«صندوق الفرحة» مبادرة للتخفيف عن الأطفال الجرحى بمستشفى ناصر في خان يونس: «ضحكتهم بالدنيا»
تاريخ النشر: 12th, January 2024 GMT
داخل قسم الأطفال بمستشفى ناصر الطبى، بخان يونس، جنوبى قطاع غزة، يستلقى مئات الأطفال -الذكور والإناث- على الأسرة، تتفاوت إصاباتهم الناتجة عن العدوان الإسرائيلى على المدنيين، ووسط الصراخ والآهات والآلام التى يعانى منها المصابون، تظهر طبيبة بابتسامة لا تفارقها، تخفى وراءها قلباً رقيقاً ينفطر من شدة الحزن على مشاهد الصغار الذين بُترت أطرافهم واخترقت الشظايا أجسادهم النحيلة، تمسح على رؤوسهم قبل أن تداعبهم بكلمات لطيفة، ومن خلفها صندوق هدايا، يرسم ابتسامة عريضة على شفاه المصابين.
سلوى الفالح، طبيبة أربعينية، تعمل بقسم الرعاية، ما إن يراها الأطفال حتى تعم البهجة فى المكان، فهى أم وصديقة و«سانتا كلوز»، يتهافت عليها الأولاد والبنات بمجرد رؤيتها.. «وين هديتنا، بدنا عروسة وكورة وبلالين»، تقول «سلوى» لـ«الوطن» إن رؤية ضحكة الأطفال رغم القصف أكثر ما يهون عليها بشاعة وبؤس الحرب وإجرام المحتل، متابعة: «الحقيقة هاى مبادرة أنا فكرت فيها وقررت أطبقها وبدأت فى الأول بقسم الأطفال، وكل كام يوم لما يتوفر معاى مصارى أشترى لعبتين أو تلاتة وأوزعها على الصغار، ولما شُفت فرحتهم وإنهم بلشوا يتقبلوا الإصابة والجلوس فى المستشفى، لأنه فيه جانب ترفيهى فى المكان اتشجعت إنى أكبّر المبادرة».
تدريجياً يبدأ الأطفال فى استكشاف الألعاب والدمى بمساعدة المرافقين كون أغلب الإصابات التى يعانون منها تتركز فى الأطراف أو الظهر، الأمر الذى يحول دون حركتهم، وبصوت يملأه الخوف وعيون دامعة، لا تأمل «سلوى» سوى فى وقف الحرب ورؤية الأطفال آمنين وسالمين: «طبعاً الجميع متضرّر من الحرب، ولكن الأطفال هم أكثر من تأثروا بها على المدى البعيد، لأن ذاكرتهم صعب جداً تتخلص من مشاهد الدمار والدم والقتل، وأحاول وفق المتاح أن أُخفّف عنهم، وحالياً الحمد لله صارلنا شهر بادئين مبادرة صندوق الفرحة، وتمكنا من تكوين مجموعات، كل واحدة فيها شابين، وقسّمنا نفسنا على مستشفى ناصر وشهداء الأقصى فى دير البلح، والموضوع هاى كتير مؤثر بشكل إيجابى فى نفسية الأطفال».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: جريمة القرن حرب الإبادة الإسرائيلية
إقرأ أيضاً: