تنطلق صافرة بطولة كأس آسيا 2023 خلال ساعات، ويقصّ منتخبا قطر ولبنان شريط افتتاح البطولة، عندما يلتقيان مساء اليوم الجمعة على ملعب لوسيل الأيقوني، الذي يتسع لـ80 ألف متفرّج.       وسيكون وجود منتخب "الأرز" في كأس آسيا 2023 بقطر، الثاني على التوالي والثالث في تاريخ مشاركات الفريق القومي بالبطولة الآسيوية، بعدما شارك من قبل لأول مرّة في نسخة عام 2000 التي أقيمت على أراضيه، ونسخة الإمارات التي أقيمت عام 2019، آملا في النجاح ببلوغ المراحل الإقصائية للمرّة الأولى في تاريخه، حيث لم يتمكن سلفاً من تخطي دور المجموعات.

    الأمر لن يكون سهلاً على رجال لبنان، لأنه سيفتتح مشواره في البطولة بمواجهة منتخب صاحب الضيافة في تكرار لمباراة المنتخبين بنسخة 2019، حين تفوّق القطريون بثنائية نظيفة، لكنه سيحارب بقوة من أجل الفوز، فيما "العنّابي" سيحاول بدوره الدفاع عن لقبه بطلاً لآسيا بالنسخة الماضية، على أرضه ووسط جمهوره.    كيف كان طريق لبنان نحو قطر؟ 
من أجل المشاركة في كأس آسيا 2023، خاض منتخب لبنان 3 مباريات في التصفيات الآسيوية 3، حيث حضر في المجموعة الثامنة، التي احتلّ فيها المرتبة الثانية برصيد 10 نقاط، خلف كوريا الجنوبية التي تأهلّت برصيد 16 نقطة.    واستطاع المنتخب اللبناني من قبل الفوز على نظيره الأردني بنتيجة 2-1 في مباراة غاب عنها الإعلام والجمهور، في حين واجه نظيره السعودي بقيادة روبرتو مانشيني وخسر بهدف من دون مقابل، أمام منتخب يضمّ العديد من الأسماء المميزة. 

عوامل مهمة تساعد منتخب "الأرز".. ما هي؟ 
هناك عوامل من الممكن أن تشكّل نقطة إيجابية لمنتخب لبنان، ومنها تكتيك المدرّب المونتينغري ميدوراج رادولوفيتش، الذي أعُيد من جديد لقيادة رجال "الأرز" في هذه المسابقة، خلفاً لنيكولا روسيفيتش.   ويعرف رادولوفيتش عقلية اللعب اللبناني جيّداً، وهذا الأمر يعتبر نقطة إيجابية له، حيث سيقاتل بقدرة عالية للظهور بالصورة المأمولة في بطولة كأس آسيا "قطر 2023" التي تستضيفها الدوحة اعتباراً من اليوم الجمعة، وتستمرّ حتى العاشر من شباط المقبل.    ويعدّ دخول حسن معتوق قائد المنتخب، ورفاقه بروح معنوية لكأس آسيا، عاملاً مهماً من شأنه أن يعطيهم دافعاً كبيراً لمحاولة تحقيق نتيجة إيجابية في مباراة الافتتاح التي ستحظى بمتابعة جماهيرية.    كما أن تشكيلة منتخب لبنان، تضمّ مجموعة من لاعبي الخبرة، وكذلك العناصر الشابة التي ستساعده على المنافسة على بطاقة مؤهلة عن المجموعة الأولى التي تضمّه أيضاً مع منتخب الصين وطاجيكستان.   حال المنتخب في قطر.. 
مصدر رياضي مقرّب من أجواء المنتخب في قطر، أكد في حديث لـ "لبنان 24"، أن "التحضيرات لمواجهة لعنابي جرت على قدم وساق، والأجواء بين الفريق حماسية بشكل كبير، جميعهم ينتظرون المباراة لصناعة المجد للبنان".   ماذا عن الأجواء في بيروت؟ 
وعلى الرغم من كل تبعات الحرب التي يعيشها لبنان، يبقى منتخب لبنان الأمل الوحيد الذي سيمنح مشجعيه فسحة من الفرح بعد سنوات من الأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية. ولهذا تجتمع جماهير الكرة في بيروت لتشجيعه، ومنهم رابطة "عشاق ريال مدريد الرسمية في بيروت"، التي تنظّم بعيداً عن "ريال مدريد"، تجمّعاً في أنطلياس، لمساندة منتخبها الأول لبنان، بحضور نجوم من منتخب "الأرز" ومنهم: الحارس السابق علي فقيه، اللاعب السابق فادي علّوش، وثيو بوكير المدرب الألماني السابق للمنتخب.    وأكدّ رئيس الرابطة علي فياض لـ "لبنان 24"، أن "تشجيع ريال مدريد هو شغف وحب نمارسه طوال الموسم، لكن تشجيع المنتخب الوطني من الأولويات، ولا بدّ من دعمه دائماً وفي كل الظروف، لذا سنوفرّ كافة طاقاتنا لانجاح أي تجمّع يجمع الشعب اللبناني وراء منتخبه دعماً له"، داعياً كل روابط كرة القدم في لبنان، لمساندة منتخبها في رحلته بقطر. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: منتخب لبنان کأس آسیا

