لبنان ٢٤:
2024-07-03@16:49:28 GMT

حزب الله يريد العودة إلى ما قبل الحرب..

تاريخ النشر: 12th, January 2024 GMT

حزب الله يريد العودة إلى ما قبل الحرب..

في اللحظة التي اندلعت فيها الحرب في قطاع غزة، لا بل من اللحظة الاولى لعملية "طوفان الأقصى"، كانت معضلة "حزب الله" الاساسية مرتبطة بالتوقيت، أي انه لا يرغب بالذهاب إلى حرب واسعة أو "حرب كبرى" كما يسميها في هذه اللحظة بالذات، وهذا أمر مرتبط بالظروف الإقليمية والدولية وقراءته لها، وبإستعداداته الشاملة لمثل هذه الحرب وقدرته على خوضها بأقل خسائر ممكنة.



لم يكن "حزب الله" قادراً على تجاهل إندلاع الحرب في غزة، خصوصا أنه شعر منذ اللحظة الاولى بخطورة الهجمة الإسرائيلية التي قد تهدد المكتسبات الاستراتيجية في الداخل الفلسطيني، كما ان خطابه الاعلامي والسياسي كان يفرض عليه المشاركة على قاعدة وحدة الساحات، لذلك فتحت الجبهة جنوباً وباتت في الأيام الاخيرة أكثر اتساعاً، ما طرح اسئلة عن الواقع العسكري وكيفية استمراره بعد وقف النار.

تحاول إسرائيل كسر قواعد الاشتباك لصالحها مستغلةً اندلاع الاشتباكات الحالية في الجنوب، وتضع ضمن اهدافها الاساسية امرين، الاول فتح باب الاستهدافات لعناصر الحزب في سوريا بشكل دائم من دون ان يتمكن "حزب الله" من الردّ وهذا الامر يمكنها من إنهاء عملية مراكمة القوة التي يحاول الحزب وايران بناءها في سوريا، كما يفتح باب الاستنزاف بشكل دائم امام قياديي الحزب الاساسيين.

أما الهدف الثاني فهو تمكينها من توجيه ضربات دقيقة في لبنان ضدّ اهداف استراتيجية للحزب مثل مصانع او مخازن الصواريخ الدقيقة او اماكن تستخدم لتطوير سلاح المسيّرات، ولعل هذا الامر كان هدفاً إسرائيلياً قديماً لكن قواعد الردع التي كان يفرضها "حزب الله" كانت تمنع تل ابيب من القيام بأي عمل عسكري في الداخل اللبناني، لذلك فإن محاولات اسرائيل قد تفشل إذا اظهر الحزب إستعداده بالذهاب إلى حرب شاملة.

أمام هذه المعادلات والمساعي، تتحرك الديبلوماسية الدولية بهدف الوصول الى تسوية لكن لدى "حزب الله" رغبة جدية بالعودة الى مرحلة ما قبل الحرب، أي انه ليس جاهزاً اليوم للقبول بأي وقف لإطلاق النار في حال حاولت إسرائيل تكريس قواعد الاشتباك المعتمدة خلال الحرب، بعد إنتهائها، اي ان ما يصح خلال المعارك غير متاح اوقات السلم، علماً ان الحزب يحاول خلال المعركة تكريس بعض الخطوط الحمراء في اطار الرسائل الامنية الميدانية بينه وبين تل ابيب.

وفي هذا الاطار يأتي الحديث عن الـ 1701، على اعتبار ان "حزب الله" جاهز لتطبيقه بعد انتهاء الحرب، كما كان يطبقه في السابق، لا بل ان الحزب سيحاول الحصول على مكتسبات اضافية مرتبطة بقيام اسرائيل بالاجراءات ذاتها التي يطبقها لبنان في الجانب الآخر من الحدود، وعليه فإن الحزب يفضل العودة الى مرحلة تمرير الوقت في ظل الاستقرار في انتظار لحظة اقليمية ودولية مناسبة للحرب الكبرى ربما... المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

كرامة الوطن في إعلاء قيمة الكفاءة

إذا لم يتم التخطيط لحسم الحرب المفروضة على البلاد، والتي تدخل عامها الثاني، وبمشاركة كل السودانيين، مستنفرين ومقاومين ومجاهدين، والتعامل معها باعتبارها حربا غير عادية، ليست عبثية، ولا تمرداً تقليدياً، كما عهده الناس من لدن انقلابات 17 نوفمبر 1958م و 25 مايو 1969 ثم 30 يونيو 1989م.

فهذه الحرب الجارية هي حلقة في سلسلة طويلة، ضمن مخطط جيوبولتيكي متعدد الأطراف، يستهدف وجود السودان كدولة، ويسعى لإستئصال شعبه كأمة، فيستهدف موارده البشرية والطبيعية، الظاهرة والباطنة، وبدعم غير منقطع من السلاح والمرتزقة وشراء الذمم، وبنسق منتظم وغير مخفي، من أعدائه الظاهرين والماكرين المستترين.

لذا فإن الاعتماد والرهان على إمكانيات الجيش وحده، رغم جسارتها، سيستغرق زمناً طويلاً في حسمها، فتراق دماء كثيرة في مساراتها المتشعبة.

وذلك ليس لقلة كفاءة، ولا لافتقار لدربة ومهارة، بل هو كذلك نظراً لطبيعة تدريب الجيوش النظامية، التي ليس من أهدافها العليا الإعداد لحروب الشوارع والأزقة، والحروب الغادرة، التي ساحاتها البيوت والمستشفيات ودور الإعلام والإذاعات، والمرافق المدنية، والأعيان الرسمية، والتي تقضي خطط المرتزقة وبرامج العملاء المأجورين باحتلالها، وطرد واختطاف منسوبيها، والقتال فيها ومن خلالها.

