دعم الحرفيين العمانيين ببرامج لاستخدام التقنيات والآلات الحديثة في صناعاتهم
تاريخ النشر: 12th, January 2024 GMT
تساهم هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في تطوير الصناعات الحرفية العمانية من خلال إدخال التقنيات الحديثة والآلات المبتكرة في الإنتاج الحرفي، وتقديم العديد من البرامج التدريبية للحرفيين العمانيين في مجال التصميم ثلاثي الأبعاد والتصنيع الرقمي؛ بهدف تمكين المؤسسات الحرفية والحرفيين من إنتاج تصميمات متميزة وجذابة تحمل الهوية العمانية العصرية «حرف عمان» بكميات كبيرة لتلبي حاجة المنتفعين، وتحقق توحيد النمط في هذه الصناعة والاتساق فيها، كما أن إدخال التقنيات والاعتماد عليها لإنشاء أنماط دقيقة بدون أخطاء تعتبر فرصة للحرفيين لإنتاج كمية كبيرة بسعر أقل.
وقد تعرف الحرفيون خلال هذه البرامج على تقنيات التصنيع الرقمي، ومراحل التصنيع الرقمي المتخصصة في مجال صناعة الفخار، ورقمنة عمليات التصاميم الإبداعية، وتغيير نمط التفكير لديهم للاعتماد على التقنيات الرقمية، واستخدام برنامج التصميم ثلاثي الأبعاد لعمل تصاميم إبداعية معقدة مع المحافظة على الهوية العمانية، واستخدام الطابعة ثلاثية الأبعاد لتحويل النماذج الرقمية إلى نماذج أولية، ورفع كفاءة المنتجات الحرفية، بالإضافة إلى تحقيق الميزة التنافسية في تقديم المنتجات والخدمات وخاصة المنتجات التقنية والرقمية التي تساهم في تحسين وتجويد عمليات الإنتاج، بما يتوافق مع زيادة الطلب ومعايير الجودة العالمية لكافة أنواع المنتجات، وتحقيق انتشار أكبر للمنتجات الحرفية في الأسواق، بما يسهم في نجاح هذه المشروعات وتطوير منتجاتهم، وقد حقق الحرفيون من خلال استخدام هذه البرامج العديد من النتائج الإيجابية في صناعاتهم؛ مثل سرعة الإنتاج، والدقة في الإنتاج، واستخدام التقنيات الحديثة في تصميم المنتجات.
برنامج «سوليد وركس»
ومن أهم البرامج التي نفذتها الهيئة برنامج «سوليد وركس»، وهو برنامج تدريبي لتوطين تقنيات التصنيع الرقمي لدعم الصناعات، ويعد هذا البرنامج الأول في مجاله لتصميم المجسمات الهندسية ثلاثية الأبعاد، ويقدم حلًا متكاملًا لمشاهدة التصاميم الهندسية بشكل ثلاثي الأبعاد وواقعي إلى أقصى حد؛ فهو يعتبر المحاكي الأمثل والذي يساعد في إيجاد رؤية أوضح للتصاميم الهندسية، ويسهل العمل بشكل ملحوظ.
ويستخدم البرنامج في تصميم النماذج المختلفة كالمزهريات والأكواب والصحون وغيرها، ومن ثم تصميم القوالب المكافئة لها ليتم تصنيعها فيما بعد.
شارك في البرنامج التدريبي -الذي استمر لمدة 6 أشهر- 24 حرفيا، تدربوا فيه على عمليات الإنتاج من خلال تقديم حلقات عمل مختصة في تصميم وطباعة المنتجات الحرفية، وتطوير خط إنتاج على عدة مراحل وهي: التصنيع الرقمي، والتصميم ثلاثي الأبعاد، وتطبيق عملي على تصاميم مستوحاة من التراث العماني، وتطبيق عملي على التصاميم الهندسية المعقدة والحديثة، ورسم النقوش وطريقة إدراجها في البرنامج، والنقش بالحفر أو بالتفريغ أو بالبروز في المجسمات ثلاثية الأبعاد، وآلية أخذ متطلبات العمل وتحويلها إلى رسم ثنائي وثلاثي الأبعاد، وتطبيق عملي على التصميم حسب الطلب، وتحويل التصاميم ثلاثية الأبعاد إلى نماذج حقيقية رقمية، وتصميم مجسم من قطعتين أو أكثر.
