صفوت عمارة: رجب مفتاح التهذيب والتدريب للفوز بشهر رمضان
تاريخ النشر: 12th, January 2024 GMT
قال الدكتور صفوت محمد عمارة، من علماء الأزهر الشريف، إنّ شهر رجب بداية النفحات الإلهية لمواسم الخيرات وأزمنة البركات، وبداية التدريب والتأهيل للفوز بشهر رمضان، ولقد فضَّل اللَّه عزَّ وجلَّ بعض الأزمنة من الأيام والشهور على بعض، وجعل لعباده في هذه الأزمنة الفاضلة نفحات، ولقد حثنا النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم، على اغتنام هذه النفحات في مواسم الطاعات حيث قال:- «افعلوا الخير دهركم، وتعرضوا لنفحات رحمة اللَّه، فإن للَّه نفحات من رحمته، يصيب بها من يشاء من عباده، وسلوا اللَّه أن يستر عوراتكم، وأن يؤمن روعاتكم» {أخرجه الطبرانى، وحسنه الألبانى} أي: افعلوا الخير فى عمركم، وتعرضوا لنفحات رحمة اللَّه في مواسم الخيرات وأزمنة البركات التي يصيب اللَّه بها من يشاء من عباده.
وأضاف «صفوت عمارة»، خلال خطبة الجمعة اليوم، أنَّ اللَّه فضَّل الأشهر الحُرم عن غيرها من شهور العام، وجعل الطاعات والعمل الصالح فيها أفضل ثوابًا وأعظم أجرًا، كما جعل الظلم فيها أشد إثمًا وأعظم وزرًا عمّا سواها من الشهور، وذلك بسبب شرف الزمان الذي حرّمه اللَّه فقال تعالى-: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ} [التوبة:36]، وقال القرطبي في تفسيره: "لا تظلموا فيهن أنفسكم بارتكاب الذنوب، لأن اللَّه سبحانه إذا عظّم شيئًا من جهة واحدة، صارت له حرمة واحدة، وإذا عظمه من جهتين أو عدة جهات، صارت حرمته متعددة، فيضاعف فيه العقاب".
وأوضح الدكتور صفوت عمارة، أنَّ الأشهر الحُرم أربعة هى (رجب وذُو القعدة وذُو الحجة والمحرم) ولقد ورد تعيينها في صحيحي البخاري ومسلم، فعن أَبي بكرةَ نفيع بن الحارث رضي اللَّه عنه عن النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال: "إنّ الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق اللَّه السماوات والأرض: السنة اثنا عشر شهرًا، منها أربعةٌ حُرم: ثلاثٌ مُتوالياتٌ: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان" [متفقٌ عَلَيهِ]، ولقد استمدت تسميتها وحرمتها حتى قبل الإسلام حيث كانت العرب في الجاهلية تحرم القتال في هذه الأشهر الأربعة، وسبب تحريمهم لذي القعدة وذي الحجة والمحرم هو تأمين أداء شعيرة الحج، فكانوا يحرمون قبله شهرًا ليتمكنوا من السير إلى الحج، ويسمونه القعدة لقعودهم عن القتال فيه، ثم يحرمون ذا الحجة وفيه أداءُ مناسكهم وأسواقهم، ثم يحرمون بعده شهرًا ليعودوا إلى ديارهم، وحرموا القتال في شهر رجب وسط العام لأجل زيارة البيت والإعمار، حتي يأمن قاصدُ البيت الغارة فيه، وقال ابن كثيرٍ في تفسيره: "كان الرجلُ يلقى قاتل أبيه فى الأشهُر الحُرم فلا يمُدُّ إليه يده"، إلا إذا بادر أحد في الإعتداء على أحد فحينئذ يسوغ له مقاتلته دفاعًا عن النفس ودرء للضرر اللاحق به؛ فعلينا أن نغتنم الأشهر الحُرم.
