بين تنديد وترحيب ودعوات وقف التصعيد، تباينت ردود الفعل الدولية، الجمعة، في أعقاب الضربات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا على أهداف تابعة للحوثيين في اليمن.

وأكدت الولايات المتحدة وبريطانيا وثماني دول حليفة على أن الضربات التي استهدفت الجماعة المسلحة في اليمن تهدف إلى "خفض التصعيد" في المنطقة، بعد الهجمات التي شنها المتمردون على سفن النقل التجاري بالبحر الأحمر.

وجاء في بيان مشترك لحكومة أستراليا والبحرين وكندا والدنمارك وألمانيا وهولندا ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية والمملكة المتحدة والولايات المتحدة أن "هدفنا يبقى خفض التصعيد في التوترات وإعادة الاستقرار إلى البحر الأحمر، ولكن يجب أن تكون رسالتنا واضحة: لن نتردد في الدفاع عن الأرواح وضمان حرية حركة التجارة في أحد الممرات المائية الأكثر أهمية في العالم في مواجهة التهديدات المتواصلة".

ألمانيا

قالت وزارة الخارجية الألمانية، الجمعة، إن الضربات في اليمن كانت تهدف إلى منع وقوع المزيد من الهجمات في البحر الأحمر.

وكتبت الوزارة على منصة التواصل الاجتماعي إكس "يظل هدفنا هو تهدئة التوترات واستعادة الاستقرار في البحر الأحمر".

بلجيكا

وقالت وزيرة الخارجية البلجيكية، حاجة لحبيب، إن بلادها تعمل مع شركائها في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لاستعادة الأمن في منطقة البحر الأحمر.

وقالت في تغريدة لها على موقع إكس إن "الهجمات المستمرة التي يشنها الحوثيون تشكل خطرا حقيقيا على استقرار المنطقة وتمثل تصعيدا لا يفيد أحدا".

الدنمارك

وأعلن وزير خارجية الدنمارك، لارس لوكه راسموسن، في بيان، الجمعة، عن دعم بلاده تدعم بشكل كامل الضربات الأميركية والبريطانية ضد الحوثيين في اليمن.

والدنمارك هي مقر شركة الشحن الكبرى ميرسك، التي أعلنت في وقت سابق من هذا الشهر، أنها ستحول مسار كل سفن الحاويات من البحر الأحمر إلى طريق رأس الرجاء الصالح حول أفريقيا في المستقبل المنظور.

وانضمت الدنمارك الأسبوع الماضي، إلى بيان أميركي يطالب الحوثيين بوقف هجماتهم على السفن التجارية في البحر الأحمر.

وأضاف راسموسن "ستكون الفاتورة ضخمة إذا نجح الحوثيون في إجبار حركة الشحن الدولية على التحول بعيدا عن البحر الأحمر وقناة السويس. 12 بالمئة من جميع السفن المدنية تمر عبر هذا المضيق تحديدا".

السعودية

ودعت الخارجية السعودية في بيان اليوم الجمعة إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد، وذلك بعد ضربات نفذتها الولايات المتحدة وبريطانيا على مواقع على صلة بجماعة الحوثي في اليمن.

وقالت الخارجية في البيان "نتابع بقلق بالغ العمليات العسكرية التي تشهدها منطقة البحر الأحمر والغارات الجوية التي تعرضت لها عدد من المواقع في الجمهورية اليمنية".

اليابان

من جهته، قال يوشيماسا هاياشي كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني للصحفيين، الجمعة، إن اليابان تدعم تحركات الولايات المتحدة وبريطانيا لتأمين العبور الآمن للسفن بالقرب من شبه الجزيرة العربية.

وتابع للصحفيين أن اليابان تندد بتصرفات القوات الحوثية التي تنتهك حرية عبور السفن في المنطقة.

فرنسا

أما باريس، فقد جددت إدانتها لهجمات الحوثيين على سفن تجارية في البحر الأحمر، ودعت إلى وقفها فورا في أعقاب الضربات المشتركة.

وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان "بهذه الأعمال المسلحة يتحمل الحوثيون مسؤولية بالغة الخطورة عن التصعيد في المنطقة".