منظومة تنمية الصناعات الحرفية
كما نظمت الهيئة حلقة عمل لصياغة خارطة منظومة تنمية الصناعات الحرفية في سلطنة عمان، جاءت الحلقة لتعزيز ثقافة التطوير والابتكار لدى المشروعات الحرفية والحرفيين، واستكشاف الفرص في أكثر من مسار لدعم تطوير قطاع الصناعات الحرفية؛ وتشخيص الوضع الراهن للقطاع وتقديم نظرة شاملة للتحديات التي تواجه القطاع وطرح الحلول الممكنة لها، بالإضافة إلى الاعتزاز بالهوية والثقافة العمانية من خلال الصناعات الحرفية العمانية الأصيلة، وتطويرها وتحسينها بما يساهم في رفع القيمة المضافة للمنتجات الحرفية ورفع تعقيدها لتساهم في الاقتصاد الوطني، وتعزيز التنويع الاقتصادي، وتحقيق الرفاه الاجتماعي والاقتصادي للحرفي العماني بما يتواءم مع «رؤية عمان 2040» ومستهدفاتها وأولوياتها الوطنية.
وركزت الحلقة على عدد من المحاور أهمها نشر ثقافة ريادة الأعمال في المحال الحرفي، وترسيخ جذور الصناعات الحرفية ورفع الوعي حولها بتنفيذ مبادرات مجتمعية تثقيفية وبرامج توعوية تمكن رواد الأعمال في المجال الحرفي، وتشغيل وإدارة العمليات لرفع كفاءة وجودة المنتجات الحرفية سعيًا لتقديم منتجات ذات جودة عالية بتكاليف تشغيلية منخفضة وربح عالٍ، وإخراج منتجات حرفية مطورة بجوهر أصيل ومظهر مبتكر وأداء وظيفي فعال، ودعم وتسويق المنتج الحرفي العماني وجذب الأنظار المحلية والإقليمية والعالمية إليه وفق أسس واضحة وخطط مدروسة، وتنفيذ مشروعات ومبادرات نوعية لتمكين قطاع العمل الحرفي وتهيئته للتنافس والتكيف مع متغيرات الأسواق المحلية والعالمية، ونقل إرث الصناعات الحرفية للأجيال الواعدة من الشباب العماني وتمكينهم بتوفير مراكز متخصصة وفرص عمل تهدف لاستدامة الإنتاج الحرفي.
مبادرة الدعم الحرفي
من جانب آخر تولي الهيئة أهمية كبيرة لتنمية وتطوير الصناعات الحرفية في سلطنة عمان، حيث أطلقت مبادرة الدعم الحرفي؛ التي هدفت لدعم المؤسسات الحرفية والحرفيين أصحاب التراخيص الأعمال الإنتاجية المنزلية، وتعزيز الصناعات الحرفية، وذلك من خلال توفير عدة أنواع من الدعم المختلفة لأنشطة الأعمال المنزلية الإنتاجية والبالغ عددها 16 نشاط، من خلال توفير الدعم بالآلات، والمواد خام، وتوفير التدريب، والتغليف والتسويق والمشاركة في المعارض.
وقد سعدت الهيئة منذ تأسيسها بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة لرسم التوجهات الاستراتيجية لقطاع الصناعات الحرفية الإبداعية لضمان تطويره، وتوفير بيئة الأعمال الداعمة لنموه بما ينعكس على تطور المؤسسات الحرفية وزيادة فرصها للانطلاق نحو الأسواق العالمية من خلال تعزيز القدرات التصديرية للحرفيين والمشروعات الحرفية.
كما يعد وجود منظومة واضحة لدعم الصناعات الحرفية الإبداعية عاملا حاسما كون هذه الصناعات تعد إحدى الركائز الأساسية المساهمة في تحقيق الأهداف والرؤى الوطنية وتعزيز مكانة سلطنة عُمان في العديد من المؤشرات العالمية ذات الصلة بقطاع ريادة الأعمال، وتنمية الجانب الثقافي والتعرف على الاحتياجات المختلفة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في مراحل نموها.
