المغالطة هي استخدام الأفكار والمعلومات المضللة في التبرير، وإثارة العواطف من أجل حسم نقاش أو كسب نزاع من الطرف الآخر رغم قوة حجته، بالخداع والمناورة وبطرق تبدو منطقية. وهكذا يصبح "الموهوب في الخطابة وحيل الإقناع ودغدغة المشاعر كفيلا بأن يهزم أي عالم يحتكم إلى العقل"، كما يقول أفلاطون.

حصل موضوع المغالطات المنطقية على اهتمام كبير في مجالات العلوم الإنسانية والتطبيقية، فهي تمثل عدوًا أساسيًا للمنهج العلمي يقودنا إلى نتائج مضللة، لكن أهميتها لا تتوقف عند هذا الحد، فقد نكون جميعًا مذنبين باستخدامها من وقت إلى آخر بعلمنا حينًا ودون علم أحيانًا أخرى، ومن المغالطات المنطقية الشائعة نذكر:

1- مغالطة الشخصنة (Ad Hominem):
أي نقض ادعاء ما بمهاجمة المدعي بدلًا من نقاش الحجة التي يقدمها، ومن أمثلته:

كيف لي أن أثق برأي طبيب الأطفال حول صحة ابني؟ فهو رجل لا يعرف شعور الأمومة

في هذا المثال لم تقدم الأم أي حجة مفيدة ضد ما يقوله الطبيب، إنما ترفض ما يقوله لمجرد كونه رجلًا.



2- مغالطة رجل القش (Straw Man Fallacy):
وهي تحريف حجة الطرف الآخر بشكل يسهل نقضها ويضع الطرف الآخر في موقف ضعيف، كأنه يبارز دمية من القش بدلًا من مواجهة خصمه بشكل مباشر، ومن أمثلتها:

قال أحمد: أرى أن السيارات ذاتية القيادة أكثر أمانًا وأتمنى رؤية المزيد منها في المستقبل

رد عليه سمير: أستغرب كرهك الواضح لسائقي السيارات، لماذا تتمنى أن يصبحوا جميعًا مشردين وبلا عمل؟

3- مغالطة التوسل بالمرجعية (Appeal to Authority):
تدعى أيضًا باسم مغالطة الاحتكام إلى السلطة، وهي الاستشهاد برأي شخص ذي نفوذ أو مكانة علمية كدليل على افتراض ما، وتستخدم كحجة مفحمة خصوصًا إذا كان طرفا الجدل متفقين على أهمية هذه المرجعية، مثلًا:

من المؤكد أن البيض المقلي أفضل المأكولات لأن أينشتاين كان يحبه، هل أنت أذكى من أينشتاين لترفض ذلك؟

نعلم أن الاستماع لرأي الخبراء أمر مهم دومًا لكن كون الشخص عالمًا مشهورًا لا يعني عدم وقوعه في الخطأ، كما أن عبقرية شخص ما في الفيزياء لا تقدم أهمية إضافية لرأيه في الطعام.

4- مغالطة التفكيك (Fallacy of Division):
تعني الافتراض الخاطئ بأن ما هو صحيح للمجموع يصبح قابلًا للتطبيق على جميع الأجزاء، مثلًا:

يسكن عادل بناء كبيرًا، هذا يعني أن شقته كبيرة.

فاز فريقنا بكرة السلة على فريق المدينة المجاورة، هذا يعني أن جميع لاعبي فريقنا متفوقون على جميع لاعبي الفريق الآخر.

5- مغالطة الدليل المتناقل (Anecdotal Evidence Fallacy):
أي استخدام الأدلة المبنية على قصص متناقلة بين الأشخاص أو تجارب شخصية دون جمع الأدلة بشكل علمي منهجي، مثل:

التدخين غير مضر بالصحة، لأن جدي مدخن منذ 60 سنة وهو بصحة جيدة.

6- مغالطة الاستدلال الدائري (Circular Thinking Fallacy):
وهو إثبات الفكرة باستخدام الفكرة ذاتها، وبمعنى آخر: هو استخدام جزء من الفرضية المطروحة كإثبات لها، مثلًا:

هاري بوتر شخصية حقيقية، فهو مذكور في كتب هاري بوتر.

7- مغالطة الاحتكام إلى الجهل (Appeal to Ignorance):
وهي استخدام الجهل العام حول موضوع معين كدليل على صحة افتراض متعلق به ما لم توجد طريقة لنفي هذا الافتراض، كما يمكن استخدامها لنفي افتراض ما بسبب عدم وجود أدلة توضح صحته من عدمها، مثل:

لم يتمكن أحد من نفي وجود الأشباح، لذلك أنا أؤمن بها.

لم يطرح الطلاب أي سؤال عند انتهاء المحاضرة، هذا يعني أنهم جاهزون لامتحان مفاجئ.

تلك كانت أمثلة بارزة من بين عشرات المغالطات المنطقية التي نصادفها يوميًا في جميع نواحي الحياة العملية، ويستخدمها السياسيون وبعض العلماء لتحوير الحقائق أو تحويل كل نقاش إلى جدل عقيم.

المصدر: السومرية العراقية

إقرأ أيضاً:

مسام يعلن نزع 4.210 ألغام حوثية وذخائر غير منفجرة خلال يونيو وإتلاف كميات أخرى في مأرب

أعلن المشروع السعودي مسام لنزع الألغام في اليمن، في بيان له اليوم الأحد 30 يونيو/ حزيران 2024م، عن تمكن فرقه الهندسية من نزع كميات كبيرة من الألغام والعبوات الناسفة والذخائر غير المنفجرة، من مناطق يمنية عدة، كانت مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانياً قد فخخت الأرض بها، سبق هذا إعلان آخر بتنفيذ عملية إتلاف وتفجير لكميات من الذخائر في محافظة مأرب شمال شرقي اليمن.

