مقاتلات سعودية في الأجواء اليمنية (وكالات)

سخرت السعودية من الغارات الأمريكية والبريطانية على اليمن، مقللة من تأثيرها على قوة  أنصار الله.

وكتب السياسي السعودي سليمان العقيلي تحليلا، نصه:

اقرأ أيضاً السعودية تضع حدا للجدل حول مستقبل اتفاق تطبيع العلاقات مع إسرائيل بعد حرب غزة 11 يناير، 2024 بعد إدانة الهجمات.

. واشنطن تكشف عن خطوتها العسكرية التالية في البحر الأحمر 11 يناير، 2024

لا يمكننا الاطمئنان الى التوقع بان تكون الضربات الامريكية البريطانية للمواقع العسكرية الحوثية فجر الجمعة ( 12 /12 / 2024) ذات قيمة عسكرية أو امنية او استراتيجية وقد لا تتعدى نتائجها المنافع السياسية الوقتية لاطرافها بما في ذلك الحوثيين انفسهم.

ويمكن الاطمئنان الى هذه النتيجة من خلال عدة مؤشرات.

اولاً : ان طبيعة الضربات محدودة ، وليست شاملة . وربما تقصر عن ان تكون حتى جراحية اذا جاز الوصف ! وعليه فهي لا تهدف لتقويض قوة الحوثيين العسكرية او حتى اضعافها او النيل منها.

ثانياً : ان الضربات ليست مفاجئة بحيث تحقق الصدمة والالم والخسارة فصحيفة (وول ستريت جورنال)  كانت تنبه الحوثيين للضربة منذ الخامس من يناير الجاري. وهي نفسها مع صحيفة التايمز البريطانية سربتا موعد الهجوم قبل حدوثه بساعات .

بما اتاح للحوثيين نقل جميع المعدات العسكرية من اماكنها واخلاء القواعد العسكرية من العناصر البشرية وتفادت بذلك اية خسائر بالقوة العسكرية البشرية والمادية!

ثالثاً : التضخيم المبالغ فيه للضربات في وسائل الاعلام الامريكية والدولية يهدف لتحقيق اغراض سياسية لا امنية؛ ومنها دولياً استعادة هيبة الولايات المتحدة المتضعضعة بسبب هجمات وكلاء ايران المتكررة على قواعدها في العراق وسوريا واليمن.

وداخلياً تهدف العملية لتعزيز صورة الرئيس بايدن الضعيف في الامن القومي في سنة انتخابية حساسة !

وهذا السيناريو في العملية العسكرية الانتقامية في اليمن يشبه الى حد كبير الضربات الايرانية الانتقامية لقاعدة عين الاسد الامريكية في العراق بعد تصفية قاسم سليماني عام 2020، حين ابلغت طهران نبأ الهجوم الى واشنطن قبل حدوثه بوقت كاف عبر الطرق الدبلوماسية(!!؟)وقد اعترف بذلك الرئيس السابق دونالد ترامب مؤخراً ، ما يعني ان هناك توافق امريكي ايراني حتى في ادارة سيناريوهات الاعمال العدائية ضد بعضهما البعض!

ويدرك المراقبون وهو ما اثبتته الوقائع والوثائق ان التاريخ الحديث شهد تعاوناً سياسياً وامنياً بين واشنطن وطهران بعد احداث 11 سبتمبر 2001 الارهابية وخاصة في افغانستان والعراق اثناء وبعد الغزو الامريكي للبلدين . ويعتقد على نطاق واسع ان عملية التخادم بين البلدين لازالت مستمرة ضد الامن القومي العربي ولادارة مصالحهما في الشرق الاوسط.

لذلك تبقى العملية العسكرية الامريكية الانجليزية في اليمن شكلية ومنزوعة الدسم فيما يتعلق بتأثيرها على سلامة الملاحة في البحر الاحمر . ومن الواضح انها تحقق بعض المكاسب السياسية للحوثيين – مثلما هو لامر لبايدن – ولن تضعفهم عسكرياً . فمن المتوقع ان الحوثيين سيستثمرونها  سياسياً للتزود  بشرعية ( نضالية مزورة!! )بعد ان اسقطوا الشرعية الدستورية بانقلابهم على السلطة الشرعية في 21 سبتمبر 2014 وحاولوا منذ ذلك الوقت ان يبدو امام الشعب اليمني كثوار  حقيقيين دون جدوى.

ولطالما استخدمت قضية فلسطين وسيلة لتوسل الجيوش العربية ( الشرعية الثورية )بعد الانقلاب على الحكومات المدنية الشرعية ! وهاهم الحوثيون يعيدون التاريخ نفسه ليس بفلسطين وحدها بل بمواجهة القوة الامريكية نفسها .. !!

من جهة الامريكيين فلا يمكن للمراقب ان يثق بحرصهم على الامن الاقليمي وهم الذين اخترعوا مفهوم الفوضى الخلاقة ، والشرق الاوسط الجديد والكبير وغيرها من المشروعات والمصطلحات التي تنبئ بعدم الاستقرار !

ولو كان الامريكيون صادقون في حماية الامن الاقليمي لسعوا لتقويض الدور الحوثي / الايراني المزعزع للاستقرار. والعابث بالامن الداخلي في الدولة الوطنية العربية .

وفيما يتعلق بموقفهم من الحوثيين ، فيمكن تذكر خطوطهم الحمراء امام الجيش اليمني اثناء سعيه لاستعادة صنعاء وكذلك الحديدة. كما قامت ادارة بايدن بحذفهم من قائمة المنظمات الارهابية ، ولم تغير هذه الادارة موقفها حتى بعد نشاطاتهم الاخيرة بالبحر الاحمر !

لكل ذلك يمكن اعتبار هجوم الجمعة على اليمن وتهديد الحوثيين بالرد انه مجرد استعراض امريكي / ايراني للقوة  بمنطقتنا فحسب!! دون ان يكون لدى اي من الطرفين النية لايذاء الآخر !

فلا تصدقوا افلام الاكشن الامريكية / الايرانية ، ولا حاجة لمزيد من ساعات التحليل السياسي التلفزيوني المضلل !

Error happened.

المصدر: مساحة نت

كلمات دلالية: البحر الاحمر السعودية اليمن امريكا بريطانيا

إقرأ أيضاً:

”نساء اليمن: سلاح حرب الحوثيين الجديد”

”نساء اليمن: سلاح حرب الحوثيين الجديد”

مقالات مشابهة

  • قناة النهار تُنهي تعاقدها بـ “ياسمين الخطيب” بعد أزمتها الأخيرة
  • كتيبة جنين تستهدف التجهيزات العسكرية بمستوطنة “شاكيد” شمالي الضفة
  • اليمن يثبّت مفاعيل “زمن هروب حاملات الطائرات الأمريكية”
  • واقع الهزيمة يحاصِرُ أمريكا من ميدان المواجهة إلى فضاء السردية.. “اليمن مخيف”
  • شهداء وإصابات في الغارات الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة
  • وكيل الدفاع الأمريكية مصدوم من تنامي قدرات الحوثيين العسكرية
  • أكسيوس: ترسانة الحوثيين “تصدم” البنتاغون
  • “ليندركينغ”: ترامب لن يقبل باستمرار هجمات الحوثيين للسفن
  • ”نساء اليمن: سلاح حرب الحوثيين الجديد”
  • الجيش الأميركي يكشف عن طراز المقاتلات التي شاركت في الضربات الأخيرة على مواقع الحوثيين