أسقاس أمغاز...أمازيغ العالم يحتفلون بالسنة الجديدة 2974
تاريخ النشر: 12th, January 2024 GMT
إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد
المشهد لم يتغير منذ مئات السنين. كل ليلة مقبلة على عيد رأس السنة الأمازيغية الجديدة، تحضر العائلات الأمازيغية طبق الكسكس بلحم الدجاج متوج بخضروات جافة.
يتجمع أفراد العائلة حول هذا الطبق ويرددون أغاني مرحبة بقدوم العام الجديد، داعين أن يعود بالخير على الجميع وعلى المزارعين بشكل خاص وأن تتهاطل الأمطار بغزارة، لكي تسقي الأراضي التي تعد أحد مصادر الرزق للأمازيغ الذين تسكن غالبيتهم في مناطق جبلية.
هذه السنة أيضا، يحتفل الأمازيغ (الرجال الأحرار) الجمعة 12 يناير/كانون الثاني في العديد من دول العالم بالسنة الجديدة 2974 والتي يطلق عليها تسمية "يناير". كلمة (يناير) تعني باللغة الأمازيغية "إخف أوسغاس" وهو أول شهر في التقويم الفلاحي عند الأمازيغ. ويعتبر يناير إرثا تاريخيا بالنسبة للأمازيغ.
وعلى مر السنين صارت له طقوس خاصة يحتفل بها لغاية اليوم، إذ تلتقي العائلات وتتبادل الزيارات وتتجمع حول مائدة من أطباق تقليدية يجتمع حولها كل الحاضرين فيما توضع معالق خصيصا للغائبين لكي لا ينساهم أحد رغم بعدهم.
من الأزمة البربرية في 1949 إلى الاعتراف باللغة الأمازيغيةالجزائر وعلى غرار دول شمال أفريقيا أخرى، مثل المغرب وتونس وليبيا وبعض دول الساحل كمالي والنيجر وموريتانيا وبوركينا فاسو وصولا إلى الصحراء سواء في مصر وجزر الكناري بإسبانيا، تحتفل هي الأخرى برأس السنة الأمازيغية بعدما اعترفت دستوريا في 2016 بأن اللغة الأمازيغية لغة رسمية بجانب اللغة العربية.
اقرأ أيضاإحياء الهوية الأمازيغية.. عمل دؤوب للجمعيات والناشطين الأمازيغ في فرنسا
ولم يأت هذا الاعتراف بسهولة بل جاء نتيجة تضحيات جسيمة قدمها أمازيغ البلاد وعلى رأسهم القبائل الذين لم يكفوا منذ ما سمي بـ"الأزمة البربرية" التي نشبت في 1949 بالمطالبة بحقوقهم وأن تعترف الدولة الجزائرية بهويتهم وثقافتهم ولغتهم، خاصة أن الأمازيغ يشكلون السكان الأوائل الذين عمروا منطقة شمال أفريقيا، وفق المفكر ابن خلدون في كتابه "المقدمة".
وفي حوار هاتفي مع فرانس24، أكد الطاهر مترف، وهو رئيس الجمعية الثقافية الأمازيغية لمدينة مونبولييه (جنوب شرق فرنسا)، أن أمازيغ العالم وبشكل أخص أمازيغ الجزائر والمغرب، ناضلوا وقدموا تضحيات كبيرة لكي تعترف حكوماتهم ودولهم بهويتهم وثقافتهم ولغتهم الأصلية.
اقرأ أيضاالجزائر: منزل قديم يتحول إلى متحف يعرف بالثقافة الأمازيغية
وقال: "في الجزائر، لا يمكن نسيان الاحتجاجات والمظاهرات التي نظمت في أبريل/نيسان 1980 في مدينة تيزى وزو (عاصمة القبائل) ومدن أخرى في منطقة القبائل حيث خرج الطلبة والشبان من أعمار مختلفة إلى الشارع للقول لسنا عرب بل أمازيغ وطالبوا بتعليم اللغة الأمازيغية في المدارس والجماعات. لكن نظام الرئيس الشاذلي بن جديد اندك قابلهم بالرصاص وقام بفض الاحتجاجات بالقوة مسببا ما يقارب 200 قتيل".
