موقع النيلين:
2024-09-19@09:20:30 GMT

ابراهيم الصديق: بين حال وحال

تاريخ النشر: 12th, January 2024 GMT


تتقلب احوالنا بين لحظة ولحظة ، ترتفع حتى تتذوق حلاوة الإيمان في دواخلك ، ثم تأخذك الدنيا بعيدا برياحها ، وما أكثر ساعات الغفلة ، تلك منازعات النفس..

تكون حينا في صلابة تستشعر معها قول سعد بن معاذ ، والحال في شدة ، والرسول صلى الله عليه وسلم ينادي أشيروا على أيها الناس ، ينهض ، قائلا قائلا كأنك تعنينا يا رسول الله : (فاظعن حيث شئت، وصل حبل من شئت، واقطع حبل من شئت ، وخذ من أموالنا ما شئت، وأعطنا ما شئت، وما أخذت منا كان أحب إلينا مما تركت، وما أمرت فيه من أمر فأمرنا تبع لأمرك فو الله لئن سرت حتى تبلغ البرك من غمدان لنسيرن معك، ووالله لئن استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ).

. تلك لحظة مباركة تنم عن اختارت أن تنال العلياء والسبق..

ثم نمضى فى رحاب الأرض ، تهزمنا نفوسنا ، ورغباتنا والصغائر ، ولا نبكى كما فعل حنظلة حين مر عليه ابوبكر ووجده يبكى ويقول (نافق حنظلة) ، كيف ؟

قالَ : نافقَ حنظلةُ يا رسولَ اللَّهِ ، نَكونُ عندَكَ تُذَكِّرُنا بالنَّارِ والجنَّةِ كأنَّا رأيَ عينٍ ، رجَعنا عافَسنا الأزواجَ والضَّيعةَ ونسينا كثيرًا ، قالَ : فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ : لَو تدومونَ على الحالِ الَّتي تقومونَ بِها من عندي لصافحَتكمُ الملائِكَةُ في مجالسِكُم ، وفي طرقِكُم ، وعلى فُرُشِكُم ، ولَكِن يا حنظلةُ ساعةً وساعةً ساعةً وساعةً ).. ما أكثر ما تطول ساعتنا ، تفوتنا هدأة الليل ونفس الصبح وننهض نلاحق الوقت والقوم قد جافوا المنام ..

ونبحث عن ملاذات نطمئن إليها ، نتكىء ، ورحمة الله بلا حدود ولطفه ممدود (وَعنْ أَبي هُرَيرَة ، أَنَّ أَعرابِيًّا أَتى النَّبِيَّ ﷺ فَقَال: يَا رَسُول اللَّهِ دُلَّني عَلَى عمَل إِذا عمِلْتُهُ، دخَلْتُ الجنَّةَ. قَالَ: تَعْبُدُ اللَّه وَلاَ تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكاَة المَفْرُوضَةَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ قَالَ: وَالذي نَفْسِي بِيَدِهِ، لا أَزيدُ عَلى هَذَا. فَلَمَّا وَلَّى، قالَ النَّبِيُّ ﷺ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ فَلْيَنْظُرْ إِلى هَذَا )..

ما أبلغ حلم النبي صلى الله عليه وسلم وأجمل جرأة الاعرابي ، و ما زال الإسلام غضا فى جوانحه وهو يحلق بهذه الاستقامة..

ما أوثق أن ترد نفسك كل ساعة عن غاشيات الدنيا للورود حيث الصفاء ، وما أعظم الأوبة حين رهق ، قال أبو نواس وهو على حافة الموت:
يا رَبِّ إِن عَظُمَت ذُنوبي كَثرَةً فَلَقَد عَلِمتُ بِأَنَّ عَفوَكَ أَعظَمُ ..إِ

إن كانَ لا يَرجوكَ إِلّا مُحسِنٌ فَبِمَن يَلوذُ وَيَستَجيرُ المُجرِمُ.. أَدعوكَ رَبِّ كَما أَمَرتَ تَضَرُّعاً فَإِذا رَدَدتَ يَدي فَمَن ذا يَرحَمُ.. ما لي إِلَيكَ وَسيلَةٌ إِلا الرَجا وَجَميلُ عَفوِكَ ثُمَّ أَنّي مُسلِمُ..

