تشهد منطقة الشرق الأوسط تصاعداً للتوترات السياسية والعسكرية منذ بداية شهر أكتوبر 2023، عندما شنت حركة حماس هجوماً صاروخياً على إسرائيل، مما أدى إلى تبادل للضربات الجوية بين الطرفين. وفي سياق متصل، نفذت الولايات المتحدة وحلفاؤها ضربات جوية ضد أهداف للحوثيين في اليمن، رداً على هجمات متكررة للحوثيين على السفن التجارية في البحر الأحمر، مما أثار مخاوف من تعطيل حركة الملاحة في هذا الممر الاستراتيجي.

وقد تأثرت أسواق النفط بشكل ملحوظ بسبب هذه الأزمة، حيث شهد سعر خام برنت ارتفاعاً بنسبة 2.5% خلال الأسبوع المنتهي في 12 يناير 2024، ليصل إلى 77.01 دولار للبرميل.

وفي هذه الدراسة، نهدف إلى تحليل تأثير التوترات في الشرق الأوسط على أسعار النفط وتوقعات الطلب والعرض في المستقبل القريب. ولهذا الغرض، نستخدم بيانات من مصادر مختلفة، مثل إدارة معلومات الطاقة الأميركية2 ومنظمة البلدان المصدرة للبترول3 والبنك الدولي والمراكز البحثية المتخصصة.

ومن خلال تحليل البيانات، نصل إلى النتائج التالية:

أن التوترات في الشرق الأوسط تؤثر سلباً على استقرار إمدادات النفط، وتزيد من مخاطر الانقطاع أو التأخير في الشحن، مما ينعكس على ارتفاع أسعار النفط.أن الطلب على النفط يتأثر بعوامل متعددة، مثل النمو الاقتصادي العالمي والسياسات البيئية والتحولات التكنولوجية والتنوع الطاقي، مما يؤدي إلى تقلبات في السوق. أن العرض من النفط يتأثر بعوامل متعددة أيضاً، مثل قرارات أوبك+ والإنتاج الأميركي والاستثمارات في القطاع والاكتشافات الجديدة والكوارث الطبيعية، مما يؤدي إلى تغيرات في المعروض. أن سعر خام برنت سيواجه ضغوطاً صعودية خلال الأشهر المقبلة، نتيجةً لتخفيض أوبك+ لإنتاجها وتوقعات بزيادة الطلب مع تعافي الاقتصاد العالمي من جائحة كورونا. ونتوقع أن يتجاوز سعر خام برنت 80 دولاراً للبرميل بحلول نهاية الربع الأول من عام 2024.

وفي الختام، نوصي بأن يتخذ صناع القرار والمستثمرون والمستهلكون في قطاع النفط الاحتياطات اللازمة للتعامل مع التحديات والفرص المترتبة على التوترات في الشرق الأوسط وتأثيرها على أسواق النفط.”

أهم المصادر

إدارة معلومات الطاقة الأمريكية منظمة الدول المصدرة للنفط بيانات البنك الدولي الوكالة الدولية للطاقة

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: فی الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

مجلة أمريكية: تصنيف ” الحوثيين” مجرد استعراض لإدارة ترامب لمحاولة تمييز نفسها عن بايدن

الثورة نت/..

