محلل عسكري إسرائيلي: جيشنا يتعثر في غزة وتحقيق أهدافنا بعيدة المنال
تاريخ النشر: 13th, January 2024 GMT
يعتبر المحلل العسكري الإسرائيلي يوآف ليمور، أن جيش بلاده يتعثر في قطاع غزة، ويجد صعوبة في الوفاء بالوعود التي قطعتها بالقضاء على حركة "حماس"، التي لا تزال تقاتل بفاعلية، أو إعادة الأسرى.
جاء ذلك في تحليل في صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، بمناسبة مرور 100 يوم على الحرب في غزة، لافتا إلى أن تحقيق أهداف إسرائيل في عملياتها العسكرية بالقطاع باتت "بعيدة المنال".
ويقول ليمور: "سيمر الأحد 100 يوم على الحرب، والحقيقة لابد من قولها، إسرائيل بعيدة كل البعد عن تحقيق الأهداف التي حددتها لنفسها، وليس من الواضح ما إذا كانت قادرة على تحقيقها في ظل الظروف التي خلقتها".
ويضيف: "أعلن الجيش الإسرائيلي أن الجزء الشمالي من قطاع غزة قد تم السيطرة عليه، لكن الواقع أكثر تعقيدا".
وينقل عن بيانات لجيش الاحتلال، أنه كان هناك 14 ألف عنصر من "حماس" في هذه المنطقة، تم القضاء على 8 آلاف منهم، أي أن 6 آلاف لا يزالون نشطين، وهذا يعني أن التهديد "لم تتم إزالته كما وعد".
ويتابع ليمور: "الدليل على ذلك يظهر في اللافتات التي تم وضعها هذا الأسبوع في النقب الغربي، وكُتب فيها (طريق آمن) وإقامة جدران مخفية ومسار للدراجات على طول الطريق السريع 34 والطريق السريع 232، والفكرة هي إنشاء طرق حيث لن يكون من الممكن التعرض لإطلاق النار والصواريخ من غزة".
اقرأ أيضاً
هنية: إسرائيل فشلت في تحقيق أهدافها بغزة.. وآن الأوان لدعم المقاومة بالسلاح
ويعلق: "أنتم لم تفهموا شيئا، كتب أحدهم على إحدى اللافتات، تعبيرا عن مشاعر السكان.. وعدوهم بإزالة التهديد، وليس إخفاءه".
ويزيد المحلل العسكري الإسرائيلي: "لقد أطلقت القياد السياسية والأمنية العديد من الوعود منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، وتجد صعوبة في الوفاء بها".
ويستطرد: "حماس بعيدة عن الانهيار والأسرى بعيدون عن العودة، ولا يوجد دليل على أن الضغط العسكري تقدم بقضيتهم ملليمترا واحدا، كما يزعمون في إسرائيل".
ويعتبر ليمور أنه "في الواقع، يبدو أن العكس هو الصحيح، حتى لو لم يُقتل مختطف واحد بنيران الجيش الإسرائيلي (خلافا لما هو معروف)، فإن العشرات منهم ما زالوا في خطر دائم على حياتهم بسبب عدم علاج إصاباتهم أو بسبب نقص الدواء".
ويقول إن "إسرائيل بدأت الحرب مهزومة، وكانت متعجرفة جدًا بحيث لم تتمكن من الاعتراف بذلك في مرحلة مبكرة وتقليل الضرر".
ويضيف: "كما هو الحال دائمًا، فإن أولئك الذين يترددون في عقد صفقة في الأيام الأولى يدفعون ثمنًا أعلى بكثير مع مرور الوقت.. لقد مرت 6 أسابيع على إطلاق سراح آخر دفعة من الأسرى".
اقرأ أيضاً
إعلام عبري: إسرائيل فشلت بتحقيق أهداف حرب غزة رغم انتقالها للمرحلة الثالثة
ومضى قائلا: "عندما ذهبت إسرائيل إلى الحرب، لم يكن الأسرى حتى جزءًا من أهدافها، إلى هذا الحد كانت مصدومة، أو مجنونة بالانتقام، أو كليهما".