نعم ، البضاعة (إنى مسلم) أتوكأ على عصاة أعمالى وقلبى ملء بالإيمان والثقة بالله وإن زلت القدم ساعة أو فترت الهمة حينا.. وكما قال ود ضحوية فى ذات المقام
يا مـن انـبـت الـزرع المُخَضِّر فَرْعُو..
يا مـن بَدَّل الدَّم باللبن في ضَـرعُـو…
يارازق الخُلوق حتى المخالفين شَرْعو..
أسقي عِرِقْ شجرتي الدَّيمَه يابس فرعو..

اللهم خضر زرعنا وثبت قلوبنا على دينك ، وصلى الله وسلم على سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم

د.ابراهيم الصديق علي

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

صاروخ المولد

أحمد يحيى الديلمي

 

 

أول مرة بعد مُضي أربعة عقود من الزمن وجدت نفسي عاجزاً عن وصف الموقف المهيب يوم الأحد الماضي في ميدان السبعين وكل الميادين في المحافظات المحررة، الحقيقة أنه حدث غير مسبوق في التاريخ الإسلامي، بدّد كل الأهواء والنزغات الشيطانية التي ظلت تُردد لفترة من الزمن بأن الاحتفال بمولد النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم بدعة، فجاءت المهرجانات اليمنية المهيبة لتؤكد أن المناسبة يجب أن تُخلّد في الذاكرة الإنسانية باعتبارها إحتفاءً بسيد الخلق البشير النذير محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وكانت المفاجأة الأكبر أن الاحتفاء بالمناسبة سبقهُ فعل عملي أكد عمق الارتباط بالرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم واتباع منهجه القويم في أهم آليات ذلك المنهج والمتمثلة في إعلاء راية الجهاد ضد أعداء الأمة والدين، فلقد مثّل صاروخ ” فلسطين 2 ” هزة عظيمة، خلقت إرباكاً وذعراً لدى دولة الكيان الصهيوني وأنصاره في بقية العالم لهذه الدولة وبعد عقود من الزمن بهذا الصاروخ الميمون يمني المنشأ والانتماء، ألغى إلى الأبد فكرة الأمن المُطلق لدولة الكيان الصهيوني ما ترسخ في أذهان العرب حول هذا المفهوم، فعرفنا جميعاً أن مثل هذا الكلام لم يكُن سوى وهم عمقه ذُل وهوان الأنظمة العربية العميلة وقادتها أصحاب الإرادات المهزوزة الذين جعلوا من إسرائيل هالة ومنطقة مُحرمة لا يُمكن الاقتراب منها، فأسقط بالفعل وبشكل عملي أسطورة الجيش الذي لا يُقهر، وأنهى المنظومة الغربية الاعتراضية التي كانت إسرائيل تتباهى بها وتتحدث عن القبة الحديدية، فلا الحديد نفع ولا الصواريخ تصدّت ولا البشر سلموا الكارثة .
وكما قال أحد المحللين من دول المغرب العربي وهو صحفي عروبي أعرفه جيداً: لقد سدد العرب الأقحاح في اليمن ضربة قوية للمشروع الصهيوأمريكي، فأعادوا إلى نفوسنا الأمل وفتحوا الطريق إلى كل عربي ينتمي إلى العروبة وإلى الدين، لكي يُسهم بما استطاع في دعم مواصلة المشوار وتمكين أنصار الله الميامين من توجيه الضربات المحمدية مصحوبة بالصرخات العلوية إلى عمق هذا العدو المتغطرس والمتجبر، ويضيف نفس الصحفي: لقد أكد إخوانُنا وأصلُنا في اليمن أن العروبة والإسلام حصن واقٍ يتجاوز قدرة القُبب الحديدية والمنظومات الصاروخية الذكية، وأضافوا في احتفالاتهم المهيبة والمهرجانات غير المسبوقة أنهم سيظلون محور الفعل وأنهم يجددون سيرة أجدادهم العظماء من الأنصار الذين آووا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ورفعوا راية الإسلام، فكان الحضور الكبير الحاشد لليمنيين في عدة ساحات فعلاً نوعياً أثلج صدورنا وأكد أن اليمن ستظل دائماً محور ارتكاز العقيدة وأن القيادة في اليمن تترجم عملياً القرآن العظيم والنهج المحمدي .
