رئيس الوزراء التونسي يؤكد حرص بلاده على تعزيز التعاون مع الصين
تاريخ النشر: 13th, January 2024 GMT
أكد الرئيس التونسي قيس سعيد حرص بلاده على تقوية علاقات الصداقة وتأسيس شراكات جديدة وواعدة مع جمهورية الصين الشعبية، وذلك فى رسالة تهنئة إلى نظيره الصينى شى جين بينج، بمناسبة مرور 60 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وأعرب الرئيس التونسي عن ارتياحه لمستوى علاقات التعاون المثمر بين البلدين الصديقين، والتي تعززت خلال السنوات القليلة الماضية، على المستوى الثنائي والاقليمي والدولي وذلك بفضل ما يجمع تونس والصين من إدراك قوى بأهمية تطوير أواصر العلاقات وتنويعها.
وأكد سعيد حرص تونس على تقوية الصداقة مع الصين، بما سيسهم في الارتقاء بالعلاقات الثنائية بين البلدين.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الرئيس التونسي قيس سعيد الصين تونس
إقرأ أيضاً:
أزمة دبلوماسية بين مالي والجزائر.. هل تؤثر على علاقات البلدين بروسيا؟
تصاعدت خلال الأيام الأخيرة، حدة الأزمة الدبلوماسية بين الجزائر وجارتها مالي، وسط تساؤلات عن مدى تأثير هذه الأزمة على علاقات البلدين مع روسيا التي تعتبر الداعم الرئيسي للعسكر الممسكين بالسلطة في مالي، وحليف يوصف بالاستراتيجية للجزائر.
واندلعت الأزمة الدبلوماسية بين الجزائر ومالي عقب تصريحات لوزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، قال فيها إن بلاده "لن تقبل بتحويل حركات سياسية أطرافها موقعة على اتفاق الجزائر إلى عصابات إرهابية" في إشارة إلى الجماعات الأزوادية، المطالبة بالانفصال عن مالي.
وأشار عطاف إلى أنه أقنع روسيا بأن "الحل العسكري غير ممكن في قضايا الساحل والصحراء وبالأخص في مالي، فقد جرب 3 مرات وفشل".
وتحدث عطاف عن وضع آلية بين الجزائر وروسيا "ذات طابع مؤسساتي، تجتمع كل 3 أشهر وتقييم الأوضاع، وبعد 4 لقاءات دورية، أثبتت جدوائيتها، ومكنت من التقدم في معالجة الملفات".
رد مالي شديد اللهجة
وقد ردت وزارة الخارجية المالية، في بيان شديد اللهجة على تصريحات وزير الخارجية الجزائري، محذرة الجزائر من التدخل في شؤونها الداخلية.
ودعت الخارجية المالية الحكومة الجزائرية إلى "التركيز على أزماتها الداخلية، والتوقف عن استغلال مالي كأداة لتحقيق أهداف سياسية خارجية".
وعبرت الخارجية المالية عن قلقها البالغ إزاء ما سمته "استمرار تدخل السلطات الجزائرية "في الشؤون الداخلية لمالي، مضيفة أن الأمر "يعبر عن نزعة أبوية وتعالٍ".
وقاتل وزارة الخارجية المالية إن "سياسة مكافحة الجماعات الإرهابية هي حق سيادي بحت يعود لجمهورية مالي"، وأن الجزائر "ليس مطلوبا منها تقديم الدروس في مكافحة الإرهاب، فمالي تتبنى استراتيجيتها الخاصة التي تتماشى مع احتياجاتها الوطنية" يضيف البيان.
"حنين إلى الماضي"
واعتبرت الخارجية المالية أن "النجاحات التي حققتها القوات المسلحة المالية في محاربة الإرهاب، وضغطها المتواصل على الجماعات الإرهابية، تشير إلى أن هناك مسؤولين جزائريين يحنّون إلى الماضي، وهو ما يتنافى مع مصالح الأمن والاستقرار في مالي".