ذلك كذلك، لأن من ضمن مخططات هذه الحرب الغادرة، والتي رسمت خارطاتها منذ أمد باكر، وبمكر بالغ، حصر الجيش، كمؤسسة قومية، في قفص الإتهام، وأشاعة الدعايات المغرضة، وبث تلكم الأراجيف عبر الإعلام المأجور، الموغل في الإسفاف، وبشيوع الإفتراءات الناشزة، ونشر الترهات وتكرارها، لاغتيال الشخصية الاعتبارية للمؤسسة العسكرية، وتسفيه علوية وبسالة الجيش الوطني في نفوس السودانيين، وذلك منذ ابتدار عمليات الشغب وتتريس الطرق وبث شعارات السفه العميل: “معليش ما عندنا جيش”..

فإذا ما فشلت القيادة العسكرية في استيعاب المخطط الماكر المنصوب، وفهم المكر الاستئصالي، وفشلت في حشد جميع أهل السودان بالاستنفار والمقاومة، وفي كل شبر من ربوع ما يقرب من المليوني كيلو متر مربع، التي أضحت مساحة سودان ما بعد نيفاشا، فاكتفت بالتكتيكات التقليدية للجيوش النظامية، التي تدرس في كليات الحرب منذ المئين من السنين، وانكفأت على إنفاذ المخططات المعروفة والمتوارثة، ومن تلقاء تجربة الحرب في الجنوب، خلال الفترة 1983- 2005م والتي انتهت بإتفاقيات نيفاشا، وما يلحظه السودانيون منذ بدء هذه الحرب الغادرة في أبريل 2023م وما يشهدونه من التردد التكتيكي المتأني والكسول في استرداد ود مدني من براثن الإرتزاق، ومجرمي النهابة من أفارقة الشتات، وإطلالات بوادر الخريف على الأبواب، بما أغرى الميليشيا بترهيب المواطنين الآمنين، وتهديد أهل جبل موية وسنار، لكسر الحصار الذي ضاق برفاقهم المحبطين، مما يمنحهم الفرصة لتسعير حروبهم الإعلامية وحملاتهم التدليسية.

فالمرئيات العابرة تشير إلى أن النصر الحاسم ربما لن يتحقق قريباً إذا لم تتغير الخطط التكتيكية الراهنة. بل ربما يقود الأمر لاستنزاف متطاول، ويغري بتدخل ما يسمى بالمجتمع الدولي، المتماهي مع مخططات الميليشيا، والذي نتسلل تحت مسماه جحافل أهل المكر والغدر، والأعداء المستترون.

الحروب بطبيعتها تحتاج إلى جسارة ومضاء، وإيمان من يقودونها الراسخ بمشروعية فعلهم، والثقة الواثقة والاعتقاد بأن النصر من عندالله، وحده، ينصر من يشاء، وينصر من ينصره، وأن المؤمن الصادق، يلزمه اعتقادا وشرعاً، التوكل على الله وحده:
“إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مؤمنين” الآية 84 – سورة يونس.
“ومن يتوكل على الله فهو حسبه” الآية 3 – سورة الطلاق.

هذا هو موروث الدين وهو المستفاد من فقه الجهاد..
فمن يستشعر وهن القدرة والإرادة للريادة والمبادرة، في مثل هذه الظروف الفاصلة، التي تحتاج الى التضحية والفداء ونكران الذات، عليه أن يتنحى إيثارا لمصلحة وخدمة البلاد العليا، واعترافا بقدرات وكفاءات ومهارات الآخرين، ممن يحملون مثله ذات الهم في إعلاء الوطن والبذل، فكل ميسر لما خلق له، فيفسح المجال لغيره، وعملا بقوله تعالى:” يأيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا” الآية 11- سورة المجادلة..

وقد جاء في الأثر أن عمرو بن العاص، بعد أن أسلم جعله الله أميرا وقائد على جيش في إحدى المعارك، كان من جنوده أبوبكر وعمر، رضي الله عنهم. فإعلاء مبدأ الكفاءة وتقييم كل فرد وتقديمه لأداء ما يحسن، هو من السنة وفقه الدين، ومن رشد الحكم، وحسن الإدارة، وهو السبيل الأوفق لتطور الدول وتنميتها وضمان واستدامة تقدمها.

هذا ما يحتاجه السودان اليوم، ويرجوه أهله الصابرون والمحوقلون المحتسبون، في هذه المرحلة الفاصلة من تاريخه، وعملا بمبادئ الكفاءة، وإفساح المجال لأصحاب الكفاءة والتخصص، المشهود لهم، لتقدم الصفوف وقيادة المعرك والجيوش، ففوق كل ذي علم عليم، والمولى عز ذكره يقول:
“إن أكرمكم عند الله أتقاكم” الآية 13 – سورة الحجرات..

دكتور حسن عيسى الطالب

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • ليس غافلا ويرى اللحظة.. اعتراف سري لبايدن وسط دعوات لانسحابه من سباق الرئاسة
  • لبنان رهينة السباق بين التسوية وتوسيع الحرب
  • ما الذي يُطَمْئِن حزب الله؟
  • العودة إلى الرواقية
  • حرب ضروس قد تلتهم الشرق الأوسط
  • لبنان بين حرب حقيقية وأخرى نفسية
  • من يريد أن يدير العالم؟ تحذيرات في تاريخ الحرب الباردة
  • كرامة الوطن في إعلاء قيمة الكفاءة
  • حرب الجنوب تدفع «حزب الله» إلى تحالفات جديدة
  • بعض أساليب الحرب الناعمة