مركز أبوظبي للغة العربية يطلق الدورة الرابعة من برنامج المنح البحثية
تاريخ النشر: 12th, January 2024 GMT
أطلق مركز أبوظبي للغة العربية، الدورة الرابعة من برنامج المنح البحثية في الأول من يناير الجاري، والذي يسعى إلى تحفيز الباحثين في مجال اللغة العربية وتشجيعهم على تقديم مشروعات بحثية نوعية، تساهم في تعزيز مكانة العربية، وتنهض بوعي القرّاء وفكرهم، وترتقي بمجالات البحث العلمي.
يقدّم البرنامج، الذي أطلق في عام 2021، ما بين ست وثماني منح سنوياً في عدة مجالات تضمّ المعجم العربي، والمناهج الدراسية، والأدب والنقد، وتعليم العربية للناطقين بغيرها، واللسانيات التطبيقية والحاسوبية، وتحقيق المخطوطات في مجال علوم اللغة العربية كافة، ويرصد المركز للمنح مبلغاً إجمالياً سنوياً بقيمة 600 ألف درهم.
و قال سعادة الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، بهذه المناسبة: “نسعى من خلال إطلاق الدورة الرابعة من البرنامج، إلى إتاحة المجال أمام الباحثين الجادين لتقديم المزيد من المشروعات البحثية النوعية، التي تسهم في إثراء اللغة العربية وتعزيز مكانتها وريادتها، بوصفها ركيزة أساسية للفكر والهوية الوطنية المجتمعية، ونحرص أيضاً على مواصلة الجهود للارتقاء بواقع البحوث العلمية وأثرها الفاعل في ميادين العمل المعرفي”.
وأضاف سعادته: “نأمل أن يتضمّن برنامج المنح في دورته الحالية مجموعة من الأعمال المتميزة التي نحرص على أن تكون ذات قيمة بحثية عالية، تسلّط الضوء على مواضيع جديدة تسهم في إثراء معارف الدارسين، والقرّاء، والمهتمين على حدٍّ سواء، وتشمل الكثير من الجوانب التي يمكن من خلالها أن ندعم المكتبات العلمية بإصدارات بحثية تخدم تعزيز مكانة اللغة العربية وتعزز حضورها إقليمياً ودولياً”.
ويعتزم المركز نشر إصدارات الدورة الثالثة من برنامج المنح البحثية خلال فعّاليات الدورة الـ 33 لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب التي تقام خلال الفترة من 29 أبريل إلى 5 مايو 2024، وذلك ضمن سلسلة البصائر للبحوث والدراسات.
وتضم هذه الأعمال: “التحوّلات السردية في الأدب الإماراتي” لمريم الهاشمي، و”اختيارات ابن مسافر من شروح أشعار العرب” تحقيق مقبل الأحمدي ومحمد شفيق البيطار، و”سيرة الأسكندر ذي القرنين وما جرا له من العجايب” دراسة وتحقيق نبيل حمدي الشاهد، و”بياض ورياض” دراسة وتحليل ومقارنة فايز القيسي، و”الرواية التاريخية الجديدة ورهان التخييل” لمصطفى النحال، و”قيافة المعنى: من التأويل إلى الميتا-تأويل” لشفيقة وعيل، و”الحداثة الأدبية والنقدية في السعودية: جذورها واتجاهاتها” لمحمد الصفراني.
وبلغ عدد المنح المقدّمة للباحثين منذ انطلاق البرنامج 20 منحة بحثية، تلقّى حقل “الأدب والنقد” أكثر المشاركات البحثية، تلاه “تحقيق المخطوطات” ثم “المعجم العربي”، وكشفت آخر الإحصائيات الصادرة عن المركز تزايد أعداد المتقدّمين للبرنامج، لتبلغ 111 مترشّحاً من 17 دولة خلال العام 2023.وام
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: اللغة العربیة برنامج المنح
إقرأ أيضاً:
اللغة التي يفهمها ترامب
ما اللغة التى يفهمها الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب، وكذلك رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو؟!
الأول يفهم لغة المصالح، والثانى يفهم لغة القوة، والاثنان لا يفهمان بالمرة لغة القانون الدولى وحقوق الإنسان والمحاكم الدولية وقرارات الشرعية الدولية.
هل معنى ذلك أن الرؤساء الأمريكيين، وكذلك رؤساء الوزراء الإسرائيليون السابقون كانوا ملائكة ويقدسون لغة القانون والشرعية الدولية؟!
الإجابة هى لا. جميعهم يفهمون ويعرفون لغة القوة والمصالح، لكن تعبيرهم عن ذلك كان مختلفا وبدرجات متفاوتة، وكانوا دائمًا قادرين على تغليف القوة الخشنة بلمسات ناعمة وقفازات حريرية ملساء والقتل والتدمير بعيدًا عن كاميرات وعيون الإعلام. والدليل أن المذابح والمجازر الإسرائيلية مستمرة منذ عام 1948 حتى الآن، وخير مثال لذلك كان رئيس الوزراء الأسبق شيمون بيريز.
