فهد الميمني: أتمنى أن تسهم أعمالي في توثيق وإبراز قصص التراث العماني
تاريخ النشر: 12th, January 2024 GMT
مع مشاركته في فيلمه الأول «لن تغوص وحيدا» ذاع صيت المخرج فهد الميمني المحاضر بجامعة التقنية والعلوم التطبيقية وعضو الجمعية العمانية للسينما وعضو فريق عكس السينمائي. حاز فيلمه على المركز الأول في العديد من المهرجانات التي شارك فيها ابتداءً من مهرجان الباطنة السينمائي الدولي ومهرجان الداخلية السينمائي الدولي، ومهرجان السينما الدولي للبحر بالمملكة المغربية، وتم اختياره للمشاركة في مهرجانات دولية أخرى مثل مهرجان البيئة في روسيا، وآي.
ما الذي ألهمك للاهتمام بمجال صناعة الأفلام؟
ابتدأت قصتي مع الصورة من المرحلة الابتدائية حين كنت عضوا في جماعة التصوير بالمدرسة. أما في مجال التصوير السينمائي، فبدأ اهتمامي به في السنة الثانية من دراستي بالجامعة التقنية والعلوم التطبيقية بمسقط عام ٢٠٠٧ مع قسم التصوير الضوئي، حيث درسنا مادة صناعة الأفلام التي تعلمنا فيها أساسيات صناعة الأفلام.
- كيف تصف أسلوبك الفني وما الذي يميز أعمالك عن غيرها؟
أصف أسلوبي بالواقعية، ولدي قدرة على تصوير الوقائع والأحداث بشكل يظهر الحقيقة كما هي، مع ضرورة البحث والتحضير الجيدين، من أجل الوضوح والتأثير، فضلا عن القدرة على توجيه رسالتي بشكل واضح وإثراء الجمهور بالمعرفة، باستخدام الأدوات السينمائية المناسبة للتأثير على الجمهور.
- هل هناك أي مصادر أو أشخاص أو حتى أحداث تؤثر على أعمالك الفنية؟
يؤثر التاريخ والثقافة بشكل كبير في موضوعات وأساليب أعمالي الفنية، ويمكن أن تكون تجارب التاريخ والثقافة مصدر إلهام للقصص والأفكار، وبالنسبة للأشخاص فقد تأثرت بأعمال بعض المخرجين منهم، ويرنر هيرزوغ (Werner Herzog)، وهو مخرج وثائقي ألماني معروف بأعماله التي تتناول موضوعات متنوعة وغالبا ما تكون غير تقليدية، ومايكل مور (Michael Moore)، وهو مخرج وثائقي أمريكي يشتهر بأسلوبه النقدي والساخر في التعامل مع القضايا الاجتماعية والسياسية.
- هل هناك فلسفة محددة أو رؤية فنية تنقلها إلينا الأعمال السينمائية؟
أعتقد أن الأفلام يجب أن تتناول قضايا مهمة وملهمة، ويمكن للأفلام أن تكون وسيلة فعالة لنقل رسائل وتحفيز التفكير حول مسائل اجتماعية وثقافية وسياسية، وكما أعتقد أن الأفلام يجب أن تكون عملا فنيا متقنا في مختلف الجوانب مثل: الإخراج، والتمثيل، والسيناريو والتصوير. والأفلام يمكن أن تؤثر بشكل كبير على المشاهدين وتوفر فرصة للتأمل والتفكير في القضايا المطروحة.
- كيف تعكس الأفلام المجتمع العماني وواقعه؟
أعتقد أن العالم متعطش لرؤية الأفلام العمانية وهذا ما لمسته من خلال مشاركاتي في مختلف الدول حيث شاركت بالفيلم والوثائقي «لن تغوص وحيدا» في أكثر من ١٢ مهرجانا حول العالم، لذلك اهتم بتسليط الضوء على قصص وتجارب الأفراد في عمان. كما يمكن أن تكون هذه القصص ملهمة وتعكس تنوع الثقافة والمجتمع في عمان. وأعتبر التراث الثقافي لعمان مصدرًا غنيًا بالقصص والمعاني، ويمكنني استخدام الأفلام لتسليط الضوء على العادات والتقاليد والتراث الفريد لهذا البلد، لذلك أؤكد بأن العالم متعطش لرؤية الأفلام العمانية.
- هل لديك خطط مستقبلية لإنتاج أفلام أخرى تروّج فيها لتراث وجمال عمان؟
- انتهيت مؤخرا من تصوير فيلم وثائقي قصير «التمساح» حيث يحكي الفيلم قصة ملهمة عن المغامر أحمد البوسعيدي، كما أحضّر حاليا لفيلم روائي قصير عن قصة عمانية وقعت في مطرح في فترة الثمانينيات.
