رويترز: مواطنين مصريين على متن الطائرة المختطفة في الصومال
تاريخ النشر: 13th, January 2024 GMT
قال مصدران أمنيان لوكالة رويترز اليوم الجمعة، إن مصريين ضمن ركاب الطائرة التي تحتجزها حركة الشباب الإرهابية في الصومال.
وأوضح المصدران أن ما لا يقل عن 3 أوكرانيين بالإضافة إلى مواطنين من مصر وأوغندا والصومال كانوا على متن طائرة هليكوبتر تابعة للأمم المتحدة كان قد احتجزها مسلحو حركة الشباب في وسط الصومال في وقت سابق من هذا الأسبوع.
وكان على متن الطائرة الهليكوبتر المتعاقدة مع الأمم المتحدة 9 ركاب وكانت تنفذ إجلاء طبيا جويا حينما واجهت عطلا فنيا أجبرها على الهبوط اضطراريا بالقرب من قرية هندهير، وهي منطقة تسيطر عليها حركة الشباب.
وطلب المصدران الأمنيان عدم نشر اسميهما نظرا لحساسية الأمر.
وذكر أحد المصدرين الأمنيين وشخص آخر مطلع على القضية أن 4 أوكرانيين كانوا على متن الطائرة الهليكوبتر بصفتهم أفراد طاقمها.
وقالت الحكومة الصومالية أمس الخميس إنها تعمل على إنقاذ الرهائن، لكن ضباطا بالجيش حذروا من أن مثل تلك المحاولات ستكون عسيرة في منطقة قالوا إنها خاضعة منذ أكثر من عقد لسيطرة الحركة التي تربطها صلات بتنظيم القاعدة.
وورد في مذكرة داخلية للأمم المتحدة اطلعت عليها رويترز أن هناك راكبا تشير تقارير إلى أنه قُتل، بينما احتجز مسلحو الشباب ستة ركاب رهائن. وأضافت المذكرة أن شخصين هربا ومكانهما غير معلوم.
من جهة أخرى، قالت بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى الصومال اليوم الجمعة، إن حارسا من قوات الأمم المتحدة قُتل جراء هجوم مورتر يُشتبه في أن حركة الشباب قد نفذته بالقرب من مطار مقديشو الدولي.
وأضافت البعثة أن الهجوم وقع مساء أمس الخميس حينما سقطت عدة قذائف مورتر داخل المنطقة التي يقع فيها مجمع الأمم المتحدة في المطار.
وتواصل حركة الشباب التي تسيطر على مساحات شاسعة في جنوب الصومال ووسطه تمردا على الحكومة الصومالية منذ 2006 في محاولة لفرض حكمها.
وكشفت وزارة الخارجية الأوكرانية، اليوم الجمعة أن 4 مواطنين أوكرانيين كانوا على متن الطائرة التابعة للأمم المتحدة التي اختطفتها حركة الشباب الإرهابية في الصومال.
وأوضح المتحدث باسم الخارجية الأوكرانية، أوليج نيكولينكو، أن المروحية مملوكة لشركة أوكرانية خاصة، كانت تنفذ عقدًا مع الأمم المتحدة، والأوكرانيون الـ4 لذين تم أسرهم، هم من أفراد طاقمها، بحسب ما أوردته وكالة “رويترز”.
وأمرت وزارة الخارجية الأوكرانية، ممثلية أوكرانيا لدى الأمم المتحدة في نيويورك، والسفارة في كينيا، باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة، حيث أن أوكرانيا ليس لديها سفارة في الصومال، والسفارة الموجودة في نيروبي، هي أقرب مكتب دبلوماسي دائم.
وذكرت “رويترز”، أنه في وقت سابق من هذا الأسبوع، اضطرت طائرة هليكوبتر متعاقدة مع الأمم المتحدة في مهمة إجلاء طبي، وعلى متنها 9 أشخاص، إلى إجراء هبوط اضطراري بالقرب من قرية هندهير، وهي منطقة تسيطر عليها حركة الشباب.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الصومال حركة الشباب الصومالية مصر وأوغندا المروحية على متن الطائرة الأمم المتحدة حرکة الشباب فی الصومال
إقرأ أيضاً:
رويترز: كيف دفنت غارة أمريكية أحلام مهاجرين أفارقة تحت الركام في اليمن؟
لم يسلم مهاجرون أفارقة تركوا بلدانهم بحثا عن الأمن والعمل، من النزاع في اليمن… اعتقلوا في صعدة في مركز تحول دمارا وأشلاء، بعد غارة جوية نُسبت الى الولايات المتحدة، وفق ما يروي أحدهم لوكالة
أعلنت سلطات الحوثيين الاثنين أن 68 شخصا على الأقل قُتلوا في قصف نُسب إلى الولايات المتحدة وأصاب مركز إيواء للمهاجرين الأفارقة في صعدة، فيما تشن واشنطن حملة قصف شبه يومية تستهدف المتمردين المدعومين من إيران.
ووقعت الضربة فجرا بينما كان المهاجرون نائمين في مبنى يشبه المستودع. وأظهرت حينها لقطات بثتها قناة “المسيرة” التابعة للحوثيين مشاهد مروّعة لجثث تحت الأنقاض، فيما عملت فرق الإنقاذ على انتشال الضحايا.
وداخل مجمّع السجن الاحتياطي في صعدة الخاضعة للمتمردين اليمنيين، بدت عدة مبان مدمرة كليا، تتناثر فيها بقايا صواريخ بين الركام.
واستقبلت المستشفيات المحيطة أعدادا كبيرة من الجرحى، وسط مشاهد مأسوية للجرحى المصدومين.
