الإمارات واليابان.. علاقات استراتيجية تخدم مصالح البلدين
تاريخ النشر: 17th, July 2023 GMT
شاهد المقال التالي من صحافة الإمارات عن الإمارات واليابان علاقات استراتيجية تخدم مصالح البلدين، هالة الخياط أبوظبي ترتبط دولة الإمارات العربية المتحدة باليابان بعلاقات متميزة أضحت مثالاً للتعاون والتنسيق الدولي القائم على التفاهم وتبادل .،بحسب ما نشر جريدة الاتحاد، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات الإمارات واليابان.
هالة الخياط (أبوظبي)ترتبط دولة الإمارات العربية المتحدة باليابان بعلاقات متميزة أضحت مثالاً للتعاون والتنسيق الدولي القائم على التفاهم وتبادل المصالح المشتركة بصورة متوازية يسودها الاحترام والثقة المتبادلة بين الطرفين.وأُسّس لهذه العلاقة منذ الأيام الأولى لقيام الدولة، عندما أولى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، العلاقة مع اليابان، أهمية خاصة وأدرجها ضمن أولى زياراته لبلدان العالم المتقدم لإدراكه أهمية هذه العلاقة، حيث أثبتت الأيام صحة مثل هذا التوجه.وتمثلت العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات العربية المتحدة ودولة اليابان في كون اليابان من أوّل الدول التي اعترفت بدولة الإمارات العربية المتحدة كدولة مستقلة في ديسمبر 1971. وبدأت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في 6 مايو 1972، حينما افتتحت دولة الإمارات العربية المتحدة سفارتها في طوكيو بتاريخ 20 ديسمبر 1973، بينما افتتحت دولة اليابان سفارتها في أبوظبي بتاريخ 7 أبريل 1974. علاقات تاريخيةويعود تاريخ العلاقات الإماراتية اليابانية إلى الفترة التي سبقت قيام دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث شاركت أبوظبي في معرض أوساكا «إكسبو 1970»، عندما حضر المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، المعرض بصفته ولي عهد أبوظبي. فيما يعود تاريخ العلاقات التجارية بين البلدين إلى منتصف القرن العشرين. وقد زار الوالد المؤسس لدولة الإمارات، الراحل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، دولة اليابان في مايو 1990، وزار جلالة الإمبراطور الحالي لدولة اليابان، ناروهيتو، دولة الإمارات العربية المتحدة في يناير 1995 وقد كان وقتها ولي عهد اليابان. وشكلت الزيارة التي قام بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إلى اليابان في عام 2014 بصفته ولي عهد أبوظبي، نقطة تحوّل مهمة في علاقات البلدين التجارية والاقتصادية والاستراتيجية، حيث تم توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم شملت العديد من أوجه التعاون في مجال الطاقة والمياه والتبادل الأكاديمي البترولي والجودة والاستخدامات السلمية للطاقة النووية وتنسيق المساعدات الإنسانية التي تعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة رائدة فيها.كما شهد عام 2011 توقيع أبوظبي واليابان اتفاقية إنشاء «مجلس أبوظبي- اليابان الاقتصادي»، الذي يسهم في ترسيخ أوجه التعاون التقليدية، وفتح مجالات أخرى في العديد من الأنشطة الاقتصادية، كالتعاون في مجال تنمية الصناعات الصغيرة والمتوسطة التي تشكل أهمية خاصة لاقتصادات مختلف بلدان العالم، حيث تختزن اليابان تجربة ثرية في هذا المجال أسهمت في تحولها إلى قلعة صناعية عالمية في سنوات ما بعد الحرب العالمية الثانية.
