قبل ست سنوات أثار الجنرال الإيراني البارز في "الحرس الثوري"، غلام رضا جلالي، الجدل بعدما اتهم إسرائيل بـ"سرقة السحب والثلوج" والتسبب بتغيير المناخ في إيران.

وبينما لاقت الفكرة التي طرحها في ذلك الوقت تعاطياً ساخراً من قبل المسؤولين الإسرائيليين وخبراء البيئة والأرصاد الجوية عادت لتتجدد مع جانٍ مزعوم وجديد هو الجار تركيا.

وانتشرت خلال الشهرين الماضيين على المنصات صور تظهر تباين الأحوال الجوية في تركيا وإيران، حيث ظهرت سماء الأولى ملبدة بالغيوم، وقمم جبالها مكسوة بالثلوج.

وفي المقابل بدت السماء في إيران فارغة، وتحتها جبال جرداء على طول الحدود.

وليست هذه المرة الأولى التي يتصدر فيها موضوع سرقة السحب عناوين الأخبار في الجمهورية الإيرانية، ولطالما كانت السلطات متشككة في الأصدقاء والأعداء الذين يتلاعبون بالطقس لإحداث الجفاف والتسبب في الضرر.

وقبل عامين من حديث جلالي، أدلى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بتعليقات مماثلة زعم فيها أن "الأعداء" يدمرون ويحولون بشكل أو بآخر حصة إيران من السحب الممطرة كجزء من أجندة شائنة.

ورغم ذلك تم رفض الادعاءات لأكثر من مرة من قبل هيئة الأرصاد الجوية الإيرانية والهيئات البيئية الأخرى في البلاد، وفق ما تشير إليه مجلة "فوربس" الأميركية.

فهل يمكن سرقة السحب؟ ولماذا تتردد هذه الفكرة دائما في إيران؟ وماذا يقول خبراء البيئة؟

سرقة أم استمطار؟

في علم البيئة والأرصاد الجوية لا يوجد شيء اسمه "سرقة الغيوم" رغم أن المصطلح تردد كثيرا، وهو ما تؤكده عدة تقارير لوسائل إعلام غربية، بينها "نيويورك تايمز".

وتوضح مجلة "فوربس" أن "سرقة السحب" هو مصطلح يشير إلى الاعتقاد أو الاتهام بأن الدول تستخدم التكنولوجيا للتلاعب بأنماط الطقس لتحويل السحب الممطرة بعيدا عن منطقة معينة.

وفيما يتعلق بالاتهامات الموجهة لتركيا يقول كاوه مدني، مدير معهد الأمم المتحدة للمياه والبيئة والصحة إن الصور التي تقارن السماء في تركيا وفي إيران "تنتمي إلى لحظة محددة من الزمن".

ويضيف للمجلة الأميركية أنه "تم اختيارها عمدا أو بسذاجة للترويج لرواية ليس لها أي أساس علمي".

ويمكن تفسير الاختلاف في أنماط هطول الأمطار بين الدول من خلال عدة عوامل.

ويتلقى بعضها أمطارا أكثر من غيرها اعتمادا على عدد البحار القريبة واتجاه الرياح ومدى قربها من الجبال الشاهقة، كما يشير الخبراء لـ"فوربس".

وفي هذه الأثناء، وبينما تعاني معظم أجزاء إيران من الجفاف الشديد، يلفت المجتمع العلمي الانتباه نحو الأسباب الجذرية لأزمة المياه في البلاد. 

ويوضح مدني: "من السهل تشتيت انتباه الجمهور بنظريات المؤامرة والقصص المغرية لفترة من الوقت، لكن المشكلة الحقيقية لن تحل بهذه الطريقة"، مضيفا أنه "في النهاية الشعب الإيراني هو الضحية الحقيقية لهذه اللعبة".

"سباق نحو الاستمطار"

ويشير تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز"، في أغسطس 2022، إلى أن دولا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والتي تعاني من ندرة المياه دخلت في سباق لتطوير التقنيات اللازمة "لاستمطار السحب" التي تمر في سمائها.

