يعتبر المحلل العسكري الإسرائيلي يوآف ليمور، أن جيش بلاده يتعثر في قطاع غزة، ويجد صعوبة في الوفاء بالوعود التي قطعتها بالقضاء على حركة "حماس"، التي لا تزال تقاتل بفاعلية، أو إعادة الأسرى.

جاء ذلك في تحليل في صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، بمناسبة مرور 100 يوم على الحرب في غزة، لافتا إلى أن تحقيق أهداف إسرائيل في عملياتها العسكرية بالقطاع باتت "بعيدة المنال".

ويقول ليمور: "سيمر الأحد 100 يوم على الحرب، والحقيقة لابد من قولها، إسرائيل بعيدة كل البعد عن تحقيق الأهداف التي حددتها لنفسها، وليس من الواضح ما إذا كانت قادرة على تحقيقها في ظل الظروف التي خلقتها".

ويضيف: "أعلن الجيش الإسرائيلي أن الجزء الشمالي من قطاع غزة قد تم السيطرة عليه، لكن الواقع أكثر تعقيدا".

وينقل عن بيانات لجيش الاحتلال، أنه كان هناك 14 ألف عنصر من "حماس" في هذه المنطقة، تم القضاء على 8 آلاف منهم، أي أن 6 آلاف لا يزالون نشطين، وهذا يعني أن التهديد "لم تتم إزالته كما وعد".

ويتابع ليمور: "الدليل على ذلك يظهر في اللافتات التي تم وضعها هذا الأسبوع في النقب الغربي، وكُتب فيها (طريق آمن) وإقامة جدران مخفية ومسار للدراجات على طول الطريق السريع 34 والطريق السريع 232، والفكرة هي إنشاء طرق حيث لن يكون من الممكن التعرض لإطلاق النار والصواريخ من غزة".

اقرأ أيضاً

هنية: إسرائيل فشلت في تحقيق أهدافها بغزة.. وآن الأوان لدعم المقاومة بالسلاح

ويعلق: "أنتم لم تفهموا شيئا، كتب أحدهم على إحدى اللافتات، تعبيرا عن مشاعر السكان.. وعدوهم بإزالة التهديد، وليس إخفاءه".

ويزيد المحلل العسكري الإسرائيلي: "لقد أطلقت القياد السياسية والأمنية العديد من الوعود منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، وتجد صعوبة في الوفاء بها".

ويستطرد: "حماس بعيدة عن الانهيار والأسرى بعيدون عن العودة، ولا يوجد دليل على أن الضغط العسكري تقدم بقضيتهم ملليمترا واحدا، كما يزعمون في إسرائيل".

ويعتبر ليمور أنه "في الواقع، يبدو أن العكس هو الصحيح، حتى لو لم يُقتل مختطف واحد بنيران الجيش الإسرائيلي (خلافا لما هو معروف)، فإن العشرات منهم ما زالوا في خطر دائم على حياتهم بسبب عدم علاج إصاباتهم أو بسبب نقص الدواء".

ويقول إن "إسرائيل بدأت الحرب مهزومة، وكانت متعجرفة جدًا بحيث لم تتمكن من الاعتراف بذلك في مرحلة مبكرة وتقليل الضرر".

ويضيف: "كما هو الحال دائمًا، فإن أولئك الذين يترددون في عقد صفقة في الأيام الأولى يدفعون ثمنًا أعلى بكثير مع مرور الوقت.. لقد مرت 6 أسابيع على إطلاق سراح آخر دفعة من الأسرى".

اقرأ أيضاً

إعلام عبري: إسرائيل فشلت بتحقيق أهداف حرب غزة رغم انتقالها للمرحلة الثالثة 

ومضى قائلا: "عندما ذهبت إسرائيل إلى الحرب، لم يكن الأسرى حتى جزءًا من أهدافها، إلى هذا الحد كانت مصدومة، أو مجنونة بالانتقام، أو كليهما".

ويتابع: "فقط دخول (عضوا مجلس الحرب) بيني غانتس وغادي آيزنكوت، إلى الحكومة هو الذي حدد أهداف الحرب، وأضاف إلى مضمونها تهيئة الظروف لعودة الأسرى، لكن الواقع يبقى كما كان منذ البداية تقريبًا، تم إطلاق سراح أسير واحد فقط (أوري مغيديش) في عملية عسكرية، والباقين في صفقة مع حماس".

