سيدي رئيس جنوب أفريقيا ؛ نحن أكثر فخراً.. شالوم أخي يوسف الماهري!!
تاريخ النشر: 12th, January 2024 GMT
(١)
في عام 2012 بقاعة قراند هوتيل بإحدي دول شرقي افريقيا اقام حزب المؤتمر الوطني الافريقي محاضرة حضرها لفيف من الشباب الشرق الافريقي و كان من ضمنهم صديقي/ ماييك ايي دينق الوزير الحالي لخارجية دولة جنوب السودان ( و الذي يتحرك بخطى ثابتة منذ تسنمه للحقيبة منذ يوليو 2021 برغم انه قادم من خارج المؤسسة، ذلك على نقيض جاري السابق و الوزير الحالي للخارجية السودانية السفير على الصادق و الذي ينتقل من تخبط الي آخر منذ ان هادن الانقلابيين العسكر حتى اوصل مؤسستنا الدبلوماسية الي ما نحن فيه اليوم من السقوط).
في تلك المحاضرة تحدث رجل الاعمال و مسؤول الإستثمار بحزب المؤتمر الوطني الافريقي أنذاك و رئيس الحالي لدولة جنوب افريقيا سيريل رامافوزا عن أهمية المال النظيف في الحياة السياسية السليمة للفرد السياسي، حيث حث الشباب الافريقي على العمل في بناء القدرات المالية الذاتية قبل التفكير في خوض غمار السياسة. و في ذلك سرد الكثير من الأسباب.
في اليوم التالي جلسنا مع اخي ماييك دينق و تناقشنا طويلا عن محاضرة الرفيق رامافوزا و الذي اصبح رئيساً لدولة جنوب افريقيا في 2018، خلفا للرئيس جاكوب زوما.
(٢)
و لأن العقلية السياسية لمجتمعات الدول النامية قائمة على الوصول للثراء من خلال العمل السياسي؛ كانت محاضرة الرفيق رامافوزا مكان ذهول او استغراب الكثير من الحضور.
برغم أنني كنت من المؤيدين و المعجبين بحديثه؛ لكن لم اكن لأتوقع حجم الضرر الذي يتسببه الفقر للممارسة السياسية الا بالنظر الي العلاقة غير السوية بين بعض مكونات ( قحت) و مليشيات الدعم السريع بعد نجاح ثورة ديسمبر السودانية عام 2019.
صحيح ان بعض مكونات قحت في الأصل تعاني من فقر الفكر السياسي الا ان للفقر المادي التأثير الأكبر بوقوع قحت تحت رحمة مليشيا المتمردة مما نتجت عنه المولودة المشوهة ( تقدم).
مخطيء من يظن ان تقدم هي الحاضنة السياسية لمليشيا الدعم السريع.
كلا..!!
انما هي نتاج علاقة غير سوية بين قحت و الجنجويد.
عندما يستسلم بعض السياسيين و بعض قادة حركات الكفاح المسلح و بعض أقلام الصحافة الحرة للإبتزاز بسبب أموال مصدرها دماء النساء و الأطفال و الشيوخ اليمنيين؛ على الأمة الصبر الجميل في غياب العزاء الحسن ..!!
(٣)
في 29 ديسمبر 2023 تقدمت دولة جنوب أفريقيا بدعوى قضائية ضد اسرائيل امام محكمة العدل الدولية بإدعاء جرائم الحرب و الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة.
و دولة جنوب افريقيا تدرك حجم الكلفة السياسية و الاقتصادية و الدبلوماسية و التي قد تجرها عليها تلك الخطوة الاخلاقية الجريئة. و هي لا تقم بذلك نيابة عن 400 مليون عربي أو مليار و نصف مسلم ،انما نيابة عن الضمير الإنساني الحر المغيب عن عالم اليوم.
يحضرني هنا تسامي دولة جنوب السودان الوليدة عندما صوتت في الجمعية العامة للامم المتحدة في 6 ديسمبر 2012 لصالح مقترح تحول فلسطين من صفة (كيان مراقب) بالامم المتحدة الي (دولة مراقبة) رغم الضغوط الامريكية و البريطانية و الاسرائيلية- السلام على جمهورية جنوب السودان و السلام على أخي السفير البروفيسور فرانسيس دينق.