وذكر المشروع، في بيانه، أن الفرق الهندسية التابعة له تمكنت منذ مطلع يونيو وحتى 28 منه، من نزع 4.210 ألغام حوثية وذخائر غير منفجرة وعبوات ناسفة، شملت 4.035 ذخيرة غير منفجرة، و163 لغماً مضادة للدبابات، ولغمين مضادين للأفراد، و10 عبوات ناسفة، وتمكنت الفرق منذ بداية الشهر من تطهير 561.973 متراً مربعاً من الأراضي اليمنية.

في الأسبوع الماضي وحده، وبالتحديد في الفترة (22 - 28 يونيو)، أزال خبراء إزالة الألغام في مشروع مسام عدد 755 لغماً وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة، شملت 707 ذخائر غير منفجرة و47 لغماً مضاداً للدبابات، ولغما واحدا مضادا للأفراد، تم تحييدها من مساحة 127.777 متراً مربعاً من الأراضي اليمنية.

وفي الأسبوع الذي سبقه، وتحديداً في الفترة (15 - 21 يونيو)، تمكنت الفرق من نزع 645 لغماً أرضياً وذخيرة غير منفجرة، منها 46 لغماً مضاداً للدبابات و593 ذخيرة غير منفجرة وست عبوات ناسفة، وتم في الأسبوع ذاته تطهير 18130 مترا مربعا من الأراضي اليمنية.

وفي الأسبوع الثاني من يونيو، في الفترة (8 - 14 يونيو)، نزعت الفرق التابعة لمشروع مسام (1.556) لغماً أرضياً وذخيرة غير منفجرة، شملت 52 لغماً مضاداً للدبابات و1.503 ذخائر غير منفجرة وعبوة ناسفة واحدة، وهو أكثرها نزعا، وفي ذات الأسبوع تمكنت الفرق من تطهير 171.120 متراً مربعا.

أما في الأسبوع الأول من يونيو الجاري 2024م، وتحديداً في الفترة (1 - 7 يونيو)، نزعت الفرق 1.254 لغماً أرضياً وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة، من بينها لغم أرضي واحد مضاد للأفراد، و18 لغماً مضاداً للدبابات، و1.232 ذخيرة غير منفجرة، وثلاث عبوات ناسفة، وتم تطهير مساحة 244.946 متراً مربعا من الأراضي اليمنية.

وفي الحصيلة الإجمالية، أعلن مدير عام مشروع مسام الأستاذ أسامة القصيبي، أن الفرق الميدانية نزعت منذ انطلاقة المشروع وحتى 28 يونيو الجاري 449.068 لغماً وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة، مبيناً أن الحصيلة شملت 289.876 ذخيرة غير منفجرة و8059 عبوة ناسفة، بالإضافة إلى 144.602 لغم مضاد للدبابات و6537 لغماً مضاداً للأفراد.

وقال القصيبي، في تصريحه، إن الفرق الهندسية التابعة لمشروع مسام تمكنت منذ انطلاق المشروع وحتى 28 يونيو 2024م، من تطهير 57.443.533 متراً مربعاً من الأراضي اليمنية كانت مفخخة بالألغام والذخائر والعبوات الناسفة التي زرعتها مليشيا الحوثي الإرهابية.

والسبت 29 يونيو 2024م، أعلن مشروع مسام، عن تنفيذ عملية إتلاف وتفجير لكميات كبيرة من القذائف والذخائر غير المنفجرة في مديرية الوادي بمحافظة مأرب شمال شرقي اليمن، دون الإشارة إلى عددها أو عدد كل منها، ونُفذت العملية أمس السبت، بإشراف خبراء إتلاف تابعين للمشروع.

وأعلنت غرفة عمليات مسام أن القذائف والذخائر التي تم التخلص منها، أمس السبت، وإتلافها، تمثل المرحلة الثانية من إزالة مخلفات القذائف غير المنفجرة في منطقة الصمدة بمأرب، والتي نتجت عن انفجار غير مضبوط لمخزن أسلحة، مؤكدةً أن مهمة الفريق 13 المكلف بإزالة وتأمين القذائف والذخائر الناتجة عن الانفجار قد توجت بالنجاح، مما أسهم في تأمين حياة النازحين والسكان المحليين من المخاطر الناجمة عن هذه المخلفات.

مقالات مشابهة

  • شاهد| كيف تحولت العلمين الجديدة من حقل ألغام إلى مدينة الأحلام
  • كيف تحولت العلمين الجديدة من حقل ألغام إلى مدينة الأحلام؟.. تقرير تلفزيوني يجيب
  • حلو الكلام.. أبعد من التماهي
  • اغلاق فم قاضٍ يمني بشريط لاصق ومنعه من ‘‘الكلام’’
  • ما بين المناظرة الأميركية والمنازلة اللبنانية
  • نصائح حول استخدام تكييف السيارة أثناء توقفها منعا للاختناق.. تعرف عليها
  • حلو الكلام.. لسنا متأكدين من صواب الريح
  • احذر 4 عادات خاطئة تضر مكيف السيارة.. إحداها قد تسبب انفجاره
  • مسام يعلن نزع 4.210 ألغام حوثية وذخائر غير منفجرة خلال يونيو وإتلاف كميات أخرى في مأرب
  • حلو الكلام.. مجازا أقول: انتصرتُ