ومع وجود 12 دولة (من أصل 19 في المنطقة) يبلغ متوسط هطول الأمطار فيها أقل من 10 إنش سنويا بمعدل انخفاض 20 بالمئة على مدار الـ30 سنة الماضية فإن حكومات تلك الدول بحاجة ماسة إلى أي زيادة في المياه العذبة، كما تضيف الصحيفة.

وتشير إلى أن الكثيرين ينظرون إلى استمطار السحب (المطر الصناعي) "على أنه طريقة سريعة لمعالجة المشكلة".

الصحيفة تقول إنه وبينما تضخ الدول الغنية مثل الإمارات مئات الملايين من الدولارات في هذا الجهد تنضم دول أخرى إلى السباق، في محاولة لضمان عدم تفويت فرصة الحصول على نصيب عادل من الأمطار "قبل أن يستنزف الآخرون المياه من السماء".

وتلفت أيضا إلى أن دولا أخرى انخرطت في برامج لـ"تلقيح السحب" مثل المغرب وإثيوبيا وإيران والسعودية، إلى جانب 6 بلدان أخرى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

ويوضح تقرير لصحيفة "لوموند" الفرنسية أن عملية التلقيح تقوم على "زرع السحب للحث على هطول الأمطار عن طريق حقن جزيئات الملح أو يوديد الفضة فيها، عبر الطائرات أو الصواريخ أو أجهزة نشر الدخان الأرضية".

وظل العلماء يدرسون أجهزة تعديل الطقس لأكثر من قرن من الزمان، والآن تضع الصين نفسها كدولة رائدة عالميا في هذه الممارسة، وفق "لو موند".

وتضيف أنه بين يونيو ونوفمبر 2022 أفادت التقارير أن عملية "بذر السحب" التي نفذتها 241 رحلة جوية و15 ألف صاروخ أطلقت تسببت في "8.56 مليار طن متري من الأمطار الإضافية" في حوض نهر اليانغتسي، وفقا لصحيفة "الشعب" اليومية في الصين.

ولا تعتبر الصين الدولة الوحيدة التي ترغب في استغلال السحب لصالحها. 

بل هناك الولايات المتحدة الأميركية والإمارات وروسيا والسعودية وجنوب أفريقيا وتايلاند والمكسيك، حسب الصحيفة الفرنسية.

ومنذ سنوات طويلة يسلط الحديث والأضواء على تقنيات تعديل الطقس، وفي مقدمتها "تلقيح السحب" وتوضح مجلة "فوربس" أنه يتم استخدامها من قبل الدول في جميع أنحاء العالم.

وبينما نفذتها الصين خلال دورة الألعاب الأولمبية الشتوية 2022 للتحكم في الأحوال الجوية ورد قيام رجال الإطفاء الروس أيضا بزراعة السحب لإسقاط الأمطار على حرائق الغابات عام 2020 في سيبيريا.

وتوضح "نيويورك تايمز" أن عملية التلقيح بدأت في عام 1947، حيث عمل علماء شركة "جنرال إلكتريك" بموجب عقد عسكري لإيجاد طريقة لإزالة الجليد من الطائرات في الطقس البارد وخلق ضباب لإخفاء تحركات القوات. 

كما تم استخدام بعض التقنيات لاحقا في فيتنام لإطالة موسم الرياح الموسمية، وفي محاولة لجعل من الصعب على الفيتناميين الشماليين إمداد قواتهم. 

وفي الشرق الأوسط، وهو الجزء الأكثر سخونة وجفافا على كوكب الأرض، تعمل دول بينها إيران على تكثيف الجهود للحصول على المزيد من المياه من خلال الوسائل الاصطناعية.

"مخاطر"

لكن الخبراء يقولون إن هذه الأنشطة لها مزاياها وعيوبها الخاصة، حسبما نقلت عنهم "فوربس" وفي وقت سابق صحيفة "نيويورك تايمز".

ويقول أرفيند فينكاتارامانا، المؤسس والمدير التنفيذي لمركز الاستدامة والابتكار والحكم الرشيد: "إن أي شكل من أشكال التدخل أو التلاعب بالمناخ يأتي معه نصيبه من المخاطر".

ويضيف: "لقد أظهرت الدراسات أن بعض الأساليب يمكن أن تسبب المزيد من حالات الجفاف والفيضانات، ويمكن أن تؤثر على سلسلتنا الغذائية وتزيد من الصراعات الجيوسياسية".

