ما تروّيه الجدّات عن ضرورة اقتناء الدواجن
تاريخ النشر: 12th, January 2024 GMT
مع التصاعد المستمر لأسعار البيض خلال السنوات الأخيرة حتي تجاوز سعر الـ 30 بيضة أو الطاولة الواحدة، المائة والثلاثون جنيهًا، يتندر سكان الريف على تلك الثروة التي كانوا يمتلكونها في منازلهم وفرطوا فيها!
فلم يكنّ هناك منزلًا في المناطق القروية يخلو من الدواجن بأنواعها البط والإوز والدجاج البلدي والحمام والديكة الرومي والنوع الأخير كان علامة لثراء أصحاب المنزل وتفوقهم ماليًا على جيرانهم أو أهل منطقتهم،
وكانت اقتناء هذه الأنواع من الطيور الداجنة كان من لوازم تأسيس المنازل الجديدة وهو بالفعل موجودًا في المنازل القديمة، وفي التصميم المعماري للمنازل.
فقد كان البناؤون يراعون ذلك في الإنشاء ومنها ترك أجزاء بالطابق العلوي من المنازل المبنية بالطوب اللبن ومواد البناء الأخرى التقليدية دون سقف لتوفير التهوية وتمكين أشعة الشمس من بسط نفسها على الحظائر كفائدة للدواجن وتطهيرًا للأمكنة، وبعد شيوع البناء بالخراسانة كانت تلحق الحظائر بأخر طوابق المنزل ويكون في الغالب مكشوف السقف ومحاطًا بالجدران.
أصول تاريخية لاقتناء الدواجنفي الصعيد كمثال توازت ثقافة توارثتها أجيال مربيات الدواجن على مر الزمن مع وجود الطيور الداجنة بأنواعها ككائنات ذات نفع في المنازل، ووجود الثقافة يؤيد أن تربية الدواجن كانت لها مساحة مهمة في الذهنية الشعبية وتلك المساحة ليست طارئة بل قديمة وتنتهي عند العصور الفرعونية فقد جسدت الطيور على مناظر جدران المعابد مثلها مثل حيوانات الأضاحي التي كانت تقدم للمعبودات في الأعياد والاحتفالات، كذلك نقشت على حوائط المقابر لتصوير حياة المتوفي الآفلة والمتوقع تكراراها في رحلة البعث من جديد حسب المثيولوجيا الفرعونية، كما صوُرت الطيور وهي تعيش في أفنية بيوت النبلاء.
الديكة الرومي ترمز إلى الثراء!من هذه الثقافة اعتبار تربية الدواجن في المنزل نوعًا من الفأل الحسن وحسن الطالع لمستقبل الأسرة ووجودها يمثل الخير في المنزل بل هي نوع من التباهي بين الجيران بأكثرية تلك الطيور وتنوعها، خاصة عند وجود الديكة الرومية التي تزيد صاحب المنزل فخرًا بصوتها المميزِ بل أن تلك الثقافة أنتجت معتقدًا يكاد يندثر وهو الاستعانة بتربية الطيور الداجنة في المنازل المهجورة لطرد الأشباح التي تسكنها لو كانت المنازل مهجورة لفترات طويلة، ومن المعتقد أن الدجاجة التي تلف حول نفسها سكنتها الأرواح الشريرة!
موروثات مربيات الطيورحرضت تلك الثقافة مربيات الطيور المنزلية على الإبقاء على الدجاج والحمام تحديدًا لفترات طويلة بغرض التكاثر ولم تكن سيدات القري يفرطن في هذه النوعيات من الطيور إلا عند المناسبات ومنها حالات الولادة إذ جرت العادة ذبح عددًا من الدجاج البلدي أو ما يطلق عليه «العتاقي» لاحتوائه على قيمة غذائية عالية لمن وضعت وليدها، وكذلك اختيار طائرًا داجنًا لذبحه صباح شم النسيم أو ما يسمي بـ «الفرفيطة» وربما جاءت تلك التسمية من اللحظات الأخيرة للطائر بعد ذبحه.
وكانت المربيات تستبعدن الدجاج الذي يضع البيض من الذبح بغرض الاستفادة المستقبلية، وكذلك منع الأشخاص المعروف عنهم الحسد من رؤية إنتاج الدجاج من البيض لدرء الحسد واستمرار ذلك الإنتاج الوفير من الوجبة الدائمة والسريعة على الموائد، وربما مارست المربيات نوعًا من الإسقاط على الذكر الداجن فمن مورثات تربية الدواجن الأولوية للتضحية بالذكر «الديك» بذبحه والإبقاء على واحدًا فقط ضمن أسراب الدجاج، إذ نظرت هذه المورثات للذكر الداجن كونه ليس مفيدًا بالنسبة للإناث من نفس النوع وتطلق الثقافة على ديكه الدجاج صغيرة الأعمار «البدار
واعتنت المربيات بالطيور المنزلية المريضة بوصفات علاجية بسيطة ومنها طحن أقراصًا من الأسبرين وإذابتها في الماء وتقديمها للطيور التي تظهر عليها أعراض المرض، وكذلك طحن الطوب الأحمر وخلطه بالماء للدجاج ذو الأعمار الصغيرة لإضفاء الخشونة عليه، مثلما الحال بالعناية الفائقة بالحمام كونه وجبة مميزة ومرتبطة بالكرم والجود ومواسم الزفاف وغيرها.
