شعر د. أحمد جمعة صديق
احييها مدينتك البهية،
في عرصة الجزيرة العربية،
تقف بكل كبرياء
حيث انطلقت رسالة السماء
تعطر الكون بنور وجهك الوضئ
عليك الصلاة والسلام أيها النبيء
(مدينتك الهدى والنور *
وتسبيح الملائك في ذؤابات النخيل
وفي الحصى المنثور
مدينتك الحقيقة والسلام
مدينتك الحديقة
اقرب الدنيا إلى باب السماء
وسقفها المعمور)
ومن هنا انطلقت رسالة السماء
تهيئ الطريق للأنام
(جبريل) له التجلة والسلام
جاء بالرسالة
حل بروح طاهره
وخطى على ثرى المدينة الزاهره
واليك جاء .
من رب الأرض والسماء...
اليك جاء....
حمّل الامانة للثقلين
فيها الطهر والنزاهة والشفاء والدواء
من مكة المكرمة، بدأتما المسير
صاحبك (الصدّيق) يمشي على يمينك
وتارة على اليسار قد يسير
نعم الصديق كان، والمشير والوزير
وفي المدينة... سيدي
طاب لك المقام
عليك الصلاة والسلام
في مدينة النور والبهاء
لتحمل رسالة الاسلام والسلام
الى الجن والأنام
ومن هناك كانت المسيره
اتيت لتؤسس حضارة كبيره
حضارة لم يشهدها بنو الأسان
بالعدل جئت لتملأ المكان
وليعيش الناس في أمان
بنيت – سيدي - فردوساً على أديم الارض
ثم جاء صحبك الميمون، من الانصار والمهاجرين
ليحملوا الرسالة وقد أحسنوا في العرض
وبخير سيره، نهضوا ليكملوا المسيره
فساروا فوق التلال،
والصحاري،
والانهار,
والسهول،
شعثاً،
وغبّراً،
حفاةً
وطمّراً ... الا من الايمان
لم يكن يبالوا طالما كان القائد الرسول
عليه الصلاة والسلام
الى بلاد الفرس، ساروأ
الى الصين ساروا،
ثم الهند،
ثم السند
وعبروا الى جبال الالب
حفظوا الرسالة كلها عن ظهر قلب
(لا تَقْتُلُوا وَلِيدًا **
طِفلًا ولا امرأةً
ولا شيخًا كبيرًا
ولا تُغَوِّرُنَّ عيْنًا
ولا تُمثِّلوا بآدميٍّ
ولا بَهيمةٍ،
ولا تَغدِروا ،
ولا تَغُلُّوا)
هكذا كانت الرسالة...
فلم يمثلوا بآدمي...
ولم يغدروا...
أو يعبثوا بشرف أو عرض
حملوا الرسالة كاملة في فجاج الأرض
كانوا رسلاً للمحبة والسلام
من مدينة الهدي عمّ الضياء الكون
من مدينتك البهية
عم الخير في البرية
لسعادة الانسان
عليك صلاة الله كثيراً
وسلامه عليك سيدي،
على مدى القرون والازمان
* الأبيات للشاعر محمد المكي ابراهيم من قصيدة (مدينتك الهدى والنور).
** اشارة الى حديث في | السنن الكبرى للبيهقي | عن علي بن أبي طالب«كان نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إذا بعَث جيشًا من المسلمينَ إلى المشركينَ قال : انطلِقوا باسمِ اللهِ –فذكَرَ الحديثَ وفيه : ولا تَقْتُلُوا وَلِيدًا طِفلًا ولا امرأةً ولا شيخًا كبيرًا ، ولا تُغَوِّرُنَّ عيْنًا ، ولا تَعْقُرُنَّ شجرًة إلا شجرًا يمنعُكم قِتالًا أو يحجزَ بيْنَكم وبيْنَ المشركينَ ، ولا تُمثِّلوا بآدميٍّ ولا بَهيمةٍ ، ولا تَغدِروا ، ولا تَغُلُّوا».
aahmedgumaa@yahoo.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: ولا ت غ
إقرأ أيضاً:
أزهري: التسامح من أَجَل الصفات الإنسانية والقيم البشرية
قال الشيخ السيد عرفة، عضو المركز العالمي للفتوى الإلكترونية بمشيخة الأزهر الشريف، إن التسامح من أعلى الصفات الإنسانية بل هو من أجل القيم البشرية التي وضعها لنا سيدنا محمد (عليه افضل الصلاة والسلام)،مشيرًا إلى أن التسامح يجب أن نعمل به في كل مواقف الحياة.
متحف الحضارة يستقبل وزير التسامح والتعايش بدولة الإمارات شيخ الأزهر يشيد بدور وزارة التسامح الإماراتية في تعزيز ثقافة التعايش الإنساني قيمة التسامحوأضاف «عرفة»، خلال لقاء مع الإعلاميين رجائي رمزي وجومانا ماهر خلال برنامج «صباح الخير يا مصر»، المذاع عبر شاشة «القناة الأولى المصرية»، أن الإنسان ترجم قيمة التسامح وجعلها في كل يوم لأنها في تعاملات الإنسان مع كل الي حواليه، مشيرًا إلى أن بعض الناس يرون أن التسامح ذل وإهانة وهذا خطأ كبير، لأن التسامح له مرتبة عالية للغاية عند الله عز وجل
وتابع عضو المركز العالمي للفتوى الإلكترونية بمشيخة الأزهر الشريف: « التسامح هو نسيان الماضي وعدم التفكير في مرة أخرى وهذا ما نأخذه من سيدنا محمد (عليه أفضل الصلاة والسلام) وكما جاء في القرآن الكريم ( فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ )».
الدين الإسلامي دين إحسان ورحمةولفت إلى أن الدين الإسلامي دين إحسان ورحمة وعفو وتسامح لذلك كانت حياة سيدنا محمد (عليه افضل الصلاة والسلام»، كلها تسامح كما روى أنس أبن مالك في حديث شريف (خدمتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم عشرَ سنينَ ، فما قال لي أُفٍّ قطُّ، وما قال لي لشيٍء صنعتُه : لِمَ صنعتَه ، ولا لشيٍء تركتُه : لِمَ تركتَه)، وهذه هي قمة المسامحة وقمة العفو الذي نتعلمها من سيدنا محمد ( عليه أفضل الصلاة والسلام).