الحكيم في ذكرى يوم الشهيد: تفعیل المجالس المحلية.. ورؤساء الأقضیة.. وزراء تنفیذیون
تاريخ النشر: 12th, January 2024 GMT
12 يناير، 2024
بغداد/المسلة الحدث: حدد رئيس تحالف قوى الدولة الوطنية، عمار الحكيم، الجمعة، أولويات ما بعد “الانتصار الانتخابي” في انتخابات مجالس المحافظات” محذراً في الوقت نفسه “من تداعيات العدوان الامريكي البريطاني على اليمن وانعكاسه على أمن واستقرار المنطقة”.
وقال الحكيم في كلمته بمناسبة ذكرى يوم الشهيد العراقي في الأول من رجب “يا أبناء و بنات شهيد المحراب و عزيز العراق، أيها الأوفياء لهذه المسيرة المباركة التي انطلقت ونمت وامتدت واستمرت ببركة دماء الشهداء والعلماء والصلحاء لتصل إليكم رايةً وأمانةً ومسؤوليةً، حدودها وأطرها القيم والثوابت والمبادئ ، وعمقها وجوهرها العقيدة والشريعة والعمل الصالح .
وأضاف “في كل عام في الأول من رجب .. نحيي يوم الشهيد العراقي .. ذكرى استشهاد الأب القائد والمرجع الشهيد والعالم الرباني ، شهيد المحراب الخالد والذي يتزامن في هذا العام مع الذكرى السنوية لرحيل سفير المرجعية العلامة الشهيد السيد محمد مهدي الحكيم (طاب ثراه) والذي اغتيل برصاصات الغدر الصدامي في السودان في السابع عشر من كانون الثاني عام 1988 م، ويتزامن ايضاً مع الذكرى السنوية الرابعة لقادة الانتصار”.
وتابع الحكيم “نحيي ذكرى شهيد المحراب لنجدد العهد والتمسك بثوابته ومبادئه التي رسمها وجاهد من أجلها واستشهد في سبيلها ، مؤكدين المضي على نهجه وقيمه الأصيلة ، التي تتمثل بالآتي:
أولا : العقيدة الصحيحة : فكل تيار جماهيري وكل حركة في المجتمع ينطلقان من عقيدة و رؤية واتجاه سليم ، مع مراجعةٍ دائمةٍ ومراقبةٍ مضاعفةٍ لمساراتها وأدوارها ، وتمسكها بالثوابت والأهداف.
وقد كان شهيد المحراب متمسكاً بعناصر العقيدة و مفرداتها ، منطلقاً من تعاليم الإسلام السمحاء ومبادئ التشيع الغراء ، بعيداً عن الإفراط والتفريط ، والمغالاة والتقصير ، فكان ملتزماً على امتداد مسيرته بقول الإمام الباقر عليه السلام : (يا معشر الشيعة، يا شيعة آل محمّد، كونوا النمرقة الوسطى {أي الاعتدال الخالي من الافراط والتفريط والغلو والتقصير} يرجع إليكم الغالي، ويلحق بكم التالي).
ثانيا : الهوية الأصيلة : إذ كان شهيد المحراب مصراً على الالتزام بالهوية الإسلامية الناصعة والشيم العربية الأصيلة والأعراف العراقية النبيلة التي تميز مجتمعنا وتصونه وتحافظ على وحدته وتاريخه وحضارته العريقة.
وبين السيد الحكيم إن “الهوية الأصيلة هي التي تضمن احترام الذات وتضمن احترام الآخر ، فالضياع والهوان هما مصير من لا هوية له ولا عنوان” مشيرا الى إن “الإسلام و القرآن والنبوة ومدرسة أهل البيت (عليهم السلام) والمرجعية الرشيدة، هي معالم شعارنا وهويتنا وعقيدتنا ومقدساتنا التي نتمسك بها فخراً واعتزازاً والتزاماً”.