التوتر الحاصل في العلاقات بين الجزائر ومالي سلط الضوء على قضية الحضور الروسي في المنطقة ومدى قدرة روسيا على المحافظة على علاقاتها بأطراف الازمة.
ثقل الجزائر
وفي هذا السياق يرى رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الأمة الجزائري، عمرون محمد، أن روسيا تدرك جيدا الدور الجزائري في منطقة الساحل، مضيفا أن روسيا تعتبر الجزائر أقوى شريك لها في إفريقيا وتعي أهمية التنسيق معها.
وأشار عمرون محمد في تصريح خاص لـ"عربي21" إلى أن روسيا متواجدة بقوة في منطقة الساحل الإفريقي بجانب العديد من القوى الدولية الأخرى، "لكنها تدرك مدى الثقل الجزائري في المنطقة سواء الجغرافي أو الاجتماعي، حيث ترتبط الجزائر روابط اجتماعية قوية مع بلدان الساحل".
ونبه رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الأمة الجزائري، في حديثه لـ"عربي21" إلى الدور التاريخي للجزائر في استقرار منطقة الساحل، مضيفا أن الوساطة التي قادتها الجزائر لوقف الاقتتال بين الحكومة المالية المركزية في باماكو، والحركات الأزوادية سنة 2015 تعكس الدور الجزائري في استقرار المنطقة.
Statement by the Ministry of Foreign Affairs and International Cooperation of the Republic of Mali denouncing the persistence of some Algerian authorities in pursuing acts of interference in Mali's internal affairs.
Information and Press Office/MAECI. pic.twitter.com/2uspMRiI2B — Ministère des Affaires étrangères du Mali (@MaliMaeci) January 2, 2025
"تحييد الجزائر غير ممكن"
عمرون محمد، أكد أن روسيا "تدرك أنه لا يمكن لأي جهة أن تحيد الدرور الجزائري في منطقة الساحل، حيث حاولت كثير من القوى الأجنبية ذلك في السابق وفشلت، وتدرك روسيا أن التنسيق مع الجزائر في مسألة الساحل أمر ضروري".
وشدد على رفض الجزائر للتدخل الأجنبي مهما كان شكله في منطقة الساحل، مضيفا أن بلاده تدعو دائما إلى حل الأزمات في إفريقيا من خلال الأفارقة أنفسهم، وهو ما قال إن العديد من المبادرات الجزائرية عكسته.
الأمن القومي الجزائر
وأكد رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الأمة الجزائري، على ضرورة أن تأخذ روسيا بعين الاعتبار قضايا الأمن القومي الجزائري " لأننا لا نتساهل فيها مع أي طرف كان، ثم من دون شك كل ما تعززت العلاقات الروسية الجزائرية أكثر، كلما زاد التفاهم أكثر".
ولفت إلى أن العديد من المسؤولين الروس زاروا الجزائر مؤخرا، وكان آخر هذه الزيارات زيارة ممثل الرئيس الروسي الذي التقى وزير الخارجية الجزائري واتفاقا على آلية للتشاور تنعقد كل ثلاثة أشهر لبحث الأوضاع الإقليمية والدولية ومنطقة الساحل على رأسها.
موسكو في موقف صعب
من جهته يرى المحلل السياسي المهتم بشؤون الساحل أحمد محمد فال، أن الأزمة الدبلوماسية بين الجزائر ومالي، جعلت موسكو في موقف صعب نظرا لأن كلى البلدين حليف رئيسي لها.
وأشار أحمد محمد فال، في تصريح لـ"عربي21" إلى أن الجزائر تعتبر حليف استراتيجي لروسيا، كما أن مالي تعتبر الحليف الرئيسي لموسكو في منطقة الساحل الإفريقي".
وتوقع المتحدث أن تسعى موسكو جاهدة من أجل احتواء الأزمة تفاديا لانعكاساتها على علاقتها بالبلدين.