ومن أجل مراقبة أفضل لبرامج تعديل الطقس التي تستثمر فيها الحكومات، يعتقد الخبراء أن لوائح التدخل العالمية يجب أن تصبح أقوى.

وتقول تريسي راكزيك، خبيرة سياسات المناخ ومستشارة المناخ السابقة للأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون أنه "ليست هناك حاجة للبدء من الصفر".

وتضيف أن "هناك بالفعل اتفاقا بشأن هذه القضية، ومع ذلك يتم إهمالها".

وكانت اتفاقية حظر الاستخدام العسكري أو أي استخدام عدائي آخر لتقنيات التعديل البيئي (ENMOD) قد دخلت حيز التنفيذ في عام 1978.

وتم التصديق عليها من قبل 78 دولة، بما في ذلك الولايات المتحدة والصين وبريطانيا وألمانيا وروسيا.

ومع ذلك، يشير كاوه مدني، مدير معهد الأمم المتحدة للمياه والبيئة والصحة إلى أن "الإجراءات القانونية والاتفاقيات الدولية القائمة ضعيفة".

وتتابع راكزيك أن "المجتمع الدولي يحتاج إلى دعم السياسة الدولية بشأن المخاطر الأمنية الناجمة عن تلقيح السحب، فضلا عن تقنيات تعديل الطقس الأخرى في وقت قريب".

وفي حين أن العلم الأساسي لتلقيح السحب يبدو واضحا ومباشرا، إلا أن هناك العديد من المشكلات من الناحية العملية، حسب "نيويورك تايمز".

وتقول نقلا عن خبراء: "ليست كل السحب لديها القدرة على إنتاج المطر، وحتى السحابة التي تبدو مناسبة للبذر قد لا تحتوي على رطوبة كافية".

وهناك تحدي آخر في المناخات الحارة، ويتعلق بأن قطرات المطر قد تتبخر قبل أن تصل إلى الأرض. 
وفي بعض الأحيان يمكن أن يكون تأثير البذر أكبر من المتوقع، مما ينتج عنه الكثير من الأمطار أو الثلوج، حسب الصحيفة الأميركية.

أو يمكن للرياح أن تتحرك، وتحمل السحب بعيدا عن المنطقة التي تم فيها البذر، مما يزيد من احتمال حدوث "عواقب غير مقصودة"، كما يشير بيان صادر عن "جمعية الأرصاد الجوية الأمريكية"، في وقت سابق.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: نیویورک تایمز تعدیل الطقس فی إیران من قبل

إقرأ أيضاً:

بعد إنهاء تعاقد رضوى الشربيني مع قناة "سي بي سي سفرة".. تعرف على أبرز تصريحاتها التي أثارت الجدل

 أعلنت الإعلامية رضوى الشربيني، في خطوة مفاجئة، إنهاء تعاقدها مع قناة "سي بي سي سفرة" بعد رحلة طويلة امتدت لـ9 سنوات في تقديم برنامجها الشهير "هي وبس"، الذي حقق نجاحًا واسعًا على مستوى مصر والوطن العربي.

 

جاء هذا الإعلان عبر بيان رسمي، حيث أعربت فيه عن امتنانها وشكرها لكل من ساهم في هذه التجربة المهنية المميزة.

شكر لقناة "سي بي سي سفرة" والشركة المتحدة للإعلام 

 

في بيانها الرسمي، قالت رضوى الشربيني: "أعبر عن شكري العميق لاستجابة قناة سي بي سي سفرة لطلبي بإنهاء تعاقدي معهم". 

 

وأضافت أن هذه الخطوة تأتي بعد سنوات من التعاون المثمر، معربة عن امتنانها للشركة المتحدة للإعلام والقائمين عليها، مؤكدة أنها اكتسبت الكثير من المهارات والخبرات خلال فترة عملها معهم.

امتنان للجمهور ودعمهم المستمر 

 

كما خصصت رضوى الشربيني جزءًا من بيانها لتوجيه الشكر لجمهورها الكبير ومتابعي برنامج "هي وبس"، قائلة: "أود أن أعرب عن امتناني الكبير لجمهوري ومتابعي البرنامج على دعمهم وحبهم ومساندتهم لي طوال هذه السنوات". 