تطالب فرنسا التي أرسلت فرقاطة إلى المنطقة "أن يوقف الحوثيون فورا" هجماتهم مشيرة إلى أن من "حق" الدول التحرك على ما جاء في بيان لوزارة الخارجية.

وأضاف البيان أن باريس "ستستمر في تولي مسؤولياتها والمساهمة في سلامة الملاحة البحرية في هذه المنطقة بالتنسق مع شركائها" موضحة أن الفرقاطة "لانغودوك" الفرنسية دمرت مسيّرات في المنطقة خلال كانون الأول/ديسمبر.

وكان قائد العمليات الفرنسية في المحيط الهندي الأميرال إيمانويل سلار قال الخميس إن الانتشار العسكري الفرنسي في البحر الأحمر "يبقى تحت قيادة فرنسية" "ولا يتلقى الأوامر" من الشريك الأميركي.

روسيا

وفي المقابل، وجهت روسيا، انتقادات حادة للولايات المتحدة وبريطانيا بسبب تنفيذهما الضربات، وقالت موسكو إنها أدت إلى تصعيد التوتر في أنحاء الشرق الأوسط وأظهرت تجاهلا تاما للقانون الدولي.

كما طلبت روسيا عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لبحث هذه المسألة اليوم الجمعة.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا "الضربات الجوية الأمريكية في اليمن مثال آخر على مخالفة الأمريكيين والبريطانيين لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة".

وأضافت أن الضربات أظهرت "تجاهلا تاما للقانون الدولي" و"تؤدي إلى تصعيد الموقف في المنطقة".

الصين

بدهورها، دعت الصين جميع الأطراف إلى منع اتساع رقعة النزاع في الشرق الأوسط

وقالت الناطقة باسم الخارجية الصينية، ماو نينغ إن "الصين تشعر بالقلق من التصعيد في التوتر في البحر الأحمر.. نحض الأطراف المعنية على التهدئة وممارسة ضبط نفس لمنع اتساع رقعة النزاع".

ونفّذ الحوثيون عددا متزايدا من الهجمات ضد أي سفن اعتبروا أنها على صلة بإسرائيل في الممر التجاري الدولي منذ اندلاع الحرب في غزة ردا على هجوم غير مسبوق شنّته حركة حماس داخل إسرائيل في السابع من أكتوبر.

وشددت بكين، الجمعة، على أن "منطقة البحر الأحمر ممر مهم (للعمليات) اللوجستية الدولية وتجارة الطاقة".

وقالت ماو "نأمل أن تتمكن الجهات المعنية من القيام بدور بنّاء ومسؤول في ما يتعلّق بحماية الأمن الإقليمي والاستقرار في البحر الأحمر بما يتوافق مع المصالح المشتركة للمجتمع الدولي".

وتابعت أن الصين تحضّ "جميع الأطراف على المحافظة بشكل مشترك على الممرات المائية الدولية وتجنّب مضايقة السفن المدنية إذ ان ذلك يضر بالاقتصاد العالمي والتجارة".

إيران

نددت إيران اليوم الجمعة بالهجوم الأمريكي البريطاني على الحوثيين في اليمن وحذرت من أنه سيفاقم "انعدام الأمن والاستقرار" في المنطقة.

ونقلت وسائل إعلام رسمية عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، القول في بيان الجمعة "ندين بشدة الهجمات العسكرية التي نفذتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة هذا الصباح على عدة مدن في اليمن".

وأضاف "نعتبر هذه الهجمات انتهاكا صارخا لسيادة اليمن ووحدة أراضيه، وخرقا للقوانين الدولية".

العراق

وفي أعقاب الهجوم، حذر فادي الشمري مستشار رئيس الوزراء العراقي، من أن الغرب يوسع الصراع بين إسرائيل حماس ويزيد التوترات في المنطقة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء العراقية.

