مواقف دولية وعربية متباينة إزاء الهجمات ضد الحوثيين
تاريخ النشر: 12th, January 2024 GMT
تفاوتت ردود الفعل الدولية والعربية ومواقف دول بالمنطقة إزاء الهجمات التي نفذتها الولايات المتحدة وبريطانيا أمس ضد مواقع تابعة لجماعة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن بين القلق والإدانة والدعوات لضبط النفس ومنع اتساع نطاق الصراع.
فقد نددت إيران بالهجوم الأميركي البريطاني محذرة من أنه سيفاقم "انعدام الأمن والاستقرار" في المنطقة.
ونقلت وسائل إعلام رسمية عن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني قوله -في بيان- إن إيران "تدين بشدة الهجمات العسكرية التي نفذتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة على عدة مدن في اليمن".
وأضاف "نعتبر هذه الهجمات انتهاكا صارخا لسيادة اليمن ووحدة أراضيه، وخرقا للقوانين الدولية".
المتحدث العسكري باسم أنصار الله #الحوثيين: العدوان الأمريكي البريطاني الغاشم استهدف #اليمن بـ73 غارة، وأسفر عن استشهاد 5 وإصابة 6 من القوات المسلحة اليمنية، وهذا العدوان لن يثنينا عن موقفنا الداعم لمظلومية الشعب الفلسطيني ولن يمر دون عقاب#الأخبار pic.twitter.com/0zUNIygrBI
— قناة الجزيرة (@AJArabic) January 12, 2024
ضبط النفسكما دعت الصين جميع الأطراف إلى التزام "الهدوء وضبط النفس" لمنع اتساع الصراع، معربة عن قلقها من تصاعد التوتر في البحر الأحمر.
ونقلت هيئة الإذاعة العامة الصينية تصريحات لمتحدثة الخارجية الصينية ماو نينغ، قالت فيها "نحث الأطراف المعنية على التزام الهدوء وضبط النفس لمنع اتساع نطاق الصراع".
وأكدت ماو أن البحر الأحمر "ممر مهم للتجارة الدولية في السلع والطاقة"، معربة عن أمل الخارجية الصينية في أن "تلعب جميع الأطراف المعنية دورا بناء ومسؤولا في الحفاظ على الأمن والاستقرار في منطقة البحر الأحمر".
كما أدان الكرملين الضربات العسكرية ضد الحوثيين وقال إنها "غير شرعية" بموجب القانون الدولي.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين "ندين هذه الهجمات.. أنتم تعلمون أنه تم تبني قرار (في الأمم المتحدة)، وامتنعنا عن التصويت، وحاولت الدول التي نفذت الضربة توفير أساس قانوني دولي لتصرفاتها".
قلق وتنديدعربيا، قالت السعودية في بيان لوزارة الخارجية، إنها "تتابع بقلق بالغ العمليات العسكرية التي تشهدها منطقة البحر الأحمر والغارات الجوية التي تعرض لها عدد من المواقع في اليمن".
وأكدت "أهمية المحافظة على أمن واستقرار منطقة البحر الأحمر التي تعد حرية الملاحة فيها مطلبا دوليا لمساسها بمصالح العالم أجمع"، داعية إلى "ضبط النفس وتجنب التصعيد في ظل ما تشهده المنطقة من أحداث".
كما ذكرت الكويت في بيان للخارجية أنها "تتابع بقلق واهتمام بالغين تطورات الأحداث في منطقة البحر الأحمر إثر الهجمات التي شُنّت واستهدفت مواقع في اليمن".
وشددت على "أهمية حفظ الأمن والاستقرار بمنطقة البحر الأحمر وتأمين حرية الملاحة في كافة الممرات المائية الحيوية"، مؤكدة على "أهمية خفض التصعيد وبشكل فوري وتغليب صوت العقل درءا لأي أخطار قد تهدد حرية الملاحة في المنطقة التي تعتمد عليها معظم دول العالم".
وأعربت الإمارات بدورها عن قلقها البالغ من تداعيات ما وصفتها بـ"الهجمات على الملاحة البحرية في البحر الأحمر"، مؤكدة على أهمية الحفاظ على أمن المنطقة ومصالح دولها.
كما قالت سلطنة عمان -في بيان- إنها "تتابع وبقلق بالغ تطورات القصف الأميركي البريطاني الذي طال عدة مدن في الجمهورية اليمنية الشقيقة".
وأضافت أنها "لا يمكنها إلا أن تستنكر اللجوء لهذا العمل العسكري من قبل دول صديقة، بينما تتمادى إسرائيل في قصفها وحربها الغاشمة وحصارها لقطاع غزة دون حساب أو عقاب".
في حين قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي لوكالة الأنباء الرسمية، إن "الأردن يتابع بقلق تطورات الأوضاع في منطقة البحر الأحمر، وانعكاسات ذلك على الأمن الإقليمي بشكل عام".
وأضاف أن ذلك "يؤكد ترابط استقرار المنطقة وأمنها، الذي يشكل العدوان الإسرائيلي الوحشي على غزة وغطرسة إسرائيل وانتهاكاتها لحقوق الفلسطينيين التهديد الأكبر له".
