فورين بوليسي: أمريكا فشلت في الشرق الأوسط.. والسبب إسرائيل والسعودية
تاريخ النشر: 12th, January 2024 GMT
"يجب على واشنطن أن تواجه الواقع: لقد فشلت سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وفي قلب هذا الفشل تكمن الشراكات الإقليمية الرئيسية للولايات المتحدة وشريكيها الرئيسيين في المنطقة: إسرائيل والسعودية".
هكذا يرى جون هوفمان، محلل السياسة الخارجية في معهد كاتو في تحليل نشرته مجلة "فورين بوليسي"، معتبرا أن تل أبيب والرياض يعملان باستمرار على تقويض المصالح الأمريكية والقيم التي تدعي الولايات المتحدة أنها تدافع عنها، وبدلا من محاولة الإصلاح، تنخرط إدارة بايدن في محاولات مستميتة لتطبيع العلاقات بينهما كإنجاز متصور.
ولذلك ينبغي على واشنطن أن تعيد توجيه نهجها بشكل أساسي تجاه كلا البلدين، والانتقال من الدعم غير المشروط إلى العلاقات الثنائية، كما يقول الكاتب في التحليل الذي ترجمه "الخليج الجديد".
اقرأ أيضاً
واشنطن بوست: حكومة نتنياهو اليمينية تقوض أجندة بايدن بالشرق الأوسط
إسرائيل.. دمار شوه صورة واشنطنويقول هوفمان إن إن حرب إسرائيل في غزة تلخص العنف الذي تمارسه ضد القيم الأمريكية المعلنة، بينما تعرض أيضًا المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط للخطر.
ويضيف أن الدمار الذي أحدثته هذه الحرب سيستغرق إصلاحه أجيالاً، وقد شوهت صورة واشنطن العالمية بشكل دائم بسبب دعمها لمثل هذه الأعمال.
وتتزايد احتمالات التصعيد إلى صراع إقليمي أوسع بمشاركة أمريكية مباشرة يوما بعد يوم.
ويرى الكاتب أن واشنطن تبدو غير قادرة أو غير راغبة في الاستفادة مما يسمى بعلاقتها الخاصة مع إسرائيل أو التأثير على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي غالباً ما يتباهى بقدرته على التلاعب بالولايات المتحدة.
وبدلاً من ذلك، واصلت واشنطن نهج "الشيك على بياض" تجاه إسرائيل، حيث قدمت مؤخراً أكثر من 14 مليار دولار من المساعدات العسكرية في حزمة تمت الموافقة عليها في نوفمبر/تشرين الثاني، مما أدى إلى المخاطرة بتصعيد هائل في هذه العملية.
اقرأ أيضاً
بين طموح بن سلمان وعناد نتنياهو.. بايدن يبحث عن تسوية لغزة
السعودية.. دعم الاستبداد مكلف لأمريكاالشريك الرئيسي الآخر للولايات المتحدة في المنطقة، المملكة العربية السعودية، هي واحدة من أكثر الدول استبدادية في العالم، يقول الكاتب، مردفا: "ترتكب الرياض انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان في الداخل وتدعم بنشاط الأنظمة الاستبدادية الأخرى المنخرطة في أنشطة مماثلة في جميع أنحاء المنطقة".
ويمضي بالقول إن السعودية باتت مصدرًا رئيسيًا للاضطرابات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في جميع أنحاء الشرق الأوسط. وترتبط الرياض بكل منطقة صراع تقريبًا وخط صدع جيوسياسي يمتد في المنطقة.
وتلخص علاقة الولايات المتحدة مع السعودية "أسطورة الاستقرار الاستبدادي"، على حد قول هومان، وهي فكرة مفادها أن الحكام المستبدين يحافظون على السلام في المنطقة.
لكن العكس هو الصحيح، يقول الكاتب، فبدلاً من أن تكون هذه الجهات الفاعلة الحل لقضايا المنطقة، تعمل هذه الجهات الفاعلة على خلق وتفاقم المشاكل الأساسية الأعظم في الشرق الأوسط.
