البحث عن المعادن الحرجة يجذب القوى العالمية نحو السعودية
تاريخ النشر: 12th, January 2024 GMT
تحولت السعودية لساحة تنافس بين الولايات المتحدة والصين وروسيا حيث تتسابق الدول الثلاث لتأمين المعادن الحرجة اللازمة لدعم تحول الطاقة بعيدا عن الوقود الأحفوري، وفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال".
وقالت الصحيفة في تقرير نشر، الجمعة، إن مسؤولين حكوميين وكبار المدراء التنفيذيين في قطاع التعدين من شتى أنحاء العالم سافروا إلى الرياض هذا الأسبوع للاستفادة من الأموال التي يضخها السعوديون في استثمارات التعدين.
وتضع المملكة نفسها في قلب منطقة تمتد من آسيا الوسطى إلى الشرق الأوسط وأفريقيا، يعتقد أنها تحتوي على ما لا يقل عن ثلث الموارد الطبيعية في العالم، بما في ذلك المعادن الحرجة، التي تعد بمثابة العمود الفقري لصناعة مصادر الطاقة المتجددة.
تتوقع السعودية إبرام صفقات بقيمة نحو 75 مليار ريال، أي ما يعادل نحو 20 مليار دولار، خلال مؤتمر التعدين الدولي المنعقد في الرياض.
تقول الصحيفة إن سعي السعودية غير المتوقع لتصبح لاعبا مهما في صناعة التعدين العالمية هو جزء من أجندة أوسع لتنويع اقتصاد المملكة، ضمن رؤية 2030، التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان قبل ثماني سنوات.
يرى المسؤولون السعوديون أن التعدين هو الركيزة الثالثة لاقتصاد المملكة بعد الهيدروكربونات والبتروكيماويات.
واستقطب مؤتمر التعدين الدولي الأول، الذي انعقد عام 2021، حوالي 4700 مشارك، لكنه شهد هذا العام حضور حوالي 16 ألف شخص.
تنقل الصحيفة عن أحد الحاضرين، الذي يشارك في المؤتمر لأول مرة، القول إن "هذا البلد (السعودية) هو موطن التعدين".
في مؤتمر العام الماضي، أطلقت السعودية شركة "منارة" للمعادن، وهي مشروع مشترك بين صندوق ثروتها السيادية وشركة التعدين المملوكة للدولة، لشراء أصول التعدين في الخارج.
جذبت "منارة" انتباه صناعة التعدين في يوليو الماضي عندما عقدت صفقتها الاستثمارية الأولى في الخارج ساهمت فيها بعشرة بالمئة في وحدة النحاس والنيكل في شركة فالي البرازيلية بقيمة 26 مليار دولار في يوليو.
اعتبرت الصفقة دليلا على أن السعوديين كانوا على استعداد لضخ الأموال في هذا القطاع، وفقا للصحيفة.
وبحسب "وول ستريت جورنال" فإن شركة "منارة" تخطط لشراء ما يزيد عن 15 مليار دولار من أصول التعدين على مستوى العالم في السنوات القليلة المقبلة.
كذلك تجري السعودية محادثات لضخ الأموال في مشروع "ريكو ديك" في باكستان والذي يعد واحدا من أكبر مناجم النحاس الجديدة في العالم، وفقا لأشخاص مطلعين على الأمر.
تسعى الرياض أيضا إلى جذب الاستثمار الأجنبي إلى صناعة التعدين المحلية.
خلال المؤتمر الحالي قالت السعودية إنها عدلت تقديراتها لثرواتها المعدنية غير المستغلة إلى 2.5 تريليون دولار، ارتفاعا من 1.3 تريليون دولار في 2016، وهو رقم يشمل رواسب النحاس والذهب والزنك والفوسفات والمعادن الأرضية النادرة.
وتقول الصحيفة إن معظم أراضي المملكة لا تزال بحاجة إلى استكشاف، مما يعني أن هذا الرقم قد يرتفع في المستقبل.
وتخطط المملكة لمنح أكثر من 30 رخصة للتنقيب عن المعادن هذا العام للمستثمرين الدوليين، وقد تعرض مناطق امتياز أكبر تزيد مساحة كل منها عن 2000 كيلومتر.
والتعدين جزء أساسي من جهود السعودية لبناء اقتصاد لا يعتمد بشكل كبير على النفط، وهو ما ينطوي على تحول نحو استغلال احتياطيات هائلة من الفوسفات والذهب والنحاس والبوكسيت.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
89 دولة تجتمع في الرياض لتعزيز مستقبل التعدين واستدامة الموارد
شهد مؤتمر التعدين الدولي في الرياض أمس الأربعاء، حضورًا قويًا يعكس المكانة العالمية المتنامية للمملكة في قيادة الحوار الدولي حول مستقبل التعدين.
وتأتي مشاركة ما يقارب 89 دولة في هذا الحدث لتؤكد أهمية المؤتمر بوصفه منصة إستراتيجية لتعزيز التعاون الدولي، وتطوير القطاع بما يواكب تطلعات الاستدامة وتنمية الاقتصاد العالمي.
ويجمع المؤتمر أكثر من 20 ألف مشارك و250 متحدثًا في أكثر من 70 جلسة، مما يبرز دوره كونه محورًا رئيسيًا في مناقشة مستقبل التعدين المستدام وتحقيق التكامل في صناعة المعادن على المستويين الإقليمي والعالمي.
وأجمع الوزراء المشاركون في الاجتماع الوزاري الدولي الرابع، الذي عُقد ضمن فعاليات المؤتمر بحضور 89 دولة، على أهمية بناء إستراتيجيات شاملة لتطوير قطاع التعدين، مع التركيز على الاستدامة البيئية والاقتصادية، ودعم الكفاءات البشرية الوطنية والدولية لتعزيز القدرات الإنتاجية والتكنولوجية، كما شددوا على أهمية تبادل التجارب والخبرات لتسريع وتيرة التطوير والابتكار في هذا القطاع الحيوي.
وعكس المؤتمر كذلك الإنجازات التي حققتها المملكة في قطاع التعدين، ومنها إطلاق برنامج تمكين الاستكشاف الذي أسهم في تنفيذ أكثر من 440,000 متر من الحفر واستكشاف 50,000 كم² من المناطق المعدنية الواعدة، كما تم إطلاق أستوديو الابتكار في التعدين، الذي يعد خطوة جديدة نحو تحويل الرياض إلى مركز عالمي للابتكار في قطاع المعادن.
ويأتي ذلك في ظل الجهود التي تبذلها المملكة لاستثمار مواردها التعدينية المتنوعة من خلال مبادرات رائدة تعكس التزامها بتحقيق أهداف التنمية المستدامة وتنويع الاقتصاد، بما يواكب مستهدفات رؤية المملكة 2030، حيث تطمح المملكة إلى ترسيخ مكانتها كمركز عالمي لتطوير تقنيات التعدين واكتشاف المعادن التي تمثل الأساس لصناعات المستقبل.
ويُعدّ المؤتمر فرصة استثنائية لتسليط الضوء على إمكانات المنطقة التعدينية الممتدة من أفريقيا إلى غرب آسيا، مع التركيز على تطوير حلول مبتكرة لتحسين استغلال الموارد الطبيعية وتعزيز الشراكات بين الدول والشركات العالمية، وتستمر فعاليات هذا المؤتمر إلى يوم الثلاثاء غدًا، وسط توقعات بإعلان مبادرات واتفاقيات تعزز من مكانة المملكة بصفتها محورًا إستراتيجيًا في صناعة التعدين على الصعيد الدولي.