يرسم بعض الأفراد صورة محددة لحياتهم، إلا أنهم قد يواجهون أحيانا سيلا من الانتقادات اللاذعة واتهامات الفشل وسوء إدارة حياتهم من الآخرين، مما يثير لديهم مشاعر سلبية، وأكد أخصائيون نفسيون على ضرورة تقبل النقد مهما كان وضبط النفس والمحافظة على الهدوء وعدم الرد على الانتقادات والاكتفاء بالصمت، موضحين بأن كل شخص يرى الأمور من زاوية مختلفة عن الشخص الآخر.

في هذا الاستطلاع ترصد ((عمان)) بعض وجهات النظر حول هذا الموضوع، وتتوقف عند رأي المختصين بالصحة النفسية.

تقول فاطمة بنت قادر البلوشية: أصادف العديد من المواقف والانتقادات التي توجه لي سواء من محيط عائلتي أو أقاربي، وأتعمد عدم الرد وأتجاهل المواقف، لذا أجد نفسي أحيانا نادمة على عدم الرد لبعض الانتقادات والإساءة، وأكثر ما يزعجني هي الانتقادات التي توجه إلى أبنائي فيما يخص تربيتهم أو طبيعة تصرفاتهم، خاصة أن الانتقادات تأتي من بعض الأشخاص الذين لا استلطفهم. واعتبر ذلك من قبيل الاحترام الذي يجب أن يكنه الشخص للآخرين، مضيفة أن هنالك أشخاصا يردون على الآخرين وهذا في رأيي وضع طبيعي، إلا أن البعض الآخر يتجنب ذلك قدر المستطاع، إلا في حال أصبحت الأمور “زادت عن حدها”.

ويشاركها الرأي عيسى بن حمد السيابي الذي ذكر بأن هناك بعض التصرفات السلبية التي تصدر من بعض الأشخاص وخاصة في مقر العمل تسبب الإحراجات، مبينا أنه يتصدى لتلك التصرفات بعدم الرد والتجاهل، ولكن ذلك ينعكس سلبا على شخصيتي فيما بعد واحترامي لذاتي لعدم الدفاع عن نفسي، أو الرد بطريقة صحيحة ضد بعض الزملاء الذين يتقصدون إيذائي نفسيا.

وأفادت وفاء الناعبية: أنا ضد عدم الرد لأي انتقاد أو إساءة توجه لي، فلابد أن يكون للشخص دبلوماسية في الرد، كما أن هذه المواقف تتطلب عدم الصمت وأن يكون الشخص المتعرض للانتقاد قادرا على أن يواجه نفسه والآخرين. وتضيف: أحيانا قد تبدر من الشخص بعض التصرفات ما هي إلا تراكمات من مواقف وطباع يتركها المحيطون، بالتالي يتعامل معهم بناء على تلك الشخصية التي كونها. لذا ينبغي على الفرد أن يكون قادر على تنمية نفسه وشخصيته ليكون على قدر كافٍ من الوعي والقدرة على الرد والنقاش ورفض ما لا يقبله من الآخرين.

ويرى زياد بن طارق الحسني أن على الفرد أن يكون محافظا على شخصيته وعلاقته مع الآخرين، وأن يحرص في نفس الوقت على أن يحافظ على مشاعرهم حين يتحدث معهم، أو الرد عليهم في أحداث الحياة اليومية، لأن لكل شخص شخصيته وأسلوبه في الحياة، وفي حال عدم التوازن في العلاقات سيؤدي ذلك إلى حدوث الكثير من المشاكل الاجتماعية الأسرية على وجه الخصوص.

مواجهة الانتقاد

من جانبها قالت الأخصائية النفسية هيفاء بنت سالم الحكمانية: إن على الفرد أن يواجه الانتقادات بإيجابية، وألا يتسرع في الرد وأن يحكم عقله، موضحة أن الرد بطريقة عقلانية وإيجابية ليس قلة احترام وإنما تأكيدا لذاته، ومن منظوري أرى الصمت هو رد عظيم فالصمت لغة العظماء. والشخص الحكيم هو الذي يصمت ويكف عن الرد عندما يحاول أحد أن يقلل من ذاته فقد يكون الصمت هو أقوى رد في بعض المواقف.

وتتابع: يجب أن يضع الفرد حدا للتأثير السلبي للانتقاد كما عليه أن يواجه الانتقاد بإيجابية. وأن يكون منضبطا ذاتيا وغير متسرع، فالفرد يقوي ثقته بنفسه، ويجب ألا يتاثر بأي انتقاد سلبي، وأن يتقبل النقد مهما كان وأن يبقى هادئا غير مندفع وأن يكون واثقا من نفسه.

الجانب الإيجابي

كما أوضحت سليمة السندية أخصائية نفسية بأن الشخص المنتقد عادة ما يرى من منظور واحد منظوره الشخصي، وأنا كشخص واع يجب أن آخذ الجانب الإيجابي من رأيه، لأن الطبيعة البشرية تجعل كل شخص يرى من ويته المختلفة عن الشخص الآخر، التي يرى منها الشخص المنتقد.

وأضافت: من جانب خبرتي الشخصية، فأنا أخذ الموقف بهدوء وأرد على الموضوع بهدوء وبنظرة إيجابية وأراعي ألا أخسر المنتقد مهما كان "طبعا إذا كان عزيزا علي"، أو يوجد معي وليس بعابر سبيل، كما أرى من الجانب العاطفي أيضا. مشيرة بأن الانتقاد ليس مرضا نفسيا وإنما هو طبع في الشخص يحتاج لتعديل سلوك، كأن ندخله في صداقات تقوّم معه سلوكه مثلًا، كنماذج من شخصيات تكون لها قيمه ومعزة في نفس المنتقد أو نهديه كتابا يقوّم لديه هذا السلوك.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: عدم الرد أن یکون

إقرأ أيضاً:

اليمن في قلب معركة التحرر: قرار الرد العسكري في مواجهة العدوان الأمريكي الصهيوني

يمانيون../
في ظل تصاعد العدوان الصهيوني الغاشم على غزة، وما يحظى به من دعم أمريكي شامل، دخل اليمن مرحلة جديدة من الفعل المقاوم، مُعلناً موقفاً لا لبس فيه: الدعم العسكري المفتوح للمقاومة الفلسطينية. لم يكن هذا الإعلان وليد لحظة عابرة أو موقفًا انفعاليًا، بل تتويجًا لمسار استراتيجي طويل الأمد، عبّر عنه قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي، وأعاده الرئيس مهدي المشاط بوضوح في خطاباته الأخيرة، لتؤكد صنعاء بذلك أنها لم تعد فقط جزءاً من محور المقاومة، بل أحد أعمدته الفاعلة.

رسائل واضحة من القيادة اليمنية
في كلمته التي ألقاها خلال ترؤسه لاجتماع مجلس الدفاع الوطني، رسم الرئيس مهدي المشاط ملامح الموقف اليمني بعبارات صريحة، معلنًا أن الدعم لغزة ليس خيارًا سياسيًا ظرفيًا، بل التزامًا دينيًا وأخلاقيًا لا تراجع عنه. توجيهه رسالة مباشرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بقوله: “فترتك الرئاسية ليست كافية لتحقيق طموحاتك”، لم يكن مجرد تحدٍ شخصي، بل إعلان نوايا لمرحلة مواجهة ممتدة، خصوصًا مع تأكيده أن القدرات العسكرية اليمنية “لم تتضرر بنسبة 1%” رغم الغارات الأمريكية.