إقرأ أيضاً:

تماثيل معطوبة القصيدة التي تستنطق وجعُ الوطنٍ في رحلة لعذابات الجنوب… لناظم كاطع الساعدي

بقلم : سمير السعد ..

في قصيدته “تماثيل معطوبة”، لا يكتب الشاعر العراقي ناظم كاطع الساعدي من على هامش الحياة، بل من قلبها النابض بالألم، ومن وجدانٍ تشرب من دجلة وميسان ونخيل العمارة. قصيدة تنبض بالصدق، وتحمل بين سطورها نداءً إنسانيًا خالصًا، ينهل من مرارة الحروب ومخلفاتها، ويعيد صياغة المشهد الوطني من زاوية القلب والذاكرة.

“لذلك الغبار الأصفر
لتلك الشناشيل
التي غادرتها قناديلها
وعصافيرها دون رجعة…”

بهذه الصور يفتتح الساعدي نصه، حيث يتحول الغبار إلى ذاكرة، والشناشيل المهجورة إلى رمزٍ لانطفاء الحلم، ولغياب الألفة التي كانت تملأ المدينة ذات زمن. الشعر عنده ليس لغة تجريد، بل مرآة لحياةٍ حقيقية عاشها وشارك أهلها تفاصيلها.

ناظم كاطع الساعدي لم يكن شاعرًا وكاتبًا فحسب، بل كان وما يزال ابنًا بارًا لمدينته العمارة، محبًا لأزقتها، وفياً لنخلها، متماهياً مع نبض أهلها. من أسرة عراقية أصيلة تنتمي إلى قبيلة “السواعد”، إحدى أعرق عشائر الجنوب المعروفة بالكرم، والنخوة، والمواقف الأصيلة. وقد انعكست هذه القيم في شخصيته، حيث اشتهر ببساطته وتواضعه وتعاونه مع الجميع. أبوابه مشرعة، وصدره رحب، وابتسامته تسبق كلماته. كان أخًا حقيقيًا لأصدقائه، ورفيقًا لكل من عرفه، لا يحمل في قلبه سوى المحبة.

رغم انشغاله في مجالات الإدارة والعمل السياسي، لم يتخلّ عن قلمه، ولم يغادر دفاتر الشعر، بل ظل وفياً للقصيدة، لأنها بالنسبة له ليست هواية، بل مسؤولية وطنية وأخلاقية، ونافذة يُطلّ منها على وجع الناس وهمومهم:

“تلك السيدة التي أهدرت
حياتها بين قدر الباقلاء
على رصيف منحني
كأيامها التي لم تذق
غير وبال الحروب…”

في هذه اللوحة الشعرية، تتحول المرأة إلى أيقونة عراقية خالدة، شاهدة على تاريخٍ من الإنهاك والصبر. المرأة التي تمثل أمهاتنا وأخواتنا، اللائي دفعن ثمناً باهظاً لحروب لم يخترنها. مشهد تقشعر له الروح، حيث تصبح الكلمات نياشين على صدر الحزن.

الساعدي يرسم الوطن بملامح البشر، لا بالخرائط. حتى الجندي في قصيدته لا يُقدّم كرمز للحرب، بل كإنسان منهك، يبحث عن الحياة لا الموت:

“صور الجنود الفارين
من رصاصات الموت
بحثًا عن كسرة خبز…”

هنا تبلغ القصيدة ذروتها الإنسانية. إنها لا تُمجّد الموت، بل تُمجّد النجاة، وتدافع عن حق البسطاء في العيش الكريم. ومن هذا المنطلق، تأتي صرخة الشاعر في نهاية القصيدة، صرخة من يريد استبدال الرموز الحجرية بما هو أصدق وأقرب للناس:

“لذا كان لزامًا علينا
أن نستبدل تلك التماثيل
بما يليق بسيدة أرملة
في ريع طفولتها المنسية…”

الساعدي في هذه القصيدة لا يهجو، بل ينهض، ويُطالب بإعادة الاعتبار للإنسان الحقيقي. يقترح علينا نصباً جديدًا، لا من حجر، بل من حب، من وفاء، من وجعٍ صادق.

إن “تماثيل معطوبة” ليست مجرد نص، بل وثيقة شعرية وشهادة زمن، تحفر في ذاكرة الوطن، وتوقظ فينا أشياء كدنا ننساها. قصيدة تعيد تعريف البطولة، وتنتصر للضعفاء، وتقول: إن الشعر الحقيقي لا يُكتب من الرأس فقط، بل من القلب، ومن حب الناس والمدينة.

وفي زمنٍ صاخب بالكلمات الفارغة، يبقى ناظم كاطع السساعدي واحدًا من القلائل الذين يمنحون للكلمة شرفها، وللمدينة قُدسيتها، وللأصدقاء دفءَ المحبة، وللإنسانية حقّها في أن تُروى شعراً.

عن الشاعر:

ناظم كاطع الساعدي، شاعر وكاتب عراقي من محافظة ميسان، مدينة العمارة، ومن أبناء قبيلة السواعد العريقة، المعروفة بأصالتها وكرمها ونخوتها. برز اسمه في المشهد الثقافي العراقي من خلال قصائد تحمل طابعًا إنسانيًا عميقًا، وتُعبر عن واقع الجنوب بصدق وشفافية.

عرفه أصدقاؤه وأحباؤه ببشاشته، وبساطته، وتعاونه الدائم مع الجميع. تولّى مناصب إدارية وسياسية مهمة، ومع ذلك لم يبتعد يومًا عن القصيدة، فظلّ وفيًا لقلمه، ولأهله، ولمدينته التي أحبها حد التماهي. شاعرٌ ينتمي للكلمة كما ينتمي للأرض… بسيطٌ في هيئته، عظيمٌ في حرفه، ومحبٌّ صادقٌ لكل ما هو جميل.

سمير السعد

مقالات مشابهة

  • مقترح لتشكيل “فريق مدربين” لقيادة منتخب العراق
  • منتخب سوريا لكرة السلة للسيدات يخسر أمام منتخب الأردن في بطولة غرب آسيا
  • كواليس محادثات الركراكي مع لامين جمال لإقناعه بتمثيل المغرب
  • تماثيل معطوبة القصيدة التي تستنطق وجعُ الوطنٍ في رحلة لعذابات الجنوب… لناظم كاطع الساعدي
  • البرتغالي هيليو سوزا على أعتاب قيادة المنتخب العراقي.. قرار الحسم خلال أيام!
  • "كان" الفتيان: الضربات الترجيحية تذهب بالمنتخب المغربي إلى النهائي على حساب كوت ديفوار
  • منتخب سوريا لكرة السلة للسيدات يخسر أمام منتخب إيران في افتتاح مشاركته ببطولة غرب آسيا
  • 14 لاعبًا ولاعبة يمثلون أخضر البلياردو والسنوكر في بطولة غرب آسيا 2025 بالبحرين
  • كوريا الشمالية تحت 17 تكتسح إندونيسيا بسداسية في كأس آسيا
  • سعر طن الأرز الشعير اليوم الإثنين 14 أبريل 2025