اقرأ أيضاً
عالم السياسة الدولية ستيفن والت: حرب غزة أظهرت أن بايدن بلا قلب وجاهل
حرب اليمنإن أفظع مثال على سلوك الرياض المزعزع للاستقرار هو التدخل العسكري الذي قادته إلى جانب الإمارات العربية المتحدة في اليمن، يقول هوفمان.
ومنذ عام 2015، أنتجت هذه الحملة العسكرية أسوأ أزمة إنسانية في العالم وتسببت في مقتل أكثر من 377 ألف شخص، وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة.
التشجيع على التهورويرى الكاتب أن الدعم الأمريكي الثابت شجع إسرائيل والسعودية على اتباع سياسات متهورة، مع العلم أن الولايات المتحدة ستأتي لمساعدتهما ولن تحملهما المسؤولية.
ويضيف: يشير المنطق السليم إلى أنه يتعين على واشنطن أن تغير مسارها بشكل جذري، ولسوء الحظ، يبدو أن هذا ليس ما تفكر فيه إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن.
معضلة التطبيعلقد تم تجميع التطبيع السعودي الإسرائيلي معًا في ما أشار إليه المعلق الأمريكي توماس فريدمان على أنه "صيغة واحدة" للحفاظ بطريقة أو بأخرى على حل الدولتين، وتحقيق التوازن ضد إيران، ومواجهة طموحات الصين في الشرق الأوسط.
لكن، وبينما تطلب السعودية ضمانات أمنية ضخمة مع الولايات المتحدة، ينخرط رئيس الوزراء الإسرائيلي في مساعيه لنسف حل الدولتين، ويعتبر أن القضية الفلسطينية مجرد "مربع اختيار" في قائمة التطبيع مع السعودية.
وتشير الحرب الحالية وتداعياتها إلى أن هدف الولايات المتحدة من تحول التطبيع السعودي الإسرائيلي إلى قوة دفع لتحقيق التوازن ضد إيران ومواجهة طموحات الصين في الشرق الأوسط بات على المحك، يقول هوفمان.
اقرأ أيضاً
من رحم حل فلسطيني ميت.. هل يولد تطبيع سعودي إسرائيلي؟
ما الحل؟برأي الكاتب، ينبغي على واشنطن أن تغتنم هذه اللحظة لإجراء تغيير جذري في نهجها تجاه شراكاتها في الشرق الأوسط.
ومن خلال الانتقال من الدعم الانعكاسي إلى العلاقات المستقلة، تستطيع الولايات المتحدة إنهاء تواطؤها في سياسات شركائها في حين تعيد توجيه سياستها في الشرق الأوسط بشكل أساسي.
ويعترف هوفمان أن تلك العملية ستكون شديدة الصعوبة، قياسا إلى تجذر تلك السياسة الأمريكية الخاطئة في التعامل مع حلفائها الرئيسيين بالشرق الأوسط بين السياسيين وكافة الإدارات، وقلقهم من ارتفاع التكاليف المتصورة لتغيير نمط علاقة الولايات المتحدة مع إسرائيل والسعودية.
ويختم بالقول: سيكون الضغط من أجل التغيير معركة شاقة، لكن الحاجة إلى التغيير لم تكن أكثر وضوحًا من أي وقت مضى، فبعد عقود من بسط القوة في المنطقة دون استراتيجية متماسكة، أنفقت الولايات المتحدة تريليونات الدولارات لكنها فشلت في تحقيق الاستقرار الإقليمي أو تعزيز المصالح الأمريكية.
اقرأ أيضاً
طوفان المقاومة.. هل يدفن صفقة تطبيع الرياض وتل أبيب تحت الأقصى؟
وهذه المصالح في المنطقة محدودة، والنهوض بها لا يتطلب دعماً سياسياً أو عسكرياً غير مشروط لأي طرف.
ويردف: "لقد حان الوقت لتغيير المسار في الشرق الأوسط.. إن الفشل في القيام بذلك يخاطر بإضفاء الطابع الرسمي على التزام واشنطن بدائرة عدم الاستقرار التي ستستمر في التأثير على المنطقة – وتقويض مصالح الولايات المتحدة – لأجيال".
