البوابة نيوز:
2025-04-29@21:58:19 GMT

الفوضى والنباح!

تاريخ النشر: 12th, January 2024 GMT

 

الحروب، الصراعات، الأزمات، والغموض إزاء حلول محتملة للفوضى المنتشرة و"نباح" من المواطن المتطلع للكرامة. هذه كلها كلمات يمكن أن تلخّصَ العام الماضي. وبصرف النظر عن هذه الأوصاف، فقد كان عامًا محبطًا في شتى النواحي. لقد شهدنا خلاله الجانب الوحشي والمظلم للطبيعة البشرية. استمرت الحرب الأوكرانية بلا هوادة، وأثرت على اقتصادات البلدين وأوروبا كما أثرت على اقتصادات المنطقة.

لكنَّ التأثير حاد ومؤلم أكثر على المشاعر الإنسانية التي ليس لها مكان في هذا العالم الذي أصبح عنوانه الأبرز الدمار والموت! ثم جاء الهجوم الوحشي من قِبَل الاحتلال الإسرائيلي على غزة والذي لا يزال مستمرا للأسف. وهناك العديد من الحروب الوحشية الجارية في بلدان أخرى أيضًا، مثل السودان وعدد من الدول الأفريقية. وسادت تداعيات الحروب على معظم السياسات المالية والنقدية لكبح التضخم الذي اشتدت وطأته في عام 2022، لكنه استمر حتى عام 2023. وقد تضررت الاقتصادات النامية بشدة من السياسات النقدية والتي أثرت على النمو وحركة الاستثمار وفرص العمل والصادرات والإيرادات من العملة الصعبة.

ويعتقد معظم صناع السياسات أن هذا الحال مستمر على الأقل حتى نصف العام الحالي 2024 مع استمرار الركود في معظم الأنشطة الاقتصادية. وتتجه الضغوط إلى المزيد من التصعيد في ضوء التهديدات على التجارة العالمية التي تمر من البحر الأحمر في ظل هجمات الحوثيين، خاصة أن القوى الكبرى لا تقوم بأدوارها بشكل لائق، ولا تمارس ضغوطًا حقيقية على الدولة العبرية لإيقاف ضرباتها الوحشية على الفلسطينيين ووضع حد لمسببات الاضطراب والصدام بالبحر الأحمر. وإذا استمر الحال على ما هو عليه فإن الاقتصاد العالمي يتجه نحو هاوية جديدة، بعد أن أنهكته جائحة كورونا والحرب في أوكرانيا، ناهيك عن المخاطر التي تحاصر الأمن القومي العربي وتهدد شريانه "الأورطي" الذي يربط الملاحة بين الشرق والغرب. وإذا كانت المؤسسات المالية وجهات البحث ترصد التداعيات الاقتصادية على العالم فإن الغياب يكاد يكون سائدا لما لحق النفس البشرية من آلام وأمراض جراء هذا الوضع!

إنها الفوضى التي لا تبدو لها نهاية وهو ما انعكس على الفوضى داخلنا. أشعر أن كلماتي باردة رغم كونها تصرخ في وجهي وتمسك بأصابعي لتبثّها اللوعة والألم التي تكوينا بنارها جراء كل هذه الفوضى التي تفترس العالم وتقلص أحلامنا لتجعل أقصى طموحنا هو أن نستيقظ من نومنا الحزين فنجد الضربات الموجعة لأهل غزة قد توقفت، وشرب الطفل حليبًا وأكلت الأمُّ رغيفًا ساخنًا وتدثَّر الكبار والصغار بكساء وغطاء يحميهم من برد الشتاء القارس. ألن تتوقف هذه الإبادة الجماعية في غزة والتي تُقابل بخرس عالمي على جرائم ترتكب في وضح النهار وظلم للشعوب وحقوقها واستهانة بكرامتها وآدميتها دون محاسبة حتى أصبحنا بلا روح ولا شغف يبقينا على قيد الحياة.

كنا نسمع طويلًا عن عنق الزجاجة دلالة عن أزمة خانقة ومستفحلة، ربما نستشعر معها لحظات بطعم الاحتضار. وكنا نردد أن بعدها الانفراج لامحالة؛ لكن عنق الزجاجة أصبح ثقبًا أسود نختبئ فيه حتى لا ننحدر إلى قاع البئر المخيف الذي لا أملَ في النجاة من مصيره المحتوم. ولكني أظل أتساءل هل مازال هناك قاع آخر لم ندركه بعدُ وهل مازالت هناك أيام نحسبها من عمر المستقبل أم أنَّ كل يوم جديد يأتينا نخصمه من فاتورة العمر. وسط هذا الموت الذي أصبح الحقيقة الوحيدة في أرجاء غزة، ووسط الأشلاء والدمار يتملكنا الهذيان من شدة الصدمة ونحتار هل ما نراه حقيقةً أم خيالًا! إنها حرب كشفت نفاق تجار حقوق الانسان والحيوان، وفضحت عوراتهم؛ فعن أي حقوق يتحدثون؟! جميع الحقوق يتم اغتيالها وذبحها على مقصلة صانعي هذه الحقوق؛ حقوق الأموات الذين تُنبش قبورهم ويتم التمثيل بجثثهم وتُنتزع جلودهم وعيونهم وأعضاؤهم، أم حقوق الأسرى الذين يقتادون عراة ويقتلون بدم بارد، أم حقوق الصحفيين الذين يستهدفون مع عائلاتهم لإخراس الحقيقة، أم حقوق النساء الذين تبقر بطونهن وتقتل الأجنة في أرحامهن أو أطفالهن الرضع في أحضانهن، أم حقوق الأطفال الذين يبادون حتى لا يكون لهم صوتٌ وقرارٌ يوما ما!!

