ألغام في ثنايا الكلام.. تعرف على المغالطات المنطقية حتى لا تقع في إحداها
تاريخ النشر: 13th, January 2024 GMT
المغالطة هي استخدام الأفكار والمعلومات المضللة في التبرير، وإثارة العواطف من أجل حسم نقاش أو كسب نزاع من الطرف الآخر رغم قوة حجته، بالخداع والمناورة وبطرق تبدو منطقية. وهكذا يصبح "الموهوب في الخطابة وحيل الإقناع ودغدغة المشاعر كفيلا بأن يهزم أي عالم يحتكم إلى العقل"، كما يقول أفلاطون.
حصل موضوع المغالطات المنطقية على اهتمام كبير في مجالات العلوم الإنسانية والتطبيقية، فهي تمثل عدوًا أساسيًا للمنهج العلمي يقودنا إلى نتائج مضللة، لكن أهميتها لا تتوقف عند هذا الحد، فقد نكون جميعًا مذنبين باستخدامها من وقت إلى آخر بعلمنا حينًا ودون علم أحيانًا أخرى، ومن المغالطات المنطقية الشائعة نذكر:
1- مغالطة الشخصنة (Ad Hominem):
أي نقض ادعاء ما بمهاجمة المدعي بدلًا من نقاش الحجة التي يقدمها، ومن أمثلته:
كيف لي أن أثق برأي طبيب الأطفال حول صحة ابني؟ فهو رجل لا يعرف شعور الأمومة
في هذا المثال لم تقدم الأم أي حجة مفيدة ضد ما يقوله الطبيب، إنما ترفض ما يقوله لمجرد كونه رجلًا.
2- مغالطة رجل القش (Straw Man Fallacy):
وهي تحريف حجة الطرف الآخر بشكل يسهل نقضها ويضع الطرف الآخر في موقف ضعيف، كأنه يبارز دمية من القش بدلًا من مواجهة خصمه بشكل مباشر، ومن أمثلتها:
قال أحمد: أرى أن السيارات ذاتية القيادة أكثر أمانًا وأتمنى رؤية المزيد منها في المستقبل
رد عليه سمير: أستغرب كرهك الواضح لسائقي السيارات، لماذا تتمنى أن يصبحوا جميعًا مشردين وبلا عمل؟
3- مغالطة التوسل بالمرجعية (Appeal to Authority):
تدعى أيضًا باسم مغالطة الاحتكام إلى السلطة، وهي الاستشهاد برأي شخص ذي نفوذ أو مكانة علمية كدليل على افتراض ما، وتستخدم كحجة مفحمة خصوصًا إذا كان طرفا الجدل متفقين على أهمية هذه المرجعية، مثلًا:
من المؤكد أن البيض المقلي أفضل المأكولات لأن أينشتاين كان يحبه، هل أنت أذكى من أينشتاين لترفض ذلك؟
نعلم أن الاستماع لرأي الخبراء أمر مهم دومًا لكن كون الشخص عالمًا مشهورًا لا يعني عدم وقوعه في الخطأ، كما أن عبقرية شخص ما في الفيزياء لا تقدم أهمية إضافية لرأيه في الطعام.
4- مغالطة التفكيك (Fallacy of Division):
تعني الافتراض الخاطئ بأن ما هو صحيح للمجموع يصبح قابلًا للتطبيق على جميع الأجزاء، مثلًا:
يسكن عادل بناء كبيرًا، هذا يعني أن شقته كبيرة.
فاز فريقنا بكرة السلة على فريق المدينة المجاورة، هذا يعني أن جميع لاعبي فريقنا متفوقون على جميع لاعبي الفريق الآخر.
5- مغالطة الدليل المتناقل (Anecdotal Evidence Fallacy):
أي استخدام الأدلة المبنية على قصص متناقلة بين الأشخاص أو تجارب شخصية دون جمع الأدلة بشكل علمي منهجي، مثل:
التدخين غير مضر بالصحة، لأن جدي مدخن منذ 60 سنة وهو بصحة جيدة.
6- مغالطة الاستدلال الدائري (Circular Thinking Fallacy):
وهو إثبات الفكرة باستخدام الفكرة ذاتها، وبمعنى آخر: هو استخدام جزء من الفرضية المطروحة كإثبات لها، مثلًا:
هاري بوتر شخصية حقيقية، فهو مذكور في كتب هاري بوتر.
7- مغالطة الاحتكام إلى الجهل (Appeal to Ignorance):
وهي استخدام الجهل العام حول موضوع معين كدليل على صحة افتراض متعلق به ما لم توجد طريقة لنفي هذا الافتراض، كما يمكن استخدامها لنفي افتراض ما بسبب عدم وجود أدلة توضح صحته من عدمها، مثل:
لم يتمكن أحد من نفي وجود الأشباح، لذلك أنا أؤمن بها.
لم يطرح الطلاب أي سؤال عند انتهاء المحاضرة، هذا يعني أنهم جاهزون لامتحان مفاجئ.
تلك كانت أمثلة بارزة من بين عشرات المغالطات المنطقية التي نصادفها يوميًا في جميع نواحي الحياة العملية، ويستخدمها السياسيون وبعض العلماء لتحوير الحقائق أو تحويل كل نقاش إلى جدل عقيم.
المصدر: السومرية العراقية
إقرأ أيضاً:
السوداني يهنئ المنتخب بالفوز على اليمن: ندعمكم في جميع البطولات
بغداد اليوم -