لاهاي- انتهت اليوم جلسة الاستماع الثانية بتقديم إسرائيل دفاعها ضد اتهامات الإبادة الجماعية التي قدمتها جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي.

وقال وزير عدل جنوب أفريقيا رونالد لامولا، رئيس الفريق القانوني لبلاده، في مقابلة للجزيرة نت إن المحكمة "قادرة على الحكم لصالحنا لأن ملف الدعوى الذي قدمناه قوي".

وأضاف -في أعقاب انتهاء الجلسة التي كانت مخصصة لإسرائيل صباح اليوم في لاهاي- أنه "لا يوجد ما يبرر أعمال الإبادة الجماعية".

وتقدم وزير العدل بالشكر للمتظاهرين المؤيدين لملف الدعوى، فضلا عن سكان قطاع غزة ورام الله وأجزاء أخرى من فلسطين، وذلك خلال مؤتمر صحفي عقده مع فريقه القانوني، الجمعة، أمام محكمة العدل الدولية.

وأكد لامولا -للجزيرة نت- أن فريق الدفاع الإسرائيلي "فشل في دحض الدعوى التي قدمناها إلى المحكمة أمس الخميس، لأن العرض المفصل ـمن الناحية الجنائية- الذي قدمه فريقنا القانوني لا يمكن دحضه عن طريق البروباغندا، وإنما بالحقائق والأدلة فقط".

ووصف "تبريرات إسرائيل المزعومة" أمام محكمة العدل الدولية بـ"المثيرة للدهشة"، لأن دولة الاحتلال أشارت إلى اتفاقية الإبادة الجماعية كأمر أساسي لحمايتها ولهذا السبب هي غير قادرة على انتهاك أحكامها.

"دعوة صريحة للقتل"

وبشكل عام، يرى لامولا أنه لا يوجد ما يبرر أعمال الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة بقصد تدميره، بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية، معتبرا أن "الدفاع عن النفس ليس حلا لارتكاب هذا الفعل".

وبشأن التصريحات التي أدلى بها كبار القادة السياسيين والعسكريين الإسرائيليين، قالت إسرائيل للمحكمة "إن هذه التصريحات كانت مجرد خطابات بلاغية ولا ينبغي إعطاؤها أي أهمية"، حسب زعمها.

وحول ذلك، علق وزير العدل بالقول: "لا يوجد جدل حول ما يعنيه مصطلح العماليق الذي ذكره رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ونحن نعلم كيف سيفهمه شعب إسرائيل والجنود الذين يقاتلون على الأرض".

وذكر أنه بعد عملية "طوفان الأقصى"، قال نتنياهو باللغة العبرية في حديثه عن المعركة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس): "عليك أن تتذكر ما فعله بك العماليق (أسطورة يهودية) كما جاء في كتابنا المقدس. نحن نتذكر".

واعتبرت جنوب أفريقيا تصريحات نتنياهو -في قضيتها- دعوة صريحة إلى قتل الجميع بدون استثناء، بمن فيهم النساء والأطفال وإبادة جماعية لكل الفلسطينيين.

في سياق متصل، أكد لامولا أن إسرائيل تقوم الآن فعليا بالنكبة في غزة، "هي تعترف بأن هذه التصريحات صدرت منها، ولكن من المدهش إصرارها على أنها قالتها على سبيل المجاز".

واستنكر وزير العدل تبريرات إسرائيل، متسائلا "كيف يمكن أن نتجاهل تصريحات رئيس وزراء دولة ما؟ وكيف يمكن للعالم أن يغض الطرف عن تصريحات وزير الدفاع وجنرالات الجيش الإسرائيلي؟".

وتابع "إن الجنود يتصرفون على هذا الأساس ويمثلون سياسة دولة إسرائيل التي اختارت التركيز بشكل مكثف على أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الإبادة الجماعیة جنوب أفریقیا محکمة العدل

إقرأ أيضاً:

18 شهرا من حرب الإبادة الجماعية.. معاناة سكان غزة تكشف وحشية الاحتلال الإسرائيلي

دخل العدوان الإسرائيلي على غزة شهره الـ 18 عشر على التوالي، مخلفا وراءه دمارًا هائلًا في مختلف الأرجاء داخل القطاع ، وسط مواصلة استهداف المدنيين العزل والأبرياء، ما بين الأطفال والنساء والشيوخ، الأمر الذي يؤكد وحشية الاحتلال وعدم تفريقه في الحرب بين طفل صغير، ومقاتل يحمل سلاحه في الدفاع عن أرضه ولنيل حقوقه المشروعة.

وأظهرت حرب الإبادة على غزة مدى وحشية وبشاعة الاحتلال الإسرائيلي، الذي يتفاخر بقتل الأطفال والرضع والنساء، واستهداف الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف ومنعها من نقل المرضى والمصابين إلى المستشفيات، ولا تزال آلة الحرب الإسرائيلية تحصد أرواح الفلسطينيين، عن طريق الاستهداف المباشر، بل إن من يرتقي شهيدا بالقصف، يمت لعدم تلقي العلاج بسبب نقص أهم أنواع الأدوية، أوجوعا بسبب ندرة الطعام وسياسة التجويع والحصار الخانق الذي ينتهجه الاحتلال ضد الشعب الأعزل.

