"مرآة ذكية" تتنبأ بموعد وفاة من يقف أمامها وخطر إصابته بأمراض مزمنة
تاريخ النشر: 12th, January 2024 GMT
كشفت شركة رائدة في الذكاء الاصطناعي، هذا الأسبوع في معرض الإلكترونيات الاستهلاكية (CES)، عن "مرآة" ذكية قادرة على تقييم صحة من يقف أمامها.
ويتتبع المنتج الصحي الجديد، وهو عبارة عن جهاز لوحي عمودي مقاس 21.5 بوصة مزود بكاميرا مثبتة، أكثر من 100 علامة صحية عن طريق مسح تدفق الدم تحت سطح وجه الفرد.
NuraLogix's Anura MagicMirror uses a camera to detect the blood flowactivity beneath the surface of your face’s skin, then sends that reading through an algorithm to calculate 100+ health parameters.
Follow our live blog for more coverage of #CES2024. pic.twitter.com/E5QbBfq0HU— WIRED (@WIRED) January 9, 2024
ويعد الجهاز باكتشاف علامات الصحة المختلفة بدءا من ارتفاع ضغط الدم، إلى أعراض الحمى، والاكتئاب أو مخاطر الصحة العقلية، وخطر الإصابة بالسكتة الدماغية لمدة 10 سنوات، إلى "شيخوخة بشرة الوجه". كما يمكنه أيضا تحذير المستخدم إذا اعتقد أنه على وشك الموت.
Meet #Anura® #MagicMirror from @nuralogix, the #SmartMirror that measures your vital signs and health risks with just a glance ????????
No personal device or input needed. Powered by DeepAffex® Affective AI ????????
Perfect for fitness, wellness, and healthcare settings ????️♂️???? ????… pic.twitter.com/05WkcGOp4h
وأشاد أحد خبراء التطبيب عن بعد بالجهاز ووصفه بأنه "مثالي للعيادات ودور رعاية المسنين".
وتأمل الشركة المصنعة أن يساعد الجهاز في الحصول على تحذير مسبق للأشخاص بشأن الرعاية الطبية "الاستباقية" التي يحتاجون إليها، وتقديم الجهاز ليس فقط للمنازل، ولكن لتجار التجزئة والصالات الرياضية والمدارس ودور المسنين والصيدليات أيضا.
وكشفت شركة NuraLogix أن جهازها الجديد، المسمى Anura MagicMirror مصمم لاستخدام مزيج من أجهزة الاستشعار والذكاء الاصطناعي لفحص العلامات الحيوية وتقديم تقييمات لمخاطر الأمراض.
ويتضمن الجهاز مستشعرا بصريا داخليا قويا يجمع البيانات لتحليلها بواسطة خوارزمية قائمة على السحابة.
إقرأ المزيدويستخدم المستشعر، وهو تقنية التصوير البصري عبر الجلد (TOI) الحاصلة على براءة اختراع من NuraLogix، طريقة مستخدمة بالفعل في المستشفيات، والمعروفة تقنيا باسم Photoplethysmography، لتسجيل التغيرات في حجم الدم داخل الشعيرات الدموية الدقيقة (الأوعية الدموية الدقيقة) لأنسجة الوجه.
ويتم بعد ذلك إرسال بيانات تدفق الدم إلى منصة الذكاء الاصطناعي العاطفي (Affective Ai )، المسماةDeepAffex الخاصة بالشركة، والتي "تستخدم معالجة الإشارات المتقدمة وخوارزميات الذكاء الاصطناعي للتعلم الآلي لحساب أكثر من 100 سمة صحية، وفقا للشركة.
وأكد الرئيس التنفيذي لشركة NuraLogix مارزيو بوزولي في حديث لموقع Wiredخلال الإلكترونيات الاستهلاكية (CES)، أن كاميرا MagicMirror لا تستخدم أي تقنية للتعرف على الوجه.
ومع ذلك، لم يشعر الجميع بالارتياح إزاء هذه التأكيدات، حيث رأى كاتب عمود في صحيفة "واشنطن تايمز" أنه "كما هو الحال مع كل شيء يتعلق بالذكاء الاصطناعي، فإن احتمال الضرر يقع بالقرب من الصالح المقصود".