ويتابع: "فقط دخول (عضوا مجلس الحرب) بيني غانتس وغادي آيزنكوت، إلى الحكومة هو الذي حدد أهداف الحرب، وأضاف إلى مضمونها تهيئة الظروف لعودة الأسرى، لكن الواقع يبقى كما كان منذ البداية تقريبًا، تم إطلاق سراح أسير واحد فقط (أوري مغيديش) في عملية عسكرية، والباقين في صفقة مع حماس".
ويذهب ليمور إلى أن "إسرائيل تسعى إلى تحقيق إنجاز هدفه الأساسي هو الإعلام، على أمل أن يهز ذلك حماس إلى الحد الذي يمكنها من هزيمة الحركة".
ويشكك المحلل العسكري الإسرائيلي في هذا السيناريو، ويقول: "به بعض الثغرات".
ويضيف: "يرجع ذلك أساسًا إلى أنه حتى لو تم القضاء على القيادة، ومن المحتمل أن يكون (رئيس حركة حماس في غزة يحيى) السنوار وشركاؤه أذكياء جدًا بحيث لا يمنحون إسرائيل خيار القضاء على الجميع دفعة واحدة، فسوف يظهر ورثة يخلفونهم، ويحاولون توحيد القوات وإعادة التأهيل والرد".
ويختتم: "بما أنه يبدو في المرحلة الحالية أن إسرائيل لا تنوي العمل في رفح أو السيطرة على محور فيلادلفيا (ومن الممكن أنها قد لا تستكمل حتى احتلال مدينة خان يونس بأكملها)، فسوف تبقى حماس مع أرض كافية لمواصلة العمل".
اقرأ أيضاً
92 يوما من حرب غزة.. القصف يتواصل ووزراء إسرائيليون يعترفون بالفشل
وتتطابق رؤية ليمور، مع ما ذكرته تقارير عبرية، قبل أيام، من أن جيش الاحتلال فشل في تحقيق أهداف حرب غزة المعلنة، وهي تفكيك قدرات "حماس" باعتبارها قوة عسكرية "إرهابية" وإعادة الأسرى الإسرائيليين.
والإثنين، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، الانتقال إلى مرحلة ثالثة طويلة من الحرب على قطاع غزة، خلفت حتى الآن أكثر من 23 ألف شهيد و60 ألف مصاب، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة.
وحسب وسائل الإعلام العبرية، فإن العملية البرية الإسرائيلية على غزة التي بدأت في نهاية أكتوبر/ تشرين الأول "تحقق، من منظور أشمل، نجاحات تكتيكية بشكل يومي".
وعقب الموقع "لكنها لم تحقق أهداف إسرائيل من الحرب"، التي تتمثل في "تفكيك قدرات حماس واستعادة الأسرى الإسرائيليين".
كما أن من بين الأهداف الأخرى المحددة للجيش الإسرائيلي، التي لم تتحقق بعد "تصفية كبار قادة حماس"، إذ لا يزال معظمهم نشطين، ومنهم "محمد الضيف، ومروان عيسى، ومحمد السنوار، ويحيى السنوار".
وحسب تقديرات الجيش الإسرائيلي، يختبئ كبار مسؤولي "حماس" وسط أعضاء الحركة في الجزء الأوسط أو الجنوبي من القطاع.
وبناء على ذلك، فإن التقدم في هذه المناطق يسير "بوتيرة أبطأ، وأكثر تركيزاً تحت قيادة وحدات النخبة" في الجيش الإسرائيلي عبر غارات يومية ضد منشآت حماس" المحصنة.
اقرأ أيضاً
وزير بريطاني سابق: التواطؤ الغربي على غزة فشل.. والاعتراف بحماس بات ضرورة
المصدر | الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: فشل أهداف إسرائيل حرب غزة حماس جيش إسرائيل الأسرى الجیش الإسرائیلی تحقیق أهداف اقرأ أیضا
إقرأ أيضاً:
وزير إسرائيلي سابق: حرب غزة فشل استراتيجي مدوٍ لتل أبيب
قال الوزير الإسرائيلي السابق حاييم رامون إن حرب غزة بمثابة فشل استراتيجي مدوٍ لإسرائيل، داعيا إلى رؤية الحقيقة التي لا تزال مخفية خلف إنجازات الجيش الإسرائيلي.