تمويل الحرفيين والمؤسسات
ولضمان حصول الحرفيين ورواد الأعمال على التمويل المناسب لمشاريعهم، أضافت الهيئة مؤخرا بعض التعديلات على اللائحة التنظيمية لتمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والحرفيين، حيث تضمنت التعديلات رفع قيمة سقف القرض بدون إضافة نسبة رسوم إدارية إلى 20 ألف ريال عماني بعد أن كانت في اللائحة السابقة 5 آلاف ريال عماني، وإلغاء قيمة الحد الأقصى لقيمة القرض مع تحديد قيمته في البرامج التمويلية الصادرة وفقًا لطبيعة كل برنامج تمويلي، وإلغاء شرط الحد الأعلى للسن القانوني للتقدم على طلب تمويل من الهيئة، مع جواز تحديد الأحد الأعلى لسن المتقدم في ضوابط كل برنامج تمويلي على حدة، كما تضمنت التعديلات إلغاء المادة 14 من اللائحة السابقة التي تشير إلى إمكانية تمويل المستفيد بما لا يزيد على 50% من قيمة التمويل الأصلي، وأتاحت اللائحة بتعديلاتها الجديدة مرونة واسعة لفترات صرف القرض وذلك حسب احتياجات المشروع وطبيعته، كما تضمنت إمكانية تمويل مشاريع حصلت على تمويل سابق بقيمة قروض مرنة وفق البرامج التمويلية، مع مرونة في تمويل مستفيدين في مشاريع أخرى غير تلك الممولة سابقا وذلك وفقا للخطط والبرامج التي ترسمها الهيئة.
وحددت اللائحة أدوار ومسؤوليات كل من الهيئة وبنك التنمية العُماني، وحددت الشروط الواجب توفرها لمن يتقدم للحصول على التمويل من رواد الأعمال والحرفيين، كما أوضحت اللائحة تفاصيل شروط تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة القائمة وآلية التقديم لطلب التمويل عبر الموقع الإلكتروني لبنك التنمية العُماني من خلال رابط مخصص مع إرفاق المستندات والبيانات المطلوبة. كما تضمنت اللائحة المدة الزمنية الأقصى للبت في طلبات التمويل وهي 60 يوما من تاريخ استكمال الطلب، وفترة السماح عن سداد الأقساط المستحقة للتمويل والالتزامات التي تقع على المستفيد المتقدم لطلب التمويل وآلية صرف إجمالي مبلغ التمويل والمدة الأقصى لصرفه.
وتشمل اللائحة تحديد المبلغ المقرر لكل مشروع يعتمد على دراسة الجدوى الاقتصادية وتكلفة المشروع الاستثمارية، إضافة إلى دورية المتابعة من الهيئة وبنك التنمية العُماني للمشاريع ودراسة التحديات والصعوبات ووضع الحلول المناسبة لمعالجتها، وتوضح الحالات التي يترتب عليها إلغاء اتفاقية التمويل مع المستفيد، والتعامل مع حالات الوفاة أو العجز.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الصغیرة والمتوسطة الصناعات الحرفیة ثلاثیة الأبعاد ثلاثی الأبعاد من خلال
إقرأ أيضاً:
«الدواء»: «الصحة العالمية» أشادت بالنظام الرقابي ومعايير الهيئة
تحدّث الدكتور ياسين رجائي مساعد رئيس هيئة الدواء، عن حصول مصر على شهادة النضج الثالث في تنظيم الأدوية واللقاحات من منظمة الصحة العالمية، قائلا إنّه خلال السنوات الخمس الماضية كانت الهيئة قادرة على مواكبة التطورات العالمية وأن تكون في صدارة الهيئة الرقابية التنظيمية الخاصة بالأدوية.
وقال إن هيئة الدواء التقت وفدا من منظمة الصحة العالمية على مدار العامين الماضي والحالي، وآخر زيارة كانت خلال نوفمبر، وشهدت الإشادة بالنظام الرقابي في هيئة الدواء المصرية وبالمعايير والنظم التي تتبعها الهيئة.