- ما أهمية المهرجانات السينمائية الدولية بالنسبة لك كصانع فيلم عماني؟
- تأتي أهمية المهرجانات الدولية لزيادة الوعي الدولي بالسينما العمانية، وتسمح مشاركتي في المهرجانات الدولية بتقديم نماذج من السينما العمانية ونقل الثقافة والتراث العماني إلى العالم الخارجي، وتشجيع التعاونات الدولية، بالإضافة إلى توفير منصة للتعرّف على صانعي الأفلام والفنانين من دول مختلفة والتحدث عن فرص التعاون المستقبلية في مشروعات سينمائية مشتركة. وتوسيع الشبكات والعلاقات الصناعية، وتتيح المهرجانات للصانعين فرصة للتواصل مع أقرانهم والتعرّف على محترفين في مجال السينما من جميع أنحاء العالم، مما يمكنهم من بناء علاقات مفيدة في الصناعة.
- كيف تعكس أفلامك حبّك واعتزازك بتراث وثقافة سلطنة عمان؟
- من خلال اختيار الموضوعات والقصص أعتني بتحديد موضوعات ترتبط بالتراث والثقافة العمانية، سواء كان ذلك من خلال استكشاف الأحداث التاريخية أو تسليط الضوء على القيم والتقاليد الفريدة، واستخدام المواقع والمناظر الطبيعية، وتعكس أفلامي الجمال الطبيعي والمعماري في عمان من خلال التصوير الدقيق للمواقع والمناظر الطبيعية الخلابة، مع استخدام اللغة والموسيقى المحلية، واستخدام اللغة العربية بلكنتها العمانية واستخدام الموسيقى والألحان التقليدية تعزيزا للهوية الثقافية العمانية، وإيصال القصة العمانية وروايتها للعالم. وأتمنى أن تكون أفلامي مصدر إلهام وتأثير إيجابي على المشاهدين، وأرغب في نقل رسائل ملهمة ومفيدة من خلال أعمالي، والإسهام في تطوير ودعم صناعة السينما، سواء في عمان أو في العالم.
- ما الذي حققته من خلال مشاركتك في مهرجان كازان السينمائي في جمهورية روسيا الاتحادية؟
تجربة مهرجان كازان السينمائي في جمهورية روسيا الاتحادية كانت فريدة من نوعها حيث تعرفنا عن قرب على الإرث السينمائي العظيم الذي تملكه روسيا في هذه الصناعة، كما أن الندوات والورش العملية التي حضرتها كانت نوعية وذات استفادة عظيمة خصوصا فيما يتعلق بالإخراج السينمائي وتقييم أداء الممثلين.
- كيف يمكن لمشاركتك الدولية أن تساعد في توسيع آفاقك الفنية وتحسين مستوى أعمالك المستقبلية؟
يمكنني التواصل مع مبدعين من مختلف الدول والاستفادة من خبراتهم وطرق العمل الفنية المختلفة، بالمشاركة في ورش العمل والمحاضرات، وحضور ورش العمل والمحاضرات التي قدمها محترفون وخبراء في مجال السينما، مما يسهم في تطوير مهاراتي وزيادة معرفتي، ويمكّنني من التعرّف على فرق إنتاج وصانعي أفلام من مختلف الدول واستكشاف فرص التعاون في مشاريع مشتركة.
- ما دور فيلم «لن تغوص وحيدا» في تعزيز الوعي بقصص البحّارة العمانيين وترويجها للعالم الخارجي؟
أعتقد أن أهم ما يميز فيلم «لن تغوص وحيدا» هو أنه يسلط الضوء على استخدامات حديثة للشباب العماني للبحر حيث لا يقتصر ذلك على الصيد والنقل والشحن، بل يتناول السياحة البحرية وكما نعلم أن قطاع السياحة يعد أحد أهم مرتكزات رؤية عمان ٢٠٤٠.
- ما الرسالة التي ترغب في إيصالها من خلال فيلمك بشأن أهمية الحفاظ على الجواهر الطبيعية مثل جزر الديمانيات؟
نعيش في عالم مليء بالجمال والجواهر الطبيعية التي تعكس عظمة الطبيعة وتراث الأمم، وجزر الديمانيات هي واحدة من تلك الكنوز التي تستحق كل حماية واهتمامنا، كما أن الحفاظ على هذه البيئات الطبيعية ليس مسؤولية فردية بل واجب جماعي نجاهد من أجل تحقيقه، بالعمل المشترك للحفاظ على جزر الديمانيات، ما يعكس التزامنا بالاستدامة والمحافظة على ميراثنا الطبيعي للأجيال القادمة.
- كيف تأمل أن يتفاعل الجمهور العالمي مع الفيلم؟
أتمنى أن يظهر الفيلم قوة الرسالة التي أود نقلها وأن يلهم المشاهدين لاتخاذ خطوات نحو العناية بالبيئة والمحافظة على الجواهر الطبيعية، كما أتمنى أن يشعروا بالتواصل مع القصة والشخصيات، وأن يجدوا فيها مصدر إلهام وفهم أعمق لأهمية المحافظة على الطبيعة.
- ما التحديات التي واجهتك أثناء تصويرك للفيلم؟
التغيرات في الأحوال البيئية مثل الطقس السيئ أو تغيرات في الظروف البيئية، وقد تواجه صعوبة في رؤية بعض التفاصيل بسبب الظروف المائية، مثل العتمة، والتيارات البحرية القوية تؤثر على المسار وتجعل الغوص أكثر صعوبة.
