البوابة نيوز:
2025-03-31@19:11:20 GMT

مفتي الجمهورية: المال المكتسب من الاحتكار حرام

تاريخ النشر: 12th, January 2024 GMT

قال الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم إن الفتوى مستقرة على مر العصور وانطلاقًا من مبادئ الشريعة- على دفع وذم وتحريم كل ما يضر الناس كاحتكار الأقوات وغيره، والضرر المذموم هو قليل الضرر وكثيره، وفي كل الأمور؛ إلا ما دلَّ الشرع على إباحته لمصلحة شرعية.

وأضاف علام  أن من المقرر شرعًا أنَّه: "لا ضرر ولا ضرار"؛ فهذه قاعدة فقهية من القواعد الكبرى التي يدور عليها غالب أحكام الفقه،

 

 وأصل هذه القاعدة ما ثبت عن رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ»، فضلًا عن أن الشريعة حرَّمت الضرر على الإنسان، وجرَّمَتْ إيصال الضرر إليه بشتى الوسائل، وإذا وقع فينبغي رفعه وإزالته انطلاقًا من أحكام الشريعة السمحة التي تقضي بأن الضرر يزال.

وأشار فضيلته إلى إنه لا خلاف بين الفقهاء في أن الاحتكار حرامٌ في الأقوات؛ حيث إن الشرع الشريف قد نهى عن الاحتكار وحرَّمه، ودَلَّت النصوص الشرعية على أَنَّ الاحتكار من أعظم المعاصي، فقد اشتملت الأخبار على لعن المحتكر وتَوعُّدِه بالعذاب   الشديد؛ وكذلك تم وصفه بالخاطئ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يَحْتَكِرُ إِلَّا خَاطِئٌ» وغيره من الأدلة.

وأضاف فضيلة المفتي أن المحتكر منعدم الضمير وآثم إذا قصد حجب السلع عن أيدي الناس إضرارًا بهم حتى يصعب الحصول عليها وترتفع قيمتها؛ وبهذا يحصل المحتكرون على الأرباح الباهظة دون منافسة تجارية عادلة، وهو من أشدِّ أبواب التضييق والضرر، والسلع التي يجري فيها الاحتكار هي كل ما يقع على الناس الضرر بحبسها، ولا مانع من اتِّخاذ الدولة لإجراءات تمنع الاحتكار. فضلًا عن أن المال المكتسب من الاحتكار بلا شك هو مال مكتسب من حرام وجريمة؛ لأن الاحتكار جريمة وأكل لأموال الناس بالباطل. وينبغي أن يعلم هذا المحتكر أنه قبل توبته عليه رد أموال الناس التي أخذها منهم بطرق غير مشروعة.

وشدد فضيلة مفتي الجمهورية على أن معايير الكسب الحلال تغيب عن عمل بعض التجار الجشعين. فمَنْ يَسْتَغل ظروف الناس ويبيع بأسعار مُبالغ فيها فقد ارتكب مُحرَّمًا؛ للضرر الناجم عن استغلاله احتياج الناس إلى مثل هذه السلع، فهو يضر الناس ويضيِّق عليهم، وهذا يؤدي إلى إيذائهم ماديًّا ومعنويًّا، وقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن الإضرار.

وناشد فضيلته التجار بضرورة الكسب الحلال وتحري الصدق والأمانة وتفعيل وترسيخ قيمة المراقبة مؤكدًا على أهمية الكسب الحلال وأهميته في تربية الأولاد تربية فيها بركة، مستشهدًا في ذلك ببركة مال والد الإمام البخاري، فقد ساعده هذا المال الحلال الطيب الذي ورثه من والده على نشر علمه في الآفاق بل عبر الأزمان والدهور.

وردًّا على سؤال عن حكم احتكار العملة الأجنبية لبيعها بسعر أعلى، وهل يدخل في الاحتكار المحرم؛ قال مفتي الجمهورية: «نعم، يدخل ذلك في الاحتكار المحرم شرعًا، وهو أيضًا مُجَرَّمٌ قانونًا، ومرتكبُ هذا الفعل مرتكبٌ لإثمٍ كبير؛ لأنه يضيق على عامة الناس من خلال ارتفاع أسعار السلع والخدمات ومتطلبات الحياة بسبب شحِّ العملة، فيلحق الضرر باقتصاد البلاد، ويؤثر سَلْبًا في الاستقرار ومسيرة البناء والتنمية، ويوقع المحتاجين في المشقة والحرج».

وشدد فضيلته على أنه لا يجوز التعامل في النقد الأجنبي إلا عن طريق البنوك وشركات الصرافة المعتمدة المرخص لها في هذا النوع من التعامل، والمال المكتسب مما يعرف بـ«تجارة السوق السوداء» كسبٌ غير طيِّبٍ.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: البنوك وشركات الصرافة الأمانة العامة الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية مفتی الجمهوریة

إقرأ أيضاً:

مفتي عام المملكة يهنئ القيادة بمناسبة عيد الفطر المبارك

رفع سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء الرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ، التهنئة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله- بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك.

وأكّد سماحته أن المملكة في ظل قيادتها الحكيمة -أيدها الله-، تمضي بثقة وثبات على نهج العزة والتمكين، مستلهمةً من مبادئها الراسخة وقيمها الأصيلة، ومواصلةً مسيرة البناء والتطوير ومحققة بفضل الله إنجازات استثنائية في مختلف المجالات، انعكست على حياة المواطن، ورفعت من مستوى جودة الحياة، ووضعت المملكة في مصاف الدول المتقدمة، مع حفاظها الدائم على هويتها الإسلامية وخصوصيتها الثقافية.

وبين أن عيد الفطر يطلّ هذا العام ليكون مناسبة تجسّد معاني التلاحم الوطني والتراحم الإنساني، وتظهر روح التضامن والتكافل التي تتميز بها هذه البلاد المباركة، مشيدًا بالجهود غير المحدودة في خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما، سائلًا الله تعالى أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، ويبارك في جهودهما، ويسدد خطاهما لما فيه خير البلاد والعباد، وأن يعيد عيد الفطر المبارك على الجميع بالأمن والإيمان، والسلام والاطمئنان، والخير والنماء.

مقالات مشابهة

  • السيد الرئيس أحمد الشرع يتلقى التهاني والتبريكات بعيد الفطر المبارك عقب أداء صلاة العيد في مصلى قصر الشعب بدمشق بحضور مفتي الجمهورية وعدد من الوزراء والمسؤولين وشخصيات من المجتمع السوري.
  • مفتي الجمهورية يهنئ الرئيس السيسي والأمتين العربية والإسلامية بحلول عيد الفطر
  • مفتي الجمهورية: الزكاة ركيزة أساسية لتحقيق العدالة الاجتماعية «فيديو»
  • مفتي عام المملكة يهنئ القيادة بمناسبة عيد الفطر المبارك
  • مفتي الجمهورية: اختلاف رؤية الهلال بين الدول أمر طبيعي
  • دعاء وداع شهر رمضان .. تعرفوا عليه
  • مفتي الجمهورية يستقبل مدير المركز المسيحي الإسلامي للتهنئة بعيد الفطر
  • مفتي الجمهورية يعزي دولتي بورما وتايلاند في ضخايا الزلزال المدمر
  • 7 عادات يومية تمنعك من بناء الثروة
  • بدء كلمة السيد الرئيس أحمد الشرع في مؤتمر تشكيل مجلس الإفتاء الأعلى وتعيين مفتي الجمهورية العربية السورية