وبغض النظر، قال الرئيس التنفيذي لشركة NuraLogix إنه يتوقع أن يبدأ MagicMirror كمنتج للعملاء من رجال الأعمال، ويتم تركيبه في أماكن مثل الصالات الرياضية، والصيدليات، وغرف انتظار العيادات، أو حتى في مواقع البناء حيث يمكن أن تعني التقييمات الصحية السريعة الحياة أو الموت.
ولكن، في نهاية المطاف، يأمل بوزوولي أن يرى MagicMirror يصبح جهازا شائعا للرعاية الصحية المنزلية.
ويتوقع بوزوولي، وفقا لموقع Wired، أن تتم الموافقة على بعض القياسات من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية هذا العام، مع المزيد من القياسات في المستقبل.
ووفقا لموقع NuraLogix، فإن جهاز MagicMirror ليس متاحا للبيع بالتجزئة بعد، ولكنه "للاستخدام الاستقصائي فقط".
المصدر: ديلي ميل
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أخبار الصحة اختراعات الصحة العامة امراض امراض القلب تكنولوجيا جديد التقنية ذكاء اصطناعي مرض السكري الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
عندما يلتقي الذكاء الاصطناعي والعاطفي
د. سعيد الدرمكي
الذكاء الاصطناعي (AI) هو قدرة الأنظمة الحاسوبية على محاكاة الذكاء البشري، مثل التعلم واتخاذ القرار، ويُستخدم في مجالات عدة كالصحة، والصناعة، والتكنولوجيا، مما يعزز الكفاءة والإنتاجية. في المقابل، يشير الذكاء العاطفي (EI) إلى القدرة على فهم وإدارة العواطف، مما يسهم في تحسين التواصل، والقيادة، واتخاذ القرارات الفاعلة. ورغم اختلاف مجاليهما، فإن تكاملهما أصبح ضروريًا لتعزيز الفاعلية في مختلف المجالات.
كان يُنظر إلى الذكاء الاصطناعي والذكاء العاطفي على أنهما كيانان منفصلان، إذ ارتبط الذكاء الاصطناعي بالقدرات الحسابية والمنطقية، حيث يركز على تحليل البيانات واتخاذ القرارات بناءً على الخوارزميات، دون أي بُعد عاطفي. في المقابل، اعتُبر الذكاء العاطفي مهارة بشرية بحتة، تتمحور حول إدارة المشاعر والتفاعل الاجتماعي، مما جعله وثيق الصلة بالقيادة والتواصل. الفرق الأساسي أن الذكاء الاصطناعي يُعامل كأداة تقنية، بينما يُنظر إلى الذكاء العاطفي كجزء من الذكاء البشري يصعب محاكاته بالتقنيات.
يُعد كل من الذكاء الاصطناعي والذكاء العاطفي مكملًا للآخر، حيث يواجه كل منهما تحديات دون الآخر؛ فالذكاء الاصطناعي، دون الذكاء العاطفي، يعاني من ضعف في فهم المشاعر البشرية واتخاذ قرارات تتسم بالتعاطف، مما قد يؤثر على جودة التفاعل مع البشر. في المقابل، يواجه الذكاء العاطفي صعوبات في تحليل البيانات الضخمة، والتنبؤ بالاتجاهات، وتحسين الإنتاجية، واتخاذ القرارات المعقدة دون الاستعانة بقدرات الذكاء الاصطناعي. لذلك، أصبح التكامل بينهما ضروريًا لتعزيز الكفاءة البشرية والتقنية معًا.
ويمكن تحقيق هذا التكامل من خلال توظيف الذكاء الاصطناعي في تحليل المشاعر عبر النصوص، والصوت، وتعبيرات الوجه، مما يتيح فهمًا أعمق للتفاعل البشري. في المقابل، يسهم الذكاء العاطفي في تحسين الذكاء الاصطناعي من خلال تطوير برمجيات تجعله أكثر استجابة للمشاعر البشرية، مما يساعد في إنشاء واجهات مستخدم أكثر إنسانية وتفاعلية، تعزز تجربة المستخدم وتجعل التقنيات الذكية أكثر توافقًا مع الاحتياجات الاجتماعية.