- هل لديك أي نماذج من الفنانين أو المتخصصين في مجال السينما تعدّهم مصدر إلهام لك؟
مارتن سكورسيزي يعد من أعظم المخرجين في تاريخ السينما؛ يتميز بإبداعه في التوجيه وقدرته على سرد القصص بشكل ملهم، ومايكل مو في المجال الوثائقي.
- ما الإرث الذي ترغب في تركه من خلال أعمالك السينمائية؟
أتمنى أن تكون أعمالي أسهمت في توثيق التاريخ والثقافة، وإبراز القصص والتجارب الفريدة التي تشكل جزءًا أساسيًا من التراث العماني، وأتمنى أن تلهم أعمالي الجيل الجديد من الصنّاع والفنانين لاستمرار التفاعل مع التراث وإثراء الساحة السينمائية بمزيد من الأعمال القيمة.
- هل لديك أي نصائح أو نصائح للشباب الطموحين الذين يرغبون في دخول مجال صناعة الأفلام؟
ابدأ بتحليل الأفلام والتصنيفات التي تثير اهتمامك بشكل خاص؛ يمكن أن يساعدك ذلك في تحديد مجالك المفضل داخل صناعة الأفلام، وابدأ بفهم الأساسيات مثل السيناريو والتصوير والتحرير، ويمكنك البدء بموارد متاحة عبر الإنترنت أو الانضمام إلى دورات تدريبية التي تقدمها المعاهد أو المؤسسات التي تعنى بالأفلام في عمان مثل الجمعية العمانية للسينما، قد يستغرق الأمر وقتا لتحقيق النجاح في هذا المجال، لذا كن مستمرًا وصبورًا واستمر في تحسين مهاراتك. قد يكون العمل في صناعة الأفلام مجهدًا لكن يمكن أن يكون أيضا مجزيًا وممتعًا عندما تكون ملتزما بشغفك.
- رسالة أخيرة توجهها للقراء.
السينما أكبر من أداة للترفيه، وهي من القوى الناعمة التي تعمل بها الكثير من البلدان وتستخدمها لنشر ثقافتها والترويج لتعزيز التفاهم الثقافي، وتوثيق الأحداث التاريخية، ورسم الانتباه إلى قضايا اجتماعية وسياسية، وأتمنى من المؤسسات الحكومية والخاصة دعم هذا القطاع.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: صناعة الأفلام لن تغوص وحیدا مصدر إلهام الأفلام ا الضوء على أعتقد أن أتمنى أن أن تکون فی عمان فی مجال یمکن أن من خلال
إقرأ أيضاً:
الجمعية العمانية للكتاب والأدباء تحتفي باليوم العالمي للغة العربية بالمصنعة
نظّمت الجمعية العُمانية للكُتّاب والأُدباء، مُتمثّلةً بلجنة كُتّاب وأُدباء جنوب الباطنة، أمسيةً ثقافيةً بعنوان "أثر الذكاء الاصطناعي في اللغة العربية" احتفاءً باليوم العالمي للغة العربية، أُقيمت بحصن برج آل خميس بالمصنعة، وأدارت الحوار شيخة الفجرية.
وناقش الدكتور جميل الشقصي والدكتورة سامية البحرية تأثيرات الذكاء الاصطناعي المُتنامية على اللغة العربية، وأكّدا على أن الذكاء الاصطناعي مسير، فهو يستعرض ما تم تغذيته به من بيانات، ممتازًا بالسرعة والدقة في إيصال واستعراض المعلومة المطلوبة، والعقل البشري هو المحرك الرئيسي له، كما ناقشا تطوير الأدوات اللغوية المُتاحة في استخدام الذكاء الاصطناعي في جانب اللغة العربية، والتحديات التي تواجه الحفاظ على الهوية اللغوية في ظل التطورات التقنية المُتسارعة.
وقالت الدكتورة سامية البحرية: "تتمتع اللغة العربية بخصائص عدة تجعل من الصعب تغطيتها جامعًا من قبل الذكاء الاصطناعي، فهو يغطي الجانب الأبسط منها، فاللغة العربية لغة موسوعية، وما يميزها عن لغات العالم وجود الترادف، وكذلك هي لغة معربة تعتمد على قواعد نحوية ثابتة".
وأضافت البحرية: "في اللغة العربية إعجاز وإيجاز، فكلمة واحدة تشمل مجلدات من المعاني، كما أنها لغة اشتقاقية توليدية تعطي مصطلحات لكل مكان وزمان، فعلى سبيل المثال الذكاء الاصطناعي يختلف عن الصناعي، الذي يعني اتخاذ الآلة أداة لمحاكاة عقل الإنسان".
الجدير بالذكر أن الأمسية حظيت بحضورٍ لافتٍ، وجمعٍ من المثقفين والأدباء والشخصيات المهتمة بالشأن الثقافي، وقد أثمرت النقاشات عن مُداخلات ثرية أكّدت على أهمية توجيه التقنيات الحديثة لخدمة اللغة العربية وتعزيز مكانتها في العصر الرقمي.