ثالثا: العدالة والاعتدال : حيث تعلمنا من شهيد المحراب الخالد : أن أي حراك اجتماعي أو سياسي ، يجب أن يرتكز على هدف سام يتمثل في تحقيق العدالة للجميع ومكافحة التطرف والتمييز والتهميش في كل زمان ومكان.
وأوضح ان “العدالة ، مطلب إنساني فطري و ركيزة أساسية لبناء مجتمع فاعل متعايش يعززه حضور فعلي ملموس للجميع، كما أن الاعتدال في المواقف والسلوك والخطاب هو مبدأ أساسي في الوسائل والغايات على حد سواء كما ورد عن مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصف أتباعه وشيعته بقوله: (إن غضبوا لم يظلموا، وإن رضوا لم يُسرفوا، بركة على مَن جاوروا، سلمٌ لمَن خالطوا) في دلالةٍ واضحةٍ على ضرورة الاعتدال وتطبيق العدالة في كل موضع و في كل حين”.
وفي الشأن التياري الوطني بارك السيد الحكيم لأبناء تيار الحكمة “بما أنجزتموه وحققتموه في انتخابات مجالس المحافظات مؤخراً ، من مشاركة فاعلة ونصر كبير وعودة واثقة ميمونة إلى ساحات العمل و مساحة القرار و الانجاز وما كان ذلك ليتحقق لولا الإخلاص الحقيقي والتوكل على الله والمصداقية والاصرار على المبادئ وتأكيد الوجود وتثبيت الحضور بصولاتكم وغيرتكم التيارية المعهودة”.
وأضاف “أقولها بفخر و اعتزاز : لقد أثبتم يا أبناء الحكمة والحكيم .. قوتكم وقدرتكم على المطاولة والصبر والاستمرار وقد كشفتم بوضوح زيف مخططات السوء التي أرادت تحجيمكم وإبعادكم وإخراجكم من الساحة بفعل التزوير والتشويه والتسقيط ، وقد رددتم الصاع صاعين وانتصرتم باعتدالكم وحكمتكم على من أراد بكم سوءاً ، بالمكر والخديعة والتلاعب وأثبتم مجدداً أن قوة المنطق تتغلب على منطق القوة ، وأن قلاع الاعتدال والوسطية حصينة ومنيعة وجاذبة ، وأن العقلانية سيدة المواقف وأن شعبكم تواق للمصداقية والكلمة الطيبة والعمل النافع فالنصر نصركم أنتم .. أيها القادة .. وأيها الشباب .. يا أبناء الحكمة .. يا أنصار شهيد المحراب وعزيز العراق .. هنيئا لكم حلاوة النصر وقوة العزيمة وحصاد الجهد والحماس والميدانية”.
وأكد “إن وحدتكم و تعاونكم وتعاضدكم كان ولايزال مفتاح الفلاح ، .. وسر النجاح يكمن في هذه الوحدة وهذه الهمة وفي النوايا السليمة والعمل المشترك و التكاتف والتعاضد.. وهذا النصر ليس نصراً لمؤسسة تيارية أو مجموعة بعينها أو للقيادة وحدها ، بل هو نصر لتياركم بكل أبنائه ومنتظميه ومحبيه وأنصاره، إنه ثمرة الغيارى وحصيلة الوحدة وحصاد الايثار، أيها الأبطال الأبرار .. لقد حققتم الانجاز بالوحدة وبالصبر والبصيرة والمبدئية ، فلم تسمحوا لليأس والإحباط أن يؤثرا على عقولكم النيرة و قلوبكم النقية ، بل اتخذتم من الصبر درعاً ومن العمل المضاعف هدفاً ومن رد الاعتبار مقصداً ، فحققتم الغايات وحصدتم من التعب و العناء ثمرة الثقة والمحبة ، والتأييد من أبناء شعبكم الكريم المعطاء”.