حزب الله وحماس

من جانبها، نددت كل من جماعة حزب الله اللبنانية، وحركة حماس بالهجوم الأميركي البريطاني على اليمن.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة وبریطانیا فی البحر الأحمر وزارة الخارجیة فی المنطقة فی الیمن

إقرأ أيضاً:

إستراتيجية جو بايدن الفاشلة ضد تهديد الحوثيين

ترجمة: أحمد شافعي -

مع تزايد هجماتهم على السفن التي تمر عبر مضيق باب المندب والبحر الأحمر، يواصل الحوثيون تعريض حرية الملاحة والتجارة للخطر. لجأت إدارة بايدن في أول الأمر إلى استخدام البحرية الأمريكية لمواجهة التهديد، فلم يكن هذا في أحسن الأحوال إلا بمنزلة ضربة غير مؤثرة، ولم يكن في أسوئها إلا إشارة إلى إهدار موارد عسكرية هائلة مقابل نتائج قليلة. وفي هدوء، اعترفت إدارة بايدن بالفشل من خلال سحب مجموعة حاملات الطائرات «يو إس إس دوايت دي أيزنهاور» من البحر الأحمر إلى شرق البحر الأبيض المتوسط تحسبا لتصاعد القتال بين إسرائيل وحزب الله.

منذ البداية المبكرة، ربما كانت الاستراتيجية العسكرية الأفضل كثيرا لمواجهة تهديد الحوثيين هي استخدام مطار (أرض الصومال) في بربرة لإدارة عمليات مواجهة تهديدات الحوثيين وحماية الشحن. ففي حين أن الأمر يتطلب أربعة آلاف فرد لطاقم حاملة طائرات، فإن الأمر لا يتطلب إلا أربعة أفراد فقط لطاقم طائرة (أوسبري) أو فردين لا أكثر للطيران والقتال في طائرة إف-16. غير أن فريق الرئيس جو بايدن غالبا ما يقلل من أهمية الاستراتيجيات العسكرية إعلاء للاعتقاد بأن الدبلوماسية وحدها قادرة على إنهاء التهديدات التي يشكلها الخصوم الأيديولوجيون والعدوانيون.

وهنا أيضا، يؤدي الافتقار إلى الإبداع والانتباه إلى الديناميكيات المحلية بالبيت للأبيض ووزارة الخارجية إلى فقدان فرص لإنهاء تهديد الحوثيين وتحقيق الاستقرار والازدهار للشعب اليمني.

فعلى مدار فترة طويلة من الحرب الأهلية في البلاد، كان اليمن الجنوبي ينعم نسبيا بالسلام والاستقرار. وكما هو حال (أرض الصومال)، أغلق اليمن الجنوبي، بدعم إماراتي، الباب في وجه تنظيم القاعدة. ولأن للمواقف المحلية في اليمن أهميتها الكبيرة، ففي حال رفض زعماء القبائل والساسة تنظيم القاعدة، فإن التنظيم يتحرك بحثا عن أرض أكثر خصوبة. ولذلك فإن الاعتراف بحقوق اليمن الجنوبي وأرض الصومال في تقرير المصير بدلا من التضحية بحرية الملاحة والمصالح الأمريكية لصالح نظام موالٍ لإيران في صنعاء ونظام موال للصين في مقديشو كان ينبغي أن يكون قرارا يسيرا على صانعي السياسة الأمريكيين الرامين إلى توطيد الاستقرار ومنع الفضاء غير الخاضع للحكم على القاعدة أو غيرها من الجماعات المتطرفة التي يمكن أن تزدهر فيه.

والسياسات الأمريكية المحلية أيضا لها أهميتها. في الفترة التي سبقت انتخابات 2020 وبعدها مباشرة، أعلن بايدن، ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان، أن «الدبلوماسية قد رجعت». ومن خلال السماح للسعودية باستضافة البعثة الأمريكية في اليمن بدلا من إدارة قنصلية في عدن، أغلقت وزارة الخارجية الباب أمام فرص الدبلوماسية.

