حرب إسرائيلية مستعرة تشهدها أرشيفات الموسوعة الإلكترونية "ويكيبديا".. ولكنها حرب تدور بين طرف واحد؛ وهو الإسرائيليون أنفسهم.. بدون حماس ولا المقاومة.

روايات وحكايات متضاربة وشطب لأحداث وإضافة أحداث أخرى؛ ما يعكس التضارب الكبير في سرديات الحرب بين أبناء الشعب الواحد، حسبما نشر موقع الجزيرة.

وتجلت الاختلافات بين المعسكرات السياسية والدينية الإسرائيلية، من حيث التباين بوجهات النظر حيال الفشل والإخفاق بمنع الهجوم المفاجئ لفصائل المقاومة الفلسطينية، وسير الحرب.

ومحاولات تحويل المسؤولية عن الفشل إلى اتجاهات، وشخصيات أخرى.

وتعكس تلك الحرب مدى العمق والشرخ الذي أصاب المجتمع الإسرائيلي، وترسخ داخله لاعتبارات سياسية واجتماعية وطائفية ودينية وعقائدية.

تشويه معلومات

الموقع العبري "شومريم" رصد إقدام إسرائيليين على تغيير، وحذف مضامين أرشيف موسوعة "ويكيبديا" الخاصة بما يتعلق بدورهم في القتال بأحداث 7 من أكتوبر، والمسؤولية عن الفشل والإخفاق الاستخباراتي.

وليس فقط الحذف بل وصل الأمر إلى التضليل وتشويه المعلومات، ونشر معلومات مغلوطة عن بعض القيادات والشخصيات، وحتى شطب معلومات يرى بها البعض أنها تسئ إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

اقرأ أيضاً

أمام محكمة العدل.. إسرائيل: تعرضنا لإبادة جماعية والحرب على غزة دفاع عن النفس

وأشار الموقع إلى حذف معلومات حول دور قيادات أمنية سابقة في التصدي للهجوم المفاجئ على مستوطنات "غلاف غزة"، مثل ما قام به يائير غولان اللواء المتقاعد بالجيش الإسرائيلي الذي شغل منصب نائب رئيس هيئة الأركان، وكان من أوائل الذين وصلوا لمنطقة الغلاف ذلك اليوم.

وفي تحول يعكس الخلافات الداخلية بين الإسرائيليين بشأن قانون التجنيد وفرض الخدمة العسكرية على اليهود المتدينين "الحريديم" شُطبت عبارة "إخوة السلاح" وحُذفت معلومات تتعلق بالتعبئة المدنية والتطوع لإسناد قوات الاحتياط بالحرب.

ويقول الصحفي الاستقصائي ميلان تشيرني أن هناك من برر حذف ما قام به غولان، بأن "أفعاله تُستخدم للدعاية السياسية، وأن ذكرها في الموسوعة الإلكترونية جاء لاعتبارات غير موسوعية وغير قيمية".

حسابات مزورة

وحسب الموقع، حاول المستخدمون الذين تعمدوا دخول الموسوعة وتصفحها عبر حسابات مزورة حذف المعلومات التي تشير إلى مساهمة حركة "إخوة السلاح" في المجهود الحربي، بما في ذلك التعبئة المدنية، وغرف عمليات الطوارئ التي أنشأتها الحركة عندما اندلع القتال.

 وعللوا ذلك بأن مساهمتها ونشاطها في مساعدة المستوطنين لا يكاد يذكر مقارنة بالهيئات الأخرى.

وكجزء من الصراع.. يقول تشيرني "اتهم مستخدمون نشطاء الحركة بالتهديد برفض الخدمة العسكرية ضمن قوات الاحتياط"، وذلك ضمن الاحتجاجات التي شهدتها إسرائيل ضد التعديلات على الجهاز القضائي التي بادرت إليها حكومة نتنياهو.

تشويه غانتس

وبشأن المحتوى الإلكتروني في الموسوعة المتعلق بالوزير في مجلس الحرب بيني غانتس، وخدمته العسكرية عندما كان رئيسا للأركان عام 2015، فإنه تعرض لمحاولات إعادة صياغة من قبل المستخدمين الذين أرادوا إدراج معلومات سلبية فيه.

