ماذا يحدث عندما يظهر ثقب في بدن طائرة تحلق بالسماء؟
تاريخ النشر: 12th, January 2024 GMT
أثارت حادثة شركة “آلاسكا إيرلاينز” تساؤلات بشأن كيفية نجاة جميع الركاب، رغم وجود فجوة في بدن الطائرة وهي على ارتفاع 16 ألف قدم.
والأسبوع الماضي، اضطرت طائرة من طراز “بوينغ 737 ماكس 9” تابعة لشركة “ألاسكا إيرلاينز” للقيام بهبوط اضطراري بعد انفصال سدادة مخرج الطوارئ أثناء تحليقها في رحلة داخلية بالولايات المتحدة من بورتلاند (أوريغن) إلى أونتاريو (كاليفورنيا).
ونقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن خبراء قولهم إن الحادث الذي وقع، الجمعة، كان من الممكن أن يكون أسوأ بكثير، لو كانت الطائرة وصلت بالفعل إلى ارتفاعها الأعلى، حيث كان من الممكن أن يحدث تخفيف الضغط بقوة أكبر بكثير، وكان من الممكن أن يُسحب الركاب إلى خارج الطائرة.
لكن الطائرة كانت على ارتفاع 16 ألف قدم فقط وما زالت تصعد بعد دقائق من إقلاعها. ويعرف ضغط الهواء الجوي على أنه الوزن الكلي للهواء فوق مساحة معينة عند أي ارتفاع.
وتحتوي مقصورات الطائرات التجارية على هواء مضغوط، حتى يتمكن الركاب وطاقم الطائرة من التنفس بسهولة والحفاظ على مستويات الأكسجين الطبيعية، حتى أثناء الطيران على ارتفاع يزيد عن 30 ألف قدم.
وقال الأستاذ المساعد في كلية الطيران بجامعة “إمبري ريدل”، سكوت واغنر، إن الهواء في العديد من الطائرات يتم الاحتفاظ به بنفس الضغط الذي يتعرض له الأشخاص على ارتفاع 8000 قدم فوق مستوى سطح البحر، مما يحافظ على الوظائف الفسيولوجية الطبيعية للإنسان.
وحال وجود فجوة في بدن الطائرة وهي على تحلق على ارتفاع عال، يحاول الهواء الموجود داخل المقصورة أن يتعادل مع الهواء ذي الضغط المنخفض خارج الطائرة.
ويهرب الهواء الأكثر دفئا والمضغوط من المقصورة، مما يترك الركاب للتعامل مع انخفاض درجات الحرارة وقلة الأكسجين.
ويمكن أن تحدث 3 أنواع من انخفاض الضغط أو تخفيف الضغط على الطائرات: تدريجي أو سريع أو انفجاري.
وشهدت رحلة خطوط ألاسكا الجوية تخفيفا سريعا للضغط، وفقا لإدارة الطيران الفدرالية (FAA)، مما يعني أن الأمر استغرق أكثر من نصف ثانية حتى تم خفض الضغط في المقصورة.
وقع حادث “ألاسكا إيرلانز” بعد دقائق من الإقلاع، حيث كانت الرحلة على ارتفاع 16000 قدم، لذلك كان الفرق في الضغط بين الهواء داخل المقصورة والهواء الخارجي أقل مما كان يمكن أن يكون عليه على ارتفاع أعلى بكثير. وهذا يعني أن انخفاض الضغط حدث بقوة أقل مما لو كانت الطائرة تحلق على ارتفاع أعلى.
ووفقا للمكتب الوطني لسلامة النقل، لم يكن أيا من الركاب جالسا في أحد المقعدين المجاورين لجزء الطائرة الذي انفصل. لكن وسائل الإعلام الأميركية نقلت عن ركاب قولهم إن مراهقا كان جالسا في الصف نفسه تمزق قميصه بسبب الضغط مما أدى إلى إصابته بجروح طفيفة.