تدهور الوضع الإنساني في قطاع غزة الأوضاع الميدانية

وشهدت الأحداث الأخيرة من مٌجريات الحرب، توغل قوات الاحتلال الإسرائيلي في المدن المختلفة، خاصة في محيط مدينة رفح الفلسطينية، والتي شهدت استهدافا عنيفا من قوات الاحتلال لـ الوحدات السكنية، والأماكن المكتظة بالسكان، إضافة إلى شن غارات جوية على مناطق متفرقة في القطاع ما أدى إلى سقوط مئات الشهداء والجرحى معظمهم من المدنيين، وتشمل المناطق المستهدفة: شمال وجنوب القطاع، وخان يونس وجباليا ومدينة غزة.

ومن بين المناطق تضررًا من القصف الإسرائيلي، شرق مدينة غزة، حيث شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية سلسلة من الغارات الجوية على مبان سكنية في حي الشجاعية شرقي المدنية، ما أدى إلى سقوط عدد من الشهداء والمصابين، مع استمرار المواطنين في النزوح من مكان إلى آخر في محاولة للنجاة من القصف نتيجة العدوان على القطاع برًا وبحرًا وجوًا.

الوضع الصحي في غزة الوضع الصحي

ووصل الوضع الصحي في قطاع غزة إلى أدنى مستوياته، مفتقرًا إلى أهم أنواع الأدوية التي تعالج أمراضًا مزمنة مثل: «السرطان، القلب، السكري، والضغط، الأمر الذي ينذر بكارثة صحية كبرى، حيث يشهد الوضع الصحي تدهورًا متسارعًا نتيجة للحرب المستمرة واستهداف المستشفيات والمراكز الصحية، إضافة إلى منع وصول المساعدات.

وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية، «وفا»، فإن قطاع غزة يفتقر لعدد كبير من أنواع الأدوية حيث نفد 59% من المستهلكات الطبية الأساسية، و54% من أدوية السرطان والدم، و37% من قائمة الأدوية الأساسية، في ظل وجود 110 آلاف مريض ضغط دم، و80 ألف مريض سكري داخل القطاع لا تتوفر لهم أدوية قط.

ومنذ بدء الحرب، تواصل قوات الاحتلال تدمير المستشفيات بهدف منع وجود أي وسيلة لتلقي المصابين للعلاج اللازم، مستهدفة أكثر من 25 مستشفى داخل القطاع، وأكثر من 1394 طبيبا من الطواقم الطبية منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر 2023، بحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.

وعن آخر التطورات، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية، بارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، إلى 51157 شهيدا، و116724 مصابا.

وأفادت مصادر طبية لوكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»، بأن من بين الحصيلة 1.783 شهيدا، و4.683 مصابا منذ 18 مارس الماضي، مضيفة أن 92 شهيدا، و219 مصابا وصلوا إلى مستشفيات قطاع غزة خلال الساعات الـ48 الماضية.

وأوضحت أن عددا من الشهداء ما زالوا تحت أنقاض المنازل والمنشآت المدمرة، وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والطواقم المختصة الوصول إليهم، بسبب قلة الإمكانيات.

منع دخول المساعدات إلى قطاع غزة منع وصول المساعدات الإنسانية

وتتفاقم الأزمة الإنسانية داخل القطاع، نتيجة استمرار قوات الاحتلال منع وصول المساعدات الطبية والإنسانية، في ظل تصاعد أزمة نقص الغذاء وسوء التغذية، والتي يعاني منها أبناء القطاع نتيجة الحصار الذي يفرضه الاحتلال.

ونددت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، «أونروا»، بمرور نحو 7 أسابيع على منع الاحتلال دخول المساعدات الإنسانية والإمدادات الطبية والغذائية ولقاحات الأطفال والوقود إلى قطاع غزة، مشيرة إلى أن أكثر من 2 مليون شخص محاصرون ويتعرضون للقصف والتجويع بينما تتكدس إمدادات الغذاء والدواء والوقود والمأوى عند المعابر.

وشددت في بيان صادر اليوم السبت، على ضرورة رفع الصار، وإعادة فتح المعابر لتدفق المساعدات بشكل مستمر، ويجب تجديد وقف إطلاق النار.

اقرأ أيضاًعاجل| مروحية تنقل مصابين في صفوف جيش الاحتلال إثر حادث أمني خطير بغزة

القاهرة الإخبارية: سلسلة غارات إسرائيلية على مناطق متفرقة في غزة

عاجل| ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان على غزة إلى 51157 شهيدا و116724 مصابا

مقالات مشابهة

  • مدير المستشفيات الميدانية للجزيرة نت: غزة تواجه كارثة الوفاة الجماعية للجرحى
  • المرصد الأورومتوسطي يدعو لتحرك عاجل لوقف الإبادة الجماعية في غزة
  • الأورومتوسطي يدعو لتحرك عاجل لوقف الإبادة الجماعية في غزة
  • قنابل مدمرة .. أسلحة واشنطن تغذّي الإبادة الجماعية في غزة
  • علماء اليمن يؤكدون:الفتاوى التي تعطل الجهاد أمام مجازر الإبادة الجماعية في غزة خطيئة كبرى وذنب عظيم لا تبرأ ذمة من أصدروها إلا بالتراجع عنها
  • “التعاون الإسلامي” تدين الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو الصهيوني بغزة
  • "التعاون الإسلامي" تدين استمرار الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في غزة
  • محكمة العدل الدولية تملك من الشواهد والحقائق ما يكفي للتحرك
  • 18 شهرا من حرب الإبادة الجماعية.. معاناة سكان غزة تكشف وحشية الاحتلال الإسرائيلي
  • غزة تودع مزيدا من الشهداء في يوم آخر من الإبادة الجماعية