أكبر مصنع في العالم.. حكاية هرم مصر الرابع.. والافتتاح الشهر المقبل
تاريخ النشر: 12th, January 2024 GMT
اتخذت الدولة المصرية خطوات كبيرة مؤخراً في سبيل تطوير قطاع صناعة الغزل والنسيج وذلك لإعادة هيكلة الصناعة وإحيائها من جديدة وتطويرها بشكل كامل بدءا من زراعة القطن وحلجه حتى الوصول إلى المنتج النهائي.
قال وزير قطاع الأعمال العام، محمود عصمت ، إن مصر تعتزم افتتاح أكبر مصنع غزل ونسيج في العالم، بمدينة المحلة الكبرى، خلال الشهر المقبل، وفقاً لتصريحات صحفية.
وأضاف الوزير أن الشركة القابضة للغزل والنسيج التابعة لقطاع الأعمال العام بدأت الاستعداد النهائي لتشغيل المصنع، الذي تم تنفيذه ضمن مشروع مصر القومي لتطوير صناعة الغزل والنسيج.
يستوعب المصنع الذي تم تنفيذه على مساحة 62.5 ألف متر مربع، أكثر من 182 ألف مردن غزل، بمتوسط طاقة إنتاجية 30 طنا/ يومياً من الغزول الرفيعة والسميكة، بحسب بيانات وزارة قطاع الأعمال العام.
وارتكزت خطة تطوير شركات الغزل والنسيج على مضاعفة الطاقة الإنتاجية للمصانع نحو 6 مرات من خلال دمج شركات الغزل والنسيج من 23 شركة إلى 8 شركات فقط، ودمج 9 شركات حليج لتصبح شركة واحدة فقط.
وتم تطوير شركات الغزل والنسيج الحكومية والتي شملت؛ 65 مصنعا ومبنى خدمي يشملها مشروع التطوير ما بين إنشاء وتطوير وإعادة تأهيل بالشركات التابعة في مختلف المحافظات.
كما تم دمج 31 شركة لتصبح 9 شركات تعمل في مجالات تجارة وحليج الأقطان والغزل والنسيج والصباغة والتجهيز والملابس الجاهزة، بهدف خلق كيانات اقتصادية قوية وتحقيق التكامل في الأنشطة المتشابهة والتخصص في الإنتاج، وكذلك توريد ماكينات جديدة تعمل بأحدث تكنولوجيا من كبرى الشركات العالمية.
كما تم تطوير مشروع تطوير 6 محالج القطن بإدخال تكنولوجيا حديثة لتتم عملية الحلج آليا دون تدخل يدوي لإنتاج بالات قطن خالية من الشوائب مع مضاعفة الطاقة الإنتاجية وتحسين طريقة التعبئة والتغليف، وتم تأسيس شركة بالتعاون مع القطاع الخاص لإنتاج زيت بذرة القطن من خلال إنشاء معاصر في المحالج الجديدة.
وتم تطوير مشروع شركة “مصر للغزل والنسيج” بالمحلة الكبرى والذي يشمل إنشاء 5 مصانع جديدة وإعادة تأهيل 3 أخرى للغزل والنسيج والتحضيرات والصباغة والتفصيل، وتم الانتهاء من تنفيذ مصنع “غزل 4” بطاقة إنتاجية 15 طن يوميا غزول رفيعة، وجاري حاليًا إجراء تجارب الماكينات استعدادًا لافتتاحه قريبًا.
فى يوليو 2021 وقعت الشركة القابضة للقطن والغزل والنسيج والملابس عقد إنشاء مصنع غزل (1) الجديد بشركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة الكبرى، والذي يعد أكبر مصنع غزل على مستوى العالم، ويقام المصنع على مساحة حوالي 62500 متر مربع، ويستوعب أكثر من 182 ألف مردن غزل، بمتوسط طاقة إنتاجية 30 طن/ يوميا من الغزول الرفيعة والسميكة، وبلغت قيمة الأعمال الإنشائية التى تنفذها شركة جاما للإنشاءات نحو 780 مليون جنيه.