قالت مجلة “تايم” الأمريكية إن قرار إدارة ترامب بتصنيف حركة “أنصار الله” (الحوثيين) كمنظمة إرهابية أجنبية لن يؤثر بشكل كبير على الحركة وقوات صنعاء، حيث يرى الخبراء أن القرار يأتي كمحاولة استعراض من جانب الإدارة الجديدة لتمييز نفسها عن إدارة بايدن”.
ونشرت المجلة، الجمعة، تقريراً ذكرت فيه أن “العديد من الخبراء يتفقون على أن هذه الخطوة تتعلق أكثر بالموقف السياسي المحلي وليس بإحداث تغيير على الأرض، ويقول البعض إنها قد تؤدي في الواقع إلى تفاقم التهديد الذي يتعرض له الشحن البحري”.
ونقل التقرير عن نادر هاشمي، الأستاذ المشارك في شؤون الشرق الأوسط والسياسة الإسلامية في جامعة جورج تاون، قوله إن “إعادة تصنيف الحوثيين كإرهابيين قد لا يكون له سوى تأثير جانبي على الحوثيين”. وأضاف: “العقوبات المصاحبة للتصنيف لا تضعف هذه البلدان حقاً، أعتقد أنها في الغالب مجرد استعراض وفرصة لإدارة ترامب لمحاولة تمييز نفسها عن بايدن وتقديم نفسها على أنها تقف حقاً ضد أعداء أمريكا”.
وقال هاشمي: “إذا استمر الحوثيون في شن الهجمات على السفن، فإن هذا التصنيف من شأنه أن يساهم في تفاقم التوترات في الشرق الأوسط، لكنه لا يساعد في تحسين الوضع، وبهذا المعنى، قد تكون هناك تكلفة اقتصادية أكبر إذا تم إطلاق النار على السفن التي تمر عبر البحر الأحمر، وإجبارها على اختيار مسارات مختلفة، أو إذا كانت هناك الآن أسعار تأمين أعلى يتعين فرضها بسبب التهديد بالهجوم، وسيتعين على المستهلكين دفع ثمن هذه النفقات الإضافية إذا فرضت الشركات رسوماً أعلى لإرسال سفنها عبر الشرق الأوسط”.
كما نقل التقرير عن أبريل لونجلي ألي، الخبيرة البارزة في شؤون الخليج واليمن في المعهد الأمريكي للسلام قولها إنه: “عندما يتعرض الحوثيون للضغط، فإنهم عادة ما يستجيبون عسكرياً، لقد هددوا لفترة من الوقت بالرد، سواء داخل اليمن أو خارجها”. وأضافت أنه “في حين تم وضع تدابير لمنع أسوأ التأثيرات على المجال الإنساني، فإن الأمر يعتمد حقاً على كيفية تفسير القطاع الخاص والنظام المصرفي الوطني للقيود المفروضة هناك”، لافتة إلى أن “القطاع الخاص في اليمن هش بشكل لافت للنظر”.
واعتبرت ألي أن “الخطر الحقيقي الذي يهدد الاقتصاد اليمني وسبل عيش اليمنيين يتمثل في مسألة الإفراط في الامتثال”، مشيرة إلى أن “بعض الأطراف ربما تتجنب التعامل مع اليمن تماماً خوفاً من الوقوع في مشاكل مع وزارة الخزانة الأمريكية التي تنفذ العقوبات، وهذا له تأثير ضار على مستوى البلاد، لذا يتعين علينا أن نرى كيف ستسير الأمور”، حسب ما نقلت المجلة.
ووفقاً للتقرير فإن “المدافعين عن حقوق الإنسان يحذرون من أن التصنيف الأمريكي قد يؤدي إلى خنق المساعدات الإنسانية من مصادر أخرى، والتي يحتاج إليها 80% من السكان بشكل حرج”.

مقالات مشابهة

  • ضعف الدولار وتزايد الطلب على الملاذات الآمنة ينعشان أسواق الذهب
  • مجلة أمريكية: تصنيف ” الحوثيين” مجرد استعراض لإدارة ترامب لمحاولة تمييز نفسها عن بايدن
  • فرصة تاريخية أمام أمريكا في الشرق الأوسط
  • قراءة إسرائيلية في مواقف ماليزيا تجاه حرب غزة وعلاقتها مع حماس
  • الشرق الأوسط يتجه نحو واقع جيوسياسي مختلف عن السابق.. البراغماتية هي الحل
  • أوزغور أوزيل: نقف إلى جانب القضية الفلسطينية
  • مصر تحاصر مخطط الشرق الأوسط ضدها
  • لأول مرة في الشرق الأوسط.. أبوظبي تستضيف المؤتمر العالمي لسياحة الحوافز
  • غزة تنتمي للشعب الفلسطيني| موقف مفاجئ من الصين وأمريكا حول خطة مصر
  • خطة مصر بشأن غزة تعزز مكانتها في المنطقة