ووفقا للتقرير، فإن أحد المستخدمين حاول أن يضيف معلومات وادعاءات مفادها أن غانتس قام بتأخير عملية مشاة للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة عام 2015، من أجل منع الأضرار والمساس بحياة المدنيين الفلسطينيين، حتى على حساب المخاطرة بجنود فرقة غولاني، حسب زعمه.

اقرأ أيضاً

صور أقمار صناعية تكشف تدمير إسرائيل 44% من مباني غزة وخانيونس الأكثر تضررا

ليس هذا فحسب، بل ادعى مستخدم آخر أنه "خلال عملية العصف المأكول عام 2014، وعندما كان غانتس رئيسا للأركان، قدم تقييما كاذبا للحكومة آنذاك برئاسة نتنياهو، في محاولة لمنع احتلال غزة".

 وكتب المستخدم أن "غانتس هو المسؤول عن الوضع في غزة الذي أدى إلى أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول".

تحصين نتنياهو

ويشير التقرير إلى أنه لا يتم إجراء تغييرات غالبا في صفحات ويكيبديا التي تتناول حدثا تاريخيا منذ 3 عقود مضت، ولكن بعد أن قارن نتنياهو عدد القتلى اليهود في 7 أكتوبر بـ"ضحايا أوسلو" بدأ المستخدمون في الادعاء بأن "اتفاقات أوسلو" سبب الفشل والإخفاق الذي تسبب بأحداث ما يسمونه "السبت الأسود" في 7 أكتوبر/تشرين الأول.

وبحسب ما وثقه التقرير، فإن محررًا نشطا يدعة "يعقوب" قام مؤخرا بتحرير وإعادة صياغة معلومات ومضامين وصفت بـ "المسيئة والمشوهة" تتعلق برئيس جهاز الأمن العام " الشاباك" رونين بار، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" أهارون حاليفا، ووزير الأمن السابق "موشيه يعالون"، وكذلك أدخل تغييرات بمضامين متعلقة بضباط شاركوا في حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973.

ومن الواضح أنه كان من المهم ليعقوب أن يذكر في المعلومات عنهم أنهم دعموا خطة رئيس الوزراء السابق أرييل شارون لفك الارتباط عن قطاع غزة عام 2005 لكنه في الوقت نفسه تجنب توجيه أي انتقاد لنتنياهو وحكومته، بل عارض التعديلات التي تحملهم مسؤولية الإخفاق بمنع أحداث "طوفان الأقصى".

اقرأ أيضاً

هل تخفي إسرائيل أسماء ضباطها خشية ملاحقتهم قضائيا؟

 

 

 

 

المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إسرائيل الحرب الإسرائيلية طوفان الأقصى حماس

إقرأ أيضاً:

الشرطة الإسرائيلية تعتقل 3 متظاهرين وعائلات الأسرى تطالب نتنياهو بتنفيذ الاتفاق

أوقفت الشرطة الإسرائيلية، اليوم الجمعة، 3 متظاهرين يساريين إسرائيليين خلال مظاهرة في القدس المحتلة ضد الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ 15 شهرا على قطاع غزة، بينما أصدرت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة بيانا تطالب فيه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالالتزام الكامل بتنفيذ اتفاق تبادل الأسرى والهدنة.

واحتشد العشرات من المتظاهرين اليساريين في ساحة باريس في القدس، حيث رفعوا لافتات وهتفوا ضد الحرب على غزة، كما انتقدوا العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة في شمال الضفة الغربية المحتلة.

وقام المتظاهرون بقرع الطبول خلال المظاهرة، التي واجهتها قوات الشرطة الإسرائيلية بعنف، حيث اعتدت على المشاركين وضربت بعضهم، وصادرت اللافتات والطبول التي استخدمها المتظاهرون.