وكتب في مقالة لصحيفة "معاريف": "لا تدعوا الإنجازات التكتيكية للجيش الإسرائيلي تخفي الحقيقة المرة. فلا تزال حماس تسيطر على معظم الأراضي وعلى السكان وعلى المساعدات الإنسانية وتحتفظ بـ 100 رهينة، وتستمر في إطلاق الصواريخ، ويؤدي هذا إلى نزيف دماء جنودنا".
وأضاف: "فشلت هيئة الأركان والمجلس الوزاري للحرب في تحقيق الهدف الرئيسي للحرب، وهو الإطاحة بحكم حماس وتدمير قدراتها العسكرية وتحرير الرهائن، ولو قالوا لنا في بداية الحرب، إنه بعد نحو ثلاثة أشهر من القتال ستكون هذه هي الحقيقة ما كان أحد منا سيصدق أن هذا قد يحدث، والآن بعد 15 شهرا من القتال لم يتم تحقيق أي من أهداف الحرب".
ولفت رامون إلى أن "إسرائيل ضربت حزب الله بشدة، ودمرت الوسائل الرئيسة للجيش السوري، وقضت على نظام الدفاع الجوي الإيراني، وأضعفت بشكل كبير السيطرة الإيرانية على المنطقة، وهذه إنجازات استراتيجية هائلة، ولكن في قطاع غزة لا تزال حماس تسيطر على جميع المناطق التي لا يتواجد فيها الجيش الإسرائيلي، ولا تزال تحتفظ بقوة عسكرية كبيرة، ولا تزال تحتجز 100 رهينة، وهي تنجح في إدارة القتال بشكل فعال ضد قواتنا".
وتابع الوزير السابق: "فقط في شهر يناير، سقط 13 جنديا في القتال داخل القطاع، وأصيب العشرات بجروح خطيرة، ولا يزال بإمكان حماس إطلاق الصواريخ نحو إسرائيل حتى الوقت الحالي كما لو أننا لا نشن حربا هناك منذ 15 شهرا".
وشدد على أن "الإنجازات التي حققها الجيش الإسرائيلي في ساحات القتال الأخرى تسلط الضوء فقط على عمق الفشل في القطاع. نعم، تعرضت حماس لضربة قاسية العام الماضي، وتمت تصفية قادتها يحيى السنوار ومحمد الضيف والآلاف من مقاتليها، لكن حكمها المدني لا يزال ممتدا على كل القطاع، وقوتها العسكرية لا تزال تعمل، ويجب ألا تخفي الإنجازات التكتيكية المثيرة للإعجاب للجيش الإسرائيلي الحقيقة المرة: الحرب في القطاع هي فشل إستراتيجي مدوٍ".
وأكد أنه "في ضوء الإنجازات الإستراتيجية المثيرة للإعجاب بالجيش الإسرائيلي في الساحات الأخرى يمكننا التأكيد بشكل قاطع أن الفشل الاستراتيجي في مواجهة حماس وهي أضعف أعدائنا لم يكن محتما.. هذا الفشل هو نتيجة لخطة استراتيجية خاطئة ولعجز القيادة العسكرية والحكومة في استخلاص الدروس واعتماد خطة بديلة".
وأشار إلى أنه "في هذه الحرب، حددت الحكومة بالتشاور مع هيئة الأركان هدفا استراتيجيا رئيسيا صحيحا: تدمير دولة حماسستان، وهو هدف كان ينبغي تحقيقه منذ العام 2008 في عملية الرصاص المصبوب، لكن للأسف فشلت. ومنذ ذلك الحين كان يجب تحديد هذا الهدف بأنه هدف الحرب في كل عملية عسكرية في القطاع، ولكن للأسف لم يحدث ذلك حتى كارثة 7 أكتوبر، ولكن من البداية كانت خطة الحرب التي أعدتها هيئة الأركان غير قادرة على تحقيق هذا الهدف الاستراتيجي".
وأضاف: "الفشل الاستراتيجي المتوقع مسبقا كان نتيجة لخطأين رئيسيين: استراتيجية الدخول والخروج التي تم تحديدها للعمليات البرية، والمقاومة لإنشاء حكومة عسكرية مؤقتة في القطاع ولإشراف الجيش الإسرائيلي على المساعدات الإنسانية وتوزيع الخبز والمياه على السكان المدنيين".