ويسهم تكامل الذكاءين في تحسين العديد من المجالات. ففي قطاع الأعمال، يُستخدم الذكاء الاصطناعي العاطفي لتعزيز تجربة العملاء من خلال تحليل مشاعرهم والاستجابة لها بذكاء. وفي مجال الطب، تُوظَّف الروبوتات لدعم المرضى نفسيًا وعاطفيًا، مما يسهم في تحسين رفاهيتهم. أما في الموارد البشرية، فتعتمد الشركات على أدوات متطورة لتحليل رضا الموظفين وتعزيز تفاعلهم، مما يساعد في خلق بيئات عمل أكثر استجابة ومرونة.
ورغم الفوائد الكبيرة لهذا التكامل، فإنه يواجه تحديات تتعلق بالخصوصية والانحياز الخوارزمي وتأثيره على التفاعل البشري. فالذكاء الاصطناعي لا يمتلك وعيًا حقيقيًا، بل يعتمد على تحليل الأنماط والاستجابات المبرمجة، مما يجعله غير قادر على الإحساس الحقيقي. كما إن هناك مخاوف بشأن جمع البيانات الشخصية دون إذن، والانحياز في تحليل المشاعر، ومخاطر التلاعب النفسي بالمستخدمين. ويبقى التحدي الأكبر هو تحقيق التوازن بين التكنولوجيا والعنصر البشري، بحيث لا يحل الذكاء الاصطناعي محل الذكاء العاطفي، بل يكمله لتعزيز الفاعلية دون المساس بجوهر التفاعل الإنساني.
أما فيما يتعلق بدور الأبحاث والتكنولوجيا في تحقيق التكامل، فيجب تطوير أنظمة قادرة على فهم المشاعر البشرية باستخدام تقنيات التعلم العميق وتحليل اللغة الطبيعية. كما ينبغي تعزيز الذكاء العاطفي الاصطناعي ليكون أداة داعمة للتجارب البشرية، بحيث يساعد في تحسين التفاعل والتواصل دون أن يحل محل المشاعر الإنسانية.
المستقبل يعتمد على التكامل بين الذكاء الاصطناعي والذكاء العاطفي، مما يؤدي إلى ثورة في مجالات العمل والتعليم والتفاعل الاجتماعي، مع ضرورة وضع ضوابط أخلاقية تضمن التوازن البشري. يسهم هذا التكامل في تحسين بيئات العمل من خلال تحليل مشاعر الموظفين وتعزيز الإنتاجية، كما يتيح التعليم التكيفي الذي يستجيب لعواطف الدارسين، مما يعزز تجربة التعلم. وفيما يتعلق بالعلاقات البشرية، فإنه يدعم التواصل الفاعل، لكنه قد يؤدي إلى تراجع المهارات الاجتماعية إذا أُسيء استخدامه، مما يستدعي توجيه هذا التطور بما يحقق أقصى فائدة دون الإضرار بالجوانب الإنسانية.
من هنا، يمكن الاستنتاج أن التكامل بين الذكاء الاصطناعي والذكاء العاطفي ضروري لتحقيق توازن فاعل بين الكفاءة التقنية والبعد الإنساني. فالذكاء الاصطناعي يُسهم في تعزيز الإنتاجية والدقة، بينما يضمن الذكاء العاطفي اتخاذ قرارات تتماشى مع القيم الإنسانية. وعلى الرغم من أن التكنولوجيا لا تستطيع محاكاة المشاعر البشرية بشكل كامل، إلا أنها قادرة على دعم الفهم العاطفي وتعزيز التفاعل البشري.
لذا.. فإنَّ تحقيق أقصى استفادة من هذا التكامل يتطلب توجيه التطور التكنولوجي نحو تعزيز القيم الإنسانية، وضمان الاستخدام الأخلاقي للابتكارات التقنية، بما يسهم في رفاهية المجتمعات واستدامة التطور ودعم مستقبل أكثر ذكاءً وإنسانيةً.