وأشارت إلى أن هذا الدعم كان له الأثر الكبير في نجاح البرنامج واستمراره طيلة تلك الفترة.

وعد بالعودة في المستقبل 

 

وفي ختام بيانها، وعدت رضوى جمهورها بلقاء قريب، مؤكدة أنها لن تغيب طويلًا عن الساحة الإعلامية.

 

 قالت: "إلى لقاء قريب بإذن الله"، ما يفتح الباب لتوقعات حول مشاريع جديدة قد تكون في طور التحضير.

نهاية مرحلة وبداية جديدة 

 

برحيل رضوى الشربيني عن "سي بي سي سفرة"، تنتهي حقبة مهمة في مسيرتها المهنية، إلا أن الشغف الذي أظهرته في عملها وشعبيتها الواسعة بين الجمهور يشير إلى أن مستقبلها يحمل المزيد من النجاحات في مجال الإعلام.

نستعرض في السياق التالي أبرز تصريحات رضوى الشربيني التي أثارت الجدل 

تعليق رضوى الشربيني على الرجل النرجسي

 

وقالت رضوى الشربيني، أن الرجل النرجسي يجذب جميع الفتيات، وكل البنات تقع في حبه، ودائما يتحدث عن كيف البنات تتعامل معه

 

وتابعت، أن الرجل النرجسي دائما يتحدث عن الفتيات التي تتعامل معه أنهم ملكات جمال ولا يوجد اجمل منهن على وجه الأرض، وذلك ليشعل نار الغيرة بداخلك.

 

وأكدت أن الرجل النرجسي، دائما يعظم ذاته قائلًا « أنا جدع أوي، أنا شاطر، أنا جميل، عبقري، شهم، بساعد الناس، بلعب رياضة وبروح الجيم، ومش بكدب ومش بخون» ودائما يصف نفسه بأنه ملاك.

القايمة من حق الزوجة 

 

كما حرصت الإعلامية رضوى الشربيني على مناقشة مشكلة هامة يتعرض لها العديد من المتزوجين وهي مشكلة “القايمة”، وهل هي من حق الزوج أم الزوجة، وماذا يلحق العروس في حالة تنازلها عنها.

 

وعرضت رضوى الشربيني حالات من السيدات التي تعرضن للظلم والقهر على يد أزواجهن بسبب تنازلهم عن “القايمة”، من بينهم ربة منزل تدعى هاجر لطفي، استضافتها خلال حلقة من برنامجها “هي وبس”، لتتحدث عن مشكلتها على الهواء.

 

وبدأت رضوى الشربيني تستمتع لحديث السيدة والتي كشفت بها تعرضها للظم والقهر على يد زوجها، مشيرة إلى أنه جعلها خادمة لوالدته وبناته ورغم ذلك قام بالزواج عليها من فتاة أخرى.

 

مقالات مشابهة

  • تركيا تفحص سلامة أجهزة الاتصال التي تستخدمها قواتها الأمنية
  • أسعار خدمة ‘‘ستارلينك’’ والاشتراك الشهري بالريال اليمنية.. والكشف عن المناطق التي تتوفر فيها الخدمة
  • شركة المياه: سرقة أغطية غرف تصريف مياه الأمطار سبب غرق مناطق طرابلس
  • أمطار رعدية على بعض مناطق المملكة
  • طقس الأربعاء: أجواء حارة بمعظم أنحاء المملكة.. وأمطار ورياح نشطة ببعض المناطق
  • طقس المملكة الأربعاء.. أمطار رعدية وجريان سيول في 4 مناطق
  • مقال بنيويورك تايمز: القضية التي أصبح فيها أقصى اليمين الإسرائيلي تيارا سائدا
  • بعد إنهاء تعاقد رضوى الشربيني مع قناة "سي بي سي سفرة".. تعرف على أبرز تصريحاتها التي أثارت الجدل
  • طقس المملكة.. أمطار متوسطة إلى غزيرة تؤدي إلى جريان السيول
  • طقس المملكة.. أمطار متوسطة إلى غزيرة تؤدي إلى جريان السيول - عاجل