وقالت مجموعة "القدس حرة" اليسارية الإسرائيلية، التي نظمت الاحتجاج، في منشور على منصة "إكس"، "يمكنهم ضرب المتظاهرين، ومصادرة الطبول، إلا أنهم لا يستطيعون إيقاف الإيقاع".

وسبق أن نظمت هذه المجموعة عدة احتجاجات ضد الحرب الإسرائيلية على غزة، التي بدأت في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وأسفرت عن استشهاد وإصابة أكثر من 158 ألف فلسطيني، بالإضافة إلى اختفاء أكثر من 14 ألفا آخرين، معظمهم من النساء والأطفال.

إعلان الالتزام الكامل بالاتفاق

وفي سياق متصل، أصدرت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة بيانا تطالب فيه نتنياهو بالالتزام الكامل بتنفيذ اتفاق تبادل الأسرى والهدنة، والعمل على إعادة جميع المختطفين إلى ديارهم.

وجاء في البيان أن الحكومة الإسرائيلية قد وافقت على اتفاق شامل يهدف إلى إطلاق سراح جميع المختطفين وإنهاء الحرب، مؤكدة أن أي تأخير أو مماطلة في تنفيذ الاتفاق يعرّض حياة المختطفين للخطر.

وحذرت الهيئة من أن استئناف الحرب يعني "حكما بالإعدام" على من لم يتم إطلاق سراحهم بعد، داعية نتنياهو إلى التوقف عن المماطلة والبدء فورا بمفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق.

يجب أن يستقيل

ومن جهة أخرى، كشف استطلاع للرأي نشرته صحيفة "معاريف" العبرية أن 62% من الإسرائيليين يعتقدون أن نتنياهو يجب أن يستقيل من منصبه بسبب إخفاقه في منع هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. وفي المقابل، عارض 29% فقط فكرة استقالة رئيس الوزراء، بينما لم يعبّر 19% عن رأيهم.

وأشار الاستطلاع إلى أن 93% من ناخبي المعارضة يؤيدون استقالة نتنياهو، مقارنة بـ31% فقط من ناخبي أحزاب الحكومة. كما لفتت الصحيفة إلى أن 18% من ناخبي حزب الليكود، الذي يتزعمه نتنياهو، يعتقدون أن عليه الاستقالة بسبب مسؤوليته عن الفشل الأمني والسياسي.

ومن جهة أخرى، أظهر الاستطلاع أن 28% فقط من الإسرائيليين يعتقدون أن اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، الذي بدأ سريانه في 19 يناير/كانون الثاني الجاري، سيتم تنفيذه بالكامل. بينما توقع 39% ألا يتم تنفيذه بالكامل، ولم يعبر 33% عن رأيهم.

ومع استمرار الانتقادات الموجهة إليه بسبب إدارته للأزمة، يرفض نتنياهو إجراء أي انتخابات في الوقت الحالي، مدعيا أن إسرائيل منشغلة بالحرب في الوقت الراهن.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تكشف معلومات وتفاصيل جديدة عن هجوم 7 أكتوبر
  • من داخل التحقيقات.. معلومات وتفاصيل جديدة عن هجوم 7 أكتوبر
  • ماكرون يُطالب نتنياهو بسحب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان
  • دراسة حديثة: الحرب الإسرائيلية تخفض متوسط العمر المتوقع في غزة إلى النصف خلال عام واحد
  • ‏حماس: ندعو الإدارة الأمريكية إلى التوقف عن الأطروحات التي تتماهى مع المخططات الإسرائيلية
  • ماهي البندقية الإسرائيلية التي ظهر عناصر القسام بها جوار “المجندات”
  • عاجل - عز الدين الحداد يكشف تفاصيل غير مسبوقة عن هجوم 7 أكتوبر
  • أحداث «7 أكتوبر» تطارد نتنياهو.. إسرائيليون يطالبون برحيله
  • الشرطة الإسرائيلية تعتقل 3 متظاهرين وعائلات الأسرى تطالب نتنياهو بتنفيذ الاتفاق
  • استطلاع: تراجع شعبية نتنياهو وارتفاع المطالب باستقالته