و دولة جنوب السودان قد اتخذت تلك الخطوة من باب الاخلاق و الكرامة الإنسانيتين - متسامية فوق التصريح الأخرق لزعيم حركة حماس اسماعيل هنية عندما وصف دولة جنوب السودان بالدولة ( اللقيطة) في اكتوبر 2011.
(٤)
بعد رفع الفريق القانوني لدولة جنوب أفريقيا دعوتها القضائية امام المحكمة نيابة عن الفلسطينيين و الضمير الإنساني الحر و عنا جميعاً؛ قال رئيس جنوب افريقيا لأعضاء حزب المؤتمر الوطني الافريقي يوم أمس : " لم أشعر قط بالفخر الذي أشعر به اليوم".
و نحن أكثر فخراً منك سيدي و الرفيق سيريل رامافوزا.
المضحك و المبكي في الوقت نفسه ان المستشار للقائد السابق للدعم السريع الاخ يوسف الماهري كان قد تحدث قبل ست أشهر عن تشابه الارهاب الذي يتعرض له كل من الشعب الاسرائيلي و مليشيا الدعم السريع من قبل الاسلاميين الفلسطينيين و السودانيين ( على التوالي)
و هي المقاربة التي رفضتها حتى الصحافة الاسرائيلية. ببساطة لأنها تعرف حقيقة ما هي مليشيا الدعم السريع و ما هم الجنجويد.
و التصريح القبيح ينم عن غباء فاحش من قبل بوق يجاهر بكلمات أصحاب الديانة الابراهيمية دون وعي.
مع ذلك.. شالوم أخي يوسف الماهري...!!
د. حامد برقو عبدالرحمن
NicePresident@hotmail.com
/////////////////////
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: دولة جنوب السودان جنوب افریقیا
إقرأ أيضاً:
البنوك لم يستجب معظمها لمنشور بنك السودان الذي وجه بتسهيل فتح الحسابات المصرفية
▪️المهلة الممنوحة لسبعة ولايات لتبديل العملة من فئتي الالف جنيه والـ 500 جنيه دخلت اسبوعها الاخير.. تنتهي يوم الاثنين القادم.
▪️ ابرز الملاحظات.. البنوك لم يستجب معظمها لمنشور بنك السودان الذي وجه بتسهيل فتح الحسابات المصرفية للجمهور الكترونيا “اونلاين”.. لم تُحدث غالبية البنوك تطبيقاتها المصرفية لاتاحة التسجيل اونلاين واقتصرت الاستجابة على مصرفين فقط او ثلاثة يمكن عبرهم اكمال فتح الحساب عن بعد عبر الهاتف.
▪️ العملة الجديدة التي طُرحت كانت من فئة الالف جنيه فقط ولم تطرح مطلقا حتى الان الفئة النقدية الجديدة للعملة من فئة الـ 500 جنيه مع انه يتم استلامها في البنوك للتوريد في الحساب واعتبارا من يوم الاثنين القادم ستكون الـ500 جنيه القديمة غير مبرئة للذمة وغير سارية في الولايات المشمولة بالاستبدال دون ان يتم يطرح بديلها وعليه ستكون الالف جنيه الجديدة هي الاقرب لان تكون اقل فئة نقدية للتداول في ظل ضعف قيمة الاوراق النقدية من فئة المئة جنيه والـ200 وسيخلق انعدام فئة الـ500 جنيه ازمة.
▪️ ما بثته شركة الـ EBS – الشركة المسؤولة عن خدمات الدفع الإلكتروني في السودان من اعلان تم الترويج له بكثافة عن عودة الخدمة اعلان صحيح في مظهره العام لكنه مضلل في جوهره… ليه؟
▪️ شركة الـ EBS دورها في السابق كان هو تقديم خدمة التحويل عبر الحسابات المصرفية بين البنوك والدفع عبر البطاقة ومجموعة اخرى من الخدمات الان وبعد عام و8 اشهر من توقفها من تقديم الخدمة والاترتب على توقفها عدم قدرة الناس على التحويل من حسابهم في بنك معين لحساب في بنك تاني اعلنت عن عودتها للعمل وده الجانب الصحيح في مظهر الاعلان لكن الجانب المضلل انه الشركة عادت ولكن ليس لتقديم ذات الخدمة.. لا.. عادت لتكون جهة مشرفة فقط تضمن وتنظم نظام الدفع الالكتروني بين البنوك.
