يتدفق الجرحى الفلسطينيون على مستشفى الأقصى في دير البلح بوسط قطاع غزة، ويحاول المسعفون المنهكون مساعدة مصابي الهجوم البري والقصف الإسرائيلي.

وقال الطبيب خالد أبو عويمر إن الإمدادات الطبية في المستشفى تنفد وإن كثيرا من المسعفين المتبقين قد نزحوا بالفعل، ويخشون التعرض للهجوم مرة أخرى والاضطرار للفرار من جديد.

وقال أبو عويمر في مقطع فيديو حصلت رويترز عليه إنهم يواجهون حالات لا يستطيعون مساعدتها؛ لأنه ليس لديهم ما يقدمونه ويشعرون بالعجز التام.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت حتى الخميس أكثر من 23 ألف شهيد، وأكثر من 59 ألف إصابة معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.

وحذّرت الأمم المتحدة من انهيار النظام الصحي بسبب الصعوبات التي تواجهها مستشفيات القطاع، وظروف القصف التي تعمل في ظلها الفرق الطبية، مع انقطاع التيار الكهربائي، وإمدادات المياه وعدم كفاية المخزون الطبي.

وبينما كان أبو عويمر يتحدث، كان عشرات الأشخاص يتحركون في منطقة مزدحمة من المستشفى، وكان بعضهم يسحب نقالات، بينما يعدّ مسعفون ضمادات.

وقال أبو عويمر إن محيط المستشفى تعرض لقصف في الآونة الأخيرة، وأصاب الدمار سيارات الإسعاف.

وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني -الأربعاء الماضي- إن الجيش الإسرائيلي استهدف إحدى سيارات الإسعاف التابعة لها في دير البلح، مما أدى إلى مقتل 4 من العاملين في المجال الطبي، وإصابة اثنين داخل السيارة التي كانت تنقلهما لتلقّي العلاج.

وعلى أحد الأسِرّة، كان مريض يرقد وعلى وجهه قناع التنفس الصناعي والدم يتجمع على الأرض بالأسفل. وفي مكان آخر، جلس رجل مصاب على الأرض بينما كانت مياه ممزوجة بدم تتدفق من غرفة مجاورة.

وفرّ كثيرون من أفراد الفرق الطبية العاملين في مستشفى الأقصى بالفعل من مستشفيات أخرى شمال غزة، أمام الهجوم البري الإسرائيلي. وقال أبو عويمر إنهم الآن يخشون تكرار ما حدث وأن يضطروا للفرار مرة أخرى.

إصابات جماعية

وكان الطبيب البريطاني جيمس سميث جزءا من بعثة تطوعية نظمتها جمعية العون الطبي للفلسطينيين الخيرية، ومقرها المملكة المتحدة، وكانت البعثة تعمل في مستشفى الأقصى منذ أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي، حتى اضطر إلى الرحيل نهاية الأسبوع الماضي.

وقال سميث إن المرضى في المستشفى يعانون من أخطر إصابات الصراع التي شهدها هو أو زملاؤه الأطباء الأجانب على الإطلاق.

وأضاف "قد نشهد كل يوم حادثة سقوط أعداد كبيرة من المصابين بعد حادثة سقوط أعداد كبيرة أخرى"، وقال إن الأقصى هو المستشفى الوحيد الذي يعمل في المنطقة.

وأضاف أن مئات الأشخاص يصِلون كل يوم، معظمهم مصابون جسديا، لكن كثيرا منهم في حالة كرب شديد -كذلك- وبعضهم لا يسيطر على بكائه، وتنفسه مضطرب من شدة الانفعال.

وتابع أن الأطباء وفرق التمريض يعملون في نوبات عمل على مدار الساعة، ويعالجون المرضى على الأرض بسبب نقص الأسرة. وقد يعمل مسعفون على إنقاذ مريض بينما يحتضر آخر في الغرفة نفسها.

ووصف حالة فتاة تبلغ من العمر 11 أو 12 عاما جاءت بعد يوم واحد من وقوع انفجار، وكان وجهها بالكامل ومعظم النصف العلوي من جسدها قد احترق بدرجة شوّهت ملامحها بالكامل، وتقلص ذراعاها حتى كانت يداها تشيران إلى السقف.

وأضاف أن الفتاة لم تُكتب لها الحياة.