وأضاف: "السلطات المالية طردت القوات الغربية بما فيها القوات الفرنسية، وتوجهت نحو روسيا منذ أكثر من سنتين، قوات فاغنر الروسية موجودة في مالي وتقاتل إلى جانب الجيش المالي في أكثر من محور، وهذا يجعل باماكو الحليف الرئيسي لموسكو، لكن روسيا لن تضحي في المقابل بعلاقاتها الاستراتيجية مع الجزائر، وبالتالي إما أن تعمل لاحتواء الأزمة أو تقف موقف الحادي حتى لا تتضرر علاقاتها مع البلدين".
توتر على الحدود
وشهدت الحدود المالية الجزائرية خلال مايو الماضي، اشتباكات ضارية بين الجيش المالي مدعوما بقوات "فاغنر"، والحركات المسلحة الأزوادية "الطوارق".
ودارت المواجهة بشكل خاص في منطقة تينزاواتين الواقعة على بعد 233 كلم شمال شرق كيدال على الحدود مع الجزائر، وأسفرت عن مقتل العشرات من المقاتلين الطوارق ومن الجيش المالي.
وقد أثارت الهجمات التي شنها الجيش المالي مدعوما بفاغنر، ضد المسلحين الأزواديين قرب الحدود مع الجزائر استياء السلطات الجزائرية.
وكان المجلس العسكري الحاكم في مالي أنهى العام الماضي اتفاق السلام الذي تم التوقيع عليه بوساطة جزائرية في عام 2015 بين الحكومة المالية والحركات الأزوادية "الطوارق".
وبررت باماكو حينها إنهاء العمل بالاتفاق بسبب "عدم التزام الموقعين الآخرين بتعهداتهم" وما قالت إنها "أعمال عدائية تقوم بها الجزائر" الوسيط الرئيسي في الاتفاق.
وكان الاتفاق ينص على جملة من القضايا بينها دمج المتمردين السابقين في الجيش المالي، فضلا عن توفير قدر أكبر من الحكم الذاتي لمناطق الشمال المالي.
ووضع اتفاق الجزائر حدا لمعارك اشتعلت في 2012، إثر إعلان الحركات الأزوادية الاستقلال والانفصال عن مالي، بعد مشاركتها في معارك ضد الجيش الحكومي.
ما هو إقليم أزواد المطالب بالانفصال؟
وإقليم أزواد الذي يطالب بانفصاله عن مالي هو منطقة في شمال دولة مالي محاذية للحدود مع موريتانيا، ويضم عدة مدن أبرزها مدينة تمبكتو التاريخية، بالإضافة إلى مدينتي كيدال وغاو.
ويتكون سكان الإقليم من عرقيات الطوارق (هم غالبية السكان) والعرب والفلان والسونغاي. وتبلغ مساحة الإقليم 822 ألف كلم مربع أو ما يقارب الـ66% من مساحة مالي الكلية البالغة مليونا و240 ألف كلم مربع.
وشكل الأزواديون سنة 1988 أول جبهة سياسية ذات نشاط عسكري عُرفت باسم "الحركة الشعبية لتحرير أزواد" إذ قادت تمردا عسكريا ضد باماكو سنة 1990، لكنها عانت بعد فترة قصيرة من أزمة داخلية انتهت بتفككها، وتحولها إلى عدة تشكيلات كان من أبرزها "الجبهة الشعبية لتحرير أزواد" و"الجيش الثوري لتحرير أزواد".
ومنذ استقلال مالي عن فرنسا 1960 يطالب سكان هذا الإقليم بالانفصال عن الجنوب المالي. وفي سبيل ذلك دخل الانفصاليون الطوارق منذ تسعينيات القرن الماضي في مواجهة دامية مع الجيش المالي، واستطاعوا في كثير من الأحيان السيطرة على بعض المناطق.