من مواد بسيطة.. الحرفية وفاء تكريتي تؤسس مشروعها الصغير للمشغولات اليدوية
تاريخ النشر: 12th, January 2024 GMT
دمشق-سانا
ساعات طويلة تقضيها الحرفية وفاء تكريتي بتشكيل أنواع مختلفة من الحلي والمجوهرات باستخدام السنارة والخيوط الخاصة وبعض حبات الكريستال ذات الألوان الزاهية والجذابة لتنجز مشغولاتها وتبتكر من الإكسسوارات القديمة التي تعيد تدويرها قطعا مميزة تلقى استحسان المهتمين ومتابعي صفحتها على مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي تصريح لـ سانا بينت تكريتي أنها دأبت منذ صغرها على استغلال أوقات فراغها وممارسة هوايتها بأعمال الكروشيه والصوف التي طورتها لاحقاً، بإعادة تدوير ألبسة قديمة وإنتاج مشغولات يدوية مفيدة كالحقائب وعلب الزينة لتحترف هذه المهنة وتؤسس مشروعاً صغيراً يكون بمثابة مصدر دخل لعائلتها التي باتت تعتمد عليها بعد وفاة زوجها.
وأوضحت تكريتي أنها تضع كل طاقاتها وقدراتها في هذا الفن الذي دفعها للاطلاع الواسع والعميق على كل ما يخص عالم الموضة والأزياء بشكل أوسع، حيث تحول الشغف لديها من حالة لتفريغ الطاقة السلبية والخروج من ضغوطات الحياة، إلى حالة إيجابية تمثلت بمشروع تجاري استطاعت من خلاله تحقيق ذاتها وتطويرها، لافتة إلى أنها تسوق منتجاتها عبر صفحتها الخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي، إضافة إلى مشاركاتها المتنوعة بالمعارض والبازارات.
وحول الصعوبات التي تواجه عملها أشارت تكريتي إلى أن ارتفاع أسعار المواد الأولية ينعكس على أسعار منتجاتها، ولا سيما أن كل قطعة تتطلب وقتاً وجهداً كبيراً للإنتاج.
واختتمت تكريتي حديثها بالقول: إن الظروف حالياً صعبة والمطلوب من جميع أفراد الأسرة البحث عن فرص عمل، وأنصح السيدات وربات البيوت باستغلال أوقات فراغهن بتنمية هواياتهن ومهاراتهن للبدء بمشاريع صغيرة لدعم أسرهن.
سكينة محمد وأمجد الصباغ
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
الآبار اليدوية القديمة في الحدود الشمالية.. شواهد على عبقرية الإنسان وصموده في مواجهة الطبيعة
المناطق_
تعد الآبار اليدوية القديمة شواهد شامخةً في قلب البيئات الصحراوية بمنطقة الحدود الشمالية، على عبقرية الإنسان قديمًا وصموده أمام قسوة الطبيعة، إذ مثّلت هذه الآبار منذ القدم مصدرًا مهمًا أسهم في استمرارية الاستيطان بالقرى التاريخية.
وبرع الأجداد في حفر هذه الآبار بدقة وجهد يدوي شاق، لاستخراج المياه الجوفية العذبة من أعماق الأرض، وإحاطة جدرانها بالحجارة حمايةً لها من الانهيارات، مبتكرين وسائل بدائية كالدلاء لرفع المياه، ونقلها عبر “الراوية” الموضوعة على ظهور الدواب إلى المنازل.
أخبار قد تهمك مكافحة المخدرات تقبض على شخصين بمنطقة الحدود الشمالية لترويجهما مادة الإمفيتامين المخدر 25 أبريل 2025 - 5:51 مساءً جامعة الحدود الشمالية تعلن فتح باب القبول في 32 برنامجًا للماجستير 25 أبريل 2025 - 5:43 مساءًوتحكي الآبار اليدوية المنتشرة في المنطقة قصة الإنسان مع الأرض، وتوثّق قدرته على التكيّف مع بيئته، وتجاوز تحدياتها الطبيعية.
وأوضح الباحث والمهتم بالتاريخ والآثار عبدالرحمن التويجري, أن منطقة الحدود الشمالية تحتضن أكثر من ألفي بئر قديمة حُفرت منذ آلاف السنين، ولا تزال قائمة حتى اليوم شاهدةً على حضارات تعاقبت ووجود بشري ممتد وسط الصحراء.
وأشار إلى أن هذه الآبار شكّلت شريان الحياة الرئيس لسكان المنطقة، وأسهمت في استدامة الاستيطان في قرى تاريخية بارزة مثل قرية (لينة)، التي تحتوي على أكثر من 300 بئر، وفي قرية (لوقة) قرابة 300 بئر، ما يعكس أهميتها كمراكز بشرية نشطة عبر العصور.
وأفاد أن قرية (زبالا) الأثرية تحتوي على عشرات الآبار، التي كانت تزود سكانها والمارين على طريق درب زبيدة بالمياه، فيما تحتوي قرية (الدويد) على أكثر من 200 بئر، فضلًا عن العديد من الآبار المنتشرة في أم رضمة، والهبكة، وقيصومة فيحان، وحدق الجندة، وأعيوج لينة، والمصندق، والخشيبي، وغيرها من المواقع التي مثّلت مراكز استيطان لقبائل قديمة.
من جانبه، أفاد المرشد السياحي والمهتم بالتراث خلف الغفيلي، أن عملية حفر الآبار كانت تتم بطرق تقليدية دقيقة، عبر الاستدلال على وجود المياه الجوفية بالاستماع لصوت جريان الماء تحت الأرض، واستخدام العصي أو قضبان الحديد لتحديد أماكنها.
وبيّن أن هذه الآبار لا تزال تمثل إرثًا تاريخيًا عظيمًا، لا سيما لكبار السن الذين يحتفظون بذكريات ترتبط بها، كونها كانت رمزًا للصمود والاعتماد على الذات في بيئات قليلة الموارد.
وأشار الغفيلي إلى أن العديد من هذه المواقع تحوّل لاحقًا إلى قرى قائمة مزودة بالخدمات الحديثة، فيما ظلت الآبار القديمة قائمة كمعالم تراثية وسياحية يمكن استثمارها في تعزيز الوعي بالتراث وتشجيع السياحة الثقافية.
وأكد أن الآبار اليدوية ليست مجرد حُفر في الأرض، بل رموز تاريخية نابضة تحكي قصص التحدي والتكيف مع الطبيعة، وتجسّد ملاحم الأجداد في مواجهة شح الموارد.
وتبقى الآبار اليدوية القديمة إرثًا إنسانيًا يجب الحفاظ عليه وصيانته، بوصفه مرآةً للتاريخ المحلي، ومصدر إلهام للأجيال القادمة لمعرفة الجهود العظيمة التي بذلها الأجداد في سبيل بناء الحياة وسط الصحراء.