فإلى هذا الشعب المبارك الميمون وإلى قائده العظيم السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي نزف أسمى آيات التهاني والتبريكات بهذه المناسبة ونبارك لهم هذا التطور النوعي الذي أذهل الأعداء والأصدقاء معاً، ونقول لهم نحن معكم وإلى جانبكم في كل خطواتكم الميمونة .
* ماذا يُريد هؤلاء ؟!!
قائد إصلاحي كبير ظهر في قناة الحدث الأكبر خلال النشرة اليومية التي تطل علينا هذا القناة المشبوهة بها في الساعة السابعة من كل ليلة، كان هذا القائد يتحدث عن الحوثيين بحسب وصفه، فسأله المذيع عن دور ما يسمونها بالشرعية في التصدي لأي عدوان صهيوني ولماذا لم تبادر هذه الشرعية إلى شجب ما حدث في الحديدة ورفع مذكرة استنكار إلى مجلس الأمن لكي تؤكد شرعيتها؟ أجاب بأسلوب سمج وحقد تاريخي: موقف الشرعية معروف والحوثة إنما يريدون إدخال اليمن واليمنيين في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل.
“اللهم لا شماتة هذا الإصلاحي العفن الذي طالما مدّ لحافه أمام المساجد لأخذ التبرعات باسم فلسطين، فنهبوا حلي النساء ومدخرات الأطفال ومقتنيات الرجال، كل ذلك باسم فلسطين زوراً وبهتاناً، فحينما كان خالد مشعل – رئيس حركة حماس الأسبق في زيارة لصنعاء سألناه عن المبالغ التي تسلموها من الإصلاح، فأجاب بالنفي “أي لا شيء” والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم هو: أين ذهبت تلك الأموال الطائلة والحلي النفيسة؟! لا شك أنها تحولت إلى مدخرات خاصة أو مبانٍ فارهة في حدة والحوبان، فعلاً أنهم نهبوا هذه الأموال واستخدموا هذا الاسم العظيم والأموال المقدسة من أجل الحصول على أموال مدنسة، من هو الذي يبحث عن المكسب بأي طريقة وبأي أسلوب مهما بلغ في القذارة؟! إنها أعمال مزرية تدل على حقارة هؤلاء الناس واستعدادهم أن يتاجروا بأي شيء حتى بالمبادئ والقيم.
أكتفي بما أسلفت وأُكرر الشكر والتقدير والولاء والعرفان لقائد المسيرة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، الذي أعاد الحياة إلى مجاريها وأحيا في النفوس حُب الجهاد والاستشهاد كلما كانت القضية عادلة ومُقدسة كما هو حال القضية الفلسطينية، فهنيئاً لشعبنا اليمني بهذا القائد وهنيئاً له بهذه الانتصارات العظيمة، ومن نصر إلى نصر إن شاء الله، والله من وراء القصد …

مقالات مشابهة

  • صاروخ المولد
  • وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم ييعث حيًا.. خطبة الجمعة القادمة
  • في ذكرى مولده صلى الله عليه وسلّم.. لا قُدّسَت أمةٌ لا يأخذُ الضّعيف فيها حقّه غير مُتعْتَع
  • الحب في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم: المرأة في حياته
  • فضل الصلاة على النبي صل الله عليه وسلم
  • المفتي سوسان: ما أقدم عليه العدو هو قمة الإجرام وهو اعتداء على كل لبنان
  • الأسوة الحسنة
  • العرادي: الحل في عودة المحافظ الصديق الكبير ولو مؤقتاً
  • بشارة الانجيل بمجيء رسول الله محمد صل الله عليه وآله وسلم..
  • نور على نور