كشف موقع Politico الأمريكي، الجمعة كواليس الهجمات التي شنها التحالف الأمريكي ضد أهداف للحوثيين في اليمن.

وقال الموقع إن المناقشات استمرت لأيام، رغبةً من الرئيس الأمريكي جو بايدن في استنفاد الخيارات الدبلوماسية، وسط انقسام بين إدارته والبنتاجون بشأن الرد على هجمات الحوثي. 

وجاء الاجتماع صباح أول يوم من عام 2024، بعد أن شن الحوثيون هجوماً آخر على سفينة شحن دولية في البحر الأحمر، وأبدى بايدن استعداده حينئذ لمناقشة احتمالات الرد العسكري الأمريكي على هذه الهجمات.

 

فيما انقسمت توجيهات بايدن إلى شقين، إذ وجَّه فريقه إلى بذل المزيد من الجهد على الجبهة الدبلوماسية لإصدار قرار من الأمم المتحدة بإدانة الهجمات؛ وأمر وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) بإعداد العدة لخيارات الرد العسكري على الحوثيين. 

ثم آلت مناقشات هذا الاجتماع بعد نحو 10 أيام من انعقاده إلى تنفيذ الولايات المتحدة وحلفائها ضربات واسعة النطاق على أهداف تابعة للحوثيين في اليمن، في ساعة مبكرة، الجمعة، وقالت الولايات المتحدة إن الضربات جاءت رداً على هجمات الصواريخ والطائرات المسيرة التي شنَّها الحوثيون على السفن التجارية في المياه الدولية منذ نوفمبر/تشرين الثاني.

وأمر بايدن فريقه في اجتماع 1 يناير/كانون الثاني بالتعاون مع شركاء الولايات المتحدة لإصدار بيان يتضمن تحذيراً نهائياً للحوثيين قبل العمل العسكري. وكان وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن قد خضع للتو لعملية جراحية لعلاج سرطان البروستاتا قبل 10 أيام، ثم نُقل إلى وحدة العناية المركزة على إثر مضاعفات مرتبطة بالعملية. 

وكانت نائبة أوستن، كاثلين هيكس، هي المسؤولة فعلياً عن وزارة الدفاع من 2 إلى 5 يناير/كانون الثاني. ولم يعلم بقية أعضاء فريق الأمن القومي التابع لبايدن بدخول أوستن إلى المستشفى حتى الخميس 4 يناير/كانون الثاني.

وفي 3 يناير/كانون الثاني، أصدرت الولايات المتحدة و13 دولة أخرى بياناً أنذرت فيه الحوثيين أنهم سيتحملون "العواقب" الكاملة لأية هجمات أخرى على السفن التجارية. لكن البيان لم يردع الحوثيين عن خطواتهم. 

خيارات عسكرية للرد على الحوثي 

وفي أعقاب الهجوم الذي شنّه الحوثيون بما يقرب من 20 من الطائرات المسيرة وصواريخ كروز والصواريخ الباليستية على سفن عسكرية أمريكية، دعا بايدن فريقه للأمن القومي إلى اجتماع آخر في ذلك اليوم.

وعُرضت على بايدن خيارات الرد العسكري على الحوثيين مرة أخرى. وقرر بايدن في نهاية الاجتماع أن الوقت قد حان للمضي قدماً في الرد. وأصدر تعليماته لأوستن، الذي كان لا يزال يعمل من المستشفى، بتنفيذ الضربات. 

وقال مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأمريكية إن تنسيق العملية استغرق بضعة أيام لأن الدول الأخرى المشاركة أرادت الإطلاع على المستند القانوني للضربات، ومعرفة الإسهام الذي تريده الولايات المتحدة منهم على وجه التحديد.

ولم يأمر بايدن بشنِّ الضربات الأمريكية على الحوثيين لأكثر من 9 أيام بعد أن أوعز إلى فريقه للأمن القومي بتحديد الخيارات العسكرية للهجوم، وتوافق ذلك مع ما أعلن عنه مراراً من رغبة في استنفاد الخيارات الدبلوماسية، وتجنب انجرار الولايات المتحدة إلى حرب أخرى في الشرق الأوسط. 

وقصفت طائرات مقاتلة أمريكية وبريطانية، ومعها سفن حربية وغواصات أمريكية، الجمعة، مواقع عسكرية للحوثيين في جميع أنحاء اليمن، وركزت الهجمات على مواقع إطلاق الطائرات المسيَّرة وصواريخ كروز وصواريخ الحوثيين الباليستية، ومستودعات تخزينها.

وقال مصدر مطلع إن الغواصة النووية الأمريكية "يو إس إس فلوريدا" شاركت في الهجوم، وهي غواصة مزودة بصواريخ توماهوك كروز الموجهة، وشاركت كذلك طائرات مقاتلة من طراز "إف إيه 18 هورنت" انطلقت من فوق متن حاملات الطائرات "يو إس إس دوايت أيزنهاور".

