هل يقبل حزب الله بالمقترح الأميركيّ لإنهاء الحرب؟
تاريخ النشر: 12th, January 2024 GMT
تنشط الحركة الدبلوماسيّة باتّجاه بيروت، في محاولة لإبعاد لبنان عن الصراع الدائر في غزة، وعدم توسّع رقعة المعارك إلى أبعد من الحدود الجنوبيّة. وفي هذا السياق، شدّد كلّ من مسؤول السياسة الخارجيّة في الإتّحاد الأوروبيّ جوزيب بوريل، ووزيرة الخارجيّة الألمانيّة أنالينا بيربوك، وأخيراً المبعوث الأميركيّ آموس هوكشتاين على ضرورة التقيّد بالقرار 1701، كمنطلق لوقف الإشتباكات في الجنوب، وتجنيب البلاد الحرب.
وكان لافتاً المقترح الأميركيّ الذي يقضي بإعادة الأراضي المحتلة إلى السيادة اللبنانيّة، لمنع إندلاع إشتباكات مستقبلاً على الحدود الجنوبيّة بين "حزب الله" وإسرائيل، إنّ حصل أيّ طارىء في غزة. وبحسب بعض مراقبي الحركة الأميركيّة والإتّصالات الدوليّة، هناك مخاوف غربيّة من عدم إنتهاء الحرب قريباً في فلسطين، ما سيُؤثّر على الوضع الأمنيّ في لبنان، وفي دول الشرق الأوسط، حيث الفصائل المواليّة لإيران تشنّ هجمات على القواعد الأميركيّة، وتُهدّد حركة الملاحة البحريّة في البحر الأحمر، ما يضرّ كثيراً بالإقتصاد العالميّ.
ويقول هؤلاء المراقبون إنّ همّ الإدارة الأميركيّة هو إبعاد "حزب الله" عن الحرب، لأنّه أقوى مجموعة مسلّحة تابعة لإيران، وبإمكانها توجيه ضربات قاسيّة لإسرائيل. ووفق المراقبين، فإنّ واشنطن تُحاول إغراء اللبنانيين بإعادة الأراضي المحتلّة في الجنوب إلى الدولة اللبنانيّة، لأنّها تعتقد بأنّ هذا الأمر سيُسقط أهداف "الحزب"، أيّ أنّ حجّة السلاح والمقاومة لن تكونا ضروريتين في المرحلة المقبلة، إنّ قبلت الضاحيّة الجنوبيّة بما يطرحه هوكشتاين.
وتُعوّل أميركا على نجاح تسويتها، منطلقة من إعلان السيّد حسن نصرالله بأنّ "لبنان أمام فرصة تاريخيّة لتحرير أراضيه"، ما رأت فيه واشنطن أنّه يُمهّد لقبول "حزب الله" باستعادة الأراضي اللبنانيّة التي تحتلّها إسرائيل،في مقابل وقف عمليّاته العسكريّة في الجنوب.
وفي هذا السياق، يُذكّر المراقبون بأساسيّات وضعها "الحزب"، أوّلها إنهاء الحرب في غزة، وإدخال المساعدات إلى القطاع الفلسطينيّ المُحاصر. ثانيّاً، يقول المراقبون إنّ "حزب الله" أعلن أنّ أراضي لبنان المحتلّة قد تستعيدها الدولة، بسبب منطق القوّة الذي فرضه. ثالثاً، يُتابع المراقبون أنّ تطبيق الـ1701 ليس مرتبطاً بـ"المقاومة"، والأخيرة تدعو الجيش الإسرائيليّ إلى التقيّد به، وعدم خرق السيادة اللبنانيّة، وترى أنّ القرار الدوليّ يُنفّذ في الحال، فور وقف إسرائيل عدوانها على غزة.