ويذهب ليمور إلى أن "إسرائيل تسعى إلى تحقيق إنجاز هدفه الأساسي هو الإعلام، على أمل أن يهز ذلك حماس إلى الحد الذي يمكنها من هزيمة الحركة".

ويشكك المحلل العسكري الإسرائيلي في هذا السيناريو، ويقول: "به بعض الثغرات".

ويضيف: "يرجع ذلك أساسًا إلى أنه حتى لو تم القضاء على القيادة، ومن المحتمل أن يكون (رئيس حركة حماس في غزة يحيى) السنوار وشركاؤه أذكياء جدًا بحيث لا يمنحون إسرائيل خيار القضاء على الجميع دفعة واحدة، فسوف يظهر ورثة يخلفونهم، ويحاولون توحيد القوات وإعادة التأهيل والرد".

ويختتم: "بما أنه يبدو في المرحلة الحالية أن إسرائيل لا تنوي العمل في رفح أو السيطرة على محور فيلادلفيا (ومن الممكن أنها قد لا تستكمل حتى احتلال مدينة خان يونس بأكملها)، فسوف تبقى حماس مع أرض كافية لمواصلة العمل".

اقرأ أيضاً

92 يوما من حرب غزة.. القصف يتواصل ووزراء إسرائيليون يعترفون بالفشل

وتتطابق رؤية ليمور، مع ما ذكرته تقارير عبرية، قبل أيام، من أن جيش الاحتلال فشل في تحقيق أهداف حرب غزة المعلنة، وهي تفكيك قدرات "حماس" باعتبارها قوة عسكرية "إرهابية" وإعادة الأسرى الإسرائيليين.

والإثنين، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، الانتقال إلى مرحلة ثالثة طويلة من الحرب على قطاع غزة، خلفت حتى الآن أكثر من 23 ألف شهيد و60 ألف مصاب، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة.

وحسب وسائل الإعلام العبرية، فإن العملية البرية الإسرائيلية على غزة التي بدأت في نهاية أكتوبر/ تشرين الأول "تحقق، من منظور أشمل، نجاحات تكتيكية بشكل يومي".

وعقب الموقع "لكنها لم تحقق أهداف إسرائيل من الحرب"، التي تتمثل في "تفكيك قدرات حماس واستعادة الأسرى الإسرائيليين".

كما أن من بين الأهداف الأخرى المحددة للجيش الإسرائيلي، التي لم تتحقق بعد "تصفية كبار قادة حماس"، إذ لا يزال معظمهم نشطين، ومنهم "محمد الضيف، ومروان عيسى، ومحمد السنوار، ويحيى السنوار".

وحسب تقديرات الجيش الإسرائيلي، يختبئ كبار مسؤولي "حماس" وسط أعضاء الحركة في الجزء الأوسط أو الجنوبي من القطاع.

وبناء على ذلك، فإن التقدم في هذه المناطق يسير "بوتيرة أبطأ، وأكثر تركيزاً تحت قيادة وحدات النخبة" في الجيش الإسرائيلي عبر غارات يومية ضد منشآت حماس" المحصنة.

اقرأ أيضاً

وزير بريطاني سابق: التواطؤ الغربي على غزة فشل.. والاعتراف بحماس بات ضرورة 

المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: فشل أهداف إسرائيل حرب غزة حماس جيش إسرائيل الأسرى الجیش الإسرائیلی تحقیق أهداف اقرأ أیضا

إقرأ أيضاً:

«الجارديان»: هل تستطيع إسرائيل تجنب الوقوع في نفس الأخطاء التي ارتكبتها خلال هجومها البري السابق على لبنان؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ذكرت صحيفة "الجارديان" أنه لا توجد حربان متشابهتان، حتى تلك التي تدور رحاها بين نفس الطرفين المتحاربين على نفس الأرض، ولكن العديد من التحديات تظل كما هي.

وأبلغ أعلى قائد عسكري إسرائيلي قواته أن الغارات الجوية ستستمر داخل لبنان فى حين يستعد الجيش الإسرائيلي لعملية برية محتملة. وإذا عبرت قواته الحدود الشمالية فمن المرجح أن تواجه عقبات سبق أن واجهتها.

وعندما دخلت الدبابات الإسرائيلية جنوب لبنان فى عام ٢٠٠٦ (وليس للمرة الأولى) وجدت خصمًا تغير بشكل كبير منذ الانسحاب الإسرائيلى من لبنان قبل ست سنوات.

