أتلتيك بلباو.. «معجزة كروية» غير قابل للبيع!
تاريخ النشر: 13th, January 2024 GMT
مراد المصري (بلباو)
كرة القدم ليست مقتصرة على مدينة أو بلد واحد فقط، ولكنها رياضة تنثر الحياة في جميع أروقة العالم، ومن يرغب في البحث عن مدى سحرها وتأثيرها، فعليه أن يذهب إلى أماكن صنعت تاريخها، وتواصل مواكبة التطور، ولكن وفق طريقتها الخاصة، والشروط التي تضعها هي، وليس أن يمليها عليها أحد، وهو الحال عندما تتجه نحو الشمال الغربي لإسبانيا، حيث تقوم «الاتحاد» حالياً بزيارة خاصة إلى إقليم الباسك والمناطق المجاورة له.
بدأنا الرحلة من بلباو، وهي المدينة الصناعية، المعروفة بين القاطنين بها بلغة الباسك باسم «بيلبو»، وتحولت من الصناعات الثقيلة إلى مدينة تشتهر حالياً بالثقافة أيضاً، والمعروفة لمشجعي كرة القدم بفضل فريقها العنيد أتلتيك بلباو الذي يشكل خطراً على جميع زائريه إلى ملعب «سان ماميس» الذي يعتبر من أحدث وأجمل ملاعب الكرة الإسبانية والعالمية في الوقت الحالي.
وأكد بورخا جونزاليس الرئيس التنفيذي للأعمال والابتكار في أتلتيك بلباو، والذي كان في استقبالنا في رحلة استكشاف ملعب «سان ماميس»، أن النادي يعتبر «معجزة كروية»، وقال «نعتمد على أبناء إقليم الباسك فقط، الذين يتراوح عددهم بضعة ملايين، وسط تنافس مع وجود أندية محترفة أخرى في الإقليم، ورغم ذلك نجحنا أن نكون أحد ثلاثة فرق فقط في تاريخ الكرة الإسبانية لم يسبق لها الهبوط إلى دوري الدرجة الثانية، مع ريال مدريد وبرشلونة، وكنا من الأندية المؤسسة للدوري الإسباني عام 1929، وحققنا 8 ألقاب في الدوري، و24 لقباً في كأس الملك، و3 ألقاب سوبر إسباني».
وأضاف «يفتخر النادي بأنه ملك لأعضائه الذين يبلغ عددهم 45 ألفاً في الوقت الحالي، لذلك لم ولن يكون للبيع أبداً، ويبقى دائماً ملكاً لأعضائه، ودائماً نبنى على التاريخ، من خلال الحاضر والمستقبل بمشاريع عديدة، أبرزها الملعب الجديد «سان ماميس»، الذي اخترنا أن يقام هنا في نفس موقع الملعب القديم بوسط المدينة، ورفضنا الانتقال إلى الضواحي البعيدة، لأننا أردنا أن نتقاسم الأرباح التجارية مع المحلات والمطاعم، وغيرها من المواقع المحيطة بنا داخل المدينة، للتأكيد على أن النادي موجود ليكون جزءاً من المجتمع المحلي، ومن أجل تبادل الفائدة مع أبناء المدينة بأكبر قدر مستطاع، عوضاً عن الاستفراد بالعائدات التجارية لوحدنا».
وقمنا بجولة في ملعب «سان ماميس» الخاص بأتلتيك بلباو، والذي تم بناؤه عوضاً عن الملعب القديم الذي كان يحمل الاسم نفسه أيضاً، وتم افتتاحه عام 2013، وهو الذي يحمل لقب «كاتدرائية كرة القدم»، ويتميز بأجواء صاخبة مع سعة إجمالية تتخطى 53 ألف متفرج، ويتوقع أن يكون «كامل العدد» مع الترقب مواجهة «الديربي» أمام ريال سوسيداد بينهما اليوم في أبرز مباريات الجولة 20 من «الليجا».
ويتميز الملعب بأنه يضم مرافق حديثة للغاية، أهمها المتحف الذي يضم معروضات أصلية من الأيام الأولى للنادي ما بين الكؤوس التي يفتخر بها الفريق، وأول زي ارتداه لاعبوه قبل 125 عاماً، وحتى «الجيتار» الذي تم تلحين النشيد الرسمي للنادي، مروراً بالتقنيات السمعية والبصرية الحديثة، في طريقة العرض، وغرف تغيير ملابس اللاعبين، ومناطق الصحافة، والمطاعم الراقية المجاورة لصناديق التجربة المميزة ذات الإطلالة الخلابة على أرضية الملعب.
ولعل أكثر ما لفت الانتباه أن جميع أسماء أعضاء النادي على مدار تاريخه منذ 125 عاماً، تم نقش أسمائهم على جدران الملعب، مع وجود جهاز إلكتروني، يمكن من خلاله تتبع جميع أسماء الأعضاء بحسب أرقام عضويتهم، علماً أن العدد الحالي الإجمالي فقط يصل إلى 45 ألف عضو، وبإمكان هذه العضوية أن يتم توارثها، في حال وفاة شخص من قبل أبنائه في أمر خاص للغاية بعائلات الباسك، وهذا النادي تحديداً.
وأكملنا الطريق نحو أكاديمية «ليزاما»، التي تُعتبر مصدر نجاح الفريق الأساسي، بحكم أن الفريق يعتمد عليها دائماً في تقديم المواهب للفريق الأول، بوصفها المصدر الوحيد المتاح له، في ظل عدم التعاقد مع لاعبين أجانب، أو حتى إسبان ليسوا من أصول باسكية أو نشأوا في الإقليم، حيث تم إنشاء عدد من المباني الجديدة، خلال العامين الماضيين، من أبرزها أماكن إقامة اللاعبين، بعدد يصل إلى 92 لاعباً، إلى جانب مبنى آخر متطور للفريق الأول يحتوي على أحدث المرافق، وتخصيص ثلاثة ملاعب مختلفة لتدريب للفريق الأول، ونجومه بقيادة المدرب إرنستو فالفيردي، إلى جانب الملاعب المخصصة لبقية فرق الفئات العمرية والسيدات.
وكشف ميكيل جونزاليس، المدير الرياضي لأتلتيك بلباو، عن أن هناك اتفاقيات مع 160 نادياً مختلفاً في إقليم الباسك، من أجل منحه الأولوية في ضم اللاعبين الموهوبين، مع تخصيص فريق مكون من 20 مدرباً للمتابعة مع هذه الأندية، وذلك من أجل مواصلة العمل، وعدم التوقف في اكتشاف المواهب، ومنح الفرصة لأبناء الباسك من تمثيل هذا الفريق الخاص للغاية بهم.
وأشار ميكيل إلى أن النادي ركز على تطوير الأداء، وقال «قمنا في أكتوبر الماضي باستقطاب والتعاقد مع إنيجو سان ميلان، الخبير في علوم الأداء الرياضي، وذلك من فريق الإمارات للدراجات الهوائية، والذي سبق له العمل مع العديد من أنجح الفرق الرياضية العالمية، وذلك ليتولى مهمة إدارة القسم الذي تم إنشاؤه في أكاديمية ليزاما، والعمل على تطوير أداء اللاعبين لدينا، لأننا ندرك أن علينا الاستثمار لأقصى درجة في اللاعبين الموجودين لدينا في الأكاديمية، باعتبارهم أساس الاستمرارية لنا على المدى الطويل».
يذكر أن أتلتيك بلباو يتصدر قائمة الأندية على صعيد الدوريات الأوروبية الخمسة الكبرى هذا الموسم، في نسبة إشراك اللاعبين الذين صعدوا من الأكاديمية الخاصة به، وذلك بنسبة 68.9% من مجمل دقائق لعب الفريق بمجموع 14 لاعباً حالياً من خريجي أكاديمية ليزاما الرائدة في إسبانيا والعالم.
احتفالات في «النهر»
يعتبر نهر نيرفون والجسور الـ 13 عليه، «القلب النابض» لمدينة بلباو، ما يجعل أتلتيك بلباو يقوم باحتفالاته الخاصة كلما تُوج بلقب، وعوضاً عن ركوب حافلة مكشوفة تجول المدينة، فإن الفريق يطوف في رحلة عبر الهواء الطلق على متن بارجة حديدية يُطلق عليها باللهجة المحلية «جابارا».
10 ألقاب «ليجا» في «الباسك»
يشتهر «إقليم الباسك» أنه يضم فريقين من بين تسعة أندية فقط نجحت من الفوز بلقب الدوري الإسباني لكرة القدم على مدار تاريخه الممتد لـ 93 عاماً، وهما أتلتيك بلباو «8 ألقاب» وريال سوسيداد بـ«لقبين»، ويتميزان بامتلاك اثنين من أفضل الملاعب وأكاديميات كرة القدم في إسبانيا والعالم حالياً.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: أتلتيك بلباو أتلتیک بلباو کرة القدم
إقرأ أيضاً:
"الأوقاف" تصعد لثاني أدوار "كروية أومينفست للمؤسسات الحكومية"
مسقط- الرؤية
شهدت مباريات اليوم الرابع لبطولة أومينفست للمؤسسات الحكومية في نسختها الثانية، إثارة وتنافسًا شديدين بين الفرق المشاركة؛ حيث أقيمت 4 مباريات ضمن اليوم الثاني للجولة الثانية، وشملت مواجهات المجموعتين الثالثة والرابعة، وذلك على الملعب الفرعي لمجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر.
والتقى في مباراة الساعة السابعة مساءً فريق وزارة الأوقاف والشؤون الدينية (3 نقاط) مع فريق المستشفى السلطاني (3 نقاط)، وانتهى اللقاء بفوز الأوقاف والشؤون الدينية بنتيجة 2-0، حيث أحرز الهدفين سالم الفريسي وعبد المجيد الحضرمي.
وفي نفس التوقيت، واجه فريق رئاسة جامعة التقنية والعلوم التطبيقية (3 نقاط) فريق وزارة التربية والتعليم (نقطة واحدة)، وفاز فريق وزارة التربية والتعليم بنتيجة 3-1، سجل الأهداف يوسف الهنائي، فيصل مبارك، ومنصور الفارسي، بينما أحرز هدف التقنية ناصر الحوسني.
وفي الساعة الثامنة، أقيمت مباراة بين مستشفى خولة (بدون نقاط) والمتحف الوطني (بدون نقاط)، وانتهت بفوز مستشفى خولة 2-0، أحرز الهدفين حمزة الريامي وشهاب الجابري.
وفي نفس التوقيت، جرت مباراة بين وحدة متابعة تنفيذ رؤية عمان 2040 (نقطة واحدة) ووزارة الطاقة والمعادن (بدون نقاط)، وانتهت بالتعادل الإيجابي 1-1، حيث سجل لوحدة الرؤية عصام أولاد ثاني، وأحرز هدف وزارة الطاقة والمعادن حاتم الغافري.
وكانت جولة المجموعتين الثالثة والرابعة قد بدأت قبل يومين بأربع مباريات؛ حيث أقيم اللقاءان الأول والثاني الساعة السابعة مساءً، وجمع الأول بين فريق وزارة الأوقاف والشؤون الدينية (بطل النسخة الماضية) وفريق المتحف الوطني، وانتهى بفوز الأوقاف 2-0، سجلهما سالم الفريسي ودحام الرقادي. أما المباراة الثانية، فجمعت فريق وزارة التربية والتعليم ووحدة متابعة تنفيذ رؤية عمان 2040، وانتهت بالتعادل الإيجابي بهدف لكل فريق، سجل للتربية والتعليم منصور الفارسي، ولوحدة الرؤية عصام أولاد ثاني.
وفي الساعة الثامنة، أقيمت مباراتان أخريان؛ جمعت الأولى مستشفى خولة مع المستشفى السلطاني، وانتهت بفوز المستشفى السلطاني بنتيجة 3-0، أحرز الأهداف أحمد العفيفي، أسعد البوسعيدي، ويوسف الغصيني. وفي المباراة الثانية، فازت رئاسة جامعة التقنية والعلوم التطبيقية على وزارة الطاقة والمعادن بنتيجة 2-1، حيث سجل الهدفين سامي اليحيائي، بينما أحرز هدف وزارة الطاقة والمعادن حارث أحمد سليمان.
وانطلقت الجولة الثانية بمواجهة واجه فريق صندوق الزمالة بوزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه (3 نقاط) فريق الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية والمناطق الحرة (بدون نقاط)، وانتهى اللقاء بفوز الهيئة بهدفين دون مقابل، سجلهما محمد الحسني. وفي نفس الوقت، جرت مباراة بين التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار (نقطة واحدة) وهيئة البيئة (نقطة واحدة)، وانتهت بفوز وزارة التعليم العالي بنتيجة 3-2، أحرز الأهداف عبد الله البلوشي (هدفين) وخليل السيابي، بينما سجل أهداف هيئة البيئة مصعب الوهيبي ونبيل الحاتمي.
وفي الساعة الثامنة مساءً، أقيمت مباراتان؛ حيث فاز فريق وزارة التراث والسياحة (3 نقاط) على وزارة الاقتصاد (بدون نقاط) بنتيجة 2-0، سجلهما حسين البطاشي وهاني المحرمي، ليصبح فريق التراث والسياحة أول المتأهلين إلى الدور الثاني. كما التقى فريق بلدية مسقط (نقطة واحدة) ومستشفى النهضة (نقطة واحدة)، وانتهت المباراة بفوز بلدية مسقط 3-1، سجل للبلدية محمود الحراصي (هدفين) ويونس الروشدي، بينما أحرز هدف مستشفى النهضة يحيى الخصيبي.