وأضاف السيد الحكيم “كما أن هذا النصر يمثل حصيلة التراكم والاستمرار في الخطاب والفعل والقرار ، وعدم الانجرار وراء الانفعالات والتقلبات ، فمن كان ثابتاً ومستقيماً وعارفاً بمسالكه فإنه سيكون كالجبل راسخاً شامخاً ويكون بعيد النظر و راجح الرؤية ، ينظر ما وراء الأحداث و يستشرف المستقبل ، لا متزلزلاً ولا متقلبا كتقلب الأمواج {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ} وكنتم صابرين ثابتين ماكثين على الأرض بما ينفع شعبكم و أهليكم ، فمن الله عليكم بالعزيمة وسدد خطاكم بالنصر”.
ولفت الى إن “ماجرى سابقاً وما حدث اليوم ، فيه دروس وعبر وتجارب علينا الالتفات إليها وتعزيزها والتوقف عندها وما هذا الانتصار وحصد المقاعد والفوز بها إلا الخطوة الأولى نحو تحقيق الهدف الأسمى وهي خدمة الناس وقضاء حوائجهم وعمران المحافظات لرفد وطننا الحبيب وصونه واستقراره”.
وأوضح ان “المسؤولية الأكبر بدأت الآن، علينا التفكير والعمل وبذل الجهود المضاعفة لتحويل ما حصدتموه إلى آليات فاعلة لخدمة المجتمع وبناء الدولة وإعمار المحافظات، بالتعاون مع جميع الشركاء الذين فازوا بثقة الشعب واعتباراً من الآن فصاعداً ليس أمامنا هدف إلا توحيد الجهود في كل محافظة بشكل مستقل وبين المحافظات بشكل عام ، وبينها وبين المركز في إطار وطني مسؤول ، لتحقيق البرنامج الانتخابي لتحالف قوى الدولة الوطنية والبرامج الخيرة الأخرى التي تصب في مصلحة أبناء شعبنا الكريم”.
وشدد “لابد أن تكون لدینا أولویات محددة في مجالس المحافـظات.. تكمل مسار الحكومة الحالـیة لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني.. وتصب في تحقیق النجاح واستكمال خطوات البناء وتعزیز الاستقرار في البلاد وھو ما نجده ماثلاً في النقاط الآتیة:
أولا/ لابد من تفعیل مجالس الأقـضیة من حيث القانون وآلیات اختیار قائمقام یتحلى بالكفاءة والنزاھة والشجاعـة في اتخاذ القرار .. فالمنظومة الخدمیة في مجالس المحافـظات لاتقتصر على وجود المحافظ فقط .. بل یجب أن یتحول رؤساء الأقضیة إلى وزراء تنفیذیین للحكومة المحلیة.. لیكونوا خير سند وعـون للمحافظ.. فلا يحتكر أحدهم السلطة لحسابات عشائرية ومناطقية فقط .. بل يجب أن تحضر الخطط وآليات خدمة الأقضية والنواحي بلا تمييز أو استثناء.
ثانیا/ لابـد مـن تـركـیز أعـضاء مـجالـس الـمحافـظات عـلى مهامهم القانونية في الدعم والرقابة على أداء الحكومات المحلية .. وأن یـكون ھـناك تنسـیق عال بـین تـلك الـمجالـس وبين مجلس الـنواب.. فـلا إعـمار بـلا قـانـون.. ولا نـجاح بـلارقـابـة وتقویم ، ولابد أن تلتقي الرقابة مـع الـتنفیذ.. فـلكل مـسؤولـیته وعـلى الجـمیع أن یـتكامـل مـع ھـذه الـمسؤولـیة لـتحقیق الـنجاح والمصلحة العامة للمحافظة.
ثـالـثا/ لابـد مـن تطبيق الـبرنـامـج الانـتخابـي الـذي عـلى أساسه صوت الناخبون ومنحوا أصواتهم لأعـضاء مجالس المحافظات الفائزين (( و أوفوُا بالعهد إن العهد كان مسئولاً)).