لقد سئمت الشعوب العربية من سماع الشعارات الرنانة تدوي في أرجاء المؤتمرات والمحافل حول تعزيز التعاون الدولي الشامل بينما على أرض الواقع لا يوجد سوى العنف وإشاعة الفوضى واقتراف أبشع الجرائم وانتهاك الحقوق وارتكاب المظالم في حقها دون ردع أو محاسبة.

لقد كان عام 2023 عامًا غريبًا، وقد يكون عام 2024 أكثر غرابة. والسؤال الذي مازلنا في انتظار إجابته هو لماذا يسكت العربُ عما يحاك بهم من مؤامرات وتنكيل وانتهاك لحقوقهم. قد يبدو السؤال ساذجًا للبعض، خاصة معشر السياسيين، لكنَّ المواطن "المطيع" الذي يؤدي واجباته ويدفع ضرائبه ويلهث في حياته اليومية لتوفير احتياجاته وأسرته يطمح في المقابل في بعض كرامة. قد تكون الإجابة على ذلك السؤال أحد مصادرها!

لم يبق في هذا الموت السائد إلا أن ننتظر المعجزات وأن تنبت الأمنيات من كل قطرة دم سالت على تلك الأرض الطيبة ومن كل جريح ينزف ومازال قابضًا على الجمر ومن كل مدافع عن عرضه وأرضه وكرامته. فهل تفلح هذه الأمنيات النابتة في هذا الجحيم وتهزم الخطط الاستعمارية!،أم أنها مجرد أوهام جديدة و"نباح".. لأننا ببساطة في زمن الأفعال لسنا في زمن المعجزات! 

*كاتبة صحفية متخصصة فى الشؤون الدولية

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الدول الإفريقية الحروب هجمات الحوثيين

إقرأ أيضاً:

أحدث حالة من الفوضى.. انقطاع واسع النطاق للكهرباء يضرب إسبانيا والبرتغال

(CNN)-- ضرب انقطاع هائل للتيار الكهربائي أجزاءً واسعة من إسبانيا والبرتغال، مما أدى إلى توقف إشارات المرور وإحداث فوضى في المطارات ومحطات القطارات والطرق.

أعلنت شركة تشغيل شبكة الكهرباء البرتغالية (REN) عن انقطاع التيار الكهربائي في جميع أنحاء شبه الجزيرة الأيبيرية، وفي أجزاء من فرنسا، الاثنين. وأضافت الشركة أن عودة التيار قد تستغرق عدة ساعات، مما يعني أن أجزاءً من البلدين قد تغرق في الظلام بمجرد غروب الشمس.

تسبب الانقطاع في تعطل الشاشات والإضاءة ومقابس الكهرباء في جميع أنحاء المنطقة. ونصحت الشرطة البرتغالية المواطنين بتجنب الرحلات غير الضرورية بسبب تعطل إشارات المرور. وقالت: "خففوا سرعتكم وانتبهوا أكثر. أعطوا الأولوية للقيادة الآمنة: هدوءكم ينقذ الأرواح".

في مدريد، ازدحمت حركة المرور على الطرق بعد انطفاء الإشارات. وقال لويس إيبانيز خيمينيز لشبكة CNN: "كنت أقود السيارة وفجأة اختفت إشارات المرور... كان الوضع أشبه بغابة". رأيت حافلة ضخمة قادمة، واضطررتُ إلى الإسراع كثيرًا لتجاوزها.

ركاب ينزلون من قطار AVE فائق السرعة بعد توقفه قرب قرطبة في 28 أبريل/نيسان 2025، خلال انقطاع هائل للتيار الكهربائي أثر على شبه الجزيرة الأيبيرية بأكملها وجنوب فرنسا.Credit: JAVIER SORIANO/AFP via Getty Images

لم يتضح سبب الانقطاع المفاجئ للتيار الكهربائي، لكن تأثيره كان دراماتيكيًا.

وطلب عمدة مدريد، خوسيه لويس مارتينيز ألميدا، من الناس تقليل تحركاتهم والاتصال بخدمات الطوارئ فقط في حالات الطوارئ العاجلة. كما دعاهم إلى فتح المجال أمام عمال الطوارئ. في وقت لاحق من اليوم، حثّ مزود خدمات الطوارئ في مدريد حكومة البلاد على إعلان حالة طوارئ وطنية.

