علي جمعة: آية في القرآن تفتح باب التوبة في مطلع رجب
تاريخ النشر: 12th, January 2024 GMT
قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء أن غدًا بداية شهر رجب وهو شهر حرام سمي برجب الفرد وبرجب الأصم وبرجب الأصب وهو تقدمة لرمضان وتهيئة لشعبان.
وأكد جمعة عبر صفحتى الرسمية على موقع الإلكتروني الفيسبوك أهمية أن نستعد إلى شهر رمضان الكريم، فننتقل من دائرة غضب الله إلى رضاه ومن معصيته سبحانه وتعالى ومجاهرته بالذنوب ليل نهار إلى المسارعة إلى مغفرة من المولى عز وجل، ونبدأ سيرنا إلى الله في هذه الشهور العظيمة بالتوبه إليه سبحانه وتعالى.
ووضح فضيلة المفتي السابق مفهوم التوبة الصادقة هي التي يعزم فيها الإنسان على ألا يعود للذنوب أبدا ولكن الله سبحانه وتعالى خلق ابن آدم خطاء يقول فيه رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم وهو يعلمنا كيف نربي أنفسنا.
التوبة الصدوق
واستشهدا الدكتور علي جمعة بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ"رواه الترمذي، ويتابع فضيلته أنه وفقًا لذلك يجب علينا التوبة مرارًا وتكرارًا، وكلما وقعت في الإثم أو المعصية فلا تيأس بل عد إلى الله فإن الله سبحانه وتعالى يفرح بتوبتك.
كما قال رسول الله صلى الله عليه والسلم في الحديث الشريف (إن الله ليفرح بتوبة أحدكم أشد من رجل قد فقد بعيره في فلاة -ربطه ونام فاستيقظ فلم يجده وكانت عليه زوادته [ماؤه وزاده] فجلس ينتظر الموت فقد انقطع به الطريق في الصحراء فلما غفلت عيناه واستيقظ- وجد الراحلة أمامه - فوجد باب الأمل،- ففرح فقال: "اللهم أنت عبدي وأنا ربك أخطأ من شدة الفرح"
وتابع جمعة أن سيد الخلق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يفتح أمامنا الأمل ويأمرنا أن نعود إليه سبحانه وتعالى، واستشهد بآيات الله مذكرًا إيانا بلطفه ورحمته فلا نقطع الأمل إذ يقول ربنا سبحانه وتعالى في سورة الزمر: "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وأَنِيبُوا إلَى رَبِّكُمْ وأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ (54) واتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وأَنتُمْ لا تَشْعُرُونَ (55) أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وإن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56) أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ المُتَّقِينَ (57) أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى العَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ المُحْسِنِينَ (58) بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا واسْتَكْبَرْتَ وكُنتَ مِنَ الكَافِرِينَ"
ويوضح فضيلة الدكتور علي جمعة أن الله سبحانه وتعالى فتح بتلك الآيات -التي وصفها ابن عباس بأنها أرجى آية في القرآن الكريم- باب التوبة وأكدها في عشر مواطن {قُلْ يَا عِبَادِيَ} فأضافك إليه فشرفك بشرف النسبة إليه سبحانه وتعالى (يا عبادي) فأدخلك في دائرة المؤمنين مع معصيتك له فإن كلمة (يا عبادي) في القرآن إنما تختص بالمؤمنين.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: على جمعة رجب الدكتور على جمعة شهر رجب رمضان باب التوبة القرآن الكريم رسول الله صلى الله علیه سبحانه وتعالى فی القرآن علی جمعة
إقرأ أيضاً:
هل التوبة تغني عن قضاء الصلاة الفائتة؟ ..الإفتاء تحسم الجدل
ورد إلى دار الإفتاء سؤال عن حكم الصلوات التي لم يُؤدِّها الإنسان قبل توبته، وهل تُحسب عليه بعد أن تاب، أم تُمحى بالتوبة؟
دار الإفتاء أوضحت أن قضاء الصلوات الفائتة واجب باتفاق المذاهب الأربعة، استنادًا إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «اقْضُوا اللهَ الذي لَهُ، فَإِنَّ اللهَ أَحَقُّ بِالْوَفَاءِ» (رواه البخاري). وأشارت إلى أن المسلم في هذه الحالة عليه أن يُقرن كل صلاة حالية بقضاء صلاة فائتة من نفس النوع، حتى يغلب على ظنه أنه أتم ما فاته، فإن وافته المنية قبل إتمام القضاء، فالله واسع المغفرة.
وفي هذا السياق، حسمت الإفتاء الجدل حول ما ورد ببعض الكتب التي تزعم أن التوبة وحدها تكفي دون قضاء، مؤكدة أن هذا القول باطل ويخالف إجماع الأمة، لأن الصلاة فريضة لا تسقط عن المكلف إلا بالأداء أو القضاء، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ نَامَ عَنْ صَلَاةٍ أَوْ نَسِيَهَا فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا».
واستشهدت الإفتاء بحديث النبي: «فَدَيْنُ اللهِ أَحَقُّ أَنْ يُقْضَى»، وأوضحت أنه لا خلاف بين العلماء في أن الصلوات دين في ذمة المسلم، يجب الوفاء به.
أما عن حكم الاقتداء بإمام تختلف معه في صحة الصلاة، فأكدت دار الإفتاء أن الصلاة في هذه الحالة صحيحة، طالما أن الإمام يرى صحة صلاته في مذهبه، مستدلة بحديث النبي: «يُصَلُّونَ بِكُمْ؛ فَإِنْ أَصَابُوا فَلَكُمْ وَلَهُمْ، وَإِنْ أَخْطَئُوا فَلَكُمْ وَعَلَيْهِمْ».
من جانبه، أشار الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى، إلى أن التوبة وحدها لا تبرئ ذمة العبد من الصلوات الفائتة، مؤكدًا أن الصلاة دين لا يُسقطه إلا قضاؤه، وضرب مثالًا بمن ترك الصلاة 3 سنوات، يمكنه أن يُصلي كل فرض 3 مرات يوميًا ليُكمل ما فاته خلال عام واحد.
بينما رأى الشيخ أحمد صبري أن هناك قولًا ثانيًا مفاده أن التوبة الصادقة تُسقط الفوائت إذا كانت كثيرة ويصعب قضاؤها، ناصحًا في هذه الحالة بالإكثار من النوافل، لكن إذا كانت عدد الصلوات الفائتة محدودة ويسهل قضاؤها، فالأولى أداؤها تدريجيًا.
الراجح عند جمهور العلماء أن التوبة لا تُغني عن القضاء، بل القضاء واجب على من فرّط، والتوبة تعين وتُهيئ لقبول الأعمال، لكنها لا تُعفي من أداء ما فُرض.