وبما أن الحادث وقع في بداية الإقلاع، فمن الطبيعي أن الركاب لا يزالون في مقاعدهم يربطون حزام الأمان. وإذا حدث الانفجار في وقت لاحق من الرحلة، فربما كان الركاب يسيرون في ممر الطائرة، مما يمكن أن يؤدي إلى نتائج كارثية محتملة أكثر بكثير.
وقال أستاذ الهندسة الميكانيكية وهندسة الطيران في جامعة كارلتون، جيريمي لاليبرتي: “على ارتفاع عال، أي شخص لم يكن يربط حزام الأمان، كان سيخرج مباشرة من الفتحة”.
وأضاف أن انخفاض الضغط كان من الممكن أن يكون أكثر انفجارا على ارتفاعات أعلى أيضا، ومن المحتمل أن يؤدي إلى تمزيق المزيد من بدن الطائرة.
في حالة تخفيف الضغط في المقصورة، يحاول الطيارون خفض مستوى تحليق الطائرة إلى ارتفاعات أقل، ويفضل أن يكون ذلك عند أو أقل من 10000 قدم، حيث يمكن للناس التنفس بسهولة أكبر.
وفي هذه الحالة، بدا أن الطيار تصرف بسرعة بعد أن انفجرت سدادة مخرج طوارئ الطائرة، حيث نزل بالطائرة إلى مستوى منخفض قبل أن يهبط اضطراريا بسلام.
الحرة
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: على ارتفاع أن یکون
إقرأ أيضاً:
طائرة كان يملكها عرفات تقوم برحلات سرية في المنطقة.. آخر من استخدمها بوهلر
كشفت صحيفة هآرتس العبرية، تفاصيل بشأن الطائرة الخاصة التي كان يملكها رئيس السلطة الفلسطينية الراحل ياسر عرفات، والتي تبين أن المبعوث الأمريكي آدم بوهلر، استخدمها في تحركاته بالمنطقة بصورة سرية قبل أيام.
وقالت الصحيفة، إن الطائرة الصغيرة، كان تنطلق من مطارات الاحتلال، باتجاه كينشاسا، في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وقبلها أقلعت من شرق السعودية وعملت على مدار العقد الماضي من مطار بن غوريون، فضلا عن رحلات إلى بغداد.
وأوضحت أنه تم نقل طائرة رئيس السلطة بعد وفاته إلى شركة مجهولة في قبرص، وكانت تحلق في العقد الماضي من بنغازي إلى وجهات في الشرق الأوسط وأفريقيا.
ولفتت إلى أن الطائرة من طراز تشالنجر 604، صنعتها شركة بومباردييه الكندية، برقم تسلسلي 5435. وخرجت من خط الإنتاج في عام 1999، وتم تسجيلها في النمسا برقم الذيل OE-IYA. ولم تكن التسمية عشوائية حيث تحتوي على الأحرف الأولى من اسم رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات YA .
وكانت الطائرة النمساوية 604 واحدة من طائرتين لكبار المسؤولين استخدمهما عرفات منذ أن استقر في رام الله بعد اتفاقيات أوسلو. وكانت الطائرة السابقة طائرة قديمة مسجلة جزائرية أهداها له الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
وفي تحقيق نشر في النمسا عام 2004، زعم أن من قام بتمويل شراء عرفات لطائرة تشالنجر الجديدة بمبلغ 29 مليون دولار هو بنك BAWAG النمساوي. وهذا هو نفس البنك الذي يزعم أن الأموال تدفقت من خلاله من رجل الأعمال النمساوي مارتن شالف إلى عائلة أرييل شارون، وكان البنك أيضا شريكا لشلاف في كازينو أريحا.
الطائرة، التي تحمل ألوان العلم الفلسطيني، استخدمها عرفات، من بين أمور أخرى، في رحلاته إلى الولايات المتحدة والصين والعواصم الأوروبية وغيرها، وبعد وفاة عرفات عام 2004، واصلت الطائرة التحليق حول العالم تحت لون مختلف وتسجيل نمساوي مختلف، في خدمة العديد من شركات الطيران الصغيرة.
وفي أيار/مايو 2016، غيرت الطائرة ملكيتها مرة أخرى، عندما تم تسجيلها في جزيرة مان باسم شركة قبرصية تدعى Durstwell Limited، وحصلت على رقم الذيل M-AAAM. وتعد جزيرة مان، إلى جانب سان مارينو، وجهة التسجيل المفضلة لرجال الأعمال الإسرائيليين والأجانب، الذين يسجلون طائراتهم هناك، غالبا باسم شركات مخفية في جزر فيرجن، بطريقة تجعل من الصعب تحديد المالك الحقيقي.
ومنذ ذلك الحين، ظلت الطائرة متوقفة بشكل دائم في مطارات الاحتلال، ويرجع الفضل في ذلك جزئيا إلى الإعفاء الرسمي الذي حصلت عليه من هيئة الطيران المدني الإسرائيلية. وتدير الطائرة من قبل الاحتلال شركة الطائرات الخاصة "شينو للطيران"، ووفقا لبيانات الطيران المرئية، قامت على مر السنين برحلات غير معلنة من "إسرائيل" إلى أفريقيا، وإلى وجهات في الشرق الأوسط التي لا تستطيع الطائرات الإسرائيلية الطيران إليها رسميا وإلى أوروبا.
ووفقا لمسجل الشركات في قبرص، تم تأسيس شركة Durstwell Limited في عام 2015 في نيقوسيا لأغراض "صيانة وتشغيل" الطائرة المعنية. وبحسب التقارير المالية للشركة، فإن قيمة الطائرة تنخفض كل عام بمقدار ربع مليون يورو، وتبلغ قيمتها حاليا حوالي 3 ملايين يورو فقط، وبحسب المسجل فإن مالك الشركة هو بشار المصري، وعنوانه مسجل في ولاية فرجينيا بالولايات المتحدة الأمريكية.
والمصري ملياردير فلسطيني يحمل الجنسية الأمريكية، وهو صاحب شركة قابضة عالمية ومؤسس مدينة روابي الفلسطينية. وبحسب ما نشره بن كاسبيت هذا الأسبوع، فإن المصري هو المستشار السري والمقرب لآدم بوهلر، مبعوث الرئيس ترامب في قضية الأسرى، والذي أجرى في الأشهر الأخيرة مفاوضات مباشرة وسرية مع حماس. وبحسب كاسبيت، استخدم بوهلر طائرة المصري للتحليق بين عواصم المنطقة، في إطار المفاوضات للإفراج عن الأسرى.
ووفقا لبيانات الطيران المرئية، منذ انتخاب ترامب وتعيين بوهلر، حدثت قفزة حادة في عدد الرحلات التي قامت بها طائرة المصري من أفغانستان، فمنذ كانون أول/ديسمبر سافر عدة مرات إلى قطر والقاهرة والرياض واسطنبول وأنقرة.
وفي نهاية الأسبوع الماضي، عاد إلى الدوحة مرة أخرى، كما زار بغداد، حيث أفادت التقارير، أن بوهلر ضغط على رئيس الوزراء العراقي من أجل إطلاق سراح المحتجزة إليزابيث زوركوف.
أما رئيس السلطة الفلسطينية الحالي، لم يعد يسافر في طائرة خاصة صغيرة مثل عرفات، فطائرة عباس الرئاسية هي من طراز بوينغ 737 بهيئة كبار الشخصيات، متوقفة في عمان ومسجلة في سان مارينو. وقبل ذلك، طار بطائرة جلوبال 5000 وتشالنجر 604 المسجلة في جزيرة أروبا في البحر الكاريبي