ويلفت المراقبون إلى أنّ الطروحات الأميركيّة لا يُمكن قبولها من قبل "حزب الله"، إنّ لم ينجح وزير الخارجيّة أنتوني بلينكن في تهدئة الأوضاع الأمنيّة في غزة، فمسار المُحادثات التي تجري في لبنان، مرتبط تماماً بالإتّصالات التي تحصل في الموازاة مع القيادة الفلسطينيّة، وأيضاً الإسرائيليّة. ويُضيفون أنّ لا شيء واضحاً حتّى اللحظة في توجّه العدوّ الإسرائيليّ إلى التهدئة في غزة، وهو يصرّ على إكمال عمليّاته العسكريّة، وبقتل المدنيين هناك، بينما لا تزال الولايات المتّحدة بحسب أوساط "حزب الله"، تُشجّع وتدعم ما تقوم به الحكومة الإسرائيليّة، ضدّ الشعب الفلسطينيّ.
إلى ذلك، يوضح المراقبون أنّه من دون التوصّل لاتّفاق عادلٍ بحلّ الدولتين، وبقيام دولة فلسطينيّة مُعترف بها من المجتمع الدوليّ، وعاصمتها القدس الشرقيّة، وبإيقاف كافة الأعمال الإسرائيليّة العدائيّة ضدّ الشعب الفلسطينيّ، وبأحقيّة شعوب العالم بزيارة الأماكن المقدسة من دون قيود، وعدم التعرّض للمسجد الأقصى، يستحيل على "حزب الله" أنّ يترك سلاحه.
ويُشير المراقبون إلى أنّ موضوع السلاح مرتبط حصراً بإيران، ومن دون قرار مفاجىء منها، ومن دون تقديم تنازلات غربيّة لها، وبالإعتراف بحقّها في حيازة الطاقة النوويّة، فإنّها ستستمرّ بمضايقة حلفاء أميركا في المنطقة. ويرى المراقبون أنّ السلام في لبنان، مرتبط بالسلام في المنطقة، وبالتقارب الإيرانيّ من الدول العربيّة والغربيّة.
ويختم المراقبون قولهم إنّه من المُمكن جدّاً أنّ تتنازل واشنطن أكثر لـ"حزب الله"، عبر تعزيز موقعه السياسيّ في لبنان، ودعم مرشّحه سليمان فرنجيّة لرئاسة الجمهوريّة، لكن هذا مرهون بوقفه الحرب، وعدم تدخّله بما يجري في غزة، وقبوله بالإنسحاب إلى شمال الليطاني.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
الفصائل الفلسطينية: أوقعنا 10 جنود للاحتلال الإسرائيلي بين قتيل وجريح
أعلنت الفصائل الفلسطينية، أنها أوقعت 10 جنود للاحتلال الإسرائيلي بين قتيل وجريح بعد الاشتباك معهم من المسافة صفر داخل حي الجنينة شرق رفح الفلسطينية جنوبي قطاع غزة، حسبما أفادت قناة القاهرة الإخبارية في خبر عاجل.
ويستمر العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية منذ السابع من أكتوبر 2023، الذي أسفر عن استشهاد وإصابة ونزوح وفقدان عشرات الآلاف من الفلسطينيين.
تحرك فوري لإنهاء النزاع في منطقة الشرق الأوسطوفي هذا السياق، دعا جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، اليوم الأحد، المجتمع الدولي للتحرك الفوري لإنهاء النزاع في منطقة الشرق الأوسط، مشددًا على عدم وجود سبيل لاحتواء الصراع إلا بوقف إطلاق النار بشكل فوري وتنفيذ كامل للقرار الأممي 1701.
ارتفاع ثمن غياب السلام في الشرق الأوسطوذكر جوزيب بوريل، أنّ ثمن غياب السلام في منطقة الشرق الأوسط صار مرتفعًا للغاية ولا يمكن تحمله، مشددًا على أنّ الغارات الإسرائيلية قتلت أكثر من 3500 شخص واستهدفت الطواقم الطبية والمستشفيات، مجددًا الدعوة إلى ضرورة وقف المجازر الإسرائيلية في قطاع غزة وإنهاء الحرب فورا.