رد الدكتور محمود مسلم، رئيس لجنة الثقافة والسياحة والآثار والإعلام بمجلس الشيوخ ورئيس مجلس إدارة جريدة «الوطن»، على الأكاذيب التي روّجها فريق الدفاع الإسرائيلي في محكمة العدل الدولية في لاهاي، قائلا إن من يصدق هذا الكلام هو كل منحاز لإسرائيل، لأنها رواية إسرائيلية كاذبة بكل معانيها ومحتوياتها، والكذب الإسرائيلي معتاد عبر التاريخ في كل مواقفهم وحروبهم.

وأضاف «مسلم»، خلال مداخلة هاتفية على قناة «القاهرة الإخبارية»: «إسرائيل تناقض نفسها، فكيف نقرأ التهديدات التي أصدرها نتيناهو وبعض وزراء الحكومة الإسرائيلية وتأكيدهم على منع فتح معبر رفح ومنع دخول الوقود والمساعدات، كيف نصدق أن اتفاقيات الهدن التي تمت كان من ضمن الاتفاق عليها هو توفير دخول المساعدات؟».

لماذا تضمنت الهدن دخول المساعدات إذا لم تكن تحت سيطرة إسرائيل؟

وأشار إلى أنه إذا كانت المساعدات تدخل دون موافقة إسرائيلية، فلماذا تتضمنها هذه الهدن والاتفاقيات، والجميع يعلم أن جميع كبار المسؤولين والرؤساء وسكرتير عام الأمم المتحدة جاءوا إلى معبر رفح من خلال مطار العريش لكن لم أحد يدخل الناحية الأخرى لأنه يعلم تماما أن إسرائيل تسيطر عليها وغير مستقرة أمنية.

وتابع: «لولا أن مصر مهدت الطرق بعد أن هدمتها إسرائيل من الناحية الأخرى لحدثت مشكلة كبيرة في دخول المساعدات».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: إسرائيل رفح معبر رفح

إقرأ أيضاً:

عيد حزين في غزة...!

طفلة صغيرة متناثرة الشعر تحمل وعاءها الصغير وتزاحم وسط حالة من الفوضى للحصول على بعض الطعام.. تصفعك الصورة حد الصعقة، كيف ولماذا تتخيل أنه لا إخوة لها وإلا لكانوا يزاحمون مكانها، وربما استشهدت عائلتها، وربما بقيت هي وأمها، وربما بعض إخوة أطفال، أو ربما بقيت وحدها تصارع البقاء.. تأخذك الهواجس؛ حيث لا سبيل سوى حزن طويل بات يعشش لسنوات لن تنجو منه غزة التي ضربها زلزال آدمي متوحش لا يتوقف عن القتل ليل نهار، بل يتفاخر بما يرتكبه من جرائم ستبقى شاهدة على مأساة لإنسانية تجردت من إنسانيتها وهي ترى لعام ونصف العام كل هذا البؤس والدمار.

كيف سنشفى من هذا الجرح الذي غرزه السيف الإسرائيلي في روحنا محولاً أطفالنا إلى شظايا؟ وكيف سنشفى من شقاء طفلة وجدت نفسها تصارع الحياة وفقدت عائلتها وتلاحقها الطائرات بكل ما تملك من أسلحة الدمار؟ والسؤال الساذج الذي نكتبه دوماً هو: كيف ستشفى البشرية من فضيحتها الأخلاقية التي ستلاحقها طويلاً بعد هذا العري الذي عاشته وهي تتفرج على لحم غزة وأطفالها لدرجة أن يخجل منها وزير إسرائيلي متطرف سابق مثل موشيه يعالون، ويقول: إن اسرائيل ترسل جيشها لقتل الأطفال في غزة قبل أن تنفتح عليه بوابات جهنم في الدولة التي أجمعت على إرادة إبادة الآخر عائدة لمقولة: إن الفلسطيني الجيد هو الفلسطيني الميت.

لا عيد في غزة لدى هذا الشعب الحزين الذي تخلى عنه القريب والبعيد، فقد ظهرت الأمة العربية على حجمها الحقيقي بعد أن حاولت أن تعطي لنفسها بالشعر والخطابة وزناً في عالم اتضح أنه لا يقيم وزناً لها، وانكشفت الأمة الإسلامية وكأنها لا تدرك أن صورة أشلاء تفطر ألف صائم، لكنها كالعادة هي الأمة التي تهرب من واقعها نحو تخيلاتها، فقد أقنع كيسنجر ذات مرة الدول العربية بالمساهمة بالمال والرجال في حرب أفغانستان؛ بأن حربهم الدينية ضد الاتحاد السوفياتي الكافر ستعفيهم من سؤال عدم تحرير القدس، قائلاً: فمن سيجرؤ عن سؤالكم عن القدس وأنتم تدافعون عن الدين؟ تلك هي قصة الأمة المتكررة.