وتابع رامون: "يجب الإشارة إلى الخطأ الحاسم في أن هيئة الأركان رفضت بدء العمليات البرية في الشمال والجنوب في وقت واحد، وفقط في مايو – يونيو استولى الجيش الإسرائيلي على محور فيلادلفيا والمعابر، بمعنى آخر أعدت هيئة الأركان خطة استراتيجية سمحت لحماس بالحصول على إمدادات مستمرة من الأسلحة والوقود والطعام دون عوائق لمدة سبعة أشهر".
وشدد على أن "رئيس الأركان هرتسي هاليفي هو المسؤول عن تشكيل استراتيجية الدخول والخروج، التي تقوم على خروج قوات الجيش الإسرائيلي من أي منطقة قتال فور انتهاء مهمة هزيمة قوات حماس هناك، ومن البداية لم يكن هناك أي منطق عسكري في هذه الاستراتيجية، لأنه كان واضحا أن حماس ستعود إلى أي مكان يتركه الجيش الإسرائيلي".
ولفت إلى أن "الجنرالات الأمريكيين ذوي الخبرة شرحوا ذلك لقيادات الأمن لدينا، ولكن هؤلاء أصموا آذانهم عن سماعها. وجه الجنرال الأمريكي تشارلز براون، انتقادا غير مباشر لهيئة الأركان عندما أوضح أنه ليس فقط يجب عليكم الدخول حقا وتدمير العدو الذي تقاتل ضده، بل يجب عليك أيضًا السيطرة على الأرض ثم عليك تحقيق الاستقرار".
وأكد أنه "في المناطق التي خرج منها الجيش الإسرائيلي بعد أن سيطر عليها أعادت حماس بناء قوتها بسرعة، واضطر الجيش للعودة للقتال فيها مرارا وتكرارا. حدث ذلك في الشجاعية، وفي الزيتون، وفي خان يونس، وبالطبع في جباليا حيث نخوض الآن معركة موسعة للمرة الثالثة! وذلك بعد أن أوضح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي في ديسمبر 2023 أن قوات الجيش الإسرائيلي أكملت السيطرة على مخيم اللاجئين في جباليا، وفكك الكتيبة الشمالية لحماس التي كانت تعمل في المنطقة".
وتابع رامون: "الرفض العنيد لإنشاء آلية سيطرة للجيش الإسرائيلي على توزيع الطعام والمساعدات الإنسانية سمح لحماس بمواصلة الحفاظ على حكمها المدني وقوتها العسكرية، إضافة إلى الاستيلاء على معظم المساعدات الإنسانية التي دخلت القطاع، واستخدمتها لتزويد قواتها، وتمويل تجنيد متطوعين جدد في صفوفها، والحفاظ على سيطرتها على السكان المدنيين".
وشدد على أن "الفشل الاستراتيجي في القطاع تتحمل مسؤوليته ثلاث جهات رئيسية: رئيس الوزراء نتنياهو، والوزير السابق يوآف غالانت، ورئيس الأركان هاليفي، حتى لو لم تكن هناك الكارثة الكبرى في 7 أكتوبر، كان يجب على الثلاثة أن يذهبوا إلى منازلهم بسبب فشلهم هذا".
واختتم مقاله قائلا: "على أي حال، لا يمكن تصحيح الأخطاء التي ارتُكبت في الحرب الآن، ويجب التوجه نحو المستقبل، وفي الأشهر الأخيرة حارب الجيش الإسرائيلي بشكل مكثف في جباليا، ولكن حتى الآن لا يبدو أن هناك أي نية للقيام بما كان يجب أن يتم منذ بداية القتال: احتلال كامل القطاع وإنشاء آلية سيطرة للجيش الإسرائيلي على توزيع الخبز والمياه للسكان، بمعنى آخر يبدو أن الخطة هي الاستمرار في المستنقع القتالي والسماح لحكم “حماس” بالاستمرار، وبالتالي ليس هناك أي معنى للاستمرار في الحرب، وأن جنودنا سيستمرون في الموت في مهمة بلا هدف استراتيجي".