إعلام الإسماعيلية ينظم لقاءً توعويًا بعنوان: "مهارات الإستثمار في القوة البشرية من أجل حياة أفضل"
تاريخ النشر: 12th, January 2024 GMT
نظَّم مركز الإعلام بالإسماعيلية، بالتعاون مع وحدة تكافؤ الفرص وتمكين المرأة بديوان عام محافظة الإسماعيلية، لقاءً توعويا، ضمن فعاليات حملة تنمية الأسرة المصرية التي يطلقها قطاع الإعلام الداخلي التابع للهيئة العامة للاستعلامات تحت شعار "أسرتك.. ثروتك".
استهدف اللقاء مسئولي وحدات تكافؤ الفرص على مستوى المحافظة والمديريات الخدمية والمراكز والمدن والقرى والمجتمع المدني، وذلك في إطار التأكيد على ضرورة التوعية بتنمية الأسرة المصرية، بهدف الارتقاء بجودة حياة المواطن وضبط النمو السكاني وتحسين جودة الخدمات والاستثمار في العنصر البشري بالأسرة المصرية وإعادة التواصل البنَّاء في البيت المصري.
وأشارت إيناس يوسف مدير مركز الإعلام، إلى أهمية الدور الذي يقوم به قطاع الإعلام الداخلي، في رفع درجة الوعي والتثقيف بين فئات المجتمع المختلفة خاصة في وقتنا هذا الذي تتكاتف فيه كل الجهود، لتحقيق التنمية من أجل حياة كريمة، وأكدت أن مشروع الأسرة المصرية يحظى باهتمام كبير من جميع الجهات للارتقاء بالخصائص السكانية ومواجهة القضية السكانية من منظور تنموي شامل وليس من منظور صحي فقط، كذلك التزام الدولة بربط البعد السكاني ببعد التنمية، من خلال تقديم حوافز إيجابية للسيدات داخل المشروع.
وتحدثت كريمة ناصر مدير وحدة تكافؤ الفرص وتمكين المرأة بالإسماعيلية عن الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة المصرية ٢٠٣٠، وأهداف التنمية المستدامة والتي تشمل ٤ محاور عمل أساسية تتكامل مع بعضها البعض وهي:
•(محور التمكين الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والحماية للمرأة وذوي الهمم).
وأكدت ضيفة اللقاء الدكتورة إيناس الخباز رئيس مجلس إدارة المؤسسة المصرية الحديثة للتنمية البشرية على الدور الهام الذي يلعبه العنصر البشري في تحقيق التنمية والاستقرار للمجتمع، وأن رأس المال البشري (رصيد المعرفة التقنية، والمعارف، والمهارات في بلد ما)، حيث يضم رأس المال البشري مجموعة واسعة من المهارات، بما في ذلك التعليم والتدريب والخبرة العملية ومهارات التعامل مع الآخرين، وهو عامل حاسم في التنمية الاقتصادية، لأنه يمكِّن الأفراد من المساهمة في الاقتصاد وتحسين مستوى معيشتهم.
مشيرة إلى أن الاستثمار في الإنسان أساس أي تنمية اقتصادية، ومحور أي نهضة مجتمعية، وركيزة أي تطور ونماء، وقد شهدت الدول التي ركزت على بناء الإنسان والاستثمار فيه تطورًا سريعًا، ليس على المستوى الاقتصادي فحسب بل أيضًا على مستوى تطور الوعي لدي الأفراد وتعاملهم مع مختلف تحديات الحياة، فكانت الامتيازات والنجاحات الاقتصادية التي حققتها هذه المجتمعات نتيجة طبيعية لبناء الإنسان وتكوينه ليكون أساسًا للنهضة الجديدة ومحركًا لها.