وحيداً وجد الغزي نفسه يتيماً من كل الآباء، انهارت أمامه كل ما أنتجته الثقافة العربية من قيم متخيلة حاول أن ينسبها لنفسه كالعزة والكرامة والنخوة والشرف، وكل ما قيل من مصطلحات يتم تداولها لدى أمم تكررها، خشية من أن تكتشف الحقيقة وتغلف نفسها بالوهم حتى لا تجد نفسها أمام أم الحقائق أنها مجرد أمة مهانة مضروبة تتصارع فيما بينها على الثروة والجاه.

لا شيء يقال لأهل غزة في هذه المحرقة المستمرة بلا توقف والنار التي تحاصرهم من كل الاتجاهات من البر والبحر والجو، ولا باب للنجاة أو الهروب.. إنه حكم جماعي بالإعدام بكل الوسائل وأحدث ما أنتجته المصانع الأميركية من أسلحة، فقد تحولت غزة إلى مقبرة جماعية لا تجد فيها سوى الدم والدموع التي تسيل بلا توقف؛ لأن لا أحد في العالم قادر على ردع اسرائيل.

عيد كئيب على غزة التي أدمنت الحزن كما الأعياد التي مرت في هذه الحرب.. عيد للبكاء على الأحبة الذين كانوا وقود حطبها. يتذكر الغزيون الأحبة الذين كانوا يقيمون شعائر الفرح منذ الفجر يقبلون على الحياة بِنَهَم لا مثيل له ويصنعون الحب في منطقة لم تخلق سوى لتكتب المأساة وتعيد قراءتها على الأجيال لتحفظها على جلدها الذي تشرعه للرماح الغادرة.

في العيد حزن يلف غزة وشوارعها وبقايا أطلالها وذكرياتها التي كانت يوماً، وما تبقى من رجالها ونسائها وأطفالها وعجائزها التي كان البؤس رفيق عقود رحلتها الطويلة من نكبة إلى نكبة دون أن تلتقط أنفاسها. فقد كانت الحياة مجرد استراحات متقطعة بين الرصاص.

أما آن لغزة أن تستريح أم كتب عليها أن تصادق الموت للأبد؟ تلك مسؤولية أبنائها الذين لا يدخرون ما لديهم من فائض اندفاعة ومغامرة وهم يشاهدون العالم، خاصة القريب، يشاهد لحمهم الموزع على الأسطح والبنايات، ربما هذا درس التاريخ الأبرز.

لا كلام يقال وسط المقتلة، ولا كلام يكتب يمكن أن يغطي جبال الحزن. ففي كل شارع مقبرة وفي كل بيت مأساة، وفي كل زقاق ذكريات تعرضت للاغتيال وذاكرة تم اغتيالها، يأتي العيد لأناس يقيمون على ركام البيوت بعد أن كانوا يزينونها بالأبناء وبالحب، ليتحول إلى طقس للبكاء على حلم مضى كانت فيه غزة تشبه المدن وكانت الناس تشبه العائلات، وكان العيد يشبه الفرح، وكان الأطفال يشبهون الأطفال، والنساء كنّ يشبهن النساء، وكان للشوارع لون وطعم ورائحة قبل أن تستولي عليها روائح الموت. ما حدث لهذه المنطقة سيكتبه التاريخ مكللاً بعاره للأبد.. طوبى للغزيين لأنهم يرثون الحزن ويسيرون صباح العيد بالدموع حجيجاً نحو دروب المقابر.
(الأيام الفلسطينية)

مقالات مشابهة

  • مقرر أممي: إسرائيل مستمرة في استخدام الغذاء سلاحا ضد غزة
  • عيد حزين في غزة...!
  • منع بنتايك من دخول جنوب أفريقيا.. ما القصة؟
  • فليك: برشلونة مستعد لمواجهة جيرونا.. ولا أحد يعلم ما سيحدث حتى نهاية الموسم
  • رفعها السودان ضد الإمارات.. محكمة العدل الدولية تنظر في دعوى إبادة جماعية
  • تعرف على القنابل الخمسة التي تستخدمها إسرائيل في إبادة غزة
  • محكمة العدل الدولية تعلن موعدًا لجلسات دعوى السودان ضد الإمارات
  • المرصد الأورومتوسطي: محكمة العدو تمنح شرعية للتجويع كأداة حرب بغزة
  • محكمة العدل الدولية ستنظر دعوى إبادة جماعية رفعها السودان ضد الإمارات
  • محكمة العدل الدولية تحسم أمرها في دعوى السودان ضد الإمارات