ونوه السيد الحكيم الى ان “أولى أولويات هذه البرامج الانتخابية هي خلق فرص العمل لشبابنا وتهيئة الأرضية المناسبة لتوفير المشاريع الضامنة لفرص العمل .. بما يحقق طفرة نوعية في القطاع الخاص في العراق ومن دون هذه الرؤية لا نستطيع مواجهة تحديات البطالة بين صفوف شبابنا من الخريجين وغيرهم ولنبدأ مشوار التنافس والتسابق على الانجاز والخدمة وتحقيق الأجمل والأفضل في كل المحافظات ، ليكون العراق كله ورشة عمل على مدار الساعة فليتنافس المتنافسون على الخدمة لا على الامتيازات وعلى الانجاز لا على المكاسب وعلى المصلحة العامة لا الخاصة وليكن العمل من أجل الجميع لا من أجل جهة أو فئة أو مجموعة”.
وخاطب رئيس تحالف قوى الدولة الفائزين من التحالف في مجالس المحافظات بالقول “إن إخوانكم في التنظيم جميعاً لم يقصروا في دعمكم واسنادكم وقد أولاكم التيار الاهتمام والرعاية والعناية الفائقة و وقف معكم ليلاً نهاراً ، و بذلت الجهود الكبيرة ، لايصالكم إلى مواقع المسؤولية والخدمة ، فما عليكم إلا رد الجميل لتلك الجهود ولأبناء شعبكم ، بالعمل الدؤوب والمضاعف والتصدي بعزيمة للخدمة والتواجد الميداني، فليكن همكم الأول و الأخير هو رضا الله وخدمة الناس وتلبية مطاليبهم و تنمية محافظاتكم وعمرانها”.
وتابع “إن أبناء الحكمة أثبتوا مجدداً أنهم لايجلبون المصلحة لأنفسهم ، بل همهم وغايتهم وطنهم وشعبهم ، ولذا فهم يتوقعون ممن يتصدى للمسؤولية أن يكون على قدرها بالأمانة والنزاهة والكفاءة والخدمة ، ليحق لهم التباهي بعمله و فعله وخدمته، وأما من يخون أمانتهم وثقتهم و وقفاتهم، فينبذونه و يتبرأون منه و من سلوكه”.
وأضاف “أيها الفائزون بثقة أهلكم، اكسبوا قلوب الناس وقلوب من وقفوا معكم بالخلق الكريم والفعل الصالح والوفاء ، فقد جربتموهم أيام الشدة وخبرتموهم أيام الرخاء ، وهم كما يليق بأبناء الحكمة والحكيم ، مخلصون مثابرون خدومون و ثابتون في الميدان”.
وفي الشأن الدولي والإقلیمي قال السيد الحيكم “مـا زال الـكیان الصهيوني الـغاصـب موغلاً فـي طـغیانـه ورعـونـته فـي قـتل الأطـفال والـنساء مـن أھـلنا فـي غـزة والضفة وما زال الموقف الدولي خجولاً أمام محاولات وقف نزیف الدم وارجاع الحق إلى أهله”.
وأكد إن “الـقضیة الفلسـطینیة متجـذرة فـي عـقول ونـفوس الـعراقـیین جـمیعا.. ولا یـمكن الـسكوت أمـام ھـذا الـطغیان والـعدوان السافر عـلى الأرض والـمقدسـات.. والاسـتھتار بـأرواح الأبـریـاء مـن الـمدنـیین وغـیرھـم من قبل الكیان الصهيوني الغاصب”.
ودعا “الدول العربیة والإسلامیة والمجتمع الدولي وجمیع الأحرار في العالم الى أن یتخذوا موقفا جدياً لايقاف هذه الحرب الظالمة على الشعب الفلسطيني”.
وحذر الحكيم “من محاولات إعادة التوتـر إلى المنطقة.. فالحوار والتفاھـم ھـو الأساس الذي یجب أن يسود .. فالمنطقة لاتحتمل مزیدا من التھور والمجازفة والعبث”.
واستنكر “وبشدة العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن الصامد وخرق سيادته واستهداف منشآته” محذراً من “توسيع دوار الحرب القائمة على غزة والمخاطرة بالأمن والسلم الأقليمي”.
