يحاكم إسرائيل أمام العالم.. من هو القاضي اللبناني نواف سلام؟
تاريخ النشر: 12th, January 2024 GMT
فتحت أبواب محكمة العدل الدولية اليوم لاستماع دراسي للدعوى المثارة ضد إسرائيل، حيث يتهمها الجانب الفلسطيني بتنفيذ جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة. يتجه الأنظار العالمية بفضول نحو تشكيلة القضاة، المكونة من 15 قاضيًا وقاضية يمثلون 15 بلدًا، سيكون تصويتهم المستقبلي بشأن قبول أو رفض الدعوى هو المحور الرئيسي للنقاشات، والعالم ينتظر هذا السيناريو بشغف.
نواف سلام، وُلد عام 1953، قاضي في محكمة العدل الدولية، حاز على شهادة الدكتوراة في العلوم السياسية من معهد الدراسات السياسية في باريس عام 1992، وحاصل على شهادة الماجستير في القانون من كلية الحقوق في جامعة هارفرد، وشهادة الدكتوراة في التاريخ من جامعة السوربون.
عمل كمحاضر في جامعة السوربون وباحث زائر في مركز ويذرهيد للعلاقات الدولية في جامعة هارفرد، إلى جانب ممارسته لمهنة المحاماة.
شغل منصب سفير ومندوب دائم للبنان في الأمم المتحدة في نيويورك من عام 2007 إلى 2017.
تميّزت ولايته في الأمم المتحدة بمداخلات متكررة في مجلس الأمن، داعيًا إلى احترام سيادة لبنان، وتعزيز سياسة النأي بالنفس من النزاع السوري، والسعي إلى إنهاء الإفلات من العقاب من خلال إنشاء المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في قضية اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري.
ثابر على الدفاع عن الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، بما في ذلك حق تقرير المصير وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
يعتبر شخصية ذات خلفية لبنانية بارزة وقاضٍ في محكمة العدل الدولية. بدأ مساره المهني كمحاضر في جامعة السوربون في باريس من عام 1979 إلى 1981، حيث قدم دروسًا حول التاريخ المعاصر للشرق الأوسط.
في مرحلة لاحقة، قاد سلام بحوثًا في مركز ويذرهيد للعلاقات الدولية في جامعة هارفرد خلال عام 1981، قبل أن ينتقل ليكون محاضرًا في الجامعة الأميركية في بيروت بين عامي 1985 و1989. في الفترة نفسها، شغل أيضًا مهنة المحاماة في مكتب يوسف تقلا.
في الفترة من 1989 إلى 1990، عاد ليكون باحثًا زائرًا في كلية الحقوق في هارفرد، وعمل كمستشار قانوني في مكتب محاماة إدواردز وانغلز Edwards & Angell LLP حتى عام 1992. عاودته إلى بيروت شكلت منصة لاستئناف مساره المهني والأكاديمي، حيث كان يشغل منصب أستاذ مساعد في العلوم السياسية بالجامعة الأميركية في بيروت.
تألق نواف سلام في مجال القانون وأخذ على عاتقه مهام إدارية، حيث شغل منصب مدير دائرة العلوم السياسية والإدارة العامة في الجامعة الأميركية في بيروت من 2005 إلى 2006. كما انخرط في مهمات تنظيمية واستشارية، حيث تم انتخابه عضوًا في المكتب التنفيذي للمجلس الاقتصادي الاجتماعي اللبناني وكذلك عضوًا في الهيئة الوطنية للأونيسكو.
في عامي 2005 و2006، قاد سلام جهودًا لإصلاح قانون الانتخابات في لبنان، وتم انتخابه أمينًا سرًا للهيئة الوطنية لإصلاح القانون الانتخابي. يتميز بتفانيه في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني وقضايا أخرى على الساحة الدولية.
رحلة نواف سلام السياسيةنوّاف سلام، نقل معناه في سجل حافل بالخدمة العامة والعمل الدبلوماسي. تسلّم المسؤوليات الدبلوماسية بتقلده منصب سفير ومندوب دائم للبنان في الأمم المتحدة في نيويورك خلال الفترة من يوليو 2007 حتى ديسمبر 2017.
