حكايات مؤلمة.. مشاهدات طبيبة أطفال بمستشفى في غزة
تاريخ النشر: 12th, January 2024 GMT
في مقال نشرته صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، نقل الكاتب توم بينيت ما روته الدكتورة سيما الجيلاني -طبيبة أطفال غادرت حديثا مستشفى الأقصى في وسط غزة– من قصص مؤثرة عن الإصابات الخطيرة التي عاينتها.
من بين تلك القصص المؤلمة حكاية فتاة تبلغ من العمر 11 عاما تعاني حروقا شديدة في الأنسجة لدرجة تصلب الأطراف، لم تكد تكفّ عن الصراخ، وهي في حالة مأساوية.
وكذلك حكاية طفل آخر يبلغ من العمر سنة واحدة بُترت ساقه، بينما كانت حفاضته ملطخة بالدماء.
وحسب رئيس منظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، يعدّ مستشفى الأقصى في دير البلح "أهم مستشفى متبقي في المنطقة الوسطى بغزة".
دمار
عندما وصلت الدكتورة سيما الجيلاني إلى المستشفى لأول مرة في أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي، رأت دخانا أسود يتصاعد من المباني المدمرة على بعد حوالي 600 متر من المستشفى.
وبعد أيام، كان الدمار على بعد 400 متر فقط. وحسب د. سيما "في كل يوم، عند صعود الدرج ونزوله، تلاحظ ارتفاع التوتر بشكل واضح حيث بدأ الناس يشعرون بالقلق أكثر فأكثر بشأن ما يعنيه أن المستشفى أصبح مزدحما بشكل متزايد".
ومع اقتراب القصف من المستشفى، كان حوالي 70% من العاملين في مجال الصحة قد أخلوا المكان، بما في ذلك د. سيما وفريقها.
ومن أبرز ما عاشه المستشفى، استهداف غارة جوية إسرائيلية مبنى من طابقين بالقرب من المدخل المستشفى، مما أسفر عن مقتل 20 شخصا على الأقل.
امتلأ المستشفى في الأسابيع الأخيرة، بالمدنيين الذين يبحثون عن مأوى داخله، وتصارعت العائلات والنساء الحوامل والأطفال للحصول على مساحة وسط الفوضى.
ووفقا للطبيبة، ينام العديد من أفراد الطاقم الطبي المحلي في المنشأة، ويقضي بعضهم ليلتهم "في البحث عن الطعام والماء"، في حين يضطر آخرون إلى إجلاء عائلاتهم من منطقة إلى أخرى.
مشاهد مؤلمة
وتتذكر طبيبة الأطفال أنها رأت أفرادا من طاقم العمل يتعرفون إلى بعض القتلى والجرحى من ضمن معارفهم.
وقالت "في وقت ما، كان من بين المرضى الخمسة الذين كانوا في غرفة الإنعاش، 4 أطفال، لقد شعرت بالصدمة والفزع الشديد إزاء عدد الأطفال والرضع الذين اضطررت إلى الاعتناء بهم نتيجة للقصف والغارات الجوية".
لكن المشهد الذي علق في ذهنها أكثر من غيره، هو مشهد عامل الإغاثة البالغ من العمر 23 عاما الذي بُترت ساقه.
نفِد المورفين من المستشفى، لذلك عولج في البداية بأدوية بديلة غير كافية. كان يتوسل من أجل الحصول على الماء، ولكن بما أنه كان من المقرر أن يخضع لعملية جراحية، لم يُسمح له بتناول أي شيء.
وذكرت أنها عملت شيئا يسيرا للغاية، حيث أخذت بعضا من الماء ومسحت جبهته بالماء البارد، ومسحت وجهه من الدم، وأزالت عنه الغبار، ووضعت بعض الماء من الشاش على شفتيه، وعندها هدأ تماما برغم الإصابات البليغة التي لحقت به، كان يريد أن يموت بكرامة فقط.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
لأول مرة.. تركيب دعامة معدنية بمنظار القنوات المرارية بمستشفى التأمين الصحي ببني سويف
نجح فريق طبي بمستشفى التأمين الصحي ببني سويف، في تركيب دعامة معدنية بالإثني عشر بإستخدام منظار القنوات المرارية، لأول مرة بالمستشفى.
ومن جانبه أشاد الدكتور محمد هاني غنيم، محافظ بني سويف، بالجهود المميزة التي بذلها الفريق الطبي بمستشفى بني سويف للتأمين الصحي، بعد نجاحه في إجراء عملية تركيب دعامة معدنية بالاثنى عشر باستخدام منظار القنوات المرارية، وذلك لأول مرة في المستشفى، وتمت العملية بنجاح مع وضع المريض تحت الملاحظة الطبية واستكمال علاجه بالمستشفى حتى استقرار حالته.
من جهته أوضح د. محمد فؤاد، مدير عام فرع هيئة التأمين الصحي ببني سويف، أن المستشفى قد استقبل المريض بقسم الجهاز الهضمي والكبد، وقد أظهرت الفحوصات حاجته لتركيب دعامة معدنية بسبب وجود ورم سرطاني ضاغط على الاثنى عشر، ما تسبب له في ضيق شديد بالمنطقة، مما استلزم التدخل لإجراء العملية لتركيب دعامة معدنية باستخدام المنظار.
فيما أضافت د. نرمين محمد نجيب مدير المستشفى، إلى أن هذا النجاح يمثل إحدى ثمار جهود تطوير المستشفى، التي تهدف لتوفير خدمات طبية نادرة ودقيقة لمنتفعي التأمين الصحي، مؤكدة أن تلك العملية المعقدة تتطلب مهارة عالية وتأتي استكمالًا لسلسلة من العمليات الدقيقة التي نفذها أطباء المستشفى مؤخرًا، وضمن خطة الهيئة لدعم وتطوير الخدمات الصحية بتوجيهات الدكتور محمد ضاحي، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للتأمين الصحي.
حيث أجرى العملية طاقم طبي ضم نخبة من أطباء الجهاز الهضمي والكبد، برئاسة: د. هاني أبو طالب، استشاري الجهاز الهضمي والكبد ورئيس القسم بالمستشفى، د. الزهراء محمد فهمي، ود.محمود جمال، ود. عمرو حلمي من كلية طب جامعة بني سويف، ود. عبدالرحمن الأزهري، ود. محمد كمال اخصائى الجهاز الهضمى والكبد، ود.إسراء كساب، ود. محمود مصطفى، ود. إسراء ربيع، ود. طه رجب، ود. محمد عبد المجيد، ود.عبد الله طلعت أطباء مقميين، بالإضافة إلى مساهمة فعالة من طاقم التمريض المتخصص: سميرة علي عباس وهناء محمد أحمد.
تجدر الإشارة إلى أن قسم الجهاز الهضمي والكبد قد تم افتتاحه مايو الماضي، ويقدم خدمات متعددة مثل مناظير المعدة والقولون واستئصال الزوائد اللحمية وعلاج دوالي المعدة والمريء، بالإضافة إلى مناظير القنوات المرارية، التي تُعد خدمة متفردة كانت تقتصر على مستشفى بني سويف الجامعي ومستشفى التأمين الصحي فقط.