وإلى جانب خطر الإصابات الناجمة عن القصف، فإن نقص الغذاء والمياه النظيفة والكهرباء والنزوح الجماعي لسكان غزة إلى الخيام يؤثر -أيضا- في الصحة.

وقالت جميلة أبو عمشة، وهي امرأة تعيش مع أطفالها في خيمة في رفح بعد فرارها من القصف المحيط بمنزلها في شمال غزة، إنها لم تتمكن من غسل ملابس أطفالها أو أجسامهم منذ 10 أيام.

وأضافت أن سكان قطاع غزة بأكملهم يموتون والعالم يشاهد.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

الجيش الإسرائيلي يعلّق عملياته في 3 مناطق ب غزة

وقال الجيش الإسرائيلي إن وقف العمليات سيكون يومياً في المواصي ودير البلح ومدينة غزة، من الساعة العاشرة صباحاً (07:00 بتوقيت غرينتش) حتى الثامنة مساء بالتوقيت المحلي (17:00 بتوقيت غرينتش) حتى إشعار آخر، وفقاً لوكالة «رويترز». وأضاف أن المسارات الآمنة المُحددة ستُطبق بشكل دائم من الساعة السادسة صباحاً حتى الحادية عشرة مساء.

 إلى ذلكن قتل تسعة مواطنين فلسطينيين وأصيب آخرون، منذ فجر يوم الأحد، في غارات إسرائيلية متواصلة على قطاع غزة.

وأفادت وكالة الصحافة الفلسطينية (صفا) بـ «استشهاد أربعة مواطنين، في قصف إسرائيلي على خيمة تؤوي نازحين في منطقة البركة جنوبي دير البلح وسط القطاع».

وذكرت أن «خمسة مواطنين استشهدوا وأصيب آخرون، في قصف إسرائيلي استهدف خيمة تؤوي نازحين في منطقة أصداء شمال غربي مدينة خان يونس جنوبي القطاع». وأعلن الجيش الإسرائيلي، مساء السبت، أنه أسقط مساعدات إنسانية جواً في قطاع غزة الذي يواجه آلاف من سكانه خطر المجاعة.

وقال الجيش على «تلغرام»: «بناء على توجيهات القيادة السياسية، نفذ جيش الدفاع الإسرائيلي مؤخراً عملية إسقاط جوي لمساعدات إنسانية في إطار الجهود المستمرة للسماح بدخول المساعدات إلى قطاع غزة وتسهيل ذلك»، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأضاف الجيش أن عملية الإسقاط شملت سبعة طرود مساعدات تحتوي على دقيق وسكر وأطعمة معلبة.

وأشار الجيش الإسرائيلي، يوم السبت، أيضاً إلى ربط خط كهرباء بمحطة تحلية مياه، مشيراً إلى أنه من المتوقَّع أن تلبي هذه الخطوة احتياجات المياه اليومية لنحو 900 ألف شخص بغزة.

وتقول منظمات إغاثة دولية إن جوعاً جماعياً ينتشر الآن بين سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة مع نفاد المخزونات، بعد أن أوقفت إسرائيل دخول المساعدات للقطاع في مارس (آذار)، قبل أن تفتح المجال لدخولها وفق قيود جديدة في مايو (أيار).

وتقول إسرائيل إنها سمحت بدخول كميات كافية من الطعام إلى غزة، وتتهم الأمم المتحدة بالتقصير في توزيعه. وتؤكد المنظمة الدولية أنها تعمل بأقصى قدر ممكن من الكفاءة في ظل القيود الإسرائيلية

مقالات مشابهة

  • تطورات "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة 30 يوليو
  • تطورات "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة 29 يوليو
  • وزير الدفاع الإسرائيلي لإيران: نستعد لمفاجأتكم مرة أخرى
  • مستشفى “شهداء الأقصى” بغزة تحذر من توقف خدماته خلال ساعات
  • غزة: مستشفى شهداء الأقصى يُحذّر من كارثة وشيكة نتيجة نفاد السولار
  • مستشفى شهداء الأقصى يُحذر من كارثة وشيكة نتيجة نفاد السولار
  • متطرفون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي
  • «ثقب واحد أنقذنا من الموت اختناقاً».. الرئيس الإيراني يروي لحظات نجاته من القصف الإسرائيلي
  • الجيش الإسرائيلي يعلّق عملياته في 3 مناطق ب غزة
  • في يوم واحد.. ارتفاع شهداء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 71