تألقت ولايته في الأمم المتحدة بمداخلاته المتكررة في مجلس الأمن، حيث دعا إلى احترام سيادة لبنان وضمان استقراره، مع التركيز على تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701. كما قاد جهوده للتصدي للتحديات المتعلقة بالنزاع السوري وإقامة المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، خاصة فيما يتعلق بجريمة اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، بموجب قرار مجلس الأمن رقم 1757.
أظهر نواف سلام التزامًا قويًا بالقضية الفلسطينية، حيث دافع بإصرار عن حقوق الشعب الفلسطيني، بما في ذلك حق تقرير المصير وإقامة دولة فلسطينية مستقلة. وفي دوره كنائب رئيس دورة الجمعية العامة في الأمم المتحدة للفترة بين سبتمبر 2012 وسبتمبر 2013، وكممثل لبنان في المجلس الاقتصادي والاجتماعي ECOSOC في 2016 و2017، استمر في تقديم إسهاماته القيادية.
ترأس وشارك نواف سلام في العديد من الوفود اللبنانية في مؤتمرات وقمم دولية، بما في ذلك قمم حول التغير المناخي ومؤتمر التنمية المستدامة. رسم مسارًا حافلًا في العمل الدبلوماسي والخدمة العامة خلال تلك الفترة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: رئيس الحكومة دولة فلسطينية محكمة العدل الدولية اغتيال رئيس الحكومة يحاكم اسرائيل فی الأمم المتحدة مجلس الأمن فی جامعة لبنان فی
إقرأ أيضاً:
الرئيس اللبناني: انسحاب إسرائيل وإعادة الأسرى يحققان الاستقرار على الحدود
بيروت - أكد الرئيس اللبناني جوزاف عون خلال لقائه السيناتور الأمريكي روني جاكسون، السبت 22 فبراير 2025، أن الانسحاب الإسرائيلي الكامل من المناطق المحتلة وإطلاق سراح الأسرى اللبنانيين مطلبان لتحقيق الاستقرار على الحدود الجنوبية.
وتماطل إسرائيل في تنفيذ انسحاب كامل من البلدات التي احتلتها في جنوب لبنان خلال حربها الأخيرة، كما تماطل في الإفراج عن الأسرى اللبنانيين في تلك الحرب، رغم توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار.
ووفق بيان للرئاسة اللبنانية، استقبل عون السيناتور عن الحزب الجمهوري جاكسون، في قصر بعبدا الرئاسي شرق بيروت في حضور السفيرة الأمريكية ليزا جونسون.
وخلال اللقاء، أكد عون أن "الاستقرار في الجنوب وعلى طول الحدود يتطلب انسحاب الإسرائيليين من التلال (الخمسة) التي تمركزوا فيها، وإعادة الأسرى اللبنانيين الذين احتجزوا خلال الحرب الأخيرة".
وشدد على أن "هذا الموقف اللبناني ثابت ونهائي".
ولفت عون إلى أن "الجيش اللبناني انتشر في القرى والبلدات التي انسحب منها الإسرائيليون، وهو جاهز للتمركز على طول الحدود".
وأشار إلى أن "التعاون قائم بشكل جيد مع القوات الدولية العاملة في الجنوب بهدف تطبيق القرار 1701 وما ورد في الاتفاق (لوقف النار مع إسرائيل) الذي تم التوصل إليه في 27 (نوفمبر) تشرين الثاني الماضي".
وينص القرار 1701 على وقف العمليات القتالية بين "حزب الله" وإسرائيل، وإنشاء منطقة خالية من السلاح بين الخط الأزرق (المحدد لخطوط انسحاب إسرائيل من لبنان عام 2000) ونهر الليطاني جنوب لبنان، مع استثناء الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة المؤقتة "يونيفيل" من هذا الحظر.
