الاحتلال الإسرائيلي يحاول التنصل من جرائم الإبادة الجماعية أمام «العدل الدولية»
تاريخ النشر: 12th, January 2024 GMT
اختتمت محكمة العدل الدولية، جلسات الاستماع العلنية بشأن محاكمة دولة الاحتلال الإسرائيلي بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة، بناء على دعوى رفعتها جنوب إفريقيا وأيدتها عشرات الدول، في سابقة تاريخية، وقالت المحكمة في بيان، مساء اليوم، إنها ستبدأ الآن مداولاتها، وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية«وفا».
وأشارت محكمة العدل الدولية، إلى أنها ستصدر قرارها في جلسة علنية يعلن عن موعدها في الوقت المناسب، موضحة أن وكيل جنوب إفريقيا، سفيرها لدى هولندا فوسيموزي مادونسيلا، قدم في نهاية جلسات الاستماع، طلبا تضمن وجوب تعليق إسرائيل عملياتها العسكرية في غزة على الفور، وضمان عدم اتخاذ أي وحدات عسكرية أو مسلحة غير نظامية قد تكون تحت إدارتها، أو تدعمها أو تؤثر عليها، وكذلك أي منظمات وأشخاص قد يكونون خاضعين لسيطرتها أو إدارتها أو تأثيرها، أي خطوات تتعلق بمواصلة العمليات العسكرية، كما يجب على جنوب إفريقيا وإسرائيل، كل منهما وفقًا لالتزاماتهما بموجب اتفاقية منع ومعاقبة جريمة الإبادة الجماعية، فيما يتعلق بالشعب الفلسطيني، اتخاذ جميع التدابير المعقولة ضمن سلطتهما لمنع الإبادة الجماعية.
تقديم جنوب إفريقيا دعوى ضد إسرائيلوكانت جنوب إفريقيا، قدمت في 29 ديسمبر الماضي دعوى ضد إسرائيل، على خلفية تورطها في أعمال إبادة جماعية ضد الفلسطينيين، في قطاع غزة، فيما قدمت جنوب إفريقيا، أمس الخميس، أمام المحكمة التي تتخذ من مدينة لاهاي الهولندية، ملفا محكما من 84 صفحة، جمعت فيه أدلة على قتل إسرائيل لآلاف الفلسطينيين في القطاع.
واليوم، استمعت محكمة العدل الدولية، إلى رد إسرائيل، في الدعوى التي رفعتها ضدها جنوب إفريقيا، التي زعمت بتحمل مصر المسؤولية الكاملة لمعبر رفح، والتنصل من أي دور لـ«تل أبيب» في إدارة المعبر.
وجاء رد سلطات الاحتلال الإسرائيلي، متعارضا مع تصريحات رددها مسؤولين إسرائيليين في حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة برئاسة بنيامين نتنياهو، منها تصريحات وزير طاقة الاحتلال الإسرائيلي إسرائيل كاتس في نهاية أكتوبر الماضي، الذي أكد مسؤولية إسرائيل عن إدارة الجانب الفلسطيني من معبر رفح.
كبير مستشارو نتنياهو: لن نسمح بدخول الوقود إلى قطاع غزةوقال كاتس، الذي يتولى حاليا حقيبة وزارة خارجية الاحتلال، إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي لن تسمح بدخول الموارد الأساسية أو المساعدات الإنسانية إلى غزة حتى تطلق الفصائل الفلسطينية سراح المحتجزين، كما أشار مارك ريجيف كبير مستشاري رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي اليمينية المتطرفة، في تصريحات نشرتها شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية إلى إن السلطات الإسرائيلية، لن تسمح بدخول الوقود إلى قطاع غزة حتى لو أخلي سبيل جميع المحتجزين.
كما أكد المتحدث باسم حكومة الاحتلال الإسرائيلي، أيلون ليفي، أن إسرائيل لن تسمح بدخول المساعدات الإنسانية عبر معبر رفح، ما لم تفرج الفصائل الفلسطينية عن كافة المحتجزين.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: جنوب إفريقيا حكومة الاحتلال الإسرائيلي حرب غزة قوات الاحتلال الإسرائيلي محكمة العدل الدولية الاحتلال الإسرائیلی العدل الدولیة جنوب إفریقیا قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
لماذا يتجاهل الإعلام الأميركي الإبادة الجماعية في غزة؟
وتناولت حلقة 2025/1/9 من برنامج "من واشنطن" -الذي يبث على منصة "الجزيرة 360"- ملف التداعيات السياسية والقانونية للاتهامات الموجهة إلى إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في غزة، في ظل تصاعد السجال بين المواقف الدولية والموقف الأميركي الرسمي.
وجاء هذا النقاش في أعقاب إعلان محكمة العدل الدولية انضمام أيرلندا رسميا إلى قضية الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل في عام 2023، وهي القضية التي وصفتها تل أبيب بأنها "استغلال حقير ومحتقر للمحكمة".
وفي مواجهة هذه التطورات، أشار رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون إلى تحرك برلماني لفرض عقوبات على مسؤولي المحكمة الجنائية الدولية، منتقدا بشكل خاص المدعي العام كريم خان، ومؤكدا أن المحكمة "لا تملك سلطة قضائية على إسرائيل أو الولايات المتحدة".
وعلى المستوى التنفيذي، جدد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز رفض وصف ما تقوم به إسرائيل بالإبادة الجماعية.
ورغم إقراره بأن "إسرائيل لم تقم دائما بكل ما يجب أن تقوم به في توفير المساعدات الإنسانية للفلسطينيين" فإنه شدد على وجود "فرق كبير بين النوايا والنتائج".
تناقض أميركي
وفي موقف مماثل لفت إليه مقدم البرنامج عبد الرحيم فقرا علق فيدانت باتيل نائب الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية على تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش الذي صنف العمليات الإسرائيلية في غزة إبادة جماعية، قائلا "ليس من المفاجئ أننا لا نتفق مع ما توصل إليه التقرير".
إعلانوأضاف أن الإدارة الأميركية وإن كانت تقر بإخفاق الجيش الإسرائيلي في بعض الحالات في الوفاء بالتزاماته المتعلقة بالقانون الإنساني الدولي إلا أنها ترفض وصف هذه الأفعال بالإبادة الجماعية.
ويأتي الموقف الأميركي متناقضا بشكل واضح مع تقارير ولجان الأمم المتحدة، والتي تؤكد ارتكاب إسرائيل جرائم حرب واستخدامها أساليب ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية في غزة.
كما يتعارض مع مواقف العديد من المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان وجرائم الحرب، والتي تصر على توصيف العمليات الإسرائيلية في غزة بأنها إبادة جماعية.
وعكس البرنامج حجم الانقسام بين الموقف الأميركي الرسمي والمواقف الدولية، مع تصاعد الضغوط على إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للاعتراف بطبيعة الممارسات الإسرائيلية في غزة وتداعياتها القانونية والإنسانية.
9/1/2025