فضلاً عن مشروع تطوير شركة “مصر للغزل والنسيج وصباغي البيضا” بكفر الدوار والذي يشمل إنشاء مجمع مصانع للغزل والنسيج والصباغة لإنتاج غزول رفيعة وأقمشة القميص والبنطلون وملابس، ومشروع تطوير شركة “دمياط للغزل والنسيج” والذي يشمل إنشاء مجمع مصانع للغزل والنسيج والصباغة لإنتاج أقمشة الجينز و الغزول السميكة، ومشروع تطوير شركة “مصر شبين الكوم للغزل والنسيج” والذي يشمل تطوير مصنع (2) لإنتاج الغزول الرفيعة، وكذلك مشروع تطوير شركة “مصر حلوان للغزل والنسيج” والذي يشمل إنشاء مصنع للنسيج وآخر للصباغة وتطوير مصنع التفصيل.
في هذا الصدد قال الدكتور خالد الشافعي الخبير الاقتصادي ورئيس مركز العاصمة للدراسات الاقتصادية، إن اعتزام مصر لافتتاح أكبر مصنع غزل ونسيج في العالم بمدينة المحلة الكبرى خلال الشهر المقبل هو بمثابة انجاز للدولة المصرية وإعادة إحياء مدينة الغزل والنسيج حيث إن مصر كانت تشتهر بصناعة الغزل والنسيج وكانت مدينة المحلة رائدة في هذه الصناعة واستطاعت أن تعلو بالمنتج المصري الى افاق كل الدول الافريقية وكل الدول العربية والاسيوية لكفاءة ولمتانة المنتج المصري المصنع في المحلة الكبرى، وبالتالي من خلال هذا المصنع العملاق يمكن لمصر أن تحقق طفرة صناعية كبيرة.
وأكد الدكتور خالد الشافعي خلال تصريحات لــ”صدى البلد” أهمية هذه الخطوة التي تستوعب كل الطاقات الإنتاجية، وتوفير خامات كثيرة كانت تقوم مصر باستيرادها بالعملة الأجنبية، وبالتالي افتتاح هذا المصنع يعد خطوة هامة ويجعل مصر تأخذ خطوات ثابتة نحو ترسيخ وتوطين صناعات تخدم الاقتصاد المصري وتوفير فرص عمل وتجعل القطاع الصناعي يساهم في الناتج المحلي الإجمالي وتحقيق طفرة خلال الفترة القادمة.
صدى البلد
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: مشروع تطویر شرکة للغزل والنسیج الغزل والنسیج المحلة الکبرى أکبر مصنع مصنع غزل
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: خمس حقائق عن الوضع في السودان: أكبر أزمة إنسانية في العالم
تقترب الحرب المدمرة في السودان من إكمال عامها الثاني في نيسان/أبريل 2025، تاركة إرثا من سوء التغذية والنزوح الجماعي للسكان وانعدام مزمن للأمن، وبينما تستعد الأمم المتحدة لإطلاق نداء إنساني للحصول على تمويل قياسي بقيمة 4.2 مليار دولار لدعم عمليات الإغاثة في البلاد، نلقي نظرة على أبرز الأشياء التي تحتاجون لمعرفتها عن الأزمة في السودان التي وُصِفت بأنها "أكبر وأكثر الأزمات الإنسانية وأزمات الحماية تدميرا في العالم اليوم".
1- الحرب: اشتباكات الخرطوم في 2023 تنذر بنهاية عملية السلام
بحلول نهاية عام 2022، كانت هناك آمال في أن تتمخض عملية السلام التي تدعمها الأمم المتحدة عن إدارة مدنية في السودان، بعد فترة مضطربة شهدت سقوط عمر البشير، تلاه قمع شديد للاحتجاجات التي كانت تدعو إلى حكم مدني.
في كانون الأول/ ديسمبر 2022، قال الممثل الخاص السابق للأمين العام للأمم المتحدة في السودان فولكر بيرتيس، "إن الاتفاق السياسي النهائي يجب أن يمهد الطريق لبناء دولة ديمقراطية". ومع ذلك، حذر من أن "القضايا الخلافية الحرجة" لا تزال قائمة، لا سيما اندماج القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع.
