وادي المدرية حيث الطبيعة البكر وسياحة المغامرات
تاريخ النشر: 12th, January 2024 GMT
تنوع فريد في الطبيعة الجيولوجية والحياة الفطرية التي يحتضنها (وادي المدرية) أحد أهم روافد وادي بني عوف بولاية الرستاق بمحافظة جنوب الباطنة. لا سيما وأنه ينحدر من أعلى جبال الحجر الغربي المتاخمة للجبل الشرقي بولاية الحمراء، ليلتقي بالعديد من الأودية والشعاب كـوادي الصير على مشارف قرية هاط تلك القرية الوادعة بين الجبال، فترتوي مزارعُها بالفلج الذي يغذّيه الوادي، ثم يمر خلف مدرسة هاط للتعليم الأساسي (1-12) ومسجد هاط ليسمى هناك بوادي هاط - وله حديث شائق آخر- ثم يلتقي بوادي قرية بلد سيت السياحية الجميلة بعد أن يغذي بساتين قرية الحاجر ليدخل بعدها في وادي الثعابين - المعروف هو الآخر بالمغامرات والإنزال بالحبال والسباحة - ويمتزج مع وادي بيمة في الوسط ليخرج من صِيْر الزامة، وبعدها إلى صِيْر الحُوّيت مرورا بقرى وادي بني عوف حتى يلتقيه سد الفرعي وما أن يفيض السد بالمياه الجارفة حتى يلتقي بوادي السن متجهين جميعهم إلى ولاية الرستاق ثم بحر عُمان بعد رحلة طويلة وشاقة.
المعالم الطبيعية
(وادي المدرية) لمحبي وممارسي رياضة المغامرات والمشي الجبلي والتسلق والإنزال بالحبال والسباحة والقفز أو ما يعرف بـ(الهايكنج) هو وجهة سياحية وتحدٍ يترك انطباعا جميلا وإيجابيا لزائريه؛ لما يتمتع به من جماليات طبيعية وما حباه الله به من تنوُّع في الصخور والحجارة والحياة الفطرية بين الأشجار والأزهار والنباتات البرية ووفرة المياه العذبة والبرك المائية العميقة بألوانها الخلابة ودرجة الحرارة المنخفضة شتاءً والمعتدلة صيفا؛ نظرا لوجوده في منطقة مرتفعة وبين الجبال التي تحول أحيانا من دخول أشعة الشمس، لذلك يُفضّل زيارته صيفا نظرا لشدة برودة المياه في الداخل. الوادي يتميز بالطبيعة البكر نظرا لصعوبة الوصول إليه وسبر أغواره إلا لأصحاب المعرفة والخبرة والتمكن في سياحة المغامرات والإنزال بالحبال والسباحة واستخدام المعدات والأدوات الخاصة والمعتمدة في ذلك. كما يجب الانتباه جيدا لحالة الطقس والحذر من هطول الأمطار ونزول الوادي.
أبرز النشاطات
تبدأ المغامرة من أعلى قرية هاط في الجهة الشرقية في مكان يدعى (مخطَى جابر) القريب من بعض عزب وحضائر الأغنام -كما يوجد أعلى الجبل القريب مكان مخصص لممارسة رياضة التسلق- ويمكن الوصول إلى وادي المدرية من مدخل وادي بني عوف مرورا بعدة قرى صعودا في الجبال في الطريق الترابية الوعرة بسيارة دفع رباعي، أو نزولا من الجبل الشرقي بولاية الحمراء. في نقطة البداية يبدأ المشي نزولا إلى وادي المدرية الذي تتخلله السباحة الإجبارية في البرك المائية العميقة أحيانا لا سيما في موسم الأمطار، كذلك القفز في المياه وبين الصخور تارةً أخرى. وأهم ما يميز المغامرة والتي يجب أخذها بعين الاعتبار هي أماكن النزول بالحبال؛ فاجتياز الوادي بأمن وأمان يتطلب عبور ونزول أحد عشر إنزالا تتراوح بين خمسة أمتار إلى ثلاثين مترا ! كذلك أن بعض أماكن ومواضع الإنزالات لا يوجد بها ركائز اصطناعية لتثبيت الحبال بأمان واحترافية؛ فيتطلب من المغامرين استخدام الركائز الطبيعية كالأشجار القوية -إن وجدت في تلك النقطة أو الثقوب الطبيعية في الحجارة والصخور- لذلك لابد أن يتحلى المغامرون بقدر كافٍ من المعرفة والخبرة في هذا المجال. وتنتهي المغامرة التي تتسم بالحماس والإثارة والتحدي بعد عدة ساعات بين المزارع وارفة الظلال وأصوات الطيور والحياة البرية في مزارع المدرية ثم قرية هاط.