وأشار «صفوت عمارة» إلى أنَّ رجب هو مفتاح أشهر الخير والبركة، وشهر تهذيب النفس، والتدريب للفوز بشهر رمضان، حيث يجاهد الإنسان نفسه للتخلص من كافة الصفات السيئة والمكروهة الموجودة فيه، للوصول إلى درجة التقوى وزيادة الإيمان، وقال أحد السلف: رجب كالريح وشعبان كالغيم ورمضان كالمطر. فمن لم يزرع فى رجب ولم يسق فى شعبان فكيف يريد أن يحصد فى رمضان؟! فرجب شهر للزرع، وشعبان شهر السقي للزرع، ورمضان شهر حصاد الزرع، فمن أراد حصاد خيرٍ في رمضان، فلابد وأن يبدأ الزرع والغرس في شهر رجب، وأن يتعاهد ذلك في شهر شعبان، فعلى الإنسان أن يبدأ بالإعداد النفسي والروحي بالأعمال الصالحة في رجب، وأن يتعهدها بالتجويد والإتقان في شعبان، لكي يستطيع الإتيان بها على أكمل الوجوه في رمضان.
وأكد الدكتور صفوت عمارة، أنَّ الحسنات والطاعات تعظُم وتُضاعف فى تلك الشهور، والتقرب إلى الله عزّ وجلّ بالطاعة فى الأشهر الحُرم أفضلُ وأحبُّ إليه سبحانه من التعبد فى سائر الأيام، ويجب علينا أن نحذر من المعصية فى الأشهرُ الحُرم، لأنّها ليست كالمعصية فى غيرها، بل المعصيةُ فيها أعظمُ،
ويُستحب فى هذه الأزمنة كثرة التقرب إلى اللَّه تعالى بالعبادات وسائر الأعمال الصالحة، من توبة، وصلاة، وصيام، وصدقة، وعمرة، وذكر، وإماطة الأذى عن الطريق، والبشاشة فى وجوه الناس، والكلمة الطيبة، والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، والعطف على الفقير، والإحسان إلى المسكين، ومؤازرة الأرملة، ورحمة المصاب، والمسح على رأس اليتيم، وغيرها، وكل عامٍ وأنتم بخيرٍ.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: علماء الأزهر الشريف رمضان شهر رجب صفوت عمارة
إقرأ أيضاً:
حاكم الشارقة يتقبل تهاني ولي عهد أم القيوين بشهر رمضان
تقبل الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بحضور الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي، ولي عهد ونائب حاكم الشارقة، والشيخ عبدالله بن سالم بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، والشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، مساء الأحد، التهاني بحلول شهر رمضان المبارك من الشيخ راشد بن سعود بن راشد المعلا، ولي عهد أم القيوين، وذلك في قصر البديع العامر.
وتلقى التهاني والتبريكات بهذه المناسبة الدينية العظيمة من.. الشيخ أحمد بن سعود المعلا، نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أم القيوين، والشيخ ماجد بن سعود المعلا، رئيس دائرة السياحة والآثار في إمارة أم القيوين، والشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة، سفير مملكة البحرين لدى الدولة، ومن الشيوخ ومن كبار المسؤولين وأعيان البلاد وأبناء القبائل والمواطنين.وأعرب المهنئون عن خالص تهانيهم وتبريكاتهم إلى حاكم الشارقة بقدوم الشهر الفضيل، راجين الله سبحانه وتعالى أن يديم هذه المناسبة الدينية المباركة عليه بموفور الصحة ودوام العافية، وعلى دولة الإمارات بمزيد من التقدم والرخاء، وعلى الأمتين العربية والإسلامية باليمن والخير والبركات.
حضر الاستقبال كل من.. الشيخ محمد بن سعود القاسمي، رئيس دائرة المالية المركزية، والشيخ خالد بن عبدالله القاسمي، رئيس هيئة الشارقة للموانئ والجمارك والمناطق الحرة، والشيخ سالم بن عبدالرحمن القاسمي، رئيس مكتب الحاكم، والشيخ خالد بن عصام القاسمي، رئيس دائرة الطيران المدني، والشيخ فاهم بن سلطان القاسمي، رئيس دائرة العلاقات الحكومية، والشيخ سعود بن سلطان بن محمد القاسمي، مدير عام دائرة الشارقة الرقمية، والشيخ فيصل بن سعود القاسمي، مدير هيئة مطار الشارقة الدولي، وعبدالرحمن بن محمد العويس، وزير الصحة ووقاية المجتمع، وراشد أحمد بن الشيخ، رئيس الديوان الأميري، وعدد من كبار المسؤولين رؤساء ومديري الدوائر الحكومية.