وتصاعدت التوترات بين الجانبين في أوائل عام 2023، واتسمت بالاشتباكات المتقطعة. لكن بداية الحرب الأهلية الحالية وقعت مع هجوم قوات الدعم السريع على العاصمة الخرطوم في 15 نيسان/أبريل 2023. وأجبر القتال، الذي امتد بعد ذلك إلى أجزاء أخرى من البلاد، الأمم المتحدة على إخلاء الخرطوم، ونقل مقر عملياتها إلى مدينة بورتسودان المستقرة نسبيا والمطلة على البحر الأحمر.
وأدانت الأمم المتحدة بشدة القتال ومعاناة المدنيين. ودعا الأمين العام، أنطونيو غوتيريش إلى حوار عاجل بين أطراف الصراع. ويواصل المبعوث الشخصي للأمين العام إلى السودان، رمطان لعمامرة، دعم جهود السلام، بالتعاون الوثيق مع المنظمات الإقليمية، بما في ذلك الاتحاد الأفريقي.
2- الأزمة الإنسانية: أكثر من 30 مليون شخص يحتاجون المساعدات
كانت الحرب كارثية بالنسبة للمدنيين في السودان. فنحو 30.4 مليون شخص ــ أي أكثر من ثلثي إجمالي السكان ــ في حاجة إلى المساعدة، من الصحة إلى الغذاء وغير ذلك من أشكال الدعم الإنساني. وأدى القتال إلى انهيار اقتصادي، مما أسفر عن ارتفاع أسعار الغذاء والوقود والسلع الأساسية الأخرى، الأمر الذي جعلها بعيدة عن متناول العديد من الأسر.
كما أن الجوع الحاد مشكلة متنامية، حيث يواجه أكثر من نصف السكان مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد. وتم الكشف عن ظروف المجاعة في خمسة مواقع في ولاية شمال دارفور وجبال النوبة الشرقية. ومن المتوقع أن تنتشر المجاعة إلى خمس مناطق أخرى بحلول شهر أيار/مايو من هذا العام.
المنسقة المقيمة ومنسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان، كليمانتين نكويتا سلامي، حذرت من أن "هذه لحظة حرجة، حيث بدأت بالفعل أجزاء من جنوب كردفان تشعر بعواقب انعدام الأمن الغذائي، إذ تعيش الأسر على إمدادات غذائية محدودة بشكل خطير، وترتفع معدلات سوء التغذية بصورة حادة".
تمت إعاقة الجهود الإنسانية بشدة بسبب انعدام الأمن، مما يفرض قيودا شديدة على الوصول الإنساني، ويعقد حركة الإمدادات ويعرض عمال الإغاثة للخطر. وعلى الرغم من المخاطر، تواصل الأمم المتحدة وشركاؤها الإنسانيون الوصول إلى السكان المعرضين للخطر.
وينقذ برنامج الأغذية العالمي آلاف الأرواح كل يوم، كما نجحت منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) في توزيع البذور على أكثر من نصف مليون أسرة خلال موسم الزراعة. وإجمالا، تلقى حوالي 15.6 مليون شخص شكلا واحدا على الأقل من أشكال المساعدة من الأمم المتحدة في عام 2024.
أما النظام الصحي فهو في حالة يرثى لها، حيث تعرضت المرافق الصحية للهجوم وأُجبِر العديد من العاملين الصحيين على الفرار.
ولا تزال منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) تعملان، وتدعمان التحصين ضد الكوليرا والملاريا، وتنشران فرقا طبية متنقلة.
3- النزوح: نزوح جماعي يعادل إجمالي تعداد سكان سويسرا
اضطرت أعداد هائلة من الناس إلى الفرار من ديارهم إلى مناطق آمنة نسبيا، سواء داخل السودان أو في البلدان المجاورة، مما فاقم عدم الاستقرار الإقليمي. ويُصنَف أكثر من ثلاثة ملايين شخص كلاجئين، ونحو تسعة ملايين كنازحين داخليا. ويفوق إجمالي عدد النازحين تعداد سكان سويسرا.
ونظرا لتبدل خطوط المواجهة، كانت هناك موجات متتالية من النزوح، مما جعل مهمة الوصول إلى المحتاجين معقدة بشكل متزايد. ووصفت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الوضع في السودان بأنه "أكبر وأسرع أزمة نزوح نموا على مستوى العالم".