بدأت جهود استعادة الكهرباء في اللحظات التي تلت انهيار الشبكة، لكن الجهود قد تمتد إلى الليل.

صرح إدواردو برييتو، مدير خدمات تشغيل النظام في شركة ريد إليكتريكا، لقناة لا سيكستا الإذاعية: "تشير تجارب أحداث مماثلة أخرى وقعت في دول أخرى إلى أن هذه العملية - أي إعادة التيار الكهربائي بالكامل - ستستغرق عدة ساعات".

وقال برييتو: "قد نتحدث عن ست إلى عشر ساعات، إذا سارت الأمور على ما يرام، حتى نعيد التيار الكهربائي إلى جميع عملائنا".

مشى مشجعون عبر ممرات مظلمة خلال انقطاع كامل للكهرباء خلال اليوم السابع من بطولة موتوا مدريد المفتوحة للتنس في لا كاخا ماجيكا، في 28 أبريل/نيسان ٢٠٢٥، في مدريد، إسبانيا.Credit: Clive Brunskill/Getty Images

يعيش حوالي 60 مليون شخص في إسبانيا والبرتغال، وتُعتبر مدريد ولشبونة مركزين رئيسيين للنقل والأعمال والسياحة.

وأعلن المعهد الوطني للطوارئ الطبية في البرتغال أنه "فعّل خطة الطوارئ الخاصة به"، حيث يقوم بتشغيل أنظمة الهاتف وتكنولوجيا المعلومات الخاصة به من خلال مولد كهربائي احتياطي. وقالت وزارة الصحة الإسبانية إن العملية نفسها حدثت في المستشفيات هناك.

لكن الرحلات الجوية في المطارات الرئيسية في المنطقة تأخرت أو أُلغيت فجأة، ما دفع المسافرين إلى محاولة التأقلم؛ وأفادت منصات تتبع الرحلات الجوية عبر الإنترنت بتوقف رحلات المغادرة المتكررة في عدة مطارات فجأة بعد منتصف النهار. ونصحت شركة الطيران البرتغالية "تاب إير" المسافرين بعدم التوجه إلى المطار حتى إشعار آخر.

وقالت إيلي كيني، وهي سائحة في مطار هومبرتو ديلغادو في لشبونة، إن مئات الأشخاص كانوا يقفون في طوابير طويلة في الظلام، دون تكييف هواء أو مياه جارية. وأضافت لشبكة CNN أن المتاجر لا تقبل سوى النقد.

أشخاص يغادرون محطة قطار أتوتشا في مدريد بعد إغلاقها بسبب انقطاع واسع للتيار الكهربائي ضرب إسبانيا في 28 أبريل/نيسان 2025.Credit: THOMAS COEX/AFP via Getty Images

وأعلنت شركة تشغيل القطارات الإسبانية "رينفي" توقف القطارات وإلغاء رحلات المغادرة. وفي أنفاق المترو، غرق الركاب في الظلام. وأظهر مقطع فيديو نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي عربات مترو مُظلمة عالقة على أرصفة مدريد، حيث تم تعليق خدمة المترو وإغلاق مداخل المحطات بشريط لاصق.

وتعرضت بعض مناطق جنوب فرنسا، بالقرب من الحدود الإسبانية، لتأثير متقطع.

صرحت إميلي غرانديدي، المتحدثة باسم شركة نقل الكهرباء الفرنسية (RTE)، لشبكة CNN بحدوث "انقطاع طفيف في التيار الكهربائي" في إقليم الباسك الفرنسي؛ وأضافت: "لم يستمر سوى دقيقتين، ثم أُعيد بسرعة كبيرة".

إسبانياالبرتغالفرنساانقطاع الكهرباءمدريدنشر الاثنين، 28 ابريل / نيسان 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

مقالات مشابهة

  • البيت الأبيض: ترامب يركز على تراجع معدلات التضخم التي خلفتها إدارة بايدن
  • السعيطي: طرابلس تواجه خطر الفوضى وعودة ظاهرة الاغتيالات
  • الداخلية السورية: لن نتساهل مع كل من أثار الفوضى وقوض الاستقرار
  • الماضي الذي يأسرنا والبحار التي فرقتنا تجربة مُزنة المسافر السينمائية
  • من هم الذين ستطالهم “العقوبات السعودية” في موسم الحج هذا العام 
  • أنا ساكن صالحة.. بعرف كثير من الشهداء الذين تم تصفيتهم بواسطة الجنجويد
  • أحمد موسى: فوضى تعم شوارع أوروبا بسبب انقطاع الكهرباء
  • أحدث حالة من الفوضى.. انقطاع واسع النطاق للكهرباء يضرب إسبانيا والبرتغال
  • قانون الرقم القومي للعقارات| إسكان النواب: خطوة تاريخية لإنهاء الفوضى
  • الأردن.. وحلّ جماعة الإخوان الإرهابية