وأكد عون أن "إسرائيل باستمرار احتلالها للتلال خرقت هذا الاتفاق، وعلى الدول الراعية له لا سيما الولايات المتحدة، الضغط عليها للالتزام به كليا بالاتفاق" .
وشدد لجاكسون على أن "الجيش اللبناني يقوم بواجباته كاملة وبالتنسيق مع ’اليونيفيل’، ولا صحة عن كل ما يشاع عن أنه يتهاون في تطبيق ما تم الاتفاق عليه".
وكان من المفترض أن تستكمل إسرائيل انسحابها الكامل من جنوب لبنان بحلول فجر 26 يناير/ كانون الثاني الماضي، وفقا لاتفاق وقف إطلاق النار، لكنها طلبت تمديد المهلة حتى 18 فبراير/ شباط الجاري.
ورغم مضي فترة تمديد المهلة، واصلت إسرائيل المماطلة بالإبقاء على وجودها في 5 تلال داخل الأراضي اللبنانية على طول الخط الأزرق، دون أن تعلن حتى الآن موعدا رسميا للانسحاب منها.
وتزعم إسرائيل أن بقاءها في تلك التلال نتيجة عدم قيام الجيش اللبناني بواجباته كاملة ضمن اتفاق وقف النار، وعدم قدرته على ضبط الأمن على طول الخط الأزرق.
طلب زيادة الدعم العسكري
خلال اللقاء مع السيناتور جاكسون، جدد عون كذلك "شكره الولايات المتحدة للدعم الذي تقدمه للبنان، وخصوصا للجيش".
وطالب بـ"زيادة هذا الدعم الذي يعزز من جهوزية الجيش اللبناني عدة وعددا، ويمكّنه من القيام بالمهمات على نحو كامل".
وأعرب عن أمله أن "يلقى المطلب اللبناني التجاوب المطلوب من الإدارة الأمريكية الجديدة ومجلسي النواب والشيوخ".
وخلال السنوات الأخيرة، كثفت دول غربية في مقدمتها الولايات المتحدة وفرنسا، دعمها العسكري واللوجستي للجيش اللبناني، في إطار عملها على ترجيح على رفع قدراته في مواجهة تصاعد قدرات "حزب الله" حليف إيران، وفق مراقبين.
وخلال السنوات الأخيرة، تأثرت قدرات الجيش اللبناني وتراجعت موارده نتيجة تداعيات أزمة اقتصادية غير مسبوقة تشهدها البلاد، ترافقت مع انهيار قيمة العملة المحلية (الليرة) مقابل الدولار، وشح في الوقود والأدوية، بجانب تراجع حاد بالقدرة الشرائية.
من جانبه، استهل السيناتور جاكسون اللقاء مع عون بـ"تهنئته على انتخابه" رئيسا في 9 يناير/ كانون الثاني، لينتهي بذلك فراغ رئاسي تجاوز عامين نتيجة خلافات سياسية.
وأكد وقوف الولايات المتحدة إلى "جانب لبنان الذي بدأ يستعيد عافيته بعد دخوله في مرحلة جديدة من الاستقرار على إثر انتخاب الرئيس عون وتشكيل الحكومة الجديدة" برئاسة نواف سلام في 8 فبراير الجاري.
وشدد على أنه سيعمل مع الرئيس دونالد ترامب وزملائه الشيوخ والنواب "من أجل توفير الدعم المادي والتجهيزي اللازمين للجيش اللبناني الذي يقوم بعمل استثنائي ويلقى الدعم من الجميع داخل لبنان وخارجه".
وأكد السيناتور جاكسون أن "التعاون بين لبنان والولايات المتحدة هو لمصلحة الشعبين اللبناني والأمريكي".
وبدأ عدوان إسرائيل على لبنان في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وتحول لحرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، ما خلّف 4 آلاف و110 قتلى و16 ألفا و901 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.
ومنذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار، ارتكبت إسرائيل 1010 خروقات له، ما خلّف 79 قتيلا و276 جريحا على الأقل، وفق إحصاء للأناضول استنادا إلى بيانات رسمية لبنانية.
Your browser does not support the video tag.