ويواجه النازحون، سواء بقوا في السودان أو انتقلوا إلى الخارج، انخفاضا في الوصول إلى الغذاء، وندرة الموارد الطبيعية، وقدرة محدودة على الوصول إلى الخدمات الأساسية. بالإضافة إلى ذلك، تنتشر الأمراض مثل الكوليرا والحصبة في مخيمات اللاجئين والنازحين.
وتعاني العديد من الدول المحيطة من مشاكل اقتصادية وأمنية خاصة بها، وبعضها من بين أفقر دول العالم، مع خدمات محدودة ومثقلة.
المنظمة الدولية للهجرة والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تعملان حيثما أمكن على حماية الأرواح ودعم الدول التي تستضيف اللاجئين وضمان تلبية احتياجات الفارين بكرامة.
مساعدات نقدية من برنامج الأغذية العالمي.
4- انعدام الأمن: النساء والفتيات الأكثر تأثرا بالصراع
تم الإبلاغ عن مقتل أكثر من 18,800 مدني منذ بداية الصراع، وتزداد مستويات العنف في السودان سوءا. في بداية شباط/فبراير، قُتل ما لا يقل عن 275 شخصا في أسبوع واحد فقط، وهو ما يزيد بثلاثة أضعاف عن عدد القتلى في الأسبوع السابق.
ويتعرض المدنيون لقصف مدفعي وغارات جوية وهجمات بطائرات مسيرة، والمناطق الأكثر تضررا هي ولايتا جنوب كردفان والنيل الأزرق. كما أن عمال الإغاثة كانوا هدفا للترهيب والعنف، مع تقارير تفيد بأن بعضهم اتُهِم زورا بالتعاون مع قوات الدعم السريع.
ووثقت بعثة الأمم المتحدة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق بشأن السودان مجموعة من انتهاكات حقوق الإنسان المروعة التي ارتكبتها كل من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، ودعت إلى إجراء تحقيقات في الانتهاكات، وتقديم الجناة إلى العدالة.
وفي مقابلة مع أخبار الأمم المتحدة، أوضح إدمور توندلانا، نائب رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق لشؤون الإنسانية (أوتشا) في السودان، أن النساء والفتيات هن الأكثر تضررا من الصراع، مع ورود تقارير عن حالات اغتصاب وزواج قسري واختطاف.
وأضاف: "إذا نظرنا إلى الهجوم الأخير الذي أودى بحياة حوالي 79 شخصا في جنوب كردفان، حول كادوقلي، فإن أغلب القتلى كانوا من النساء والفتيات". وأشار كذلك إلى أن الفتيان المراهقين معرضون أيضا لخطر كبير، مضيفا "لا يمكن لهؤلاء التنقل بسهولة بين خطوط المواجهة. وسوف يُشتبه في أنهم يتجسسون".
وكان قد تم تجنيد أعداد كبيرة من الأطفال في الجماعات المسلحة، وأجبروا على القتال أو التجسس ضد الجانب الآخر.
5- التمويل: نحتاج إلى مليارات الدولارات
يحد الافتقار إلى الأموال الكافية بشدة من قدرة الأمم المتحدة على مساعدة سكان السودان. وتمكنت مفوضية اللاجئين وشركاؤها من توفير أقل من الحد الأدنى من الدعم للاجئين، كما تم خفض حصص الطعام بشكل كبير، مما زاد من انعدام الأمن الغذائي.
وفي 17 شباط/فبراير 2025، يطلق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ومفوضية اللاجئين نداءً للحصول على التمويل، بناءً على خطط الاستجابة الخاصة بكل منهما للأزمة.
وتم تقدير الاحتياجات الإنسانية للسودان بنحو 4.2 مليار دولار، وهو رقم قياسي، مع الحاجة إلى 1.8 مليار دولار إضافية لدعم أولئك الذين يستضيفون اللاجئين في البلدان المجاورة.
وبينما قد يبدو المبلغ المطلوب كبيرا، يؤكد نائب مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في السودان أنه بالنظر إلى "ما يمكن أن يفعله هذا لـ 21 مليون شخص يحتاجون إلى المساعدة، فإن الأمر يتعلق في الأساس بـ 200 دولار أمريكي للشخص الواحد سنويا. وإذا قسمناها بشكل أكبر، نجد أن الطلب هو في الأساس نصف دولار للشخص الواحد يوميا".