الخيار الجهادي لا مساومة عليه
خطابات السيد عبد الملك الحوثي أتت مكملة لهذا الموقف، مؤسِسة لمنظور استراتيجي جديد يرى في المقاومة السبيل الأوحد لردع العدو الصهيوني. موقفه من العدوان على غزة تجاوز الإدانة اللفظية، ليرتقي إلى قرار عسكري واضح برفع وتيرة الاستهدافات المباشرة لمصالح الصهاينة وحلفائهم، وفرض معادلة “التصعيد بالتصعيد”، ما أكسب المشهد الإقليمي بعدًا غير مسبوق من حيث الانخراط اليمني الميداني.

تحول ميداني: اليمن جبهة فعل لا تضامن فقط
منذ أكتوبر 2023، بدأت القوات المسلحة اليمنية سلسلة من الضربات التي شملت استهداف بوارج أمريكية وسفنًا مرتبطة بالعدو الصهيوني في البحر الأحمر والمحيط الهندي، في خطوة تعد الأولى من نوعها في تاريخ الصراع العربي-الصهيوني منذ عقود. لم تكن تلك الضربات مجرد رسائل رمزية، بل تحركات عسكرية دقيقة استهدفت شل حركة التجارة الصهيونية وإرباك حضور أمريكا البحري في المنطقة.

العدوان الأمريكي على اليمن: ثمن الموقف المقاوم
جاء الرد الأمريكي على هذا الموقف عبر عدوان صريح استهدف البنية التحتية والموانئ اليمنية، وخاصة ميناء رأس عيسى. ورغم سقوط العشرات من الشهداء والجرحى، إلا أن القيادة اليمنية شددت أن هذا العدوان لن يثنيها، بل سيزيد من تصميمها على مواصلة معركتها التحررية، مؤكدة أن “الدم اليمني المراق على طريق غزة لن يضيع سدى”.

المشهد العربي بين الخذلان والمساومة
السيد الحوثي، في نقده للمواقف العربية، وصف التطبيع مع العدو الصهيوني بالخيانة العظمى، مشيرًا إلى أن بعض الأنظمة تخشى غضب واشنطن أكثر من غضب الله، فيما دعا الشعوب العربية إلى تجاوز أنظمتها، والانخراط في الدعم الشعبي والجهادي للمقاومة، مشددًا أن غزة لا تدافع عن نفسها فقط، بل تدافع عن شرف الأمة.

ختامًا: اليمن جزء من معادلة الردع الجديدة
أثبتت صنعاء أنها لم تعد ساحة محاصرة، بل مركز قرار ومبادرة. فاليمن اليوم يقف بندية مع طهران وبيروت وغزة وبغداد، ضمن مشهد إقليمي يتشكل على وقع صواريخ المقاومة. إنها لحظة كسر التوازن التاريخي الذي ظلّ يميل لصالح العدو الصهيوني لعقود. وموقف اليمن، من قلب المعركة، يقول للعالم: فلسطين ليست وحدها… ومن صنعاء تُرسم خطوط النار وموازين الصراع.

الأخبار اللبنانية

مقالات مشابهة

  • البابا فرنسيس يُحدِث تحولًا جذريًا في تقاليد دفن البابوات بالفاتيكان
  • «اللواء محمد الغباري»: الاستراتيجية المصرية بعد 30 يونيو غيّرت مفهوم سيناء بشكل جذري
  • رسالة تحذيرية جديدة من صنعاء لـ السعودية (التفاصيل)
  • حزب الله يطلق قذائف تجاه القصير والقوات السورية ترد
  • اليمن في قلب معركة التحرر: قرار الرد العسكري في مواجهة العدوان الأمريكي الصهيوني
  • مدير مركز فيجن للدراسات: ترامب يواصل الضغط على أوكرانيا رغم الانتقادات
  • فليك يدافع عن أنشيلوتي: ريال مدريد يملك مدربًا استثنائيًا
  • الشرع يكشف عن الرد الروسي على تسليم الأسد
  • بعد الانتقادات.. جان يامان يعود بقوة ويتصدّر الترند
  • خطة روبيو.. "تغيير جذري" متوقع في وزارة الخارجية الأميركية