وحتى فى تلك الفترة القصيرة، نجح حزب الله فى تنظيم قدراته وتطويرها. ففى منطقة الحدود الوعرة التى تطل عليها التلال الصخرية شديدة الانحدار، تم إعداد أنفاق قتالية. وتم تكييف تكتيكات وأسلحة جديدة من شأنها أن تزعج القوات الإسرائيلية عند دخولها.

وكانت الدبابات على وجه الخصوص عرضة للصواريخ المضادة للدبابات، فى حين أطلق مقاتلو حزب الله وجماعته المتحالفة "حركة أمل" قذائف الهاون على وحدات المشاة الإسرائيلية المتقدمة أثناء شق طريقهم عبر البساتين وحقول التبغ.

درس مفيد

بالنسبة لأولئك الذين شهدوا القتال عن قرب، فقد كان ذلك درسًا مفيدًا.
فى تلك الحرب، كما فى هذه الحرب،ــ سيطرت الطائرات الإسرائيلية بدون طيار على الأجواء، وقصفت البنية الأساسية ومواقع حزب الله دون مقاومة.

وكانت الزوارق الحربية الإسرائيلية، التى كانت تحلق فى الأفق فى كثير من الأحيان، تقصف الساحل، وتهدد الطريق الساحلى الرئيسى يوميا. ولكن عند الاقتراب من الحدود، كانت الصورة مختلفة تماما.

فى ذلك الوقت، كما هو الحال الآن، كان حزب الله يمتلك مواقع معدة جيدًا. وكانت الصواريخ تنطلق من مواقع مخفية على سفوح التلال القريبة، فتستدعى ضربات مضادة من جانب إسرائيل، سواء من الطائرات النفاثة أو المدفعية على الحدود، ويبدو من المستحيل النجاة منها.

ولكن فى كثير من الأحيان، بعد توقف لبضع ساعات، كانت الصواريخ تنطلق مرة أخرى من نفس المكان، فتبدأ دورة جديدة من الهجمات.

وفى تعليقاته أمام الجنود؛ بدا رئيس الأركان الإسرائيلى هيرتسى هاليفى وكأنه يشير إلى حقيقة مفادها أن أى توغل بري، إذا أمر به، سيكون صعبًا وسيواجه معارضة شديدة.

وقال نتنياهو لقوات جيش الدفاع الإسرائيلى يوم الأربعاء: "نحن نستعد لعملية مناورة، وهذا يعنى أن أحذيتكم العسكرية، أحذيتكم المناورة، ستدخل أراضى العدو، وتدخل القرى التى أعدها حزب الله كنقاط عسكرية كبيرة، مع البنية التحتية تحت الأرض، ونقاط التجمع، ومنصات الإطلاق إلى أراضينا والتى ستنفذ منها هجمات على المدنيين الإسرائيليين".

وأضاف "إن دخولكم إلى تلك المناطق بالقوة، ولقاءكم بعناصر حزب الله، سوف يظهر لهم ما يعنيه مواجهة قوة محترفة وذات مهارات عالية وخبرة فى المعارك. إنكم قادمون بقوة أكبر وخبرة أكبر بكثير من تلك القوة. وسوف تدخلون وتدمرون العدو هناك، وتدمرون بنيته التحتية بشكل حاسم".

مهمة أكثر تعقيدًا

والحقيقة هى أن أى حملة برية ستكون مهمة أكثر تعقيدًا بكثير من الهجمات التى تقودها الاستخبارات والتى تسعى إسرائيل إلى تنفيذها فى مناوراتها باستخدام أجهزة الاتصال المتفجرة والغارات الجوية التى تلت ذلك.

إن إخفاقات حرب عام ٢٠٠٦ ــ التى حددتها لجنة فينوغراد اللاحقة ــ كان لها المسئولون عنها، بما فى ذلك فى مجموعة ثلاثية من القادة الإسرائيليين عديمى الخبرة فى زمن الحرب: رئيس الأركان آنذاك، دان حالوتس، الطيار المقاتل السابق الذى واجه صعوبة فى تنسيق الحركات البرية، فضلًا عن رئيس الوزراء آنذاك إيهود أولمرت، ووزير الدفاع عمير بيريتس.