أحد هؤلاء الجرحى كان عبد إبراهيم صالح، وهو مهاجر إثيوبي يبلغ 34 عاما، نجا بأعجوبة من الضربة قبل أن يُنقل إلى المستشفى الجمهوري.
– “لا أريد أن أتذكر” –
بصوت منخفض ونظرات شاردة يقول صالح الذي لُفّ رأسه بشاش أبيض كما رجله اليسرى “في البداية ضرب الطيران مرتين قربنا، ثم الثالثة كانت علينا”.
ويضيف لوكالة فرانس برس “أسعفوني هنا إلى المستشفى الجمهوري. كل القتلى أشلاء مقطعة، لا يمكنني الوصف. يد هنا ورجل هناك. لا أريد أن أتذكر المشهد”.
يعيد هذا المشهد إلى الأذهان كارثة مركز احتجاز المهاجرين في صنعاء في العام 2021، حين قضى أكثر من 60 مهاجرا إثر حريق شبّ في أحد العنابر.
ورغم مرور أكثر من أربع سنوات، يبدو أن معاناة المهاجرين لا تزال مستمرة في بلد تمزقه الحرب.
ويخوض عشرات آلاف المهاجرين سنويا غمار الطريق الشرقي من القرن الأفريقي، هربا من الصراعات والكوارث الطبيعية وضعف الآفاق الاقتصادية، بارتياد البحر الأحمر نحو الخليج الغني بالنفط.
ويأمل كثيرون في الحصول على عمل في السعودية ودول الخليج، رغم أنهم يواجهون رحلة محفوفة بالمخاطر عبر اليمن.
من أمام أنقاض المركز، يقول إبراهيم عبد القادر محمد المعلم، رئيس الجالية الصومالية في اليمن، بنبرة غاضبة “نحن اليوم موجودون في مكان الجريمة البشعة، السجن الاحتياطي الخاص بالمهاجرين الأفارقة. الجريمة التي ارتكبها العدوان الأميركي على الأبرياء”.
ويضيف لفرانس برس “هذا العدوان الوحشي الذي قتل أبناء فلسطين وقتل أبناء الشعب اليمني، ها هو اليوم يستهدف المهاجرين المساكين الضيوف. هذه جريمة مكتملة الأركان، لا مبرر لها”.
ودعا الدول الأفريقية ورؤساءها إلى اتخاذ “موقف بحجم الجريمة”، كما توجه إلى المنظمات الدولية قائلا “اخرجوا عن صمتكم. هذه جريمة بحق البشرية”.
– غارات شبه يومية –
منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة إثر هجوم الحركة الفلسطينية على جنوب الدولة العبرية في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، شنّ الحوثيون عشرات الهجمات الصاروخية ضدّ إسرائيل وضدّ سفن في البحر الأحمر يقولون إنها على ارتباط بها.
وشلّت هجمات الحوثيين حركة الملاحة عبر قناة السويس، وهو شريان مائي حيوي يمرّ عبره عادة نحو 12 بالمئة من حركة الملاحة العالمية، ما أجبر العديد من الشركات على اللجوء إلى طرق بديلة مكلِفة حول رأس الرجاء الصالح في جنوب أفريقيا.
وعليه، تتعرّض مناطق الحوثيين في اليمن لغارات شبه يومية منذ أعلنت واشنطن في 15 آذار/مارس إطلاق عملية عسكرية ضدهم لوقف هجماتهم في البحر الأحمر وخليج عدن.
ومساء الاثنين، أعلن البنتاغون أن الولايات المتحدة ضربت أكثر من ألف هدف في اليمن منذ منتصف آذار/مارس، ما أسفر عن مقتل مئات المقاتلين المتمردين الحوثيين، بينهم أعضاء في قيادة جماعتهم.
– “معدلات مثيرة للقلق” –
لكن الولايات المتحدة لم تؤكد أو تنفِ مسؤوليتها عن الضربة في صعدة.
وردّا على سؤال وكالة فرانس برس، قالت القيادة العسكرية المركزية الأميركية إنها “على علم بمزاعم تفيد بوقوع خسائر بشرية في صفوف مدنيين على صلة بالضربات الأميركية في اليمن، وتأخذ هذه المزاعم على محمل الجدّ”.
وتابعت “يجري حاليا تقييم الأضرار وفُتح تحقيق”.
وأصدرت “هيومن رايتس ووتش” الثلاثاء بيانا يفيد أن القوات الأميركية “قصفت (…) مركزا لاحتجاز المهاجرين في صعدة في اليمن”.
وأضافت أن الغارات الأميركية “أسفرت على ما يبدو عن أذى بالغ بالمدنيين، ومن المرجح أن تكون قتلت وجرحت المئات منهم”.
واعتبرت المنظمة أن “التقاعس عن اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة للتخفيف من الأضرار بالمدنيين يشكل انتهاكا للقانون الإنساني الدولي. الهجمات المتعمدة على المدنيين والبنية التحتية المدنية هي جرائم حرب”.
ونقلت المنظمة عن باحثة اليمن والبحرين في “هيومن رايتس ووتش” نيكو جعفرنيا قولها “يبدو أن الغارات الجوية الأميركية تسببت في قتل وجرح المدنيين في اليمن بمعدلات مثيرة للقلق على مدار الشهر الماضي في ظل إدارة ترامب”.
ولفتت المنظمة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تقصف فيها الأطراف المتحاربة في اليمن مركزا لاحتجاز المهاجرين وتقتل أعدادا كبيرة منهم.
ففي العام 2022، قصف التحالف بقيادة السعودية مركز احتجاز في المجمّع نفسه في صعدة، ما أسفر عن مقتل 91 شخصا على الأقل وإصابة 236 آخرين، و”هي جريمة حرب محتملة قد تكون الولايات المتحدة متواطئة فيها”، وفق المنظمة.