تراجع اقتناء الدواجن فى المنازلندرت الثروة الداجنة من منازل القري وحتي الشرفات الواسعة في عقارات المدن التي كانت الحظائر المعلقة زاوية رئيسية فيها، كاقتصاديات منزلية صغيرة توفر الغذاء من اللحوم البيضاء والبيض كاستهلاك، وكتجارة مربحة ذات رأس مال محدود للمعيلات وذوات الدخل غير الثابت ممن يطلق عليهن النسوة المعيلات بالمناطق القروية اللاتي فقدن الزوج «العائل» فأصبحن القائمات بإعالة أبنائهن وتوفير دخل.
تراجع ذلك الاقتصاد المنزلي بشكل ملحوظ في العقود الأخيرة، رغم أهميته في توفير نوعين من الغذاء ـ اللحوم والبيض بالنسبة للأسر العادية، وكتجارة تدر ربحًا مقبولًا للمعيلات كون هذه المهنة نسوية في الغالب.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الديكة الرومي علامة الثراء الجدات
إقرأ أيضاً:
أول حالة خطيرة في أمريكا.. أعراض وأسباب إنفلونزا الطيور
كشفت مراكز منع انتشار الأمراض والوقاية منها في أمريكا عن تسجيل أول إصابة خطيرة بانفلونزا الطيور وقد أوضح البيان الذي نشره موقع فرانس ٢٤ ، أن الولايات المتحدة الأمريكية شهدت عدة إصابات الفترة الماضية ولكنها كانت حالات خفيفة إلا أن هذه المرة تعد الحالة خطيرة للغاية .
وكان موقع هيلث لاين كشف عن أعراض انفلونزا الطيور في تقرير هام وأكد ان الأعراض تظهر في غضون يومين إلى سبعة أيام من التقاط العدوى، وفقًا لنوع الإنفلونزا وفي أغلب الحالات، تشبه العلامات والأعراض ما للإنفلونزا العادية، وتشمل:
- سعال
- الحمى
- التهاب الحلق
- آلام في العضلات
- الصداع
- ضيق النفس
كما أكد العلمان أن بعض الأشخاص يشعرون كذلك بغثيان، أو يصابون بقيء أو إسهال وفي حالات قليلة، لا يشير إلى المرض سوى التهاب طفيف بالعين .
ويتساءل الكثير عن كيفية انتشار هذا الفيروس .
ووفقا لموقع مايو كلينك فأن الأسواق الموجودة في الهواء الطلق غير صحية حيث يُباع البيض والطيور في أحوال مزدحمة وغير صحية، تُعد بيئة لحدوث العدوى ويمكن أن تنشر المرض على نطاق أوسع صعب السيطرة عليه .
كما يمكن للحوم وبيض الدواجن غير المطهوة جيدًا من الطيور المصابة بالعدوى أن تنقل أنفلوانزا الطيور إذ إن لحوم الدواجن يجب أن تكون آمنة للأكل في حالة الطهو بدرجة حرارة داخلية تبلغ 165 فهرنهايت (74 درجة مئوية).
كما ينبغي طهي البيض إلى أن يصبح الصفار والبياض صلبين تماما .
وكانت وزارة الزراعة الأمريكية أعلنت عن اختبار إمدادات الحليب الوطنية لأنفلونزا الطيور الأسبوع المقبل، بعد إصدار السلطات تحذيرات من تفشيها وانتقالها إلى الأبقار.
وبموجب أمر فيدرالي جديد، يتعين على المنشآت والمزارع تبادل عينات من الحليب الخام لفحصها للتأكد من خلوها من انفلونزا الطيور.
ويشمل ذلك الكيانات التي لديها ناقلات الحليب السائب أو مرافق معالجة الألبان التي ترسل أو تحتفظ بالحليب المخصص للبسترة.
وظهر الفيروس لأول مرة مصاب به قطيع ماشية في تكساس في مارس، ومنذ ذلك الحين أصاب أكثر من 770 قطيعًا في 16 ولاية حتى 10 ديسمبر، وفقًا لوزارة الزراعة الأمريكية.
كما أن الفيروس يصيب ما يقرب من 60 شخصًا، وذلك بشكل رئيسي من خلال التعرض للأبقار أو الطيور المصابة، لكن المخاطر على الصحة العامة إا تزال منخفضة في الوقت الحالي، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.