وبالرغم من أن الحصيلة النهائية والحقيقية غير معروفة لغاية الآن، إلا أن اعمال القمع والقتل التي قامت بها قوات خاصة من الجيش الجزائري تحدث عنها المغني الثائر معطوب لوناس في أغنية تحمل عنوان "ليحزن سكان واد عيسى" وهو مكان تواجد جامعة تيزي وزو التي كانت من بين المنظمين لهذه الاحتجاجات.
الجزائر، من قمع الأمازيغ إلى الاعتراف بهويتهمويقول معطوب لوناس الذي قتل بـ78 طلقة رصاص من قبل مجهولين في 1998 في أغنيته "ليحزن وادي عيسى عندما بدأ القتل ووصل العسكر ليلا... جميع سكان القرى سارعوا إلى تيزي وزو للدفاع عن الهوية. هذا ليس بغباء، نحن نريد الحرية قبل أن يحصرونا في الزاوية".
اقرأ أيضاالمغرب.. مناقشة رسالة ماجيستر باللغة الأمازيغية
نالت هذه الأغنية إعجابا كبيرا في الجزائر وخارجها وفتحت العيون للكثير أمام حقيقة قام النظام وعلى رأسه الرئيس الهواري بومدين ثم رؤساء أخرون مثل بن بلة بكتمها، ألا وهي أن الجزائر مثل باقي دول شمال أفريقيا أمازيغية الهوية والأصل وأن سكانها هم أصحاب الأرض.
في 2001، خرج سكان منطقة القبائل في "ربيع أسود" إلى الشارع من جديد لتنظيم مسيرة من مدينة تيزي وزو إلى الجزائر العاصمة للمطالبة بالاعتراف بهويتهم وحقوقهم. فيما قرر أكثر من مليون شخص المشي على الأقدام طيلة مسافة قدرها مائة كيلومتر. لكن عند وصولهم إلى مدخل العاصمة الجزائرية، استقبلوا من قبل مجهولين مدججين بأسلحة بيضاء وتعرضوا إلى هجمات غير مسبوقة، فيما تدخلت أيضا قوات الأمن مستخدمة الرصاص الحي، ما أدى إلى سقوط 121 شخصا وجرح المئات.
الاعتراف بالأمازيغية كهوية ولغةوخلفت هذه الانتكاسة أزمة سياسية عميقة وشرخا كبيرا بداخل المجتمع الجزائري. فيما حاول نظام بوتفليقة آنذاك ورئيس حكومته أحمد أويحي الذي يعد أمازيغي الأصل هو أيضا تدارك الوضع وتهدئته والشروع في الاعتراف بشكل تدريجي بهوية الجزائر الأمازيغية وباللغة الأمازيغية.
وفي 2016، تم الاعتراف باللغة الأمازيغية لغة رسمية ووطنية بجانب العربية وبدأ تدريسها في المدارس والجامعات وتدوين جميع أسماء مؤسسات الدولة بهذه اللغة بجانب العربية والفرنسية. وهو الشأن نفسه في المغرب الذي اعترف هو الآخر بالأمازيغية كلغة رسمية في 2011 بعد العربية. ويبلغ عدد سكان الأمازيغ حوالي 100 مليون شخص لكن لا توجد إحصائيات دقيقة.
وفرضت في الجزائر سياسة التعريب في السبعينيات ما اعتبر محاولة لطمس لهوية الأمازيغية للجزائريين ولمحو اللغة الفرنسية التي تعد إرث الحرب التحريرية من جهة أخرى. ويرى البعض أن النظام وقتها قام أيضا بمغازلة الإسلاميين لمحاربة الحركة الأمازيغية التي كانت ترفع شعارات لا تقبلها السلطة، من بينها المطالبة بالديمقراطية وبحرية التعبير وإنهاء الفساد والسماح لكل شخص العيش وفق ثقافته وحريته الدينية.