وكما كتب المراسل العسكري لصحيفة "هآرتس" عاموس هاريل فى عام ٢٠١٦، بعد عقد من الحرب: "تم نقل فرق جيش الدفاع الإسرائيلي بلا هدف، مع عجز الحكومة والجيش عن تحديد المناورة التى من شأنها أن تمنحهم اليد العليا".

ورغم أن جيش الدفاع الإسرائيلي نجح فى تحسين دروعه لكى يتمكن من الدفاع بشكل أفضل ضد الأسلحة المضادة للدبابات المتحركة والاستعداد للقتال فى لبنان، فإنه يظل من غير الواضح ما إذا كان التوغل البرى الإسرائيلى قادرًا على تجنب نفس المزالق. أو ما إذا كانت أهدافه أكثر واقعية.

التسليح والخبرة

ويشير كاتب "الجارديان" "بيتر بومونت" إلى أن حزب الله الآن أفضل تسليحًا بكثير مما كان عليه فى عام ٢٠٠٦، وأصبح مقاتلوه أكثر خبرة فى القتال بعد سنوات من القتال فى سوريا، ولكن يبدو أن إسرائيل تقع فى نفس الفخ المفاهيمى المتمثل فى سوء فهم طبيعة الجماعة الإسلامية.

وفى حين نجحت عملية النداء والضربات الإسرائيلية فى إزالة طبقة من القيادة والقيادة والسيطرة، فإن أساس حزب الله كقوة لبنانية ــ على النقيض من وظيفته كوكيل استراتيجى لإيران ــ لا يزال سليما فى نهاية المطاف.

ويظل حزب الله قوة محلية متمركزة فى المدن والقرى والريف ولديها مهمة واحدة ومفهومة جيدًا: مقاومة القوات الإسرائيلية.

وبينما شهد حزب الله لحظة "الصدمة والرعب" فى هجمات أجهزة النداء واللاسلكى والغارات الجوية، فإن إسرائيل تعانى من عيوبها الخاصة ــ ليس أقلها الإرهاق المتزايد ليس فقط فى قدرتها العسكرية، بل وأيضًا فى الإرهاق المتزايد فى المجتمع الإسرائيلى بعد عام من الحرب.

تباه وقصور

لقد تباهى جيش الدفاع الإسرائيلي منذ فترة طويلة بالقتال على جبهات متعددة، ولكن العملية الطويلة المروعة ضد حماس لم تكتمل بعد ولا توجد خطة واضحة لليوم التالي. 

وأظهرت هذه الحملة أيضًا أوجه القصور فى التفكير العسكري الإسرائيلي - ليس أقلها فكرة أن حرب المناورة يمكن أن تهزم الجهات الفاعلة غير الحكومية التى تتصرف أحيانًا مثل القوات التقليدية ولكنها قد تلجأ أيضًا إلى حرب غير تقليدية.

واختتمت "الجارديان" بأنه إذا رجعنا للتاريخ وفى أعقاب عدوان إسرائيل السابق على لبنان فى عام ١٩٧٨ (التي استهدفت قواعد منظمة التحرير الفلسطينية فى عملية الليطاني آنذاك)، وفى عام ١٩٨٥ (التى أدت إلى احتلال دام حتى عام ٢٠٠٠)، وفى عام ٢٠٠٦،ــ فإن أى توغل بري من المرجح أن يفشل فى تحقيق أهدافه.
 

مقالات مشابهة

  • فتح وحماس في القاهرة الأربعاء لبحث حرب غزة وتحقيق المصالحة
  • إيران: جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد أهدافنا لن تبقى دون رد أو عقاب
  • إسرائيل تزعم: في وقت ما خلال الحرب علمنا مكان السنوار
  • محلل: رد إسرائيل على الحوثيين كان متوقعًا.. وتل أبيب تريد توسيع الحرب
  • محلل: رد إسرائيل على الحوثيين كان متوقعا.. وتل أبيب تريد توسيع الحرب
  • لماذا لم تظهر وساطة عربية بين إسرائيل وحزب الله
  • ما تأثير اغتيال نصر الله على صفقة الأسرى ووقف الحرب في غزة؟
  • «الجارديان»: هل تستطيع إسرائيل تجنب الوقوع في نفس الأخطاء التي ارتكبتها خلال هجومها البري السابق على لبنان؟
  • وول ستريت جورنال: لماذا فشلت إسرائيل استخباراتياً أمام “حماس” و”نجحت” مع “حزب الله”؟
  • هل تمكنت إسرائيل من اختراق حزب الله وفشلت مع حماس؟