تعاون متعدد المجالاتوتعمل الدولتان بجدٍّ من أجل بناء علاقة أكثر قوة وتنوعاً لفترة طويلة. ويتوسع التعاون على الصعيد الاقتصادي ليشمل العديد من المجالات المختلفة، مثل مجال الطيران والسياحة والفضاء والثقافة والتعليم والخدمات الطبية والبيئة، وقد تم تحقيق إنجازات مهمة في جميع هذه المجالات. ويدرك كل طرف أهمية علاقاته بالطرف الآخر، فدولة الإمارات تعتبر ثاني أكبر مزوّد لليابان بالنفط الخام، وهو مصدر مهم للصناعات اليابانية ولوسائل النقل هناك، إذ أسهمت اليابان منذ نصف قرن تقريباً في تطوير صناعة النفط الإماراتية، وخاصة في أبوظبي، حيث تعمل شركات النفط اليابانية ضمن شراكة مع شركات النفط الوطنية، كما أنها أسهمت في تنمية العديد من الصناعات البتروكيماوية وتلك المرتبطة بالنفط والغاز. وفي الوقت نفسه، تعتبر دولة الإمارات أكبر سوق للمنتجات اليابانية في الشرق الأوسط.تبادل تجاريتُعد دولة الإمارات عاشر أكبر شريك تجاري لليابان على مستوى العالم، وذلك وفقاً لإحصائيات عام 2021، وأكبر شريك استراتيجي لليابان في مجال الطاقة، حيث تستورد أكثر من 20% من احتياجاتها النفطية من الإمارات. وقد بلغ حجم التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين في عام 2021 أكثر من 49 مليار درهم، ليستمر في الانتعاش خلال النصف الأول من عام 2022، حيث بلغ نحو 25.7 مليار درهم، محققاً نمواً بنسبة 2.7% مقارنة مع النصف الأول من عام 2021. وفي سبتمبر 2022، شهد سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، إطلاق اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين دولة الإمارات واليابان، والتي تم الإعلان عنها عام 2018 خلال زيارة رئيس الوزراء الياباني السابق شينزو آبي إلى دولة الإمارات. وجاء إطلاق هذه الاتفاقية، تزامناً مع الاحتفال بمرور 50 عاماً على العلاقات الدبلوماسية المتينة بين البلدين الصديقين، وتأكيداً على أهمية تعزيز أواصر التعاون المشترك بين دولة الإمارات واليابان في مختلف المجالات، بدعم ورعاية قيادتي البلدين، بما يحقق تطلعات الشعبين إلى مزيد من الازدهار والتقدم والنماء، وتعزيز النمو الاقتصادي والاجتماعي. وتشمل المجالات الرئيسية للشراكة التعاون في المجال السياسي والدبلوماسي، وتعزيز جهود تقديم المساعدات الإنمائية والإنسانية، والتعاون في مجال الاقتصاد والتجارة والطاقة والصناعة، عبر تعزيز بيئة الأعمال للتجارة والاستثمار في كل القطاعات، مثل الصناعة والتكنولوجيا، والبنية التحتية والذكاء الاصطناعي والرعاية الصحية، والشركات الصغيرة والمتوسطة، وغيرها من المجالات ذات الأولوية، إضافة إلى مجالات الزراعة والبيئة والتغيّر المناخي، والتعليم والعلوم والتكنولوجيا، والدفاع والأمن.
الفضاءوتعمل أكثر من 400 شركة يابانية في دولة الإمارات العربية المتحدة. وقد زاد التعاون في مجال الفضاء مع دولة اليابان منذ الإطلاق الأول للقمر الصناعي «خليفة سات» من تانيغاشيما في عام 2018، متبوعاً بإطلاق أول مسبار كوكبي لدولة الإمارات العربية المتحدة «مسبار الأمل» إلى كوكب المريخ في يوليو 2020. ووصل مسبار الأم
المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: الإمارات الإمارات موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس التعاون فی مجال بین البلدین الیابان فی العدید من ولی عهد
إقرأ أيضاً:
«جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية» تنظم حفل توقيع كتاب «الهُوية الوطنية» لجمال السويدي
أبوظبي (الاتحاد)
نظمت جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية في أبوظبي، أمس الثلاثاء، ندوة «قراءة في كتاب.. الهُوية الوطنية في دولة الإمارات العربية المتحدة.. بين خصوصية الثوابت والقيم وعالمية المعايير» لمؤلفه معالي الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، نائب رئيس مجلس أمناء مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.
حضر الندوة التي عقدت في مسرح الجامعة، الدكتور خليفة الظاهري، مدير الجامعة، وعدد من الأكاديميين وأساتذة الجامعة، وجمهور غفير من طلبة الجامعة والقراء، ووقع معالي الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي على نُسخ من كتابه، الصادر عن الأرشيف والمكتبة الوطنية، والذي يستعرض التجربة الفريدة لدولة الإمارات العربية المتحدة في بناء هويتها الوطنية، التي تقوم على دعائم عديدة أبرزها التسامح والتعايش السلمي.
وقدم الدكتور جمال السويدي الشكر إلى منظمي الحفل والحضور، معرباً عن سعادته البالغة لإقبال الجمهور والقراء على الحفل واقتناء الكتاب، قائلاً: إن كتابه محاولة بحثية جادة تهدف إلى إثراء النقاش حول الهوية الوطنية، والجدل الدائر حولها، في ظل التحولات العالمية والتحديات المحلية والإقليمية، كما يسلط الضوء على كيفية تفاعل دولة الإمارات العربية المتحدة مع تلك التحولات، من دون المساس بملامحها الثقافية والاجتماعية المميزة.
وأضاف السويدي أن الكتاب يتضمن رؤية مستقبلية للهُوية الوطنية في مرحلة ما بعد النفط، مشيداً بالجهود التي يبذلها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بالتعاون مع إخوانه أصحاب السمو حكام الإمارات، في بناء مجتمع متماسك، يتجاوز الولاءات القَبَلية والعائلية، ويصون الهوية الوطنية للبلاد، ويجمعهم حول إرثهم الوطني وتاريخهم ومكتسباتهم في بوتقة الوطن الإماراتي الموحد، لافتاً إلى أن الكتاب يستعرض نظريات الهوية، ويبرز الخصوصية الثقافية والاجتماعية لدولة الإمارات العربية المتحدة، ويناقش كيفية استجابة الدولة للتحديات الحديثة، عبر تهيئة الأجيال للمواطنة الإيجابية في مجتمع رقمي آمن.
تجربة فريدة
ألقى الدكتور رضوان السيد، عميد كلية الدراسات العليا والبحث العلمي في جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، كلمة تعريفية عن الكتاب والمؤلف، أشاد خلالها بموضوع الكتاب وفكرته، وأثنى على المسيرة البحثية والعملية للسويدي، ووصفه بالمفكر الموسوعي، مشيراً إلى أن الكتاب يوثق التجربة الفريدة لدولة الإمارات العربية المتحدة، في بناء هويتها الوطنية، التي تقوم على دعائم عديدة أبرزها التسامح والتعايش السلمي. وقال عبد الهادي الأحبابي، الذي أدار جلسة القراءة في الكتاب، إن معالي الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، نجح من خلال كتابه في سرد جهود القيادة الرشيدة في دولة الإمارات العربية المتحدة، في تعزيز مفهوم المواطَنة، التي ترتكز على عدد من الأُسس هي: الهُوية الوطنية، والوحدة، والسيادة، والاستقلال، والعدالة.
وتحدثت الدكتورة فاطمة الدهماني، رئيس قسم التسامح والتعايش، عضو هيئة التدريس، بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، عن دور الكتاب في برامج الجامعة، مؤكدةً أن الكتاب سوف يثري المكتبات الجامعية؛ لأنه يتناول مسألة في منتهى الأهمية، وهي مسألة الهوية الوطنية، ويوضح أن المواطَنة في دولة الإمارات العربية المتحدة تعتبر من أهم التجارب العربية، ويستند في ذلك إلى عمق فكرة المواطَنة ورسوخها لدى أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تفوق العديد من الدول التي سبقتها في التأسيس بعقود عديدة.
تأصيل تاريخي
في ختام الندوة، أجمع الحضور على أن كتاب «الهُوية الوطنية في دولة الإمارات العربية المتحدة.. بين خصوصية الثوابت والقيم وعالمية المعايير» يقدم تأصيلاً تاريخياً لنموذج الهوية الوطنية الإماراتية، ويسعى إلى إعادة بناء مفهومها، بهدف استيعاب التطورات العالمية والتكنولوجية والاجتماعية، بشكل متزامن ومتوازن في ظل التحديات الجديدة، وهو ما قد يمكّن المجتمعات الخليجية من الاستفادة بالخبرات والمقومات، التي تمتاز بها تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة، لتعزيز الثقافة المشتركة والتلاحم الاجتماعي.
قيمة الهوية الوطنية
ناقشت الدكتورة مريم الزيدي، رئيس قسم الفلسفة والأخلاق، الأستاذ المساعد بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، قيمة الهوية الوطنية في دولة الإمارات العربية المتحدة، موضحةً دور الهوية الوطنية في دعم وتقوية التماسك المجتمعي، مضيفة أن المؤلف كشف مراحل تشكيل الهوية الإماراتية على مدار مئات السنين، كهوية مشتركة لأبناء هذه المنطقة، بحكم الجغرافيا والدين والعادات والتقاليد والتاريخ المشترك، مشيرة إلى أن الكتاب يوثق كيف أن تلك الهوية استقرت بشكل تام، وتبلورت بصورة واضحة مع إقامة اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث أصبح هناك وطن يضم الجميع، تشكلت معه وبه هوية وطنية واحدة، يؤمن بها كل أبناء الإمارات، ويدركون من خلالها أنهم شعب واحد، ومصيرهم واحد.
فيما تحدث سعيد الكتبي عن مضمون الكتاب، مشيراً إلى أن الكتاب يتناول بحيادية وموضوعية دور القيادة الرشيدة في ترسيخ ركائز الهوية الوطنية في دولة الإمارات العربية المتحدة، مضيفاً أن الكتاب يسعى إلى إبانة مدى انسجام نموذج الهُوية الوطنية في دولة الإمارات العربية المتحدة، من حيث الحقوق المدنية والسياسية والاجتماعية، مع مسارات التطور التي مرت بها المفاهيم التقليدية والقانونية للمواطنة في التاريخ الحديث.
وتناول عبدالمعين المنصوري، باحث في الدراسات الإسلامية في جامعة محمد بن زايد، التعريف بالمؤلف معالي الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، وأهم مؤلفاته، فيما تحدثت الطالبة فاطمة المالود عن أهمية الكتاب، أما الطالبة بيّنة الكربي فتناولت آفاق الكتاب العملية والثقافية.