اقرأ أيضاالفنان الجزائري لونيس آيت منقلات.. أيقونة الغناء الأمازيغي
لكن مع ظهور مواقع التواصل الاجتماعي واهتمام الإعلام الدولي بالقضية الأمازيغية، وبفضل الفنانين الأمازيغ الذين سوقوا عبر أغانيهم محتوى هذه الثقافة مثل المغني إدير ومعطوب لوناس وآيت منغلات وفرقة تيناروان من أمازيغ الطوارق ورويشة والدمسيري من المغرب، وصلت الثقافة الأمازيغية إلى جميع أنحاء العالم. فيما قام المغتربون الأمازيغ الذين يعيشون في كندا والولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا وفي الدول الأوروبية بتسويق هذه الثقافة عبر تنظيم فعاليات ثقافية وفنية عديدة ليكتشفها باقي العالم.
في فرنسا، إضافة إلى الاحتفالات التي تنظمها الجمعيات الثقافية العديدة، تشهد العاصمة باريس السبت حفلا غنائيا كبيرا بقاعة "زنيث" يحييه الفنان الشاب المشهور محمد علاوة. أما في الجزائر، فيسعد المطرب المعروف لونيس آيت منغلات محبيه الأمازيغ وغيرهم بأغانيه الملتزمة والدافئة في القاعة البيضاوية. للجميع نقول: "أسقاس أمغاز".
فرانس24
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل كأس الأمم الأفريقية 2024 اليمن ريبورتاج الجزائر المغرب الأمازيغ رأس السنة للمزيد الحرب بين حماس وإسرائيل إسرائيل غزة للمزيد حماس الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا اللغة الأمازیغیة فی الجزائر
إقرأ أيضاً:
الشباب تسلم نادي الوسطى بالشرقاني شهادة الاعتراف المؤقت
الثورة نت/..
سلَّم وزير الشباب والرياضة الدكتور محمد علي المولَّد ، شهادة الاعتراف المؤقت لنادي شباب الوسطى بالشرقاني- مديرية دمت، محافظة الضالع.
حيث تسلَّم الشهادة رئيس النادي زايد الطيري، بحضور وكيلي وزارة الشباب لقطاع الشباب عبدالله الرازحي، والرياضة علي هضبان، ومدراء مكتب الوزير نصر صلاح، والأندية طه تاج الدين، والشؤون القانونية أحمد المهدي، والمشاريع المهندس أحمد التويتي، ومكتب الشباب بالضالع مسعد الظاهري.
وخلال التسليم أكد وزير الشباب والرياضة أن الوزارة تحرص على منح أندية جديدة تصاريح لمزاولة الأنشطة الرياضية والثقافية والاجتماعية، وفقًا للائحة المنظمة لذلك، وبموجب الاحتياج الفعلي في بعض المناطق التي هي بحاجة لوجود أندية لاستيعاب طاقات النشء والشباب واستثمار أوقات الفراغ لممارسة الأنشطة، بإشراف الوزارة ومكاتبها في المحافظات.
وشدَّد وزير الشباب إلى ضرورة تفعيل أداء الأندية الحاصلة على هذه التصاريح المؤقتة؛ لضمان حصولها على التصريح الدائم، لافتًا إلى مسؤولية الهيئات الإدارية لهذه الأندية في التوعية والتثقيف وتهيئة البيئة المناسبة لممارسة الأنشطة الرياضية والثقافية والاجتماعية النوعية التي تفيدهم، وتنفع مجتمعهم وأمتهم.
وثمَّن وزير الشباب المواقف الوطنية المشرِّفة لشباب وأبناء مديرية دمت وكل أحرار محافظة الضالع في ردع العدوان وأدواته، ومواجهة التحديات، وإفشال المؤامرات التي تستهدف الوطن والأمة.
بدورهما عبَّر مدير عام مكتب الشباب والرياضة بمحافظة الضالع مسعد الظاهري، ورئيس نادي الوسطى بالشرقاني زايد الطيري- عن شكرهما لقيادة وزارة الشباب ممثلةً بالوزير ونائبه وقيادة وكوادر قطاعي الشباب والرياضة، على الرعاية والاهتمام بالنشء والشباب والرياضيين في محافظة الضالع وعموم الوطن، ومنحهم شهادة الاعتراف بنادي الوسطى، مؤكدين أن النادي سيكون إضافة إيجابية لأندية المحافظة والوطن، وسيؤدي وظيفته ودوره التربوي والتوعوي والشبابي والرياضي لخدمة النشء والشباب والمجتمع والوطن.