نعود إلى ترامب ونقول إنه يصف نفسه أحيانًا بأنه مجنون ومن يعرفه يقول عنه إنه يصعب التنبؤ بأفعاله، وأنه لا ينطلق من قواعد معروفة. هو لا يؤمن بفكرة المؤسسات، والدليل أنه همش حزبه الجمهورى، وهمش وسائل الإعلام وتحداها. كما يزدرى المؤسسات الدولية، بل إنه ينظر مثلًا إلى حلف شمال الأطلنطى باعتباره شركة مساهمة ينبغى أن تعود بالعوائد والأرباح باعتبار أن الولايات المتحدة هى أكبر مساهم فى هذه الشركة أو الحلف.
تقييم ترامب لقادة العالم يتوقف على قوتهم وجرأتهم وليس على التزامهم بالأخلاق والقيم والقوانين.
حينما علق على خبر قيام إيران برد الهجوم الإسرائيلى، نصح إسرائيل بتدمير المنشآت النووية الإيرانية، وقبل فوزه بالانتخابات الأخيرة نصح نتنياهو أن ينهى المهمة فى غزة ولبنان بأسرع وقت قبل أن يدخل البيت الأبيض رسميًا فى 20 يناير المقبل.
وإضافة إلى القوة، فإن المبدأ الأساسى الذى يحكم نظرة وقيم ومبادئ ترامب هو المصلحة. ورغم أنه يمثل قمة التيار الشعبوى فى أمريكا، والبعض يعتبره زعيم التيار المحافظ أو اليمين المتطرف، فلم يعرف عنه كثيرًا تعصبه للدين أو للمبادئ. هو يتعصب أكثر للمصالح. وباعتباره قطبًا وتاجر عقارات كبير، فإن جوهر عمله هو إنجاز الصفقات.
وانطلاقًا من هذا الفهم فإنه من العبث حينما يجلس أى مسئول فلسطينى أو عربى مع ترامب أن يحدثه عن قرارات الشرعية الدولية أو الحقوق أو القانون الدولى. هو يعرف قانون المصلحة أو القوة أو الأمر الواقع.
ويحكى أن وزير الخارجية الأسبق والأشهر هنرى كسينجر نصح وزيرة الخارجية الأسبق مادلين أولبرايت قبل أن تلتقى الرئيس السورى الأسد، وقال لها: «إذا حدثك الأسد عن الحقوق والشرعية قولى له نحن أمة قامت على اغتصاب حقوق الآخرين أصحاب الأرض، وهم الهنود الحمر، وبلدنا تاريخها لا يزيد على 500 سنة، وبالتالى نؤمن بالواقع والقوة وليس القانون».
هذا هو نفس الفكر الذى يؤمن به ترامب، لكن بصورة خشنة وفظة. هو يتعامل مع أى قضية من زاوية هل ستحقق له منافع وأرباح أم لا.
وربما انطلاقًا من هذا المبدأ يمكن للدول العربية الكبرى أن تقدم له لغة تنطلق من هذا المبدأ. بالطبع هناك أهمية كبرى للحقوق وللشرعية وللقرارات الدولية والقانون الإنسانى، ومن المهم التأكيد عليها دائمًا، لكن وإضافة إليها ينبغى التعامل مع ترامب باللغة التى يفهمها. أتخيل أن اللجنة الوزارية المنبثقة عن القمة العربية الإسلامية يمكنها أن تتفاوض مع ترامب بمجرد بدء عمله فى البيت الأبيض. بمنطق أنه إذا تمكن من وقف العدوان الإسرائيلى على فلسطين ولبنان فسوف تحصل بلاده على منافع مادية محددة، أما إذا أصرت على موقفها المنحاز?فسوف تخسر كذا وكذا.
بالطبع هذا المنهج يتطلب وجود حد أدنى من المواقف العربية الموحدة، ولا أعرف يقينًا هل هذا متاح أم لا، وهل هناك إرادة عربية يمكنها أن تتحدث مع الولايات المتحدة وإسرائيل بهذا المنطق الوحيد الذى يفهمونه أم لا؟
الإجابة سوف نعلمها حتمًا فى الفترة من الآن حتى 20 يناير موعد دخول ترامب إلى البيت الأبيض
خصوصًا أن تعيينات ترامب المبدئية كلها لشخصيات صهيونية حتى النخاع، وهى إشارة غير مبشرة بالمرة.
أما عن نتنياهو فكما قلنا فهو لا يفهم إلا لغة القوة. وقوته وقوة جيشة وبلاده مستمدة أولًا وثانيًا وثالثًا وعاشرًا من قوة الولايات المتحدة، وبالتالى سنعود مرة أخرى إلى أن العرب والفلسطينيين يقاتلون أمريكا فعليًا وليس إسرائىل فقط.
(الشروق المصرية)