وقال بايدن: "إن الإجراء الدفاعي الذي اتخذناه اليوم يأتي في أعقاب حملة دبلوماسية واسعة النطاق، وهجمات متصاعدة للحوثيين على السفن التجارية"، و"هذه الضربات المحددة إنما هي رسالة واضحة مفادها أن الولايات المتحدة وشركاءنا لن يتساهلوا مع الهجمات على قواتنا، ولن يسمحوا لجهات معادية بتعريض حرية الملاحة للخطر في إحدى أكثر الطرق التجارية أهمية في العالم". 

وأسدلت هذه الضربات الستار على أسابيع من الضغوط المتزايدة على بايدن للرد عسكرياً على هجمات الحوثيين.

وكان الجيش الأمريكي قد وضع خططاً أكثر قوة للردِّ العسكري خلال الأسبوع الأول من ديسمبر/كانون الأول، إلا أن كبار مسؤولي بايدن اتفقوا على عدم استحسان توجيه ضربات مباشرة للحوثيين في هذه المرحلة. 

ويقول الحوثيون إنهم يشنون هجماتهم على السفن المتجهة إلى إسرائيل، دعماً للفلسطينيين، وخشي المسؤولون الأمريكيون أن يستفز الهجوم على الحوثيين إيران ويدفعها إلى الرد، وهو ما يعني المخاطرة بتوسيع حرب الاحتلال على قطاع غزة إلى صراع إقليمي.

المصدر | متابعات

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: ینایر کانون الثانی الولایات المتحدة على الحوثیین للحوثیین فی على السفن

إقرأ أيضاً:

المبعوث الأمريكي يحذر من من سلوكيات الحوثيين ويقول إن استراتيجيتهم بدأت في الانهيار

قال المبعوث الأميركي لليمن تيموثي ليندركينغ إن "إستراتيجية الحوثيين في اليمن بدأت في الانهيار، لأنهم نفروا المجتمع الدولي بهجماتهم لسفن الشجن في البحر الأحمر والقمع الذي يمارسونه ضد المدنيين.


ودعا ليندركينغ خلال فقرة من حلقة 14-11-2024 من برنامج "من واشنطن"، الذي يبث على منصة "الجزيرة 360"جماعة إلى وقف هجماتهم "المتهورة والعشوائية" في البحر الأحمر.

وقال إن "الموقف في اليمن دقيق للغاية"، مشيرا إلى أن هناك هدنة قائمة حاليا وتوقفا للقتال العنيف الذي استمر لسنوات.

وحذر من خطورة التصعيد العسكري لجماعة “الحوثيين” وتداعياته على جهود السلام.

وانتقد ليندركينغ الهجمات "المتهورة والعشوائية" التي ينفذها الحوثيون في البحر الأحمر، والتي "تستهدف الملاحة وأدت إلى مقتل بحارة أبرياء وإحراق وإغراق سفن".

وقال إن "الجميع ملوا من هذا ويشعرون بالإحباط من تصرفات الحوثيين، ويريدون وقف كل هذه الهجمات".

ودعا الدبلوماسي الأميركي الحوثيين إلى وقف هجماتهم في البحر الأحمر، قائلا: "إذا شهدنا بعض التصرفات العقلانية من الحوثيين، فقد نتحدث في العودة إلى جهود السلام التي تريدها الإدارة الأميركية الحالية".


مقالات مشابهة

  • «بايدن»: العلاقة بين الولايات المتحدة والصين يجب أن تكون حول المنافسة
  • “ليندركينغ”: ترامب لن يقبل باستمرار هجمات الحوثيين للسفن
  • المبعوث الأمريكي يحذر من من سلوكيات الحوثيين ويقول إن استراتيجيتهم بدأت في الانهيار
  • لبنان يحدد موقفه من المقترح الأمريكي لوقف النار
  • الرئيس الأمريكي المنتخب ‘‘ترامب’’ يستعد لتوجيه ضربة قاصمة للحوثيين
  • بريطانيا: تجديد نظام العقوبات وسيلة ضغط على الحوثيين
  • الزبيدي والسفير الأمريكي يبحثان التعاون في مواجهة تهديدات الحوثيين بالبحر الأحمر
  • دولة دائمة العضوية في مجلس الأمن تنقذ الحوثيين من عقوبات قاسية وتهدد أمريكا بإفشال القرار الأخير
  • نادي صيد الحوثيين.. شارة تكشف حربا عنصرية تخوضها الولايات المتحدة في اليمن
  • صحف أميركية تكشف كواليس لقاء بايدن وترامب