واختتم كلمته بالقول “في الـوقـت الـذي نسـتنكر فـیه اسـتھداف البعثات الدبـلوماسیة في الـعراق ونـعتبره تجاوزاً مرفوضاً على قرار الدولة وسيادتها .. فـإنـنا نـرفـض تماماً كـل أسالـیب الاعتداء عـلى مـقرات الحشـد الـشعبي ونـعتبره تـجاوزا عـلى سـیادة الـعراق وأمنه واسـتقراره.. ولا یـمكن أن تـبقى ھـذه الـتجاوزات مسـتمرة فـي بـلد نـعمل جاهدين عـلى اسـتعادة ريادته وحفظ أمنه واستقراره”.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: مجالس المحافظات السید الحکیم
إقرأ أيضاً:
أوقاف الفيوم تعقد 150 ندوة علمية ضمن برنامج «مجالس العلم والذكر»
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
عقدت مديرية أوقاف الفيوم عدد 150 ندوة علمية دعوية على مستوى المديرية بعنوان:”هَلْ تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إِلَّا بِضُعَفَائِكُمْ”، أمس الخميـس، بعد صلاة المغرب ضمن برنامج (مجالس العلم والذكر)، وذلك بتوجيهات من معالي وزير الأوقاف الدكتور أسامة السيد الأزهري، وبرعاية كريمة من الدكتور محمود الشيمي مدير المديرية، وبإشراف من مديري الإدارات، وبحضور نخبة من الأئمة المتميزين، وذلك في إطار جهود وزارة الأوقاف العلمية والدعوية، وضمن نشاط الوزارة في التصدي لأسباب الانفلات الأخلاقي.
وخلال هذه اللقاءات أكد العلماء أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أرسل إلى الناس كافة،فقال الله تعالى: { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ }(سـبأ:28)،ومن خلال حياته وسيرته ـ صلى الله عليه وسلم ـ رأينا أن تعامله مع الضعفاء والمساكين كان له شأن خاص، يعيش معاناتهم، ويقضي حوائجهم، ويزور مرضاهم، ويشهد جنائزهم، ويواسي فقيرهم، ويرحم ضعيفهم،فعن سهل بن حنيف - رضي الله عنه ـ قال:"كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأتي ضعفاء المسلمين ويزورهم، ويعود مرضاهم،ويشهد جنائزهم".
كما أشار العلماء أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بين لنا مكانة الصعفاء عند الله(عز وجل)، وأنهم من أسباب انتصار المسلمين،فكم مِنْ نصرٍ نُسِبَ في الدنيا لشخصيات،وأما عند الله فقد يكون له سبب آخر،وهو دعوة صادقة خالصة من رجل صالح من فقراء وضعفاء المسلمين،لا يعلمه ولا يفطن إليه أحد،فعن سعد بن أبي وقاص ـ رضي الله عنه ـ قال:( إنَّما يَنصر الله هذِهِ الأمَّة بضَعيفِها، بدَعوتهم وصلاتهم، وإخلاصهم )وعن أبي الدرداء ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم:( إنما تُنصرونَ وتُرزقونَ بضعفائكم )،ولذلك أوصى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في أحاديث كثيرة بالرحمة بالفقراء والضعفاء، والخدم والعبيد، وأوصى برحمة اليتامى وكفالتهم وإصلاح أحوالهم.
وفي الختام أوضح العلماء أن مفهوم المواطنة لا يتوقف عند العلاقة بين أصحاب الديانات المختلفة داخل الدولة الواحدة وفقط، فهذا محور واحد من محاور متعددة، بل إن هناك اهتمام غير مسبوق من الدولة المصرية بالمسنين وكبار السن والضعفاء وذوي الاحتياجات الخاصة، والتي أولتهم الدولة المصرية رعاية خاصة بتشريع القوانين التي تحفظ حقوقهم، في ظل قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية(حفظه الله).