «سان ماميس» الخاص بأتلتيك بلباو، والذي تم بناؤه عوضاً عن الملعب القديم الذي كان يحمل الاسم نفسه أيضاً، وتم افتتاحه عام 2013، وهو الذي يحمل لقب «كاتدرائية كرة القدم»، ويتميز بأجواء صاخبة مع سعة إجمالية تتخطى 53 ألف متفرج، ويتوقع أن يكون «كامل العدد» مع الترقب مواجهة «الديربي» أمام ريال سوسيداد بينهما اليوم في أبرز مباريات الجولة 20 من «الليجا».
ويتميز الملعب بأنه يضم مرافق حديثة للغاية، أهمها المتحف الذي يضم معروضات أصلية من الأيام الأولى للنادي ما بين الكؤوس التي يفتخر بها الفريق، وأول زي ارتداه لاعبوه قبل 125 عاماً، وحتى «الجيتار» الذي تم تلحين النشيد الرسمي للنادي، مروراً بالتقنيات السمعية والبصرية الحديثة، في طريقة العرض، وغرف تغيير ملابس اللاعبين، ومناطق الصحافة، والمطاعم الراقية المجاورة لصناديق التجربة المميزة ذات الإطلالة الخلابة على أرضية الملعب.
ولعل أكثر ما لفت الانتباه أن جميع أسماء أعضاء النادي على مدار تاريخه منذ 125 عاماً، تم نقش أسمائهم على جدران الملعب، مع وجود جهاز إلكتروني، يمكن من خلاله تتبع جميع أسماء الأعضاء بحسب أرقام عضويتهم، علماً أن العدد الحالي الإجمالي فقط يصل إلى 45 ألف عضو، وبإمكان هذه العضوية أن يتم توارثها، في حال وفاة شخص من قبل أبنائه في أمر خاص للغاية بعائلات الباسك، وهذا النادي تحديداً.

وأكملنا الطريق نحو أكاديمية «ليزاما»، التي تُعتبر مصدر نجاح الفريق الأساسي، بحكم أن الفريق يعتمد عليها دائماً في تقديم المواهب للفريق الأول، بوصفها المصدر الوحيد المتاح له، في ظل عدم التعاقد مع لاعبين أجانب، أو حتى إسبان ليسوا من أصول باسكية أو نشأوا في الإقليم، حيث تم إنشاء عدد من المباني الجديدة، خلال العامين الماضيين، من أبرزها أماكن إقامة اللاعبين، بعدد يصل إلى 92 لاعباً، إلى جانب مبنى آخر متطور للفريق الأول يحتوي على أحدث المرافق، وتخصيص ثلاثة ملاعب مختلفة لتدريب للفريق الأول، ونجومه بقيادة المدرب إرنستو فالفيردي، إلى جانب الملاعب المخصصة لبقية فرق الفئات العمرية والسيدات.
وكشف ميكيل جونزاليس، المدير الرياضي لأتلتيك بلباو، عن أن هناك اتفاقيات مع 160 نادياً مختلفاً في إقليم الباسك، من أجل منحه الأولوية في ضم اللاعبين الموهوبين، مع تخصيص فريق مكون من 20 مدرباً للمتابعة مع هذه الأندية، وذلك من أجل مواصلة العمل، وعدم التوقف في اكتشاف المواهب، ومنح الفرصة لأبناء الباسك من تمثيل هذا الفريق الخاص للغاية بهم.
وأشار ميكيل إلى أن النادي ركز على تطوير الأداء، وقال «قمنا في أكتوبر الماضي باستقطاب والتعاقد مع إنيجو سان ميلان، الخبير في علوم الأداء الرياضي، وذلك من فريق الإمارات للدراجات الهوائية، والذي سبق له العمل مع العديد من أنجح الفرق الرياضية العالمية، وذلك ليتولى مهمة إدارة القسم الذي تم إنشاؤه في أكاديمية ليزاما، والعمل على تطوير أداء اللاعبين لدينا، لأننا ندرك أن علينا الاستثمار لأقصى درجة في اللاعبين الموجودين لدينا في الأكاديمية، باعتبارهم أساس الاستمرارية لنا على المدى الطويل».
يذكر أن أتلتيك بلباو يتصدر قائمة الأندية على صعيد الدوريات الأوروبية الخمسة الكبرى هذا الموسم، في نسبة إشراك اللاعبين الذين صعدوا من الأكاديمية الخاصة به، وذلك بنسبة 68.9% من مجمل دقائق لعب الفريق بمجموع 14 لاعباً حالياً من خريجي أكاديمية ليزاما الرائدة في إسبانيا والعالم.