▪️تنظم الخدمة لكن ما بتقدمها للناس زي زمان.
▪️ممكن زول يسال برضو يعني شنو؟ كيف يعني؟
▪️ يعني انت حسابك مثلا في بنك “المزارع، الادخار، التضامن او اي بنك” وعاوز تحول قروش زي زمان عبر التطبيق لشخص حسابه في بنك “امدرمان الوطني او بنك النيلين او اي بنك تاني” حتقول شركة الـ EBS رجعت وممكن احول عادي بالتطبيق مش؟ لا ما حتقدر تحول “جرب هسي وحول وورينا النتيجة”
▪️الشركة رجعت لكن اتخلت عن دور انها هي البتقدم الخدمة وتركت الامر للبنوك انها هي تاني التقدم الخدمة بانها تتحد في محول تعمله مع بعض.. او تعمل محولات براها المهم التحويل عبر التطبيق ده من حساب لحساب في بنك تاني بقى ما شغلة الـ EBS.. شغلة البنوك وهي المسئولة.
▪️طيب البنوك هل اتحدت مع بعض ووفقت اوضاعها عشان تقدم الخدمة دي للناس؟
▪️ برضو ظاهريا في مجموعة بنوك اعلنت قبل فترة انها اتحدت مع بعض في محول يتبع لواحد منها..ده “ظاهريا”.
▪️ طيب عمليا الاترتب على الاعلان ده شنو؟ هل باشرت البنوك دي تقديم خدمة التحويل من حسابات عملاءها لحسابات في بنوك تانية عبر التطبيق واعادت الخدمة؟
▪️ الاجابة برضو لا “جرب هسي وحول وورينا النتيجة”
▪️ طيب ده حيحصل متين؟
▪️ حيحصل لما البنوك دي تطور وتعمل تحديث لنسخ تطبيقاتها بحيث انه التحويل بدل ما كان زمان بتم عبر الطريقة المالوفة يتم تاني بالطريقة الجديدة البتتطلب تحويل خاصية التحويل الى رقم BBAN في التطبيقات واللي هو رقم الحساب المصرفي الاساسي
Basic Bank Account Number
▪️ والحل؟ .. المشكلة وين؟ مكانها وين؟
▪️ مكانها بنك السودان
▪️حلها وين؟
▪️ حلها عند بنك السودان لانه هو صاحب السلطة الاولى على البنوك.. ممكن تقول لي طيب ما بنك السودان طلع المنشور ووجه البنوك بانه تتحد مع بعض وتندمج في محولات خاصة وتفتح كمان الحساب للناس اونلاين وتخليهم يقدروا يحولوا اموالهم من حساب لحساب تاني الكترونيا عبر التطبيقات بكل سهولة ويسر.
▪️ حارد واقول ليك صحيح البنك اصدر المنشورات دي كلها لكن هل تابع تنفيذها؟ هل اتاكد انه البنوك قدمت الخدمات الوجه بتقديمها للناس دي؟
▪️ قوة القرارات مافي قوة نصوصها وموجهاتها.. قوة القرارات في قوة تنفيذها وفي صرامة متابعتها ومن غير ده ما يحصل “حياكلنا الدودو” لنعود لنستدعي ام احمد ونردد يا ام احمد دقي المحلب فوق توب احمد.. “احمد” غايب في الركاياب..وستُحلب الناقة في الشنقاقة ونظل ندندن هودنا يا هودنا.. هودنا و”برعي” غائب في الركايب.
#السودان_تغيير_العملة_طلال_مدثر
طلال مدثر
إنضم لقناة النيلين على واتساب