ويفضي هذا بوزارة الخارجية إلى تضييع فرص القضاء على الحوثيين وإعادة السلام إلى شبه الجزيرة العربية. في الثاني والعشرين من يونيو 2024، التقى اللواء عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ونائب رئيس المجلس القيادي الرئاسي، مع عشرات المسؤولين المناهضين للحوثيين من صعدة في الجزء الشمالي الغربي من البلد. ووعد الزبيدي بدعم المقاومة المناهضة للحوثيين في صعدة وعبر المحافظات التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن. وتمثل رغبة زعماء القبائل بمعقل الحوثيين في إدارة ظهورهم بهذه العلانية للحوثيين إشارة واضحة إلى أن المجموعة القبلية الموالية لإيران قد فقدت شرعيتها المحلية في اليمن. فلقاء الزبيدي هذا شبيه بفرار الأفغان من طالبان بعد الحادي عشر من سبتمبر سنة2001.

في كثير جدا من الأحيان، يبدو مكتب شؤون الشرق الأدنى التابع لوزارة الخارجية أكثر ميلا إلى الحفاظ على الوضع الراهن بدلا من الاعتراف بما في انهياره من فوائد. فعلى مدار أكثر من عقد من الزمن قبل الحرب الأهلية السورية، ظل الدبلوماسيون الأمريكيون يكررون تكرارا ببغائيا، على سبيل المثال، عبارة أن حزب الله منظمة قومية لبنانية لا ينبغي للولايات المتحدة أن تستبعدها ببساطة باعتبارها منظمة إرهابية مدعومة من الخارج. ومع ذلك، فإن استعداد حزب الله لنشر وحدات القتال في سوريا خلال الحرب الأهلية كذَّب هذه الفكرة، مصداقا لما كان اللبنانيون في جنوب لبنان أول من أشاروا إليه.

يعكس اجتماع الزبيدي ديناميكية مماثلة. ففكرة أن للحوثيين دعما شعبيا هي فكرة مثيرة للسخرية، وخاصة عندما تظهر معارضة شعبية في محافظتهم الأصلية. ولقد حان الوقت للاعتراف بأن المجلس الانتقالي الجنوبي واليمنيين من الشمال والجنوب قد تجاوزوا الأزمة الآن.

لقد فرضت إدارة بايدن مرة أخرى عقوبات على الحوثيين بعد رفعها في الأسابيع الأولى من عام 2021. كما أنها تعترف بأن تجارة المخدرات تغذي الاضطراب في جميع أنحاء اليمن والشرق الأوسط.

وبدلا من فك الارتباط مع اليمن، حان الوقت الآن لمضاعفة الجهود والاعتراف بأن لدى الولايات المتحدة شركاء يمنيين محتملين من صعدة إلى سيئون ومن عمران إلى عدن وهم جميعا راغبون في رؤية نهاية العهد الحوثي.

ذي ناشونال إنتريست-26 يونيو 2024

مايكل روبن مدير تحليل السياسات في منتدى الشرق الأوسط وكبير زملاء معهد أمريكان إنتربرايز.

عن ذي ناشونال إنتريست

مقالات مشابهة

  • الحوثيون يعلنون تنفيذ 4 عمليات عسكرية ضد سفن إسرائيلية وأمريكية وبريطانية
  • إستراتيجية جو بايدن الفاشلة ضد تهديد الحوثيين
  • مصر.. ردود فعل متباينة قبيل سريان قرار غلق المحال التجارية في الـ10 مساءً
  • ضربات أميركية في البحر الأحمر تنهي تفاخر الحوثي بزوارقه المسيرة
  • بنك الولايات المتحدة يحذر: هجمات الحوثيين في البحر الأحمر تُعيق سلسلة التوريد وتهدد الاقتصاد الأمريكي
  • تحالف “حارس الأزهار”.. البحر الأحمر ومعركة الملاحة العالمية
  • تقرير امريكي يكشف رخاوة الضربات الأمريكية ضد المليشيات الحوثية في اليمن وكيف فشلت عملية ردعهم
  • وزير خارجية اليمن: هجمات الحوثيين هدفها كسب تأييد شعبي والهروب من مشكلاتها
  • الجيش الأميركي يقول إنه دمر 7 طائرات مسيرة ومركب تحكم للحوثيين في البحر الأحمر
  • القيادة المركزية الأمريكية تعلن تدمير 7 طائرات مسيرة في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن