داخل قسم الأطفال بمستشفى ناصر الطبى، بخان يونس، جنوبى قطاع غزة، يستلقى مئات الأطفال -الذكور والإناث- على الأسرة، تتفاوت إصاباتهم الناتجة عن العدوان الإسرائيلى على المدنيين، ووسط الصراخ والآهات والآلام التى يعانى منها المصابون، تظهر طبيبة بابتسامة لا تفارقها، تخفى وراءها قلباً رقيقاً ينفطر من شدة الحزن على مشاهد الصغار الذين بُترت أطرافهم واخترقت الشظايا أجسادهم النحيلة، تمسح على رؤوسهم قبل أن تداعبهم بكلمات لطيفة، ومن خلفها صندوق هدايا، يرسم ابتسامة عريضة على شفاه المصابين.

الطبيبة «سلوى»: توزيع الهدايا على المصابين يؤثر على نفسيتهم ويستعيد روح المقاومة والصمود داخلهم

سلوى الفالح، طبيبة أربعينية، تعمل بقسم الرعاية، ما إن يراها الأطفال حتى تعم البهجة فى المكان، فهى أم وصديقة و«سانتا كلوز»، يتهافت عليها الأولاد والبنات بمجرد رؤيتها.. «وين هديتنا، بدنا عروسة وكورة وبلالين»، تقول «سلوى» لـ«الوطن» إن رؤية ضحكة الأطفال رغم القصف أكثر ما يهون عليها بشاعة وبؤس الحرب وإجرام المحتل، متابعة: «الحقيقة هاى مبادرة أنا فكرت فيها وقررت أطبقها وبدأت فى الأول بقسم الأطفال، وكل كام يوم لما يتوفر معاى مصارى أشترى لعبتين أو تلاتة وأوزعها على الصغار، ولما شُفت فرحتهم وإنهم بلشوا يتقبلوا الإصابة والجلوس فى المستشفى، لأنه فيه جانب ترفيهى فى المكان اتشجعت إنى أكبّر المبادرة».

تدريجياً يبدأ الأطفال فى استكشاف الألعاب والدمى بمساعدة المرافقين كون أغلب الإصابات التى يعانون منها تتركز فى الأطراف أو الظهر، الأمر الذى يحول دون حركتهم، وبصوت يملأه الخوف وعيون دامعة، لا تأمل «سلوى» سوى فى وقف الحرب ورؤية الأطفال آمنين وسالمين: «طبعاً الجميع متضرّر من الحرب، ولكن الأطفال هم أكثر من تأثروا بها على المدى البعيد، لأن ذاكرتهم صعب جداً تتخلص من مشاهد الدمار والدم والقتل، وأحاول وفق المتاح أن أُخفّف عنهم، وحالياً الحمد لله صارلنا شهر بادئين مبادرة صندوق الفرحة، وتمكنا من تكوين مجموعات، كل واحدة فيها شابين، وقسّمنا نفسنا على مستشفى ناصر وشهداء الأقصى فى دير البلح، والموضوع هاى كتير مؤثر بشكل إيجابى فى نفسية الأطفال».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: جريمة القرن حرب الإبادة الإسرائيلية

إقرأ أيضاً:

توثيق 10 آلاف حالة إعاقة في غزة نصفها من الأطفال

غزة (الاتحاد)

أخبار ذات صلة الإمارات تنضم إلى «نداء العمل» من أجل أطفال فلسطين تعديل أميركي على مقترح اتفاق وقف الحرب في غزة

حذر قطاع تأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة في شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، من التداعيات الخطيرة للحرب الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة على واقع الأشخاص ذوي الإعاقة وحياتهم، في ظل الكارثة الإنسانية غير المسبوقة على المستويات كافة.  وأشار القطاع، في بيان أمس، أوردته وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية «وفا»، إلى «مقتل المئات من الأشخاص ذوي الإعاقة، وإصابة الآلاف منهم بجروح، كذلك إصابة 10 آلاف شخص بإعاقات مختلفة جراء الحرب، هذا بالإضافة إلى نزوح عشرات الآلاف من الأشخاص ذوي الإعاقة وتعرضهم لظروف النزوح الصعبة، فضلاً عن الصدمات النفسية الصعبة التي يتعرضون لها». وأشار قطاع التأهيل إلى «الارتفاع الكبير في عدد الإعاقات التي سببتها الحرب، والتي تقارب 10 آلاف حالة إعاقة نصفها من الأطفال، في وقت يمنع فيه الجيش الإسرائيلي دخول الأدوات المساعدة والمستلزمات الطبية، ويمنع سفرهم للعلاج في الخارج».

مقالات مشابهة

  • 5 نصائح مهمة لمنع التهاب الأذن الحاد عند الأطفال.. وتحذير من أعراض خطيرة
  • إعلام إسرائيلي يتوقع نهاية الحرب في صورتها الحالية خلال 10 أيام
  • “صندوق الشهداء” ينظم برنامجًا تثقيفيًا لأطفال المستفيدين
  • 7 اختصاصات لصندوق مصر الرقمية بالقانون الجديد.. تعرف عليها
  • تعرف على حقوق أسرى الحرب كما نصت عليها اتفاقية جنيف الثالثة
  • تعليم قوص: مبادرة «رد الجميل» زارت ٥٠ مشروع قومي لـ «حياة كريمة» بقرى المركز
  • الإمارات تنضم إلى «نداء العمل» من أجل أطفال فلسطين
  • توثيق 10 آلاف حالة إعاقة في غزة نصفها من الأطفال
  • الديك الرومي.. سيرة الجريمة والسّيادة
  • الأونروا: أكثر من 625 ألف طفل في غزة خارج المدارس منذ 8 أشهر