احتفالات في «النهر»
يعتبر نهر نيرفون والجسور الـ 13 عليه، «القلب النابض» لمدينة بلباو، ما يجعل أتلتيك بلباو يقوم باحتفالاته الخاصة كلما تُوج بلقب، وعوضاً عن ركوب حافلة مكشوفة تجول المدينة، فإن الفريق يطوف في رحلة عبر الهواء الطلق على متن بارجة حديدية يُطلق عليها باللهجة المحلية «جابارا».

10 ألقاب «ليجا» في «الباسك»
يشتهر «إقليم الباسك» أنه يضم فريقين من بين تسعة أندية فقط نجحت من الفوز بلقب الدوري الإسباني لكرة القدم على مدار تاريخه الممتد لـ 93 عاماً، وهما أتلتيك بلباو «8 ألقاب» وريال سوسيداد بـ«لقبين»، ويتميزان بامتلاك اثنين من أفضل الملاعب وأكاديميات كرة القدم في إسبانيا والعالم حالياً.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: أتلتيك بلباو أتلتیک بلباو کرة القدم

إقرأ أيضاً:

ضابط سابق في استخبارات الاحتلال يوضح: نزع سلاح حماس وهم غير قابل للتحقيق

#سواليف

اعتبر #ضابط #الاستخبارات #الإسرائيلي السابق، #ميخائيل_ميلشتاين، أنه على الرغم من أن “إسرائيل” فرضت سيطرتها على أكثر من 40% من أراضي قطاع #غزة، فإنها لا تزال بعيدة عن بسط السيطرة الكاملة.

وأشار إلى تحديان رئيسيان أمامها: الأول، التوغل في المناطق الحضرية المكتظة بالسكان، حيث تستعد #حماس لمعارك عنيفة. والثاني، فرض السيطرة على السكان الفلسطينيين في القطاع، وهو ما يعني إقامة حكم عسكري وتقديم خدمات لنحو مليوني شخص يعيشون في منطقة مدمّرة بالكامل، وسط توقعات بتحول المواجهة إلى #حرب_عصابات على غرار ما جرى في العراق بعد الغزو الأمريكي.
وأضاف أنه “في هذا السياق، لا تدير قيادة الاحتلال حوارًا شفافًا مع الجمهور بشأن الأهداف الاستراتيجية للحرب، والتي لا يمكن أن تبقى سرية، خصوصًا إن كانت الغاية هي احتلال غزة كاملة، وهو سيناريو يحمل تكلفة باهظة على مختلف الأصعدة، وسيُغيّر حياة الإسرائيليين لسنوات طويلة. كما أن الحكومة لا تُطلع الجمهور على التحديات البنيوية التي تجعل من الاحتلال الكامل مهمة شبه مستحيلة، في ظل أزمة الاحتياط العسكري وانعدام التوافق الداخلي حول هذه الخطوة”.
وتابع ضابط الاستخبارات السابق قائلا “هكذا تجد #إسرائيل نفسها في وضع معقّد: لا تستطيع المضي قدمًا ولا التراجع. فلا تحرير للأسرى، وفي الوقت ذاته، تتزايد الشكوك بشأن القدرة على احتلال غزة بالكامل، ناهيك عن القدرة على السيطرة عليها لفترة طويلة. وبدلًا من الوعد بـ”تحقيق كل شيء”، تتجلى الآن حقيقة “عدم تحقيق أي شيء”، رغم الشعارات الرنانة التي تسود منذ السابع من أكتوبر، مثل: “حماس على وشك الانهيار”، و”المزيد من القوة سيُرغم الحركة على التنازل”، و”العرب لا يفهمون إلا عندما تُنتزع أراضيهم”. وفي النتيجة، تنخرط إسرائيل في #حرب_استنزاف مكلفة، كما حدث مؤخرًا، من دون مؤشرات واضحة على تغيير حماس لسياستها أو فقدانها السيطرة على الأرض”.
وبالنسبة الشرط الجديد الذي تطرحه حكومة الاحتلال، والمتمثل في نزع سلاح حماس، قال ميلشتاين “هو وهم آخر يُقدَّم كهدف قابل للتحقيق، في حين أنه يُعد مطلبًا غير واقعي يعكس سوء فهم عميق لطبيعة حماس. الحركة أعلنت مرارًا أن هذا الأمر “تابو” بالنسبة لها، وأكد قادتها أن الحرف “م” في اسمها يعني “مقاومة”، ونزع السلاح بمثابة “اقتلاع قلب الحركة”. وقال أحد قياداتها: “الصراع هو حياتنا، ولذلك لن نتخلى عن السلاح أبدًا”.
وأضاف “بشكل عام، يُستحسن الحذر من نعي حماس مبكرًا، كما يحدث في إسرائيل أحيانًا. فحتى مع ورود تقارير عن أزمة مالية داخل الحركة ووجود احتجاجات ضدها، إلا أن هذه الاحتجاجات لا تزال تفتقر للقيادة والأجندة الواضحة، وبالتالي لا تشكل تهديدًا جديًا للحركة. ورغم الضربات القوية التي تلقتها، لا تزال حماس كيانًا قويًا ومسيطرًا في القطاع. وما يضمن صمودها هو إيمانها العقائدي العميق، الذي يُمكّنها من الاستمرار رغم الخسائر. وقد أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قتل قائد كتيبة الشجاعية للمرة الخامسة (!)، وهو ما يعكس استعداد كوادر حماس للانضمام إلى القتال مع علمهم المسبق بأن الموت شبه مؤكد”.
وأوضح أنه “في ظل غياب استراتيجية واضحة لدى الحكومة، تتحول الحرب نفسها إلى “رؤية” يتم تسويقها باعتبارها الهدف، خصوصًا في غزة، وتتحول مع الوقت إلى نمط حياة دائم دون تحديد أهداف أو إطار زمني. في الخلفية، تستند الحكومة إلى نشوة دينية سياسية تعززها الحقبة الترامبية، التي تروّج لفكرة أن الفرصة سانحة لتحقيق كل الأحلام الكبرى دون الحاجة لمراعاة المجتمع الدولي أو العالم العربي”.
لكن، بالنسبة لضابط الاستخبارات الإسرائيلي السابق، “هذه الأرضية الاستراتيجية هشّة من الأساس، لأنها لا تستند إلى تخطيط ممنهج أو مبادئ راسخة، بل تتسم بتقلّبات مفاجئة. ترامب، مثلًا، لم يعد يُبدي نفس الحماس لـ”رؤية تفريغ غزة”، بينما تتمسك إسرائيل بها بعناد يضر بعلاقاتها الإقليمية، خصوصًا مع الدول العربية. كما فاجأت واشنطن إسرائيل بفتح قنوات تواصل مع إيران، الأمر الذي يثير القلق في القدس من احتمال توقيع اتفاق مستقبلي يصب في مصلحة طهران، التي تمتلك خبرات تفاوضية تفوق نظيرتها الأمريكية. وهناك أيضًا فضيحة الضرائب الأخيرة، التي يجب أن تكون جرس إنذار لكل من يخطط لخطوات كبرى كضم أجزاء من الضفة الغربية، استنادًا إلى فرضية “أمريكا معنا في كل الأحوال”.
وشدد على أنه “بعد مرور شهر على تجدد القتال في غزة، تجد دولة الاحتلال نفسها وقد عادت إلى نقطة البداية، وربما في وضع أسوأ مع فرص أقل. هناك خياران سيئان فقط على الطاولة: استمرار الحرب التي لا تحقق حسمًا ولا تؤدي إلى تحرير الأسرى، أو التوصل إلى صفقة تفضي لتحريرهم لكنها تتطلب إنهاء الحرب والانسحاب من غزة. ورغم الثمن الباهظ، إلا أن الصفقة قد تكون الخيار الأقل سوءًا، مقارنة بتكلفة الخيار الأول.

وأضاف: “على إسرائيل أن تعترف بأن وجود حماس يمثل تهديدًا وجوديًا قد يتطلب عملية عسكرية كبرى وربما احتلالًا للقطاع، وهو سيناريو يستوجب توفر ثلاثة شروط غير متوفرة حاليًا: استراتيجية عقلانية، توافق داخلي واسع، وقيادة خالية من عقدة 7 أكتوبر”.

مقالات ذات صلة الاثنين .. انخفاض قليل على الحرارة وأجواء ربيعية 2025/04/21

مقالات مشابهة

  • قصة الفريق الإيطالي الذي يحقق إنجازا كلما توفي بابا الفاتيكان
  • صراع الهبوط والقمة والمقاعد الأوروبية| الدوري الإنجليزي يدخل مراحله الحاسمة.. دراما كروية حتى النفس الأخير
  • الفريق الركن د. مبارك كوتي كجو كمتور: ابن الشهيد، رمز الانضباط، والأسير الذي أرادوه شاهد زور
  • البابا الذي عشق كرة القدم: من هو لاعبه المفضّل؟
  • بعد عودته من الإصابة.. نجم الزمالك يعود إلي تدريبات الفريق
  • نونيز إلى دوري روشن السعودي.. تعرف على النادي الذي اختاره
  • ترتيب الدوري الإسباني بعد فوز ريال مدريد على أتلتيك بلباو
  • أنشيلوتي يشرح أسباب فوز ريال مدريد المثير على أتلتيك بيلباو
  • بعد وقف أجهزة الإنعاش.. وفاة "المجنون" الذي تحدى مارادونا
  • ضابط سابق في استخبارات الاحتلال يوضح: نزع سلاح حماس وهم غير قابل للتحقيق