المصدر | جون هوفمان / فورين بوليسي - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: العلاقات الأمريكية السعودية العلاقات الأمريكية الإسرائيلية تطبيع السعودية الشرق الاوسط حرب غزة إسرائیل والسعودیة الولایات المتحدة فی الشرق الأوسط على واشنطن أن فی المنطقة اقرأ أیضا
إقرأ أيضاً:
العراق يواجه تحديات كبيرة وخطيرة مع بداية سنة 2025 - عاجل
بغداد اليوم - بغداد
أكد المختص في الشؤون الاستراتيجية مجاشع التميمي، اليوم السبت (21 كانون الأول 2024)، ان العراق يواجه تحديات كبيرة وخطيرة مع بداية السنة الجديدة 2025.
وقال التميمي، لـ"بغداد اليوم"، انه "بالتأكيد الأوضاع في المنطقة متوترة والعراق جزءاً من هذه المنطقة التي تشهد اضطرابات وقلق من المرحلة الحالية التي تسببت بدمار غزة وانكفاء حزب الله وسقوط نظام بشار الأسد، واليوم الحديث يدور عن المرحلة المقبلة التي يخشى ان يكون العراق جزءا من هذا التوتر".
وأضاف ان "المطمئن أن الحكومة العراقية تحاول قدر المستطاع تجنيب العراق أي توتر وتصعيد في المواقف لذلك يحاول رئيس الوزراء أن ينأى بالعراق في الدخول بهذا التوتر لكن تبقى التحديات التي تواجه العراق صعبة جدا".
وبين ان "العراق سيكون مع بداية العام الجديد مع تحديات كبيرة مع وصول الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب الذي هدد اكثر من مرة ايران وأذرعها في المنطقة ومنها العراق لذلك سيواجه البلاد ضغطا دوليا كبيرا وسيحمل الجميع الحكومة مسؤوليات كبيرة وفي مقدمتها السلاح خارج سلطة الدولة والتدخل الايراني والفساد والتعديل الوزاري الذي باتت مطالب عراقية داخلية اكدت عليه المرجعية الدينية العليا".
وتابع المختص في الشؤون الاستراتيجية انه "فضلا عن عوامل داخلية تتعلق بقرب إجراء الانتخابات وما قد يؤدي إلى توتر سياسي ومحاولات إجهاض أي دور يقوم به رئيس الوزراء لذلك اعتقد ان السوداني سيكون له معركة مسبقة في قضيتي تعديل قانون الانتخابات واختيار مجلس جديد للمفوضية العليا للانتخابات التي تريد الاحزاب السيطرة عليها".
هذا وحذر المختص في شؤون العلاقات الدولية مصطفى الطائي، يوم الخميس (19 كانون الأول 2024)، من خطورة مخالفة العراق للإرادة الدولية الساعية للتغيير في منطقة الشرق الأوسط.
وقال الطائي لـ"بغداد اليوم"، إن: "الصورة أصبحت واضحة جداً بأن التغيير واقع حال في الشرق الأوسط بعد غزة ولبنان ثم سوريا، والأمور تتجه نحو العراق وحتى ايران" مشدداً "يجب على العراق عدم الوقوف بالضد من تلك الإرادة فهي دولية مدعومة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ودول الغرب وحتى دول الخليج والمنطقة".
وأضاف، أن "خارطة التغيير في منطقة الشرق الأوسط تعتمد بشكل كلي على القضاء على النفوذ الإيراني وقطع ما يسمى بـ(الأذرع العسكرية) لطهران في المنطقة، والعراق ُطلب منه بشكل رسمي بأن يقطع تلك الأذرع عبر الحكومة العراقية" حسب قوله.
واختتم الطائي تصريحه بالإشارة الى، أن "اخفاق الحكومة بهذا الملف سيدفع نحو تحرك دولي ضد تلك الفصائل وربما يكون عسكرياً أو عقوبات مالية واقتصادية، وهذا من شأنه زعزعة الاستقرار الحاصل في العراق".