جدير بالذكرِ أن وادي المدرية يعد من الأودية الجميلة بتفاصيله المتنوعة والطبيعة البكر، والحفاظ عليه جميلا وأن تظل الحياة الفطرية والبرية على طبيعتها هو مطلب ملح وواجب إنساني ووطني. كذلك يشار إلا أن المغامرة في الوادي قد تتطلب عدة ساعات قد تصل لأكثر من خمس ساعات وإن كانت المسافة لا تتعدى خمسة كيلومترات تقريبا وتنعدم فيها وسائل التواصل والاتصال حتى الخروج في قرية هاط التي تتمتع بعدة خدمات تنموية ونهضة مستدامة كالمدرسة الحكومية الحديثة وخدمات الكهرباء والاتصالات وغيرها. كما يأمل الأهالي والسيّاح رصف وتأهيل طريق وادي بني عوف الجبلي وربطه بالجبل الشرقي لينهي المعاناة والمشقة في عبور واجتياز ذلك الوادي التي يحتضن عدة قُرى ومساكن ومزارع وتفاصيل الحياة الطبيعية وكل هذه الأماكن والمواقع تعزز الحركة السياحية المحلية والعالمية.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
كييف وواشنطن تتوصلان إلى اتفاق بشأن الوصول إلى الموارد الطبيعية الأوكرانية
أفادت وكالة "بلومبرج" الأمريكية، اليوم الخميس، بأن الولايات المتحدة وأوكرانيا توصلتا إلى اتفاق بشأن الوصول إلى الموارد الطبيعية الأوكرانية.
وقالت الوكالة إن الاتفاق يمنح واشنطن امتياز الوصول إلى مشاريع استثمارية جديدة لتطوير الموارد الطبيعية الأوكرانية.
وأمس الأربعاء، أعلنت كييف وواشنطن استعدادهما لتوقيع اتفاقية المعادن قريبًا، بعد مفاوضات على مدى أشهر، شابها التوتر في بعض الأحيان، رغم تعديلات في اللحظات الأخيرة أثارت شكوكًا حيال توقيت الخطوة.
وفي هذا السياق، أعلن وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت من البيت الأبيض أن الولايات المتحدة أصبحت مستعدة تمامًا للتوقيع على الاتفاق، لكنه أوضح أن الجانب الأوكراني قرر إدخال تعديلات مفاجئة في اللحظات الأخيرة.
وأضاف بيسنت: "نحن على يقين من أنهم سيعيدون النظر في الأمر، ونحن مستعدون إذا أظهروا الاستعداد لذلك". وأكد أن واشنطن لم تقم بأي محاولة لإعادة صياغة النقاط التي تم الاتفاق عليها مسبقًا في مطلع الأسبوع.
وكان من المقرر أن يزور مسؤول أوكراني رفيع واشنطن من أجل إتمام مراسم التوقيع، غير أن مصادر مطلعة أفادت بأن الولايات المتحدة تمارس ضغوطًا على كييف لتوقيع وثيقتين إضافيتين، وهو ما تعتبره السلطات الأوكرانية إجراءً متعجلاً.
توقعت مصادر أن يتم توقيع الاتفاق في وقت لاحق من يوم الأربعاء، خاصة بعد أن تمكنت كييف من حذف بند كان يُلزمها بسداد مستحقات تتعلق بالمساعدات العسكرية الأمريكية المقدّمة خلال الحرب. هذا الشرط، الذي رفضته أوكرانيا بشدة منذ بداية المفاوضات، كان يمثل إحدى نقاط الخلاف الرئيسية، وفقًا لما كشفت عنه نسخة أولية من مسودة الاتفاق اطلعت عليها وكالة "رويترز".
ويُعد هذا الاتفاق خطوة محورية في سياق سعي أوكرانيا لتعزيز علاقاتها مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يبذل جهودًا دبلوماسية مكثفة لتسوية الصراع الروسي الأوكراني. كما يمثل الاتفاق تحولًا لافتًا في سياسة الولايات المتحدة تجاه الحرب، إذ بات الوصول إلى المعادن النادرة الأوكرانية—التي تُعد حيوية للصناعات التكنولوجية والعسكرية الأمريكية—محورًا جوهريًا في الشراكة الثنائية.