تأتي تلك اللقاءات تنفيذًا لتوصيات اللواء شريف فهمي بشارة محافظ الإسماعيلية، نحو دعم وتمكين المرأة في كافة المجالات فهي أساس الأسرة وعمادها.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الإسماعيلية تمكين المرأة وحدة تكافؤ الفرص الأسرة المصریة
إقرأ أيضاً:
مراحل تطور حياة الإنسان الانفعالية والاجتماعية: الفرد العراقي بين التقاليد والتحولات المجتمعية
آخر تحديث: 20 نونبر 2024 - 12:09 صبقلم: د. مصطفى الصبيحي تعد حياة الإنسان العراقي رحلة معقدة من التغيرات الانفعالية والاجتماعية التي يتداخل فيها تأثير التقاليد الراسخة مع التحولات الجذرية التي شهدها المجتمع العراقي على مر العقود، لاسيما في ظل الحروب والاضطرابات الأمنية التي مر بها البلد. تبدأ رحلة الفرد العراقي منذ الطفولة، حيث يُنشأ في بيئة تُعلي من شأن العائلة والتقاليد المجتمعية. في هذه المرحلة، يتلقى الطفل العراقي تعاليمه الأولى حول الانتماء للأرض والعائلة والعقيدة، مع تربية تقليدية تركز على التضامن والتكافل. لكن الطفولة في العراق، رغم كونها مليئة بالحب والرعاية، لا تخلو من الاضطرابات التي قد تؤثر على تكوين شخصية الطفل في مجتمعه.مع بداية مرحلة المراهقة، يشهد الفرد العراقي بداية الصراع الداخلي بين ما تربى عليه من قيم اجتماعية وبين الرغبة في التحرر والتفرد. لكن هذا الصراع لا يمر في بيئة محايدة، بل في وسط من التوترات السياسية والاجتماعية التي تمزق البلاد. الحروب التي مر بها العراق، من حرب الخليج إلى الاحتلال الأمريكي ثم النزاع مع تنظيم داعش، كانت لها تأثيرات عميقة على نفسيات الأجيال المختلفة. في ظل هذه الأجواء، يزداد تعقيد المشاعر والتفاعلات النفسية للمراهق العراقي. فالفرد في هذه المرحلة لا يواجه فقط تحديات النمو الشخصي، بل يتعين عليه التكيف مع بيئة مليئة بالعنف والخوف والدمار. ثم يأتي الشباب العراقي، الذي يتحمل تبعات مرحلة العمر الحرجة في وسط من الحروب المستمرة. الشباب العراقي في هذا العصر لا يعرف الاستقرار العاطفي والاجتماعي؛ بل يشهد مرحلة من التحولات الكبيرة، إذ يعاني من شظف العيش جراء الحروب والأزمات الاقتصادية. هذا الجيل، الذي نشأ في ظل الحروب المستمرة، يجد نفسه في صراع دائم مع ماضيه الذي يعكس صورًا مأساوية من الدمار والتهجير والفقد. كانت حرب العراق مع داعش بمثابة نقطة فارقة في حياة كثير من العراقيين، حيث عايش الشباب مشاهد القتل والدمار التي طالت العديد من العائلات. كثير من الشباب فقدوا أحبائهم، سواء كانوا في قتال ضد التنظيم الإرهابي أو ضحايا لجرائمه. الفقد كان متكررًا، حيث لا يقتصر الأمر على الموت في المعركة، بل يشمل مشاهد مقتل الأب أو الأم أو الأخ على يد أفراد التنظيم، ما يعمق من الانكسار النفسي والتدمير العاطفي للشخصية العراقية. في هذا السياق، يصبح الشاب العراقي أكثر تبلدًا في مشاعره، أكثر شكًا في المستقبل، ولكن في نفس الوقت أكثر تمسكًا بتقاليد العائلة والقبيلة، تلك التي تمثل آخر حصون الأمان. الشخصية العراقية في مرحلة النضج تواجه ضغوطًا اجتماعية ونفسية غير مسبوقة. جيل الشباب الذي كان قد شاهد مقتل أحد أفراد أسرته على يد داعش أو غيرها من القوى الإرهابية، يعاني من اضطرابات نفسية طويلة الأمد نتيجة مشاهد العنف المتكررة. التحدي الأكبر هنا لا يكمن فقط في إعادة بناء الحياة بعد هذه الصدمات، بل في كيفية التوفيق بين الهوية الشخصية والعاطفية من جهة، وبين التوقعات المجتمعية من جهة أخرى. يظل الانتماء الاجتماعي والعائلي أحد الركائز التي تحاول الشخصية العراقية التمسك بها رغم كل الأزمات. على الرغم من الضغوطات النفسية والعاطفية الهائلة، تظل الأسرة العراقية بمثابة الملاذ الآمن للفرد، حيث لا يزال المجتمع يشد من أزره في مواجهة الصدمات. مع دخول مرحلة الشيخوخة، يظل الفرد العراقي محملاً بذكريات الحرب والنزوح، ومشاهد الفقد التي ستظل تلاحقه. تعكس الشخصية العراقية في هذه المرحلة مقاومة حية للظروف القاسية التي مرت بها، لكن هذا لا يعني أن التعايش مع الجراح النفسية والاجتماعية يكون سهلاً. لا تزال مشاهد الموت والحروب تلاحق الفرد العراقي حتى في سنواته المتقدمة، حيث لا يمكنه أن يتجاهل الألم الذي عايشه من جراء مقتل أحبائه. كما أن عمليات النزوح والتهجير التي شملت العديد من الأسر العراقية أثرت بشكل كبير في تكوين الهوية الاجتماعية للفرد، حيث أصبح المنفى أو العودة إلى الأراضي التي دُمرت من جراء الحرب جزءًا من معاناته اليومية.الواقع العراقي، بكل ما يحمله من تضحيات وآلام، قد ساهم في تشكيل شخصية عراقية شديدة الصلابة والتحدي، لكنها في الوقت نفسه، مليئة بالقلق والانكسار العاطفي. فالفرد العراقي، رغم كل ما مر به من تحولات اجتماعية وسياسية، يظل متمسكًا بتقاليده العائلية والدينية التي تمثل له جزءًا من مقاومته الداخلية. وبالرغم من التحولات الكبرى التي شهدها العراق، يبقى الأمل في إعادة بناء الذات والمجتمع حاضرًا، على الرغم من الألم الذي تسببه الحروب والأزمات السياسية التي طالما أثرت على كل جوانب الحياة في البلاد.