كما قالت الخارجية العراقية -في بيان لها- "نؤكد وجوب الحفاظ على حرية الملاحة في المياه الدولية، وندين العدوان على اليمن وسيادته، ونرى أن توسيع دائرة الاستهدافات لا يمثل حلاً للمشكلة، وإنما سيدفع لاتساع نطاق الحرب".
وأكدت أن "الحل يكمن في أن يمارس مجلس الأمن الدولي مسؤولياته، وأن يصدر قرارا يوقف فيه الحرب العدوانية والوحشية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة".
حماس والجهاد وحزب اللهفلسطينيا، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) -في بيان- "ندين بشدة العدوان الأميركي البريطاني السافر على اليمن، ونحملهما مسؤولية تداعياته على أمن المنطقة".
وأكدت الحركة أن "العدوان الغاشم على اليمن هو عمل غير محسوب، واقعٌ تحت تأثير إرادة الاحتلال الصهيوني وقيادته النازية المتطرفة، ولن يزيد المنطقة إلا اشتعالا وتوترا، تتحمل مسؤولية تداعياته واشنطن ولندن".
كما قالت حركة الجهاد الإسلامي إن ما وصفته بالعدوان "يأتي في سياق المظلة العسكرية التي توفرها دول الاستعمار الغربي لثكنتها العسكرية في فلسطين (في إشارة إلى إسرائيل)".
ودعت الأمتين العربية والإسلامية إلى "التحرك رفضا للعدوان على اليمن الذي نهض دفاعا عن غزة ومقدسات المسلمين في فلسطين".
كما قال حزب الله اللبناني -في بيان- "ندين بكل شدة العدوان الأميركي البريطاني السافر على اليمن وأمنه وسيادته وعلى شعبه الحر الشريف، الذي وقف بكل قوة وشجاعة ومسؤولية إلى جانب الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة".
وشدد الحزب على أن "هذا العدوان لن يفت في عضد اليمن بل سوف يزيده قوة وعزيمة وشجاعة على مواجهته والدفاع عن نفسه وعلى مواصلة الطريق في دعم الشعب الفلسطيني والانتصار لقضيته المحقة والعادلة".
يشار إلى أن البيت الأبيض أعلن فجر اليوم -في بيان مشترك لعشر دول- أنه "ردا على هجمات الحوثيين.. على السفن التجارية في البحر الأحمر، قامت القوات المسلحة الأميركية والبريطانية بتنفيذ هجمات مشتركة على أهداف في مناطق يسيطر عليها الحوثيون في اليمن".
وصدر البيان المشترك باسم حكومات الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا والبحرين وكندا والدانمارك وألمانيا وهولندا ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الأمیرکی البریطانی منطقة البحر الأحمر حریة الملاحة فی على الیمن فی الیمن
إقرأ أيضاً:
مصدر مطلع يكشف عن مقترح إماراتي لتأمين الملاحة الدولية في البحر الأحمر
كشف مصدر مطلع عن تقديم دولة الإمارات العربية المتحدة مقترحا للولايات المتحدة الأمريكية، لتشكيل ائتلاف عسكري واسع لتأمين حركة الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن، في ظل استمرار الهجمات التي تشنها جماعة الحوثيين منذ قرابة عام.
ونقل "عربي21" عن المصدر المطلع المقيم في واشنطن أن أبوظبي قدمت مقترحا لتشكيل ائتلاف عسكري لتأمين حركة السفن في البحر الأحمر، وتأمين حركة الملاحة الدولية عبر باب المندب، ممر الملاحة الدولية، من هجمات الحوثيين.
وأضاف المصدر، أن مقترح الدولة الخليجية تضمن أن يتم دمج تحالف "حارس الازدهار" التي أطلقته واشنطن نهاية العام الماضي في تحالف عربي، وسط الهجمات المتكررة التي يشنها الحوثيون على السفن التجارية العابرة لمضيق باب المندب.
وطبقا للمصدر فإن أبو ظبي تريد من وراء هذا الائتلاف الجديد حماية مصالحها الاقتصادية التي تضررت من استهداف السفن في البحر الأحمر.
كما أن الإماراتيين الذين سبق أن أعلنوا رفضهم الانضمام لتحالف "حارس الازدهار" التي أعلنت عنه أمريكا في كانون أول/ ديسمبر 2023، "يسعون لإقحام السعودية التي نأت بنفسها أيضا عن المشاركة في التحالف، والتي دخلت في تهدئة مع الحوثيين، وإبقائها في مستنقع الحرب في اليمن، لتعزيز فرصها الاقتصادية في المنطقة، بعد تعاظم التنافس بين الدولتين الخليجيتين وطموحات الرياض الاقتصادية".
وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت نهاية ديسمبر/ كانون الأول من عام 2023 إطلاق تحالف من قوة حماية بحرية متعددة الجنسيات لدعم الملاحة في البحر الأحمر، تحت اسم "حارس الازدهار"، لصد الهجمات الحوثية في البحر الأحمر.